Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مشاهد حـرب طـروادة فى الفن الرومانى
منذ عصر أوغسطس وحتى نهاية القرن الثانى بعد الميلاد /
المؤلف
الشبراوي، رضوى رمضان مصطفى.
هيئة الاعداد
باحث / رضوى رمضان مصطفى الشبراوى
مشرف / مصطفى محمد قنديل زايد
مشرف / عبد الحميد عبد الحميد مسعود
مناقش / مصطفى محمد قنديل زايد
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
546 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - الاثار
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 542

from 542

المستخلص

يدور موضوع هذه الدراسة حول ”مشاهد حرب طروادة فى الفن الرومانى منذ عصر أوغسطس وحتى نهاية القرن الثانى بعد الميلاد”، وكان مبعث طرح هذا الموضوع للدراسة فى كونها حرب يمتزج فيها الواقع بالإسطورة، وخلدها الأدب والفنين الإغريقى والرومانى، وكانت أحداث حرب طروادة بما تضمنته من تاريخ زاخر للمدينة، ومن أساطير نسجت حول أبطالها مصدر إلهام الفنان الإغريقى، ومن بعده الفنان الرومانى الذى أنتزع لنفسه مكانًا فى تاريخ الفن بصفة عامة، وفى تصوير حرب طروادة بصفة خاصة، ووظفها الحكام الرومان لتخدم أفكارهم السياسية والعسكرية.
تأتى أهمية دراسة تصوير مشاهد حرب طروادة فى الفن الرومانى فى رمزية هذه الحرب وأحداثها وتطابقها مع الروح العسكرية لدى الرومان من ناحية، ولتمجيد نسبهم الأسطورى لسلالة الطرواديين من ناحية أخرى، ومن ثم أصبح مدلول تصويرها فى الفن الرومانى مختلفًا عن الفنين الإغريقى، والأتروسكى؛ إذ سبق الفن الإغريقى الفن الأتروسكى فى تصوير موضوعات الملحمة الطروادية.
تهدف الدراسة إلى التعرف على رؤية الرومان لحرب طروادة، وكافة أبطالها الذين ورد ذكرهم عند هوميروس وفرجيليوس، وذلك من خلال رصد الموضوعات المختارة فى التصوير الفنى الرومانى. ومدى اختلاف هذه النظرة عن الفنين الإغريقى، والأتروسكى، ورصد مدى إعتماد الفنان الرومانى على المصادر السابقة سواء الأدبية أو الفنية.
اختارت الدراسة استخدام الأسماء الأسطورية اليونانية، مع ذكر مقابلها اللاتينى فى ملحق بالدراسة، وكذلك اختارت تصوير مشاهد أحداث حرب طروادة فى شتى بقاع الإمبراطورية الرومانية، وفى كل الفنون الرومانية التى تناولت تصوير مشاهد من حرب طروادة، وذلك منذ عصر أوغسطس وحتى نهاية القرن الثانى الميلادى؛ إذ تعد هذه الفترة التاريخية بمنزلة العصر الذهبى لتصوير مشاهد حرب طروادة، وتوطيد دعائم قبولها داخل الذوق والثقافة الرومانية. واختارت كذلك التعرض لبدايات عصر الأسرة السيفيرية فقط، بسبب تداخل تأريخ بعض الأعمال الفنية، مع مراعاة عدم التعمق فى هذا العصر لما شهده من بداية اضمحلال وانهيار للعصر الذهبى الإمبراطورى، بالإضافة إلى تغلغل العبادات الشرقية التى أثرت بشكل كبير فى الموضوعات المنتقاة من حرب طروادة، والاتجاة لتصوير أحداث بعينها، والاتجاه إلى الرمزية فى التصوير.
الدراسات السابقة:
ظهرت دراسات عديدة اهتمت بتصوير أحداث حرب طروادة جاءت فى بعضها إما من خلال تناول عارض أو ضمن تاريخ فن عام ، ولعل أهم هذه الدراسات يتمثل فى:
 Zanker, P. 1988. The Power of Images in the Age of Augustus. Ann Arbor.
اهتمت الدراسة بجميع أنواع الفنون من عصر أوغسطس، واستعرضت بعض القطع الفنية التى صورت حرب طروادة، التى كانت داعمًا لأفكار أوغسطس، وكيفية تأثير الفن حينذاك لدعم الإمبراطور واضفاء شرعية على حكمه، ولعل أبرز ما ورد فى هذه الدراسة عرض صورة كاملة للمجتمع الرومانى خلال عصر أوغسطس، وعرض بعض الأسباب التى أدت إلى قبول الرومان أن تكون أصولهم الأولى طروادية من خلال آينياس، وهو ما انعكس على الأعمال الفنية حينذاك، وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة إلا أن أبرز ما يؤخذ عليها الأهتمام بالفن الرسمى لأوغسطس، وليس بكافة الأعمال الفنية التى تؤرخ لعصره مثل جداريات بومبى، والأوانى.
 Woodford, S. 1993. The Trojan War in Ancient Art. London.
جاءت هذه الدراسة دون غيرها بعنوان حرب طروادة فى الفن القديم، إلا أنها لا تتضمن دراسة تحليلية مع عدم مراعاة البعدين المكانى والزمنى اللذان بهما الأحداث المتناولة، ولعل أبرز ما يؤخذ على هذه الدراسة تداخل كل فنون الحقب التاريخية دون مراعاة أصول المنهج التاريخى فضلًا عن الإعتماد على ما جاء عند هوميروس، وليس على تسلسل الأحداث، وهو ما أخل كثيرًا بتناول الموضوع، ليبدو العمل مختصًا بأخيليوس دون غيره، ومن ثم كانت دراسة غير منصفة للموضوع .
 Erskine, A. 2001. Troy between Greece and Rome: Local Tradition and Imperial Power. Oxford.
اهتمت هذه الدراسة بمكانة طروادة وأهميتها، وصدى حرب طروادة بين الإغريق والرومان من خلال المصادر الأدبية، والأحداث التاريخية التى شهدتها المدينة، والحفاظ على النسل الطروادى فى حكم آسيا وروما، وكانت هذه الدراسة قيمة بما تحتويه سيما فى عرض العلاقات التاريخية التى ربطت روما ببعض المدن سيما الإغريقية التى اعتمدت على النسب المشترك من خلال أحداث حرب طروادة، غير أنها دراسة فى تاريخ حرب طروادة، ولم تتطرق إلى الجانب الفنى.
 Bryce, T. 2006. The Trojans and their Neighbours. New York.
تناولت هذه الدراسة وضع طروادة فى ضوء علاقتها بالحيثيين، بالإضافة إلى إعطاء صورة متكاملة عن المجتمع الحيثى والطروادى، الأمر الذى خدم كثيرًا تفسير بعض الممارسات المجتمعية، التى صورت فى ضوء الأعمال الفنية الرومانية، وبالرغم من أهمية الدراسة فإنها اعتمدت على المنهج التاريخى، ولم تهتم بالجانب الفنى إلا فيما يخدم قوة العلاقة بين الحيثيين وطروادة.
يضاف إلى الدراسات السابقة مجموعة من المقالات الأجنبية والعربية، والتى تناولت أجزاءً من أحداث الحرب على طروادة، وهى على النحو التالى:
 Blazquez, J. Cabrero, J. 2012. ‘Antioch Mosaics and their Mythological and Artistic Relations with Spanish Mosaics’. JMR, 5: 43-57.
 Smith, R. R. Hallett, C. H. 2015. ‘Troilos and Achilles: A Monumental Statue group from Aphrodisias’. JRS, 105: 1-59.
 أيمن عبد التواب حسن. 2017. ” قَدَر طروادة: تعليق على الشذرة (39) عند أكوسيلاوس الأرجى Ἀκουσίλαος ὁ Ἀργεῖος”. أوراق كلاسيكية، 13: 56-89.
فرضيات الدراسة :
تأتى هذه الدراسة لتجيب عن عدد من الفرضيات الأساسية التى تتمثل فى:
• أهمية تصوير حرب طروادة فى الفن الرومانى من خلال الأعمال الفنية خلال فترة الدراسة.
• ما مدى تطابق أحداث حرب طروادة التى صورها الفنان الرومانى مع المصادر الأدبية الإغريقية مثل الإلياذة والملاحم الأخرى مقابل الإينيادة؟
• ما هى أهم الأحداث الملحمية الطروادية التى نالت اهتمام الفنان الرومانى؟
• ما هى المدلولات المختلفة لتصوير مشاهد حرب طروادة فى الفن الرومانى؟
• ما هى الرؤية الرومانية للإغريق من خلال الفن الرومانى؟
• السمات الفنية المميزة لتصوير أحداث حرب طروادة فى الفن الرومانى.
• أين صورت هذه الأحداث خلال القرنين الأول والثانى الميلاديين؟
• تحديد المراحل التى مر بها تصوير أحداث هذه الحرب.
أتبعت الدراسة عددًا من المناهج، أولًا الوصفى لوصف المشاهد المصورة، وثانيًا المقارن للحصول على أوجه التشابه والاختلاف بين الفن الإغريقى والأتروسكى والرومانى، وثالثًا التحليلى للحصول على الرؤية العامة للرومان حول حرب طروادة، واعتمدت فى ذلك على المصادر الكلاسيكية، والأعمال الفنية الإغريقية والأتروسكية، فضلًا عن المراجع الأجنبية والعربية والمعربة، وكذلك الرسائل الأجنبية والعربية التى اهتمت بأجزاء مختلفة من موضوع الدراسة.
نظرًا لأهمية حرب طروادة التاريخية، وما لاقته من قبول فى الفن الإغريقى، واهتمام الفنان الرومانى بها فى شتى أنواع الفنون فى الإمبراطورية الرومانية جاء عنوان الدراسة:
”مشاهد حـرب طـروادة فى الفن الرومانى منذ عصر أوغسطس وحتى نهاية القرن الثانى بعد الميلاد”.
هذا، وتم تقسيم الدراسة لتبدأ بالمقدمة، ويلى ذلك التمهيد، الذى يتناول أولًا: انتقال أسطورة طروادة وأحداثها إلى روما: التى تضمنت جميع الآراء حول كيفية انتقال أسطورة طروادة وأحداثها إلى روما، التى انقسمت لثلاثة آراء ملخصة فى إما الأتروسك، أو الإغريق، أو الرومان. وثانيًا: الترويج للنسل الطروادى منذ نهاية العصر الجمهورى وحتى القرن الثانى الميلادى، الذى تناول مكانة أسطورة طروادة والترويج لها منذ عصر يوليوس قيصر لتكون بمنزلة الداعم الرئيس للمنزل الإمبراطورى من الأسرة الجوليانية وحتى نهاية فترة الدراسة، وتضمن ذلك اهتمام الأباطرة بوضع المدينة وأحيانًا إهمالها، فضلًا عن الإشارة إلى بعض المظاهر الثقافيه والحضارية التى مارسها الرومان من أجل المباهاة بأصولهم العريقة.
أما عن فصول الدراسة بعد المقدمة والتمهيد فهى خمسة فصول يحمل الأول عنوان ”تصوير إرهاصات الحرب على طروادة”، ويبدأ بزفاف بيليوس وثيتيس الأسطورى، الذى أدى إلى التحكيم الباريسى، ويستمر الفصل فى تناول الأحداث الواقعة والمصورة فنيًا حتى اضطرار الإغريق للتضحية بإفيجينيا ارضاءً لأرتميس.
يحمل الفصل الثاني عنوان ”تصوير مشاهد من بدايات الحرب على طروادة”، ويتناول الأحداث التى وقعت منذ إرساء السفن الإغريقية، ومقتل أول الأبطال الإغريق بروتيسيلاؤس، وتستمر الأحداث المصورة وصولًا إلى هجوم الطرواديين على السفن الإغريقية ضمن أحداث معركة السفن، التى شهدت مصرع باتروكلوس، وينتهى الفصل بصراع أخيليوس مع إله النهر الطروادى سكاماندروس.
الفصل الثالث تحت عنوان ”تصوير ذروة أحداث الحرب على طروادة”، ويتناول النتائج المترتبة على مقتل باتروكلوس، واستعداد أخيليوس للثأر من هيكتور، والتنكيل بجثمانه، ويستمر الفصل فى تناول الأحداث المصورة فنيًا حتى مقتل أخيليوس على يد باريس.
بينما جاء الفصل الرابع بعنوان ”تصوير سقوط طروادة ونهاية الحرب عليها”، ويتناول الأحداث التى وقعت فى لحظات المدينة الأخيرة، وجاءت أهم هذه الأحداث ممثلة فى مشاركة فيلوكتيتيس فى الحرب، وسرقة البلاديوم، ودخول الحصان الخشبى إلى طروادة، ووصولًا إلى النيل من الأسرة الملكية الطروادية، وينتهى هذا الفصل عند رحيل آينياس عن طروادة متجهًا إلى إيطاليا.
جاء الفصل الخامس بعنوان ”دراسة تحليلية لمشاهد حـرب طـروادة فى الفن الرومانى منذ عصر أوغسطس وحتى نهاية القرن الثانى الميلادى فى ضوء الأعمال الفنية التى شملتها الدراسة”، ليشمل الدراسة التحليلية لموضوع الدراسة من خلال رصد اختلاف تصوير مشاهد حرب طروادة خلال القرنين الأول والثانى الميلاديين.
أنتهت الدراسة بالخاتمة التى ضمت أهم النتائج، ثم ملحق الأعلام الأسطورية، وقائمة المصادر وإختصاراتها، وقائمة الإختصارات والدوريات الأجنبية وإختصاراتها، وقائمة المراجع العربية والأجنبية، والملخص العربى. وأما الكتالوج فتضمن الخرائط، والأشكال التوضيحية، وصور محل الدراسة، الرسوم البيانية، وتنتهى الدراسة بالملخص الأجنبى.
جدير بالذكر أن إحدى أهم الصعوبات التى واجهت الدراسة كانت جمع بعض القطع الفنية لأكثر من حدث داخل الحرب الطروادية دون التقيد بالترتيب الملحمى، وهو ما أوجد صعوبة فى دراسة المشاهد نظرًا لإعتماد الدراسة على الترتيب الملحمى للأحداث، إلا أن الدراسة أختارت إدراج الحدث الرئيس فى التصوير فى كل فصل من فصول الدراسة، ولم يكن الهدف من هذه الدراسة مجرد حصر الأعمال الفنية، أو المقارنة بين الفنون الإغريقية والأتروسكية والرومانية، وإنما محاولة رصد المفاهيم التى استند عليها الفن الرومانى فى تصوير حرب طروادة، ولذا كان الاعتماد على الفنون السابقة للفن الرومانى فى إطار نماذج تخدم أهداف الدراسة.
وتبقى كلمات الشكر والعرفان لكل من مد لى يد العون فى دراستى ، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله، وأخص بالشكر والعرفان كل من أسرتى الكريمة، وأصدقائى، وأساتذتى الذين طالما كانوا معينًا لا ينضب، وأخص بالشكر استاذتى القديرة رحمة الله عليها، الأستاذة الدكتورة عزيزة سعيد محمود، التى شرفت بالتتلمذ على يديها البيضاء، فلها منى كل الدعاء بالرحمة والمغفرة، داعية الله عز وجل أن يليق هذا العمل بسيرتها العطرة.
وأتوجه بالشكر للأستاذ الدكتور مصطفى محمد قنديل زايد (أستاذ الآثار اليونانية والرومانية ورئيس قسم الآثار كلية الآداب جامعة عين شمس) الذى شرفت بالتتلمذ على يديه وعلى جهده الجهيد الذى بذله معى من نصح وتوجيه ومتابعة طوال مراحل البحث. جزاه الله عنى كل الخير.
ويمتد الشكر والثناء للأستاذ الدكتور عبد الحميد عبد الحميد مسعود أستاذ الآثار اليونانية والرومانية المساعد، الذى كان معينًا لا ينضب، ونهلت من علمه جزاه الله عنى كل الخير.
والشكر كل الشكر للأستاذة الدكتورة منى محمد الشحات أستاذ الآثار اليونانية والرومانية جامعة الإسكندرية، والأستاذة الدكتورة وفاء أحمد الغنام أستاذ الآثار اليونانية والرومانية جامعة طنطا على تفضلهما بقبول مناقشة هذه الرسالة.
وبعد، يبقى الأمل والرجاء من هذا العمل المتواضع، أمل فى أن أكون قد وفقت _ ـلو بقدر يسير _ فى تحقيق الهدف المرجو منها، والرجاء كل الرجاء أن تلقى قبولًا لديكم، وأن تكون إسهامًا يسيرًا فى مجال الدراسات الأثرية والآثار الكلاسيكية بشكل عام، وحرب طروادة بشكل خاص.
وختامًا فإنى على يقين أن كل عمل بشرى يعتريه النقصان فالكمال لله وحده، وليس هناك صحيح إلا كتابه، فإن أصبت فهذا بفضل الله، وإن أخفقت فذلك من نفسى.