Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مدح آل البيت في شعر محسن نقوي :
المؤلف
عبدالمجيد، عبير حمدي عبدالرحيم.
هيئة الاعداد
باحث / عبير حمدي عبد الرحيم عبد المجيد
مشرف / إبراهيم محمد إبراهيم
مشرف / أيمن عبد الحليم مصطفى أحمد
مناقش / إبراهيم محمد إبراهيم
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
544ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغات الشرقية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 543

from 543

المستخلص

الملخص باللغة العربية
يحظى أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) بمكانة عظيمة في قلوب المسلمين جميعًا، بسبب شرف نسبهم الذي ينتمي إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وعظيم دورهم وما أثر عنهم من مزايا رسالية ومواقف إنسانية وطول باع في العلم والعمل الصالح. وقد امتزج هذا الحب بعاطفة أخرى وهي العطف الذي يشوبه الحزن والأسى، وذلك بسبب تعرضهم لكثير من المظالم والنكبات طوال مراحل تاريخهم.
ومنذ أن تفرق الناس في العصر الأموي حول الخلافة إلى شيعٍ وأحزابٍ، كان لهذه الفرقة والخلافات الدينية والسياسية أثرها فيٍ الأدب، حيث عمل كل شاعر على نشر مبادئ فرقته الدينية، ومذهبه السياسي.
وكان الأدب الشيعي واحد من آداب هذا العصر، الذي عمل شعراؤه جاهدين على نشر أغراضه الشيعية المتمثلة في: حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآل بيته (رضي الله عنهم) والإخلاص والولاء لهم، والاحتجاج لحقهم في الخلافة، ومنافحة خصومهم، ورثاء قتلاهم، ومدح عقيدتهم.
ومنذ ذلك الحين عكف الشعراء على نظم الأشعار فيهم، وراحوا يتسابقون في ذكر فضائلهم، وتعداد مناقبهم؛ وكان لأهل البيت ومآثرهم وما حل بهم يد طولى في إلهاب عواطف الشعراء وإثارة مشاعرهم وإضاءة وجدانهم، فانطلقت عواطفهم إلى رحاب الشعر الواسعة فصاغوا عواطفهم شعرًا رقيقًا، ونظمًا بليغًا؛ ونتج عن ذلك سيلًا متدفقًا من القصائد على مدى العصور لم تكل خلالها الأفواه والأقلام عن التغني بأمجادهم وتسجيل وقائع حياتهم؛ وبذلك حظى آل البيت بجانب مكانتهم في قلوب المسلمين، حظوا أيضًا بنصيب وافر من الشعر لم يحظ به أحد سواهم من رموز التاريخ وأعلامه.
ولم يقتصر هذا القول على الشعر العربي وحده، بل في أشعار كل اللغات، وكان العامل الأقوى في تحويل تلك اللغات من لغات تخاطب إلى لغات تدوين وكتابة، فاللغة الأردية -مثلًا- لم تكن في بادئ أمرها إلا لغة تخاطب فقط، ولم تكن لغة شعر وأدب وتدوين، وكان السبب في تحولها إلى كل ذلك هم الذين أُخذوا بشخصية علي بن أبي طالب مضافًا إليها شخصية ولده الحسين، فكان أن انطلقوا بالشعر معبرًا عما أُخذوا به، ودوّن هذا الشعر، فكان ديوان الملك الشاعر محمد قلي قطب شاه هو أول ديوان شعري باللغة الأردية، وشعر هذا الديوان مستوحى من شخصية علي أولًا ومن شخصية الحسين ثانيًا.
واستمرت قافلة الشعر في بيت النبوة (رضي الله عنهم) وكان محسن نقوي من الشعراء الباكستانيين الذين أفردوا جزءًا ليس بالقليل من أشعاره للحديث عن شخصيات آل بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فجاء نتاجه الشعري غنيًا بالحديث عنهم، وعن مناقبهم وأحوالهم، مؤكدًا القيمة الإنسانية والإسلامية الكبرى التي يحتلونها في المفهوم الإسلامي، والتي تسمو في الوجدان الشيعي إلى مرتبة القداسة المستمدة من مقامهم المعصوم وتكريم الله سبحانه وتعالى لهم.
وأكد الشاعر من خلال أشعاره فضل أهل البيت (رضي الله عنهم) وعظمتهم، وعلى مدى قناعته بولايتهم، وبأنهم أحق بالاتباع والولاء والطاعة، وحاول أن يربط الناس بهم ارتباطًا عقائديًا واعيًا، وأن ينظروا إليهم على أنهم الخط الإسلامي الممتد في حياتهم وواقعهم. فحقيقة التشيع ـــــ بالنسبة له ـــــ ليست شعارًا أو رغبة، إنما الانتماء الثابت الذي لا يمكن أن يتغير مهما تغيرت الظروف، ولا يمكن أن يخضع للمساومة مهما كانت الظروف. فهو يرى أن الارتباط الحقيقي بالإسلام إنما ينبع من الارتباط بشخصيات آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وتهدف هذه الدراسة إلى توضيح مكانة أهل البيت عند الشاعر محسن نقوي، وكيف قرأ الشاعر هذه الشخصيات ومن ثم تناولها، وكذلك بيان مناقب آل البيت وفضائلهم التي سعى ”محسن نقوي” إلى إبرازها وعكسها من خلال شعره، وتحقيقًا لهذا الهدف، فقد اعتمدت الباحثة على كل ما هو متاح من مصادر ومراجع عربية وأردية تخص المادة محل الدراسة، مع الاستعانة بكل ما هو متاح من أعمال الشاعر محسن نقوي الشعرية، وترجمة معظمه حتى تتمكن من فهمها ومن ثم الوصول إلى نتائج جيدة.
أما عن المنهج فإن هذا البحث يسير وفق مقتضيات المادة محل الدراسة، فما احتاج منها للعرض قدمه البحث في صورة تكشف عن أسلوب الشاعر، وما خلص إلى التحليل توقف عنده لاستخدام المنهج المناسب، وبشكل عام فهو منهج وصفي تحليلي شكلته المادة الشعرية محل الدراسة يبنى في مجمله على جمع المعلومات من مصادرها التاريخية والأدبية، وعرضها وتحليلها وربطها بما أفرزته قريحة الشاعر من أشعار لاستخلاص النتائج المرجوة.
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج منها:
- ألبس محسن نقوي أشعاره التي كتبها عن آل البيت لباسًا إسلاميًا بخصوصية شيعية، ونجح في أن يصل بها إلى مستوى عالٍ في صدقها الفني؛ لأنه شاعر وخطيب مفوه، حتى أنه لقب بمدّاح أهل البيت، فكان أجود مقالًا وأرصن عبارة وأقوى تركيبًا، فجاءت أشعاره تخاطب وجدان المتلقي، وتفصح عما هو كامن في أعماقه من مشاعر تجاه آل البيت.
- ارتباط الشاعر بآل البيت يعد ارتباطًا وجدانيًا وعقائديًا وفكريًا. فالتشيع بالنسبة له عقيدة راسخة، فهو يرى أن الارتباط الحقيقي بالإسلام إنما ينبع من الارتباط بشخصيات آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ لأنهم يمثلون الإسلام الأصيل، ورمز الكمال الإنساني علمًا وورعًا وزهدًا وإباءً وعزة وعظمة، وهم خلاصة أنوار الرسالة التي بذلوا في سبيلها مهجهم وحياتهم.
- تغنى الشاعر بمناقب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وآل بيته (رضوان الله عليهم وسلامه)، فجاء نتاجه الشعري غنيًا بالحديث عنهم، وعن مناقبهم وأحوالهم، مؤكدًا المنزلة التي يحتلونها في المفهوم الإسلامي، والتي تسمو في الوجدان الشيعي إلى مرتبة القداسة المستمدة من مقامهم المعصوم وتكريم الله سبحانه وتعالى لهم.
- امتاز في شعره بدفاعه الشديد عن العقيدة والمبادئ الشيعية، واهتم بالحديث عن كل ما يهتم به الشيعة من أعياد ومناسبات؛ مثل: الاحتفال بذكرى ميلاد الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، والاحتفال بذكرى عاشوراء، والاحتفال بعيد الغدير.
- أجاد أسلوب المحاججة وتقديم الأدلة على ما يذهب إليه الشيعة ويدعونه في عقائدهم، كالإمامة، حيث أخذ من القرآن الكريم والحديث الشريف أسلوبه وحججه وأبدع في حبك الأدلة بأسلوب شعري رصين.
- حفل معجمه الشعري الشيعي بكثير من الألفاظ التي يقتصر الشعر الشيعي على ذكرها، وأكثر منها في ثنايا أشعاره، ومن هذه الألفاظ: الإمام، السبط، إمام الهدى، غدير خم، وغيرها.
- عبر عن الذل والهوان والمصاب الكبير الذي حل بآل البيت وخاصة بعد مجزرة كربلاء؛ وكان رثاؤه يمتلئ باللوعة والحسرة والنواح على شهدائهم الذين قدموا أرواحهم قرابين على مذبح العقيدة.
- اتسم شعره بالصدق في العاطفة والجزالة في الأسلوب، كما اتسم بالبعد عن رخيص القول مبتذل الألفاظ، إذ خلت أشعاره من سب الصحابة وشتمهم (رضوان الله عليهم).
- نظم أشعاره في مدح آل البيت تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، وطلبًا للشفاعة، فجعلها وسيلة يتشفع بها من عذاب القبر والآخرة، فجاءت فيها ألفاظه ومعانيه سلسلة محبوكة تدل على حسن العاقبة والنعيم الخالد الذي لا يزول.