الفهرس 
” المسرح الصغير، النشأة والتطوريوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 171 |  |  |
| | | from | 171 | | |
المستخلص
مستخلص الرسالة
تتناول الدراسة تيار ”المسرح الصغير” فى فترة تسعينيات القرن العشرين، بوصفه أحد الأشكال المسرحية الأكثر تمرداً على المسرح التراثى الصينى، حيث ترصد الباحثة فى الفصل الأول من الدراسة أهم التغيرات السياسية والاقتصادية التى حدثت فى الصين منذ بدايات القرن العشرين وما تلاها من متغيرات ثقافية أدت إلى ظهور ونشأة المسرح الصغير، ثم تقوم الباحثة بتحليل ثلاثة عروض مسرحية لتيار المسرح الصغير من إخراج المخرج الصينى المعاصر ”مينغ جين خوى” للوقوف على أهم آليات واستراتيجيات التمرد التى ظهرت فى العروض، وهم عرض ”الخرتيت العاشق” التى خصصت له الباحثة الفصل الثانى للكشف عن مساؤى الرأسمالية وطغيان القيم المادية فى الصين، أما الفصل الثالث تحلل فيه الباحثة عرض ”أنا أحب XXX” الذى يسخر فيه المخرج من السرديات الكبرى للقيم الماوية والكونفوشية، أما الفصل الأخير فهو خاص بالعرض المسرحى ”موت فوضوى صدفة” الذى يقدم فيه المخرج انتقاد مباشر لمؤسسات الدولة وخاصة مؤسسة الشرطة ورفضه للعنف المُستخدم من قبل مؤسسة الشرطة تجاه المواطنين الصينين بصفة خاصة والانسان بصفة عامة.
استخدمت الباحثة فى الدراسة عِدة مناهج بحثية فى تحليلها للعروض المسرحية، يبرز فى مقدمتهم المنهج السوسيولوجى وذلك لاهتمام الباحثة بالمتغيرات الثقافية والسياسية فى المجتمع وانعكاسها على المسرح، ثم المنهج الوصفى التحليلى لرصد التحولات الثقافية وتحليلها وأخيراً منهج النقد الثقافى والتى طبقته على على عرض ”أنا أحب ”XXX، وذلك من أجل الكشف عن الأنساق الثقافية المُضمرة فى العرض المسرحى، ودراستها في سياقها الثقافي والاجتماعي والسياسي والتاريخي والمؤسساتي فهماً وتفسيراً.
فى الختام توصلت الباحثة لعدد من النتائح أهمها إن الفجوة بين ما يُقدمه المسرح التراثى والواقع هو ما دفع المسرحيين إلى البحث عن تيار مسرحى يُعبر عن واقعهم المُعاش والذى ووجوده فى تيار المسرح الصغير، الذى استطاع أن يعبر عن كل هذه التغيرات الراديكالية خاصة دخول الصين لمصاف الدول الرأسمالية واتباعها لسياسية الانفتاح الاقتصادى، والذى كان له الأثر الكبير فى زعزعة وخلخلة المفاهيم الإنسانية واتباع القيم المادية، وهو ما عبر عنه ”مينغ جين خوى” فى عروضه المسرحية التى تناولتها الباحثة بالتحليل، حيث عبر فيهم عن رفضه وتمرده لعدد من القضايا المُعاصرة فى الصين مثل طغيان الرأسمالية والقيم المادية وسوء مُعاملة مؤسسات الشرطة للمواطنين، وأيضاً إعادة قراءة للتاريخ وخاصة فترة ستينيات القرن العشرين من وجه نظر الجيل نفسه وليس كتب التاريخ، وبالتالى يمكن القول إن المسرح الصغير هو فن التعبير عن الواقع، فهذا الاهتمام بالواقع السياسى والاجتماعى يجعله أهم آلية من آليات التمرد على السلطة والقوالب التراثية والقيم المقدسة فى الصين، حيث يُعرف أحيانا بأنه فن عرض الحقيقة التى يكشفها خوى فى مسرحياته مستغلاً مميزات المسرح الصغير فى التأكيد على تيمة التمرد.