Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والشفاهية /
المؤلف
ريحان، محمد محمد سليمان.
هيئة الاعداد
باحث / محمد محمد سليمان ريحان
مشرف / محمد يونس عبد العال
مشرف / خالد عبد الحليم محمد أبو الليل
مشرف / أحمد شمس الدين الحجاجي
الموضوع
القصة العربية.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
371ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
20/5/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغة العبرية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 371

from 371

المستخلص

موجز الدراسة
روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والشفاهية يعتبر التراث الشعبي في أي أمة ضمير الشعوب وذاكرتها والمعبر عن أحلامها وتطلعاتها. والسير الشعبية فن هام له خطره ومكانته بين التراث الشعبي. والسيرة الهلالية واحدة من أبرز السير الشعبية وأوسعها انتشارًا في العالم العربي. وقد حظيت سيرة بني هلال بعدد وافر من الدراسات التي تناولتها من زوايا مختلفة وبمناهج متعددة. منها ما اعتمد على الروايات المدونة للسيرة والمطبوعة طبعات عدة ومنها ما اتجه إلى دراستها ميدانيًا بجمع نصوصها من الوجهين البحري والقبلي ولاسيما في (أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والدلتا) وشرح مفرداتها والتعليق عليها.
ومن المعروف أن الكثير من الدراسات المتصلة بالسير الشعبية عمومًا تعتمد على نصوص مطبوعة أكثر من اعتمادها على نصوص شفاهية أو مجموعة ميدانيًا.
وكذلك السيرة الهلالية فعلى الرغم من أن الدراسات الأولى للسيرة الهلالية قد تنبهت إلى شفاهية السيرة لكنها لم تتجه لدراستها من الوجهة الشفاهية بل تعاملت مع السيرة بوصفها نص مكتوب ومن ثم اهتمت معظم دراسات السيرة الهلالية بالنصوص المكتوبة وغضت الطرف عن الروايات الشفاهية.
فقد حظيت دراسة النصوص المدونة بكثير من اهتمام الدارسين في حين لم تحظ الروايات الشفاهية بنفس الاهتمام.
هذا وقد ظلت الدراسات الكتابية تتعامل مع السيرة وأجزائها وكأنها (نص مكتوب) ومن هنا ظلت أسيرة دائرة البحوث الأدبية (الكتابية) بمداخلها المتنوعة.
وتعد الثقافة الشفوية مكونًا مهمًا، بل أساسيًا، في حياة الشعوب يحتاج لعناية وجهد حقيقيين لحمايته وحفظه من الضياع ومن ثم فإن الدراسات الشفاهية تمكننا من اقتراب أكثر من الواقع المعيش يمكننا من رؤية السيرة رؤية عينية وهي تمارس دورها في الثقافة الحية وهذه الرؤية الجديدة تمكننا من فحص واقعي لمكونات ظاهرة ثقافية بكل تداخلاتها وتشابكاتها في مجالات الإبداع الحي.
وبالرغم من انتباه بعض الدراسات إلى أن الهلالية لاتزال تروى (رواية شفوية) وتردد بين الناس فإنه مما يثير الدهشة أن هذا الانتباه لم يغير من منطلقات البحث واتجاهاته أو من المشكلات الناجمة عن النظرة (الكتابية) للسيرة ولم يزد الأمر في كثير من الأحوال عن مجرد الإشارة إلى شفاهية رواية السيرة وإلى أنها لاتزال تردد وتروى شفاهة ً.
وهذه الدراسة (روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والروايات الشفاهية) نشأت فكرتها من حقيقة مؤداها أن الأدب الشعبي يتناقل، في معظمه، عن طريق الرواية الشفوية؛ حيث يعتمد على المشافهة في نقله من فرد إلى فرد ومن إقليم إلى إقليم ومن عصر إلى عصر. ويعتمد في نقله الشفاهي على الـتنغيم الصوتي والحركة والإيقاع
ويبدو الاختلاف واضحًا بين المادتين الشفاهية والمدونة إزاء التحليل نظرًا لاختلاف الشـفاهي المنطوق عن الكتابي المدون فثمة فرق كبير بين أن تروي وأن تكتب إذ تتغير الحواس التي تتلقى العمل الفني. أن تسمع تختلف تمامًا عن أن ترى. اختلاف التلقي يفيد كثيرًا من تركيب العبارة وبنية الحدث. فالراوي حين يروي يوقع فتتحول كلماته إلى شعر أو نثر موقع والنثر الموقع قصير مسجوع فيه كثير من الترادف والإطناب والتكرار.
ولا ريب أن الاختلاف واضح بين الشفهي والمدون. فالأول متحرك ونام ومتغير والثاني ثابت. والأول يعتمد على التلقي الجمعي والثاني يعتمد على المتلقي الفرد.
ومن ثم فلا ريب أيضًا أن حركة الشفاهي وتغيره وتناميه تمنحه معطيات جمالية متنامية ومتغيرة أيضًا من راو لآخر ومن رواية لأخرى. بل ومن رواية لأخرى للراوي ذاته. في حين تثبت معطيات وجماليات النص المدون بثباته ـ من جهة المبدع ـ ولا تتغير سوى بتغير التذوق والفهم من قبل المتلقي.
فالنص ثابت لكن المتلقي متغير وبالتالي تختلف دلالات النص من متلق لآخـر تبعًا لثقافة المتلقي وقدرته على تحليل النص. ومن ثم يصبح النص الشفهي أكثر (ديناميكية) من النص المدون. وقد عمدت هذه الدراسة إلى الموازنة بين النص الشفاهي والنص المدون من خلال وضع أحدهما في مقابل الآخر؛ لتتضح الفوارق بين رواية ذلك المدون ورواية الشعبي الأمي الأصيل.
للوقوف على جدلية العلاقة بين الشفهي والمدون ومدى ما أنتجته عمليات التناقل ما بين إبداع لعناصر جديدة وإهمال لعناصر قديمة والمرور على بعض العناصر(مرور الكرام) دون تفصيل فضًلاً عن تغير خطاب الحكي الشفهي ووظيفته ليصبح لدينا نص جديد.
ومن النتائج التي توصل إليها البحث أن:
الإلقاء الشفاهي للسيرة الهلالية هو الأصل ومن ثم تصبح النصوص المدونة نصوصًا شفاهية الأصل نسخها النساخ في عصور سابقة. واختلاف الأداء الشفاهي ظاهرة طبيعية بل وحتمية بين الرواة جميعًا بل عند الراوي نفسه في سياقات أدائية مختلفة ومن ثم يختلف البعد الجمالي والفني للنص الشفهي عن النص المكتوب. كما أن المقارنة بين النصوص المدونة والشفاهية يثير رهانات لغوية وثقافية وجمالية.
وتغير النص من الشفاهي إلى المدون ـ والعكس ـ يحدث تغييرًا في المعنى و الدلالة فالشفاهية صوت ناطق يحمل دلالة والكتابية صوت صامت يخفي الكثير من الدلالات والمعاني.
إن اختلاف طبيعة النص الشعبي الشفهي والمدون تؤدي ـ بالطبع ـ إلى اختلاف في التلقي والدلالات البلاغية. ومن ثم تختلف أدوات النقد ومعايير الحكم على أي منهما. بيد أن السيرة الهلاليـة رغم كثرة ما كتب حولها من بحوث ودراسات ـ مازالت أرضًا بكرًا تحتاج إلى مزيد من الحرث والغرس والعناية حتى تؤتي المزيد من الثمار اليانعة وما أغزرها !