Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأحاديثُ النبوية القصصية
في صحيح البخاري :
المؤلف
إبراهيم، هانى محمد سعيد علي.
هيئة الاعداد
باحث / هانى محمد سعيد علي إبراهيم
مشرف / محمد السيد سليمان العبد
مشرف / نادية حسن عمر همام
مناقش / محمد السيد سليمان العبد
الموضوع
اللغة العربية.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
318ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
14/10/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 317

from 317

المستخلص

المقدمة
تُعد (النـَّصِّـيَّة ) من أحدث الاتجاهات اللغوية التي ظهرت حتى الآن، فقد انفردت بمميزات فريدة ٍ عن الاتجاهات اللغوية الأخرى ، فقد تعدَّت في تحليلاتها اللغوية الجملة بوصفها الوحدة اللغويَّة الكبرى إلى النـَّص؛ وذلك لأن تحليل الجملة يُعَد قُصُوراً في الدراسة اللغويـَّة ؛ إذ لا يُمكن دراستها منفصِلة عن سياقِها اللغوي المتمثـِّل في البنية اللغويـَّة الكبرى (النـَّص ) .
ومن هنا توجّه البحثُ اللُّغويّ في الآونة الأخيرة إلى تحليلِ النّصوص بوصفها أكبر وحدة قابلة للتّحليل، فتخطى بذلك حدود الجملة إلى محيط النص، وقضيةُ التماسُك النصّي منَ القضايا التي اهتم بها (علم اللغة النصي) بوصفها الشَّرط الرئيس لكون كلامٍ معينٍ نصاً، فبها نفرق بين النصّ واللانصّ .
لذلك انطلقت النداءات بضرورة الخروج من نطاق التحليل على مستوى الجملة إلى التحليل على مستوى أكبر هو التحليل على مستوى النـَّص، وقد انطلقت من الإحساس القوي بِأنَّ نحو الجملة لم يَعُدْ كافيـًا لإشباع حاجة المُـحلِل اللغوي ؛ إذ الجملة لا تـُقـَدِّم سوى الضَّـئِيل بالنسبة لِما يـُقدِّمه النـَّـص؛ فمــا الجملة إلا جزءٌ صغير بالقياس للنـَّـص ، وما يقدمه النـَّص يمثل المعنى الكلي، على حين الذي تقدمه الجملة يُمثـِّـل جزءاً فقط من المعنى العام .
وهذا لا يجعلنا نطرح نحو الجملة خلفنا، بل العكس هو الصحيح؛ لأنـَّه كما يمثل الحرف أساس الكلمة ، والكلمة أساس الجملة ، فكذلك الجـُملة تـُمَثِل أساس النـَّص، فالنـَّص عبارة عن متتاليات من الجـُمل في الأغلب، بصرف النظر عن كونه جملة واحدة أو كلِمة واحِدة.

منهج البحث :
يـُعَد المنهج التحليلي الوصفي من أفضل المناهِج التي تساعد الباحث في دراسته ، لِما فيه من مميزات تساعد على إتمام هذا الموضوع .
الدراسات السابقة :
1- الترابُط النـَّصي في سورة الكهف ( د . حسنة عبد السميع ) ؛ وهى دراسة نُشِرَت في مجلة ( الدراسات القرآنية ) عام 2007 ، وكان الهدف من هذه الدراسة فهم الترابط النصي في سورة الكهف ، وجاءت هذه الدراسة رداً على ما أثاره عالم النفس ( كال جوستاف ) من ملاحظات ذهب فيها إلى بعض ادعاءات بافتقاد النص القرآني للتماسُك واستشهد في ذلك بسورة الكهف، وقد استخدمت ( د . حسنة عبد السميع ) من أدوات الترابط النصي ما ساعدها على إثبات التماسك النصي في سورة الكهف .
2- بحث كتبته الباحثة (سهام على سعودي) وهو رسالة دكتوراة بعنوان (السبك والحبك في لغة الحديث الشريف – دراسة تطبيقية على حديث مسلم) وقد تناولت الباحثة فيه معيارين أساسيين من معايير علم اللغة النصي وهما السبك والحبك ، واعتمدت فيها على كتاب صحيح مسلم بشرح الإمام النووي، واتبعت الدراسة منهج علم اللغة النصي مع الاستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي؛ والذي اعتمدت الدراسة عليه في تحليل وسائل (السبك والحبك) الواردة في نصوص الحديث الشريف وبيانها، وجاءت هذه الدراسة في مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة .
3- كتاب (تحليل النص، دراسة الروابط النصيَّة في ضوء علم اللغة النصي) للدكتور ( محمود عكاشة ) دراسة تطبيقية للتعرف على أسرار النص في ضوء الدراسات النصية ، وقد اختار فيه صاحبه نماذج تطبيقية من القرآن الكريم ومن الشعر العربي ، وبذلك جمع هذا الكتاب بين الخطاب القرآني والخطاب الأدبي .

أهمية الموضوع وهدفه :
ترجِع أهمية هذا الموضوع إلى اختياره لعلم اللغة النـَّصي ، الذي تخطى الجملة في تحليلاته إلى النــَّص كما سبق توضيح ذلك .
ولما كان المجال التطبيقي للتحليل النـَّصي من المجالات القليلة - خاصة في الإسهامات العربية - كانت الحاجة القوية لاختيارنص مميَّز بفصاحته، وكان أهم نصٍّ تتوفـَّر فيه هذه الشروط – بعد القرآن الكريم – الحديث النبوي الشريف وبصرفِ النَّظر عن مدى توافُر معايير النصية - مجتمعةً أو أغلبها في النَّصِّ الحديثي، فإنَّ الحديث الشَّريف هو نص منطوق في البداية، ونصٌّ مكتوب - منذ دوِّن - ولا شك في ذلك، بل هو نصٌّ يأْتي في المرتبةِ الثـَّانيةِ بعد القُرآنِ الكريمِ في البلاغةِ العربيَّةِ، وهذا أمرٌ معلومٌ .
لسنا إذًا بصدد دراسة نصَّ الحديث النبوي الشَّريف لنثبتَ أنَّه نصٌّ، فهذا أمرٌ لا شك فيه من البداية؛ بل لنُحاول الكشْفَ عن أهمِّ وسائل التَّرابطِ النَّصِّي الَّتي حفظـَـت للنـَّـص الحديثيِّ تَماسُكه وترابطه، وأبقت له أثرَه عند المتلقين رغْم اختلافهم على اختلاف الأزْمان.
وتبرز أهمية اختياري هذا الموضوع من خلال جملة من الأمورِ، أوجزُها في النقاط التالية:
1- الحاجة إلى المزيد من الدّراســاتِ النّصيـَّة التطبيـقيـَّة للنصـوصِ العربيـَّة لاسيَّمـا الحديث النبــوي الشـريف، وأهم ما يميز هذه الدراسة أنها خاضتْ في مجال تحليل نصّ مقدس في ضوء منهج لسانيّ نصيّ .
2- المشاركة في ميدان التطبيق في علم اللُّغة النصي، فعلم اللغة النصي من الأمور التى تشغل النقد العربي المعاصر، وقد وجدت في هذه الدراسة ما يدفعني إلى المشاركةِ في موضوعٍ كهذا يلبس حُلة الراهنية وقد وجدت فيه فرصة لاكتشاف القدرات الذاتية ، وهى أيضا فرصة تتيح لي سبل الاطلاع والقراءة التي تغذي الذهن وتزيد شخصية الباحث وعيًا بحقيقة الإشكالات التي تعاني منها منظومتنا النقدية .
3- خدمة الحديث النبوي الشريف بإضافة جهد متواضع إلى جهود من سبقني في دراسة الحديث النبوي الشريف، فأيّ دراسةٍ للحديث النبوي تُعدّ محاولة للاقتراب من فهمه وبيان غاياته.
4- محاولة تقديم بحث يقوم على أسس علمية منهجية في إطار إعداد مذكرة لنيل درجة الماجستير، نحاول فيه - قدر استطاعتنا - أن نلتزم الموضوعية التي تضفي طابع العلمية على عملي المتواضع وهذاالبحث يُسلـِّط الضوءَ على مفهوم النص بوصفه واحداً من أهمِّ المصطلحاتِ النقديةِ الشائكةِ ولاسيما في الدراسات الأدبية والقرآنية لذلك آثرت في الأول إلقاء نظرة على مفهوم النص فوقفنا على معنى النص في اللغة والاصطلاح حسب المنهجيات المختلفة على الرغم من صعوبة تحديد مفهوم جامع مانع له في وسط شبكة المصطلحات
والمنهجيات التي تستخدم هذا المفهوم وتسخره لمنطلقاتها الخاصة، ثم تناولنا بالبحث أبرز معايير نصية النص .
- وفي الجزء التطبيقي قمت بتطبيق معاييرعلم اللغة النصي وأسسه على نماذج من الأحاديث النبوية القصصية .
- وقد قام اختيارهذه النماذج من الأحاديث بدقة حتى يتسنى لي إيضاح ما أريده من خلالها .
محتوى البحث :
قد جاء هذا البحث في بابين رئيسيين؛ الباب الأول مدخل نظري جاء في أربعة فصول، الفصل الأول تناول المقصود بعلم اللغة النص، والثاني تناول معايير النصية، والثالث تناول الحديث النبوي وفن القصة، والرابع تناول نبذة عن الإمام البخاري .
أما الباب الآخر: التحليل النَّصي للأحاديث النبوية القصصية فقد جاء فيه تطبيقات من خلال اختيار نماذج من الأحاديث النبوية القصصية وتحليلها في ضوء علم اللغة النصي وقد جاء هذا الباب في سبعة فصول وهى؛ الفصل الأول عناصر السبك في الأحاديث النبوية القصصية، والثاني عناصر الحبك في الأحاديث النبوية القصصية ، والثالث التناص في الأحاديث النبوية القصصية، والرابع القصدية في الأحاديث النبوية القصصية، والخامس القبول ( المقبولية ) في الأحاديث النبوية القصصية، والسادس الإعلامية في الأحاديث النبوية القصصية، والسابع السياق (المقامية) في الأحاديث النبوية القصصية، وجاءت الخاتمة لتظهر نتائج البحث.
صعوبات البحث :
ويجدر بنا الإشارة في هذا المقام إلى أن الدراسة النصية قد فتحت دائرة بحثية جديدة ما زالت تتقدم بخطى بطيئة، لكن الاهتمام به اليوم أصبح متزايداً رغم أنه يحتاج إلى جهدٍ واعٍ بخطورة هذا المجال على مستوى الفكر والثقافة عموماً. ولذلك عانيت بوصفي باحثاً من صعوبة الحصول على المراجع اللغوية المتخصصة في هذه الدراسة، كما واجهت صعوبات منهجية كثيرة مما جعلني أبذل المزيد من الجهد لفك صعوبات هذه الدراسة إلا أنه ورغم هذه الصعوبات فقد سعيت إلى التزام توجيهات أساتذتي الكرام واستلهمت من فيض معارفهم ما استعنت به على تذليل ما واجهني من العقبات، فلهم مني جزيل الشكر والعرفان.