Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج مُقترح قائم على التحليل اللغوي لعلاج بعض الأخطاء الشائعة في التعبير الكتابي لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة /
المؤلف
أحمد، علي نوري حميد.
هيئة الاعداد
باحث / علي نوري حميد احمد
مشرف / إحسان عبد الرحيم فهمي
مشرف / ريم أحمد عبد العظيم
مناقش / ثناء عبد المنعم رجب
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
394ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
المناهج وطرق تدريس اللغة العربية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم المناهج وطرق التدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 393

from 393

المستخلص

ملخص البحث
نتائجه - توصياته - مقترحاته
أولاً: ملخص البحث:
للُّغة دور عظيم في حياة الإنسان، فهي أداة التواصل بين أفراد المجتمع؛ لقضاء حوائجهم، والتعبير عن أفكارهم وعواطفهم، وهي وعاء للفكر، وسجل لتأريخ الشعوب وثقافتها.
واللغة العربيّة هي أشرف اللغات، إذ جعلها الله وعاءً لِكلامه، وهي الرباط المتين بين أبناء العربيّة والإسلام في كُلِّ مكان، ومن أهم مُقومّات الثقافة العربيّة الإسلاميّة، وهي أكثر اللغات الإنسانيّة ارتباطًا بعقيدة الأُمّة وهويتها وشخصيّتها؛ سجلت حضارة أُمّتها وازدهارها، وحوت إبداع أبنائها وهُم يقودون ركب الحضارة التي سادت الأرض حوالي عشرة قرون.
وتُعد الكتابة من أعظم ما أنتجه العقل البشري، حيث سجّل بها الإنسان نشأتهُ ومسيرتهُ وغايتهُ، وأخذ يبدأ ممّا سجّلهُ منطلقًا لآفاقٍ جديدة ولم يعد يبدأ كما كان من نقطة الصفر، وهو ما جعل العُلماء يؤكدون أنَّ التاريخ الحقيقي للإنسان إنّما بدأ مع اختراع الإنسان للكتابة.
والكتابة في المجال اللغوي يُقصد بها التعبير عن الفكرة بالكلمة المكتوبة، ورسم الرموز والصور الخطِّيّة للكلمات والوحدات اللغويّة المسموعة أو المرئيّة رسمًا إملائيًّا حسب معايير وقواعد مُعيّنة.
وتحتل الكتابة المركز الأعلى في هرم تعلُّم المهارات والقُدرات اللغويّة، فهي أهم فنون اللغة العربية (استماع، تحدث، قراءة، كتابة)، وثُمثِّل وسيلة للاتّصال وحلقة وصل بين الأفراد وبعضهم البعض، وأداة تسجيل الأفكار والوقائع، وحفظ تُراث الأمم والحضارات، فالكتابة ضرورة اجتماعيّة ووسيلة من وسائل الاتّصال يُعبِّر الإنسان من خلالها عن مشاعره وأحاسيسه وأفكاره وآرائه ويتعرّف على أفكار غيره، وهي سجل دائم تنتقل عبره الحضارات والثقافات والتُراث الإنساني والمعرفة والنظريّات والمُعتقدات من جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر.
والتعبير الكتابي أحد أقسام فن الكتابة وله أهميّة خاصّة؛ لأنّه يعد غاية في حد ذاته، فهو المحصلة النهائية لتعلم سائر فروع اللغة العربية (القراءة والنصوص والنحو)لأن الغاية من تعلم هذه الفروع هو تمكين الطالب من الكتابة الصحيحة، فهو المرآة التي يظهر فيها كُل عناصر القُدرة اللغويّة لدى الفرد، والمقياس الذي لا يُخطئ أبدًا في تحديد القُدرات الفكريّة واللغويّة للأفراد، فلذلك هو من أعقد المهارات اللغويّة؛ لأنّه يتطلّب قُدرات أكثر ممّا تتطلّبهُ مهارات اللغة الأُخرى.
كما أن التعبير الكتابي مجال خصب في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة، فهو يُساعد الفرد على تحقيق ذاته بما يُوفّرهُ لهُ من فُرص التعبير عن أفكاره وأحاسيسه وحاجاته وما يُطلب إليه صياغته بأسلوب صحيح في الشكل والمضمون، وهو وسيلة اجتماعيّة تربط بين الفرد وغيره، وتُمكِّنهُ من التفاعُل مع الآخرين؛ حيث يحمل فكر الإنسان وتفكيره، ويحمل آراءه واتّجاهاته إلى الآخرين.
وللتعبير الكتابي مجالات مُتعدِّدة تتوزع ما بين الوظيفي والإبداعي، أما مجالات التعبير الكتابي الوظيفي فمنها: كتابة رسالة، وكتابة برقيّة، وكتابة بطاقة دعوة، والإجابة عن أسئلة، وكتابة تقرير عن نشاط ما، وكتابة تعليق على فكرة، أو رأي، أو موقف، أو حادثة، أو موضوع، وكتابة بيان يكشف وجهة النظر في موضوع ما، وتلخيص لبعض الأفكار أو الموضوعات أو القصص، وتلخيص قصّة سبقت قراءتها، وأما مجالات التعبير الكتابي الإبداعي فتشمل: كتابة المقال، وكتابة القصة القصيرة، وكتابة الرواية، وكتابة المسرحية، وكتابة نقد في صحيفة المدرسة ويتطلب التعبير الكتابي الإبداعي، الوضوح والدِقَّة والترتيب والجمال على المُستوى المُلائم.
وإذا كان التعبير الكتابي يحظى بهذا القدر من الأهميّة لدى المُتعلّمين في المراحل التعليميّة المُختلفة، فإنّه ذو أهمّيّة خاصّة لِطُلّاب المرحلة الإعداديّة؛ حيث إنّ هذه المرحلة هي قمّة الهرم التعليمي، بالإضافة إلى كونها تمهيدًا لمرحلة جديدة أكثر انفتاحًا هي المرحلة الجامعية.
ويهدف التعبير الكتابي في هذه المرحلة إلى إعداد طلاب قادرين على التعبير عن أحاسيسهم وعواطفهم ومُشاهداتهم وأفكارهم وتجاربهم تعبيرًا فصيحًا، وتمكينهم من كتابة تلخيص مقالات أو فصول من كُتُب أو موضوعات، مع مُراعاة الإيجاز والتمييز بين الأفكار الرئيسة والثانويّة، وتعويدهم التفكير المنطقي بترتيب عناصر الموضوع وتسلسُلِها وربطِها من المُقدّمة إلى العرض إلى الخاتمة، وتعرفهم كيفية كتابة البحوث القصيرة والتقارير وطُرُق التوثيق العلمي، للتمكُّن من التعبير في مواقف الحياة المُختلفة، واستخدام علامات الترقيم استخدامًا سليمًا.
ويتطلب التعبير الكتابي الصحيح مجموعة من المهارات منها ما تتعلق بالشكل، ومنها ما تتعلق بالمضمون، ومنها ما تتعلق بالأسلوب، ومنها المهارات اللغوية، ما يعني ضرورة أن يكون التعبير المكتوب خاليًا من الأخطاء اللغوية.
والخطأ اللغوي هو: انحراف ومخالفة وخروج الطالب عن قواعد اللغة والشائع المشهور في استعمالات اللغة.
والأخطاء اللغوية الشائعة في التعبير الكتابي ظاهرة خطيرة، وذلك لأثرها البالغ في إفساد عمليّة التواصل وتعطيل عمليّة نقل الأفكار والمشاعر والوقائع بين الأجيال، بل بين أبناء الجيل الواحد، فكثيرًا ما يؤثِّر في المعنى استعمال كلمة مكان كلمة، أو الخطأ في صياغة الكلمة المُستعملة، أو عدم ضبط حروفها بصورة صحيحة.
وتتجلى ظاهرة شيوع تلك الأخطاء الكتابية في الواقع مما يستلزم دراستها ومحاولة علاجها، فدراسة الأخطاء التي تصدر من الطالب تُعطي صورة لتطوُّره اللغوي، كما تكشف عن مستوى التعلم لديه، وتعطي مؤشِّرات لما ينبغي تقديمه من مادّة تعليميّة تكفل تجنُّب تلك الأخطاء بعد ذلك، ومعرفة المُتعلِّم الأخطاء اللغويّة التي يقع فيها من أهم المصادر التي تُساعده على التعلُّم من أخطائه، وتُزوِّد الباحث بأدلة عن كيفيّة تعلُّم اللغة أو اكتسابها، وكذلك الاستراتيجيّات والأساليب التي يستخدمها الفرد لاكتساب اللغة، كما تُفيد في إعداد المواد التعليميّة تُساعد في وضع المناهج المُناسبة للدارسين، سواء من حيث تحديد الأهداف أو اختيار المُحتوى أو طُرُق التدريس أو أساليب التقويم.
وتحليل أخطاء المُتعلِّمين اللغويّة يعمل على توجيه المناهج، والمُهتمِّين بالعمليّة التعليميّة إلى المجالات التي تكون سببًا في الصعوبات التي تعترض المُتعلِّم، ومن ثمّ العمل على تذليلها وتجنُّبها، وتفتح الباب لدراسات أُخرى تكشف أسباب ضعف الدارسين، واقتراح أساليب العلاج المُناسبة.
وسلامة اللغة من الأخطاء اللغويّة الكتابيّة تتطلّب إلمام الطُلّاب بقواعد اللغة العربيّة الإملائية والنحوية والدلالية؛ لأنّ فهمهم لتلك القواعد التي تحكم تعبيرهم وتراكيب كتابتهم يُسهم كثيرًا في صحّتها، وفي الارتقاء بمُستواها، كما تجنِّبُهم الوقوع في الأخطاء باختلاف أشكالها، وتعمل على تقويم أقلامهم، واستعمال مُفرداتهم بشكلِ سليم.
وتقسَّم الأخطاء التي تقع في كتابات الطلاب إلى أنواع: النوع الأول: أخطاء إملائية: وتشمل الأخطاء التي يقع فيها الطلاب عند كتابتهم للهمزة في أول الكلمة أو وسطها أو المتطرفة، والأخطاء التي يقع فيها الطلاب عند كتابتهم الكلمات التي بها حروف تنطق ولا تكتب، والكلمات التي بها حروف تكتب ولا تنطق، ومنها الأخطاء التي يقع فيها الطلاب عند كتابتهم النون بدلا من التنوين، وعدم كتابتهم الألف التي هي عوض عن النون المحذوفة في الأفعال، والأخطاء التي يقع فيها الطلاب عند كتابتهم حرف بدلا من حرف آخر، ككتابة الضاد بدلا من الظاء، مثل يضل بدلا من يظل، والصاد مكان السين، والأخطاء التي يقع فيها الطلاب بسبب زيادة حرف في الكتابة في غير موضعه مثل: زيادة الألف بعد واو الجمع في اسم الفاعل مثل: ”حضر لاعبوا الفريق”، وزيادة الألف على الفعل المضارع المبدوء بنون وينتهي بواو أصلية، مثل ”نرجوا”.
والنوع الثاني: أخطاء نحوية: وتشمل الأخطاء التي يقع فيها الطلاب عند كتابتهم للكلمات المعربة بعلامات فرعية مثل: المثنى، وجمع المذكر السالم، والأسماء الخمسة، والأخطاء التي يقع فيها الطلاب عند كتابتهم للكلمات الممنوعة من الصرف، كتنوين صيغة منتهى الجموع مثل كتابتهم حدائق: حدائقا، والأخطاء التي يقع فيها الطلاب عند كتابتهم للأفعال المعربة بعلامات فرعية الأفعال الخمسة، مثل كتابتهم لم يكتبون، والمعلمون يشرحوا الدرس.
والنوع الثالث: أخطاء دلالية: وتشمل استعمال كلمة في غير معناها: كاستعمال نعم في الإجابة بالإيجاب عن الاستفهام المنفي، واستعمال جملة في غير معناها.
وتتعدد أسباب شيوع الأخطاء اللغويّة: فمنها ما يتعلق بالمحتوى الدراسي، ويشمل صعوبة المحتوى وعدم مناسبته للمرحلة الدراسية والعقلية للطلاب، ومنها ما يتعلق بالكتاب المدرسي: طريقة عرضه للمحتوى الدراسي، وبما قد يتضمنه من أخطاء علمية، ومنها ما يتعلق بالمعلم: وتشمل ضعف المدرس في المادة التعليمية، وعدم فهمه لمفردات المحتوى التي يقوم بتدريسها ومنها ما يتعلق بطرق التدريس مثل: عدم تحقيق الربط بين فروع اللغة العربية وبعضها البعض، وبين اللغة العربية والمواد الدراسية الأخرى، عدم التنويع في طرق التدريس بما يناسب فرع اللغة العربية، عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب أثناء عملية التدريس، ومنها ما يتعلق بالنظام المدرسي: عدم توفر المساحة الزمنية اللازمة لعرض المحتوى الدراسي، وعدم الاهتمام بالفترة الدراسية المخصصة لدراسة التعبير الكتابي، وجعلها في أغلب الأحيان في نهاية اليوم الدراسي، وعدم توفير بيئة مناسبة في الفصل تساعد على إتقان التعلم، ومنها ما يتعلق بالطالب، مثل: عدم حرصه على الدقة في التعبير الكتابي، إحساسه بالخوف والتردد أثناء الكتابة، قصور مهاراته اللازمة لتعلم اللغة العربية، غياب الطالب من المدرسة.
وتتم دراسة الأخطاء اللغويّة على مراحل ثلاث أولها تعريف الخطأ: يُقصد به تحديد المواطن التي تنحرف فيها استجابات الطلاب عن الاستخدام اللغوي الصحيح، وثانيها توصيف الخطأ: يُقصد به بيان أوجه الانحراف عن القاعدة، وتصنيفه للفئة التي ينتمي إليها تحديد موقع الأخطاء من المباحث اللغويّة، وثالثها تفسير الخطأ: يُقصد به بيان العوامل التي أدَّت إلى هذا الخطأ، والمصادر التي يُعزى إليها.
وتصنيف الأخطاء الشائعة يكشف أن علاجها يحتاج إلى برنامج يتناول مستويات اللغة بالدراسة، لذا فإن التحليل اللغوي هو أنسب المداخل التي يمكن بناء برنامج عليها لتصنيف الأخطاء وعلاجها.
فاللغة عبارة عن نظام، وهذا النظام يتكوّن من مستويات، وتقومُ على تأليفه وحدات خاصّة، ومجموعة من الرموز التي تُعبّر بطبيعة حالها عن معان مُتعارف عليها، ويتم من خلالها تواصل الناس مع بعضهم البعض، ويكون ناتج ذلك التواصل هو حصول الإفهام والتفاهم بينهم شريطة الالتزام بضوابط وقواعد هذا النظام وما يتميّز به.
والتحليل اللغوي هو مدخل بنيوي يقوم على أساس دراسة عناصر اللغة الأساسيّة الصوتيّة والصرفيّة والنحويّة والدلاليّة، ودراسة كل عنصر بصورة تفصيليّة بغية توظيفه للوصول إلى مُستوى مُناسب من الكفاءة اللغويّة والكفاءة الاتّصاليّة.
فالتَّحليل اللغويّ هو المُعالجة الوصفيّة للوحدات الصوتيّة التي يتركّب منها كلام البشر، ومُحاولة تعرُّف مواضع التشابُه بين تلك الأصوات وتحديدها من حيث فسيولوجيا كل صوت وطبيعته من حيث الجهر والهمس، حتّى نصل إلى معرفة الألفاظ التي تكوَّنت نتيجة جمع تلك الأصوات بعضها مع بعض، ثمّ دراسة التراكيب والبناءات اللغويّة المُسمّاة ( جُمل).
ويقوم التحليل اللغوي على مبدأ أن اللغة تحتوي على جوانب شديدة التعقيد تتطلّب أكثر من منهج وأكثر من وسيلة لفك شفراتها وتحليل محتوياتها، وكشف مقاصدها، ولا يتسنّى لمنهج واحد أن يصف خصائص اللغة وصفاتها أو يُفسّر ظواهرها تفسيرًا واضحًا يُصيبُ كبدها، ومن ثمّ قسّم العُلماء اللغة إلى عدّة مُستويات تحليليّة ليتمكّنوا من كشف مُحتوياتها وإظهار أسرارها ومعرفة مضمونها.
والنظام الصوتي للُّغة: يقوم على دراسة العلاقة بين الأصوات الصامتة والأصوات المُتحرّكة، وتجاوز هذه الأصوات في الكلمات المُختلفة، والعلاقة بينها، ودراسة التنغيم الصوتي، والمقاطع الصوتيّة ودلالاتها في إبراز المعاني.
والنظام الصرفي للّغة: يقوم على دراسة الكلمة من خلال انقسامها إلى أسماء، وأفعال، وحروف، ودراسة العلاقات بينها وبين بعض، ودورها في إبراز المعاني.
والنظام النحوي (التركيبي): الذي يهتم بدراسة التركيب أو الجُملة من حيث نوعها، فتنقسم إلى جُملة اسميّة وجُملة فعليّة، وهناك تقسيم آخر من حيث السهولة والصعوبة فتنقسم إلى جُملة بسيطة ومُركّبة ومُعقّدة، وكذلك دراسة العلاقة بين الجُمل والتراكيب داخل النص اللغوي.
والنظام الدلالي: الذي يرتكز على الكلمات ودلالة الجُمل، وذكر كل منها وحذفها، وتقديم كل منها وتأخيره، وفصل كل منها ووصله، وبيان نوع الأساليب: إنشائيّة وخبريّة، ودلالة هذه الأساليب. وأنظمة اللغة لا تعمل مُنفصلة عن بعضها، إنّما تعمل مُتآزرة فيما بينها؛ لتكوّن ما يُسمّى ” اللغة”.
ومّما سبق يتّضح وجود ترابط بين مدخل التحليل اللغوي والأخطاء الشائعة في التعبير الكتابي لتقارب بعض أنظمة هذا المدخل والأخطاء النحويّة والدلاليّة والإملائيّة، وهذا الأمر يحث الباحثين على ضرورة الاهتمام بهذا المدخل وتوجيهه الوجهة الصحيحة التي تكفل مُعالجة هذه الأخطاء بشكل علمي وتربوي دقيق.
مُشكلة البحث:
تحدَّدت مُشكلة البحث الحالي في شيوع بعض الأخطاء اللغويّة في التعبير الكتابي لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة في العراق، ووجود قصور في علاج تلك الأخطاء اللغويّة، وكذلك قصور في الطُرُق المُتّبعة في علاج تلك الأخطاء، ولهذا يحاول البحث الإجابة على السؤال الرئيس التالي:
س: ما فاعليّة برنامج قائم على التحليل اللغوي لعلاج بعض الأخطاء اللغويّة الشائعة في التعبير الكتابي لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعيّة التالية:
س1: ما الأخطاء اللغويّة الشائعة في التعبير الكتابي لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة؟
س2: ما أُسُس بناء برنامج مُقترح قائم على التحليل اللغوي لعلاج بعض الأخطاء الشائعة في التعبير الكتابي لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة؟
س3: ما مُكوّنات برنامج مُقترح قائم على التحليل اللغوي لعلاج بعض الأخطاء الشائعة في التعبير الكتابي لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة (مجموعة البحث)؟
س4: ما فاعليّة برنامج مُقترح قائم على التحليل اللغوي لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة (مجموعة البحث)؟
س5: ما العلاقة بين الأداءين القبلي والبعدي لطُلّاب مجموعة البحث؟
إجراءات البحث:
لحل مُشكلة البحث والإجابة عن تساؤلاته تمّ اتباع الخطوات التالية:
- تتبُّع الأدبيّات والدراسات السابقة ذات الصلة بالتعبير الكتابي والأخطاء اللغويّة الشائعة والتحليل اللغوي، وإبراز ما يُمكن الاستفادة به منها في إعداد قائمة بالأخطاء اللغويّة الشائعة لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة.
- بناء البرنامج المُقترح القائم على التحليل اللغوي لعلاج بعض الأخطاء اللغويّة الشائعة في التعبير الكتابي لدى طُلّاب المرحلة الإعداديّة، وتمّ ذلك من خلال: (تحديد أُسُس البرنامج – تحديد الأهداف العامّة والإجرائيّة للبرنامج - تحديد مُحتوى البرنامج والزمن اللازم لتدريسه – تحديد المراحل المُناسبة لتدريس وحدات البرنامج – تحديد الوسائط التعليميّة المُناسبة لمُحتوى البرنامج – تحديد أساليب التقويم – إعداد دليل المعلم – إعداد كتاب الطالب).
- إعداد اختبار في الأداء اللغوي الكتابي لطُلّاب المرحلة الإعداديّة، وعرضه على المُحكّمين لضبطه، وتطبيقه استطلاعيًّا على مجموعة من الطُلّاب لحساب صدقه وثباته.
- اختيار مجموعة البحث من طُلّاب الصف الرابع الإعدادي الأدبي بمدرسة إعداديّة الثبات للبنين التابعة لإدارة مديرية التربية والتعليم في العراق.
- تطبيق اختبار الأداء اللغوي الكتابي على طُلّاب مجموعة البحث قبليًّا.
- تدريس مُحتوى البرنامج القائم على التحليل اللغوي لطُلّاب مجموعة البحث.
- التطبيق البعدي لاختبار الأداء اللغوي الكتابي على طُلّاب مجموعة البحث.
- رصد النتائج وتحليلها وتفسيرها في ضوء فروض البحث وأسئلته.
- تقديم التوصيات والُمقترحات.
فروض البحث:
تمّ التحقُّق من صحَّة الفروض الآتية:
1- يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار الأداء اللغوي الكتابي- ككل- لصالح التطبيق البعدي.
2- يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار الأداء اللغوي الكتابي- في كل عنصر على حدة- لصالح التطبيق البعدي.
3- يحقق التدريس باستخدام البرنامج المقترح فاعلية (وفقًا لمعادلة نسبة الكسب المعدل لبلاك) في علاج بعض الأخطاء اللغوية الشائعة في التعبير الكتابي لدى طلاب المرحلة الإعدادية.
ثانيًا: نتائج البحث:
أسفرت المُعالجة الإحصائيّة للدرجات القبليّة والبعديّة لاختبار الأداء اللغوي الكتابي عن النتائج التالية:
- فاعليّة استخدام التحليل اللغوي في علاج بعض الأخطاء اللغويّة الشائعة لدى طُلّاب الصف الرابع الإعدادي الأدبي (مجموعة البحث)، واتّضح ذلك من وجود فرق ذي دلالة إحصائيّة بين مُتوسِّطي درجات طُلّاب مجموعة البحث في التطبيقين ”القبلي والبعدي”، لاختبار الأداء اللغوي الكتابي (ككُل) لصالح التطبيق البعدي.
- وجود فرق ذي دلالة إحصائيّة بين مُتوسِّطي درجات طُلّاب (مجموعة البحث)، في التطبيقين ”القبلي والبعدي” لاختبار الأداء اللغوي الكتابي (في كُل عُنصر على حدة) لصالح التطبيق البعدي.
- فاعليّة التدريس باستخدام البرنامج المُقترح (وفقًا لمُعادلة نسبة الكسب المُعدّل لبلاك) في علاج بعض الأخطاء اللغويّة الشائعة في التعبير الكتابي.
ثالثاً: توصيات البحث:
في ضوء النتائج التي توصل إليها البحث يمكن تقديم التوصيات التالية:
- الاستفادة من البرنامج التدريسي المقترح ووضعه موضع التنفيذ لعلاج بعض الأخطاء اللغوية الشائعة لدى طلاب المرحلة الإعدادية.
- ضرورة إجراء عملية التقويم التكويني ويتم بشكل مستمر في الأداء اللغوي الكتابي للطلاب؛ لتعزيز ما هو صحيح وتصويب الأخطاء والتمكن من علاجها أولا بأول.
- إعادة النظر في البرامج الحالية لتدريس التعبير الكتابي وربطها بباقي فروع تدريس اللغة العربية (قراءة ونصوص ونحو وإملاء).
- الاستعانة بقائمة الأخطاء اللغوية الشائعة التي تم إعدادها في إرشاد معلمي اللغة العربية للمرحلة الإعدادية، إلى جانب الأخطاء اللغوية الشائعة التي ينبغي علاجها لدى طلاب الصف الرابع الإعدادي.
- تضمين أهداف الدقة اللغوية والكتابة الصحيحة ضمن أهداف تعليم التعبير الكتابي في جميع المراحل التعليمية.
- تدريب الطلاب على استخدام التحليل اللغوي بما يساعد في نمو التفكير وإعمال العقل بصورة أفضل وإمكانية أعلى مما ينعكس على تعلمهم للمواد الدراسية المختلفة.
- توجيه نظر القائمين على تدريس اللغة العربية إلى ضرورة الاهتمام بربط فروع اللغة العربية بعضها ببعض في العملية التعليمية.
- ضرورة اعتبار التحليل اللغوي أحد الموضوعات الرئيسة في برامج إعداد وتأهيل معلمي اللغة العربية أثناء الخدمة وبعدها.
- إعداد أدلة لإرشاد معلمي ومعلمات اللغة العربية وتدريبهم على استخدام التحليل اللغوي في تدريس سائر فروع اللغة العربية.
رابعًا: مُقترحات البحث:
يُقدِّم هذا البحث مجموعة من المُقترحات لبحوث أُخرى، منها:
• تقويم مُحتوى كتب اللغة العربيّة في المرحلة الابتدائية في ضوء مدخل التحليل اللغوي ومُستوياته، لتنمية المهارات الأساسيّة للُّغة العربيّة لدى طُلّاب هذه المرحلة.
• برنامج مُقترح قائم على التحليل اللغوي لعلاج الأخطاء الكتابيّة لدى طُلّاب المرحلة الأولى من التعليم الجامعي قسم اللغة العربيّة كُلِّيّة التربية.
• برنامج علاجي مُقترح قائم على تحليل الأخطاء في ضوء مُستويات التحليل اللغوي لتنمية الأداء اللغوي في مراحل دراسيّة مُختلفة وفي فروع لغويّة مختلفة.
• تقويم الأداء الكتابي لطُلّاب الصف الخامس الإعدادي الأدبي في ضوء معايير مُقترحة.
• إعداد برامج مُقترحة لعلاج الأخطاء اللغويّة الشائعة المنطوقة والمكتوبة تتناسب وطبيعة مُجتمع الدراسة مُراعيًا الحداثة في أشكال الأخطاء وفي أساليب المُعالجة.