Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج تدريبى لتنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر /
المؤلف
حنضل، أحمد شحات مصطفى.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد شحات مصطفى حنضل
مشرف / تهانى محمد عثمان منيب
مشرف / محمود محمد الطنطاوى
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
440 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - التربية الخاصة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

مقدمة
سُميت متلازمة أسبرجر على اسم طبيب الأطفال النمساوى ”هانز أسبرجر” (1906 - 1980). ففى عام (1944) وصف أسبرجر أربعة أطفال كان يعمل على حالاتهم ممن كان لديهم صعوبات فى التفاعل الاجتماعى, وافتقر هؤلاء الأطفال إلى مهارات التواصل غير اللفظى, وفشلوا فى إظهار تعاطفٍ مع أقرانهم, ولديهم صعوبات حركية. وقد أطلق على هذه الحالة اسم ”سيكوباتيا التوحد Autistic Psychopathy” وقد وصف الحالة بشكل رئيسى أنها تتسم بالعزلة الاجتماعية. ثم قامت”لورنا وينجLorna Wing ” بنشر مصطلح ”متلازمة أسبرجر” فى المجتمع الطبى الناطق باللغة الإنجليزية فى مطبوعاته التى نُشرت عام (1991) وشملت سلسلة من دراسات الحالة لأطفال يُظهرن أعراضًا مشابهة لما وصفه أسبرجر. وقامت ”أوتا فريث Uta Frith” بترجمة ورقة هانز أسبرجر إلى الإنجليزية عام (1991). وأصبحت متلازمة أسبرجر تشخيصًا قياسيًا عام (1992) عندما تم إدراجها فى الطبعة العاشرة من ”الدليل التشخيصى لمنظمة الصحة العالمية” و”التصنيف الدولى للأمراض ICD-10 ”, وفى عام (1994) تمت اضافته إلى الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصى والإحصائى للاضطرابات النفسية DSM-IV-TR 2000.(مجدى عبد الله, 2013: 78 -79).
وتتميز متلازمة أسبرجر بعدد من الخصائص والسمات. ويُلخص (دود Dood, 2005,7) هذه الخصائص فى أن الأسبرجر يتضمن نقصًا فى التقمص العاطفى, وقدرة متدنية على بناء صداقات, والمحادثات تكون من طرف واحد, ولديه درجة مرتفعة من الاهتمامات الخاصة, وعجز عن استخدام التلميحات الاجتماعية مثل لغة الجسم, والسخرية, والجوانب الأخرى من التواصل, ومدى محدود من الاهتمامات, والمداومة أو المواظبة فى أداء سلوك معين. كما أنه كثير الحشو فى الكلام, والسلوك الشاذ, والصوت الممل والرتيب, والتفكير المحسوس, والحساسية الزائدة لمثيرات محددة والحركات الشاذة (أُسامة مصطفى والسيد الشربينى,2011: 131).
فالصعوبات الاجتماعية والانفعالية من السمات الأساسية لدى ذوى متلازمة أسبرجر. وفى معظم التصنيفات نجد أن السمات الأساسية لدى ذوى الأسبرجر هى الفشل فى تطوير المهارات الاجتماعية المناسبة للسن. وتشمل صعوبات التفاعل الاجتماعى (غياب التفاعل الاجتماعى المشترك, صعوبة فى فهم القواعد الاجتماعية, سلوكيات اجتماعية غير مناسبة ونقص التعاطف). وقد أشارت معظم البحوث والدراسات إلى أن الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر يعانون من ضعف التلميحات الاجتماعية وسلوكيات اجتماعية وانفعالية غير مناسبة, وصعوبة إدراك مشاعر الأخرين أو التعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم للآخرين وتجنب الأخرين وتفضيل العزلة. مما يؤدى إلى صعوبات فى العلاقات البينشخصية وبيئة العمل. (Montgomery, 2007: 7).
مشكلة الدراسة
تنبع مشكلة الدراسة من نتائج الدراسات التى تناولت الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر والتى أكدت على وجود قصور فى المهارات الوجدانية والاجتماعية لديهم.
فقد أشار الدليل التشخيصى والإحصائى للاضطرابات النفسية (DSM-IV-TR 2000) إلى وجود إعاقة نوعية فى التفاعل الاجتماعى تتجلى فى اثنين من المظاهر الأتية:
- إعاقة واضحة فى استخدام السلوكيات غير اللفظية المتعددة مثل التحديق بالعين, تعبيرات الوجه, والايماءات التى تنظم التفاعل الاجتماعى.
- الاخفاق فى اقامة علاقات اجتماعية ملائمة لمستويات النمو مع الأقران.
- ضعف التطلع الذاتى لمشاركة الأخرين المتعة والاهتمام والإنجاز مثل (عدم البحث عن الظهور وعدم إطلاع الأخرين على الأشياء وعدم الإشارة إلى االموضوعات التى يهتم بها الآخرون).
- إنعدام التبادل الانفعالي أو الاجتماعى.
وأشارت دراسة ( Montgomery , 2007 ), (Clikman, et al 2010), (ليندرLinder 2006 ) و (Hirokazu Doi, et al 2013), (Mazefesky Carla, et al 2007), إلى أن الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر لديهم صعوبات كبيرة فى فهم الاشارات والتعبيرات الوجدانية بالاضافة إلى وجود اشارات دالة من الحزن والانسحاب الاجتماعى وصعوبات فى فهم التفاعلات الاجتماعية. بالاضافة إلى وجود صعوبة فى التعرف على الانفعالات عن طريق تعبيرات الوجه.
كما أشارت دراسة كلا منKathleen Macintosh 2006 )), (State Talida, 2012) , (Kozlowski Alison, et al 2012), ( Kalyva Efrosini, 2010) , دراسة (State,Talida, 2012), إلى أن الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر لديهم صعوبات وقصور فى المهارات الاجتماعية ومشكلات سلوكية, و أن هذه الصعوبات تعوق الأطفال ذوو متلازمة أسبرجر عن عمل العلاقات الاجتماعية مع الأخرين بالاضافة إلى سلوكيات عدوانية وغير اجتماعية كالوحدة والقلق الاجتماعى.
لذلك يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية فى التساؤل التالى:
• هل يمكن تنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر من خلال برنامج تدريبى مُعد لتنمية هذه المهارات وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى هؤلاء الأطفال؟
هدف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى:
• التحقق من مدى امكانية تنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر من خلال برنامج تدريبى يُعد خصيصًا لذلك.
أهمية الدراسة
تستمد الدراسة الحالية أهميتها النظرية والتطبيقيــة من أهميــة الذكاء الوجدانــى فى
التفاعلات الاجتماعية , فقد أكد (جولمان 1995) أن الذكاء الوجدانى هو حجر الزاوية لبناء الذكاءات الأخرى والأكثر إرتباطًا بالنجاح المستمر فى الحياة وذلك بدرجة أعلى من الذكاء المعرفى. وأن طرائق تعلم الذكاء الوجدانى يجب أن تختلف عن الطرائق التى يتم بها تنمية الذكاء المعرفى, وذلك لأن المراكز العصبية التى تتحكم فى الذكاء الوجدانى موجودة فى مناطق مختلفة بالمخ عن تلك التى تتحكم فى الذكاء المعرفى. (تهانى منيب, 2006: 524).
وتتضح أهمية الدراسة الحالية على المستويين النظرى والتطبيقى من خلال النقاط التالية:
أولًا: الأهمية النظرية:
تكمن الأهمية النظرية للدراسة الحالية فيما يلى:
1- الإسهام فى توفير بعض الحقائق والمعلومات حول مدى امكانية تنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر.
2- توضيح أهمية الذكاء الوجدانى فى تشكيل شخصية الطفل ذى الإعاقة بصفة عامة والطفل ذى الأسبرجر بصفة خاصة, وجعله أكثر تكيفاً مع الأخرين, وأكثر قدرة على التفاعل والتعامل مع الأخرين, ومساعدته على استثمار طاقاته وقدراته إلى أقصى درجة تُمِّكن من إندماجه فى المجتمع بصورة حقيقية, وتقبله لذاته وللأخرين, وتقبل الأخرين وتفهمهم له من خلال تنمية المشاعر وفهمها, وهذا ما تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيقه.
3- إلقاء الضوء على بعض سلوكيات ذوى متلازمة أسبرجر ومدى حاجتهم إلى تنمية التوافق على المستويين الشخصى والاجتماعى, وإزالة العوائق التى تحول دون اندماجهم فى الحياة وخفض مشكلاتهم السلوكية والاجتماعية وتنمية مهارات التواصل والحياة اليومية والتفاعل الاجتماعى والوقاية من الانحراف الوجدانى والذى يكون سببه ضعف الذكاء الوجدانى.
4- إن الدراسة الحالية تُعتبر اضافة إلى مجال الأسبرجر وطرائق تعليمهم. حيث توجد نُدرة – فى حدود إطلاع الباحث – فى الدراسات التى تناولت الجوانب الوجدانية والاجتماعية لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر.
ثانيًا: الأهمية التطبيقية:
تتبين الأهمية التطبيقية للدراسة الحالية فيما يلى:
1- الاسهام فى تقديم برنامج تربوى يمكن الاستعانة به فى حالة ثبوت فعاليته فى تنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر.
2- تدريب الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر على تنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لديهم. وذلك من خلال مساعدة الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر على التوافق على المستويين الشخصى والاجتماعى وتشكيل شخصية الطفل ذى الأسبرجر ومساعدته على التكيف مع الأخرين وتنمية قدرته على التفاعل والتعامل مع الأخرين ومساعدته على استثمار طاقاته وقدراته إلى أقصى درجة تُمكِّن من اندماجه فى المجتمع بصورة حقيقية وتقبله لذاته وللأخرين وتقبل الأخرين وتفهمهم له من خلال تنمية المشاعر وفهمها. وذلك من خلال برنامج لتنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى هؤلاء الأطفال.
3- الاسهام فى تيسير عملية دمج الأطفال ذوى الأسبرجر مع أقرانهم العاديين داخل الفصل. وإزالة العوائق التى تحول دون اندماجهم فى المجتمع وتنمية التفاعل الاجتماعى لديهم عن طريق تنمية مهارات الذكاء الوجدانى لديهم.
مصطلحات الدراسة
البرنامج التدريبى:
يُقصد به إجرائيًا أنه: مجموعة من الإجراءات والخطوات المنظمة التى تم التخطيط لها وكذلك مجموعة من الأنشطة والمواقف والخبرات المترابطة والمتكاملة والتى تقدم خلال فترة زمنية محدده وتهدف إلى تنمية مهارات الذكاء الوجدانى لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر وتحسين التفاعل الاجتماعى لديهم وذلك باستخدام عدد من الفنيات مثل: استخدام القصص, أنشطة الفنون البصرية, إستراتيجيات المناقشة, إستراتيجية العمل واللعب فى مجموعات صغيرة, إستراتيجية حل المشكلات, النمذجة, التعزيز الإيجابى, التكرار والتنوع فى الخبرات الانفعالية, المحاكاة والإقتداء, لعب الدور, التدريب التوكيدى, التعرف على الأفكار السلبية وتصحيحها.
الذكاء الوجدانى:
عرَّفت (عفاف عويس, 2006: 32) الذكاء الوجدانى فى ضوء ثلاث قدرات فرعية من نموذج سالوفى ومايرSalovey & Mayer, 1997 كما يلى:
- التعرف على الانفعالات: وهى الإدراك والتقييم والتعبير عن الانفعال بصورة دقيقة وتحتوى على: التعرف على انفعالات الذات وانفعالات الأخرين والتعبير بدقة عن الانفعالات والحاجات المتصلة بها.
- فهم الانفعالات: وهى فهم وتحليل الانفعالات وتوظيف المعرفة الوجدانية. وتحتوى على: تسمية الانفعالات والتمييز بين التسميات المتشابهة وانفعالاتها.
- إدارة الانفعالات: وهى تنظيم الانفعالات بصورة تأملية لتفعيل النمو الوجدانى والعقلى وتحتوى على: الانفتاح أو تقبل المشاعر السارة والمشاعر غير السارة, الاقتراب أو الإبتعاد من انفعال ما بشكل تأملى, إدارة انفعال الذات دون كبت أو تضخيم للمعلومات التى تحملها.
ويُعد (ماير وسالوفى) أول من قدما مسمى للذكاء الوجدانى واللذان بدءا أبحاثهما عن هذا المفهوم سنة (1990) وقد عرَّف (ماير وسالوفىMayer & Salovey, 1997) الذكاء الوجدانى بأنه (يشمل القدرة على إدراك الانفعالات بدقة وتقييمها، والتعبير عنها، والقدرة على توليد المشاعر، أو الوصول إليها عندما تُيسر عملية التفكير، والقدرة على فهم الانفعال، والمعرفة الوجدانية والقدرة على تنظيم الانفعالات بما يعزز النمو الوجدانى والعقلى.(سليمان إبراهيم, 2012: 22).
ويُعرِّف الباحث الذكاء الوجدانى إجرائيًا بأنه ”نظام من القدرات والمهارات التى تجعل الفرد قادر على إدراك الانفعالات والمشاعر وفهمها وتقييمها والتعبير عنها سواء بالنسبة له أو للأخرين, بالاضافة إلى قدرته توليد الانفعالات ومعرفة مسببات تلك الانفعالات وأثرها على التفكير , وتوظيف المعرفة الانفعالية , والقدرة على إدارة انفعالاته وانفعالات الأخرين والتغلب على الانفعالات السالبة منها والشعور بالتفاؤل مما يساعده على اقامة علاقات اجتماعية مع الأخرين والمحافظة عليها ومواجهة المواقف الحياتية والتكيف معها.
مهارات الذكاء الوجدانى:
تعددت النماذج التى تناولت أبعاد الذكاء الوجدانى ومنها نموذج (Mayer & Salovey, 1997) وفيه تتوزع مهارات الذكاء الوجدانى على أربعة أبعاد رئيسية هى:
(1) التعرف على الانفعالات: ويُقصد بها قدرة الفرد على إدراك الانفعالات والتعبير عنها وتقييمها بصورة دقيقة. وتشمل:
• التعرف على انفعالات الذات.
• التعرف على انفعالات الآخرين والأشياء.
• التعبير بدقة عن الانفعالات والحاجات المتصلة بها.
• التمييز بين التعبيرات الانفعالية الصادقة والتعبيرات الانفعالية المزيّفة.
(2) توظيف الانفعالات: ويُقصد بها استخدام الانفعالات فى تسهيل عملية التفكير. وتشمل:
• استخدام الانفعالات لتوجيه الانتباه للمعلومات المهمة فى الموقف.
• توليد الانفعالات التى يمكن أن تُيسر عملية إتخاذ القرار والتذكر.
• التأرجح بين عدة انفعالات لرؤية الأمور من عدة زوايا.
• استخدام المزاج لتسهيل عملية توليد الحلول المناسبة.
(3) فهم الانفعالات: ويُقصد بها قدرة الفرد على فهم الانفعالات وتحليلها وتوظيف المعرفة الانفعالية, وتشمل:
• تسمية الانفعالات, وتفسير المعانى التى تحملها الانفعالات.
• فهم الانفعالات المركبة والمتناقضة.
• ملاحظة التغير فى الانفعال من حيث الشدة أو النوع.
(4) إدارة الانفعالات: ويُقصد بها تنظيم الانفعالات لتفعيل النمو الوجدانى والعقلى, وتشمل:
• الانفتاح وتقبل المشاعر السارة والمشاعر غير السارة.
• الاقتراب أو الابتعاد من انفعال ما بشكل تأملى وتعنى ملاحظة انفعالات الذات والأخرين.
• ادارة انفعالات الذات والأخرين وتهدئة الانفعالات السلبية لدى الذات ولدى الأخرين.(عفاف عويس، 2006: 25-26).
متلازمة أسبرجر:
قدّم عبد العزيز الشخص (2015: 9) تعريفا إجرائيًا لمتلازمة أسبرجر بأنها: اضطراب فى النمو يتضمن قصورًا فى مهارات التفاعل الاجتماعى, والتواصل غير اللفظى, ومحدودية الأنشطة والاهتمامات, وبعض المشكلات الحسية والحركية, مع وجود مستوى متوسط على الأقل من حيث مستوى الذكاء, والمستوى المناسب للعمر الزمنى من حيث النمو اللغوى, ويتم التعرف على ذوى اضطراب أسبرجر فى ضوء أربعة محاور تشمل: التواصل اللفظى وغير اللفظى, والتفاعل الاجتماعى, والسلوكيات والاهتمامات, والقدرات العقلية والمعرفية.
التفاعل الاجتماعى:
عرّف عبد العزيز الشخص (2014: 11) التفاعل الاجتماعى بأنه علاقة متبادلة تنشأ بين فردين أو أكثر, بحيث يُؤثر كل منهما فى الأخر ويتاثر به, بصورة تؤدى إلى إشباع حاجات كل منهم, ومن ثم تتوطد تلك العلاقة وتتسم بالإيجابية والاستمرارية.
ويُعرِّف الباحث التفاعل الاجتماعى إجرائيًا وفى ضوء المقياس المُستخدم بأنه ”تلك العلاقة المتبادلة والتى تنشأ بين فردين أو أكثر بحيث يؤثر كل منهم فى الأخر ويتأثر به, مما يؤدى إلى إشباع حاجات كل منهم. ومن ثم تتوطد العلاقة بينهم وتتسم بالإيجابية والاستمرارية. ويُقاس التفاعل الاجتماعى فى ضوء المحاور التالية (تكوين الصداقات, المشاركة الوجدانية, التعاون وتدعيم العلاقات والفهم الاجتماعى, والمبادأة فى انشاء علاقات مثمرة وجيدة مع الأخرين, والتصرف فى المواقف الاجتماعية).
إجراءات الدراسة
المنهج المستخدم:
اتَّبعت الدراسة الحالية المنهج (شبه) التجريبى وذلك لدراسة فعالية برنامج تدريبى (متغير مستقل) لتنمية مهارات الذكاء الوجدانى (متغير تابع) وتحسين التفاعل الاجتماعى (متغير تابع) لدى عينة من الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر.
عينة الدراسة:
تتكون عينة الدراسة الحالية من مجموعة واحدة تجريبية قوامها (10) أطفال ( 9 ذكور وأُنثى واحدة ) من الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر, تتراوح أعمارهم الزمانية ما بين (8 – 10) سنوات, وتتراوح معاملات ذكائهم على ما بين (80-97 درجة) على مقياس ستانفورد- بينية للذكاء: الصورة الخامسة.
أدوات الدراسة:
يستخدم الباحث الأدوات التالية:
1. مقياس المستوى الاجتماعى الإقتصادي للأسرة, إعداد/ عبد العزيز السيد الشخص (2013).
2. مقياس ستانفورد- بينية للذكاء: الصورة الخامسة (محمود السيد أبو النيل وآخرون, 2011).
3. مقياس تشخيص اضطراب أسبرجر, إعداد/ عبد العزيز السيد الشخص (2015).
4. مقياس التفاعل الاجتماعى للأطفال العاديين وذوى الاحتياجات الخاصة, إعداد/ عبد العزيز السيد الشخص (2014).
5. مقياس الذكاء الوجدانى للأطفال (من4 إلى 10 سنوات), إعداد/ عفاف أحمد عويس (2006).
6. برنامج تدريبى لتنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر. إعداد/ تهانى منيب, محمود الطنطاوى, أحمد شحات (2017).
7. تفاصيل جلسات البرنامج التدريبى (إعداد الباحث).
فروض الدراسة:
• توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى رتب درجات الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر فى القياسين القبلى والبعدى على مقياس الذكاء الوجدانى لصالح القياس البعدى.
• لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى رتب درجات الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر فى القياسين البعدى والتتبعى على مقياس الذكاء الوجدانى.
• توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى رتب درجات الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر فى القياسين القبلى والبعدى على مقياس التفاعل الاجتماعى لصالح القياس البعدى.
• لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطى رتب درجات الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر فى القياسين البعدى والتتبعى على مقياس التفاعل الاجتماعى.
الأساليب الإحصائية
تم استخدام الأساليب الإحصائية التالية:
- إختبار مان ويتنى Mann Whitney لحساب دلالة الفروق بين متوسطات رُتب درجات الأفراد بالنسبة للمجموعات المستقلة.
- إختبار ويلكوكسونWilcoxon لحساب دلالة الفروق بين متوسطات رُتب درجات الأفراد بالنسبة للمجموعات المرتبطة.
نتائج الدراسة
أشارت نتائج الدراسة إلى تحقق جميع فروضها, وبالتالى فهذا يعنى فاعلية البرنامج التدريبى للدراسة الحالية فى تنمية مهارات الذكاء الوجدانى وتحسين التفاعل الاجتماعى لدى الأطفال ذوى متلازمة أسبرجر.