Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تجليات التمرد في المشهد المسرحي الياباني :
المؤلف
كامل، الشيماء مكرم.
هيئة الاعداد
باحث / الشـــيماء مكـــرم كامـــل
مشرف / منـــى كمال صفوت
مشرف / نجـــلاء فتحــى حــــافظ
مناقش / كرم خليل سالم
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
319ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - الدراما والنقد المسرحي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 319

from 319

المستخلص

إن حقبة الستينيات تعتبر انعطافة مهمة في مسيرة القرن العشرين ليس في أوروبا فقط بل العالم أجمع. حيث شهدت اعصار ثوريًا في العالم بدءًا من تصدع قوى المعسكرين الشرقي (المتمثل في الاتحاد السوفيتي ) والقوى الغربية (المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية ) بكلتا أيديولوجياتهم , وكانت شاهدًا أيضا على انتفاضة الطلاب والشباب التي تفجرت في أوروبا عام 1968 . وعبرت المحيطات والبحار إلى شتى بقاع العالم . حيث مثلت مرحلة الستينيات موجة وحركة احتجاج ورفض ونقد اجتماعي وأحد أشكال عمليات التغير والتغيير الاجتماعية والثقافية والتي تميزت بنمو وعي ثقافى ناشئ ومناهض للمنظومة القيمية والفكرية السائدة خلال قرون متعددة . وأصبح الشباب والطلاب بموجب ذلك ورثة الدور الذي كانت تلعبه”البروليتاريا”. وهو قول يقترب مما قاله عالم الاجتماع الألماني هربرت ماركوزه في تأكيده قدرة المثقفين والطلاب على إحداث تغييرات”راديكالية”في المجتمع.
ولم تكن اليابان بمعزل عن تلك الاحداث , بل طالها هذا الحريق الثورى , الذى كان له جذوره الاجتماعية والتاريخية , واسبابه المادية المتصلة بهزيمة الحرب في حقبة الاربعينات من القرن العشرين . فبعد سقوط اليابان فريسة للاحتلال الأمريكي لمدة خمس سنوات و بعد أن شهدت تغيرات هائلة على المستوى الاقتصادي- الاجتماعي من انتعاش وقفزة كبيرة نتيجة انتهاج سياسات مغايرة لسياسات السلاح الدائم التي اتبعتها الولايات المتحده الأمريكية أثناء الحرب الباردة , حيث نص دستور مابعد الحرب على منع اليابان من التسلح , بالإضافة إلى ما نتج عن هذا الانتعاش الاقتصادى من ”بلترة” هائلة كان لها تأثير تدريجي كبير على مجمل بنية المجتمع.
مهدت إذن التغيرات المتراكمة في بنية المجتمع خلال فترة الانتعاش الطويل وما صحبه من هدوء نسبي في الصراع الطبقي للحريق الثوري اللاحق. وصارت أدنى شرارة كفيلة بإشعال الحريق الثوري , مثلما حدث فى ستينات القرن المنصرم , حيث شهدت اليابان اندلاع الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية والعمالية , وتشكلت حركات تمردية عملت على تنظيم الاضرابات داخل الجامعات و المصانع على حد سواء .
وباختصار شديد فقد كان عقد الستينيات من القرن العشرين عقد الثورات في مختلف مناحي الحياة السياسية والثقافية ومكانة التجليات من ثورات الطلاب، وثوارت الفلسفة والأدب والثقافة .
لقد سجلت هذه الثورة في ثورة أدبية , وأثمرت ثورة الشباب ما يشبه الثورة الثقافية في المجتمع اليابانى , حيث تفاعل كتاب ومخرجى المسرح الشباب مع هذا الحراك الثورى , وتحول المسرح إلى ساحة دائمة للحوار , كما بدأت الحركة الثورية تخلق الأشكال الثقافية التي تعبر عنها .والنقاد المسرحيون في تلك الفترة اعتادوا كثيرا على وصف تلك الفرق المسرحية بالمسرح الصغير وما اطلق عليه مسرح الأنجورا angura أو undergroung theater .
وتسلط الدراسة الضوء على مسرح الستينيات والتعرف على العوامل التى أدت إلى طرح مفاهيم جديدة للأيديولوجية اليابانية القائمة ,فعقب أحداث العنف الداخلية التي بدأت منذ عام 1960 والتي عرفت بمظاهرات ann-zen tosou وبسبب معاهدة الأمن الأمريكية-اليابانية اهتز المجتمع اليابانى من العمق, واعيد النظر في مفهوم القيم الاجتماعية التي كانت موجودة ومتشبعة في أعماق المجتمع من قبل .وفي هذا السياق تسعى الباحثة إلى تتبع هذه الأحداث الخطيرة والمتغيرات المتلاحقة التي أدت إلى ظهور تيارات مسرحية جديدة قادها مجموعة من الكتاب والمخرجين المسرحيين (عينة الدراسة) الذين قاموا بحركة نقد شاملة للمجتمع , حيث وجدوا في المسرح وتقنياته ضالتهم في مناقشة أوضاعهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ... حيث شحذوا أسلحتهم الفكرية والإبداعية في نقد واقعهم، متطلعين إلى إنتاج واقع أفضل عبر قاطرة مفهوم (ثقافة التمرد) .