الفهرس 
اللحوم الحمراء في جمهورية مصر العربيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 168 |  |  |
| | | from | 168 | | |
المستخلص
يمثل البروتين الحيواني المشكلة الرئيسية في تغذية المواطن المصري إذ يؤثر سوء التغذية على أداء الفرد وكفاءته الإنتاجية والخدمية. وتجدر الإشارة إلى أن الأغنام والمعز ذات أهمية اقتصادية كبرى، حيث تعتبر الأغنام عنصراً هاماً من عناصر الإنتاج الزراعي والحيواني، ومكون من مكونات الدخل القومي حيث أنها مصدر من مصادر اللحم والصوف، إضافة إلى قدرتها على سد العجز الحاصل في مجال اللحوم والألبان ومنتجاتها.
وتعتبرالأغنام والمعز حيوانات رعي بطبيعتها وهي غير مكلفة ووجودها داخل المراعي يُحسن من خواص التربة وخصوبتها لارتفاع نسبة الآزوت والبوتاسيوم بروثها، كما أنها تصلح للتربية في المناطق الصحراوية .
مشكلة الدراسة :
تعاني تربية الأغنام في مصر العديد من المشاكل أهمها:
1 - مشاكل وصعوبات متعلقة بمستلزمات الإنتاج من الموارد الرعوية والأعلاف التكميلية والتحصينات والأدوية البيطرية.
2- انحصار مساحات المراعي المخصصة لرعي الأغنام، إضافة إلى التزايد المستمر في عدد السكان .
3- ارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية وتعذر الحصول عليها في الكثير من الأحيان.
4- الممارسات الخاطئة للمربين والنقص الواضح في المعارف الإنتاجية الغنمية.
أهداف الدراسة :
استهدفت الدراسة الراهنة تحقيق الأهداف التالية:
1 - التعرف على المستوى المعرفي المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة، وتحديد العلاقة بين المستوى المعرفي المرتبط بالتوصيات الإرشادية لعينة الدراسة وبين المتغيرات المستقلة المدروسة.
2 - التعرف على المستوى التطبيقي المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة، وتحديد العلاقة بين المستوى التطبيقي المرتبط بالتوصيات الإرشادية لعينة الدراسة وبين المتغيرات المستقلة المدروسة.
3 - تحديد الفجوة المعرفية والتطبيقية المتعلقة بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية.
4- التعرف على المشاكل التي يعانى منها مربي الأغنام بمحافظة مطروح والحلول المقترحة للتغلب عليها من وجهة نظرهم.
وتحقيقاً لأهداف الدراسة، استلزم الأمر وضع خطة تم على أساسها تقسيم الدراسة إلى بابين رئيسيين يضما ثمان فصول بخلاف المقدمة التي تضمنت مشكلة الدراسة وأهدافها، فضلا عن قائمة المراجع والملاحق، والموجز باللغتين العربية والإنجليزية.
فيما يتعلق بالباب الأول الذي اختص بالإطار النظري للدراسة فقد اشتمل على أربعة فصول، يتضمن الفصل الأول اللحوم الحمراء في مصر، ويختص الفصل الثاني بالمعارف والممارسات التنفيذية المتبعة في إدارة قطعان الأغنام، ويتضمن الفصل الثالث الاستعراض المرجعي للدراسات السابقة ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بموضوع الدراسة، ويتناول الفصل الرابع منهجية الدراسة والمفاهيم الإجرائية للدراسة ومتغيرات وفروض الدراسة.
أما الباب الثاني فقد اختص بالدراسة الميدانية واشتمل على أربعة فصول، يتناول الفصل الخامس عينة الدراسة وطرق القياس، أما الفصل السادس فقد اختص بالقياس الرقمي لمتغيرات الدراسة التابعة والمستقلة، ويعرض الفصل السابع نتائج الدراسة الميدانية، وأخيرا يتضمن الفصل الثامن المناقشة العامة للنتائج والتوصيات.
وتحقيقاً لأهداف الدراسة تم الاستعانة بمجموعة من الأساليب الإحصائية في تحليل البيانات الميدانية، والتي تتفق وطبيعة هذه البيانات، وقد تدرجت هذه الأساليب بداية من النسب المئوية، والمدى، والمتوسط الحسابي، والانحراف المعياري، ومعامل الارتباط البسيط لبيرسون، وأسلوب تحليل الانحدار المتعدد المتدرج الصاعد Step-wise ، وانتهاءاً باختبارات صحة الفروض الإحصائية. وذلك باستخدام برنامج التحليل الإحصائي للعلوم الاجتماعية SPSS .
ولتحديد الإطار البشرى لعينة الدراسة تم اختيار مدينة مرسى مطروح كمجال جغرافي للدراسة حيث أن أكثر صناعاتها تعتمد علي الموارد المحلية، كما أن الهيكل الاقتصادي يتسم بالبساطة والجزء الأكبر منه يتعلق بالزراعة والرعي وتربية الحيوان.
وتم تحديد شاملة الدراسة بعدد المربين الممتلكين لعدد 10 رأس فأكثر وتم اختيار عينة عشوائية بلغ حجمها 200 مربي أغنام يمثلون نحو 5.6% من حجم الشاملة لمربي الأغنام موزعين كالآتي : مدينة مرسي مطروح (45) ؛ رأس الحكمة (65) ؛ أبو لهو البحري (32) ؛ الجراولة (30) ، القصر (38) وهي التي تضم أكبر عدد من مربي الأغنام في مركز مرسي مطروح.
وقد تم تصميم استمارة استبيان بالمقابلة تضمنت العديد من الأسئلة منها ما يتعلق بقياس المستوى المعرفي لعينة الدراسة المرتبط بإنتاج الأغنام، ومستوى تطبيق التوصيات الفنية الإرشادية (المتغيرات التابعة) ، ومنها ما يختص بالمتغيرات المستقلة المدروسة، وقد تم عمل اختبار مبدئي للاستمارة علي عينة مكونة من (10) مربين بمجتمع الدراسة، وذلك لتصحيح وحدات الاستمارة إما بالحذف أو التعديل أو بإضافة وحدات أخرى تحقق انسجام الاستمارة، وعقب وضع الاستمارة في صورتها النهائية بدأت مرحلة جمع البيانات، وقد تم جمع البيانات الميدانية خلال الفترة من (إبريل – ديسمبر) عام 2015.
في ضوء أهداف الدراسة يمكن استعراض أهم النتائج علي النحو التالي:
- تشير نتائج الدراسة إلى أن المدى الفعلي للمستوى المعرفي للمبحوث المرتبط بالتوصيات الإرشادية لإنتاج الأغنام تراوح بين (22)، (44) درجة، بمتوسط حسابي قدره 31.5 درجة، وانحراف معياري قدره 3.92 درجة. وبتوزيع المدى الفعلي لهذا المتغير على ثلاث فئات متدرجة تصاعديا وفقا لاستجابات المبحوثين على العبارات الثمانية والثلاثون اتضح أن نحو 36.5% من إجمالي العينة يقعون في الفئة المنخفضة للمؤشر (22 ـ 29 درجة)، في حين يقع نحو 51.5% من إجمالي العينة في الفئة المتوسطة للمؤشـر (30 ـ 36 درجة)، بينما تمثل الفئة المرتفعة للمؤشر (37 ـ 44 درجة) نحو 12% من إجمالي عينة الدراسة. مما يعني أن غالبية أفراد العينة يقعون في الفئة المتوسطة للمؤشر.
- يتبين من نتائج التحليل الإحصائي أن هناك علاقة ارتباطيه معنوية على المستوى الاحتمالي 0.01 بين مستوى معرفة المبحوثين المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة وبين كل من المتغيرات المستقلة التالية:الحالة التعليمية للمبحوث، القائم برعي الأغنام، درجة التردد الحضري، مصادر المبحوث المعرفية في إدارة القطيع، المستوى الطموحي للمبحوث المرتبط بتربية الأغنام، درجة وعي المبحوث بمشاكل تربية الأغنام. أما المتغيرات المستقلة: سن المبحوث، حجم الأسرة، حجم الحيازة الحيوانية، مشاركة الأبناء في نشاط تربية الأغنام، عدد ساعات الرعي في اليوم في الصيف، عدد ساعات الرعي في اليوم في الربيع فقد ثبت معنوية العلاقة الارتباطية بينها وبين مستوى معرفة المبحوثين المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة (المتغير التابع الأول) على المستوى الاحتمالي 0.05.
توضح نتائج التحليل الأحصائى باستخدام أسلوب تحليل الانحدار المتدرج الصاعد Step-Wise Regression Analysis أن هناك ثلاث متغيرات مستقلة من جملة المتغيرات المستقلة تشرح نحو 57.6% من التباين في مستوى معرفة المبحوثين المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة. وهذه المتغيرات هي: درجة وعي المبحوث بمشاكل تربية الأغنام، وحجم الحيازة الحيوانية، والقائم برعي الأغنام.
تشير نتائج الدراسة إلى أن المدى الفعلي لمستوى ممارسة المبحوث المرتبط بالتوصيات الإرشادية لإنتاج الأغنام تراوح بين (7)، (20) درجة، بمتوسط حسابي قدره 14.9 درجة، وانحراف معياري قدره 3.03 درجة. وبتوزيع المدى الفعلي لهذا المتغير على ثلاث فئات متدرجة تصاعديا وفقا لاستجابات المبحوثين على العبارات السابقة اتضح أن نحو 11.5% من إجمالي العينة يقعون في الفئة المنخفضة للمؤشر (7 ـ 11 درجة)، في حين يقع نحو 56.5% من إجمالي العينة في الفئة المتوسطة للمؤشـر (12 ـ 16 درجة)، بينما تمثل الفئة المرتفعة للمؤشر (17 ـ 20 درجة) نحو 32% من إجمالي عينة الدراسة مما يعني أن غالبية أفراد العينة يقعون في الفئة المتوسطة للمؤشر.
لتحديد طبيعة العلاقة الإرتباطية بين مستوى ممارسة المبحوثين المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة كمتغير تابع والمتغيرات المستقلة المدروسة كل على حـدة.
تبين من نتائج التحليل الإحصائي أن هناك علاقة ارتباطيه معنوية على المستوى الاحتمالي 0.01 بين مستوى معرفة المبحوثين المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة وبين كل من المتغيرات المستقلة التالية: الحالة التعليمية للمبحوث، مساحة الأراضي المستخدمة في الزراعة، درجة التردد الحضري، مصادر المبحوث المعرفية في إدارة القطيع، درجة وعي المبحوث بمشاكل تربية الأغنام. أما المتغيرات المستقلة: حجم الأسرة، مشاركة الأبناء في نشاط تربية الأغنام، القائم برعي الأغنام، عدد ساعات الرعي في اليوم في الربيع، مساحة الأراضي المستخدمة في الرعي، درجة المشاركة الاجتماعية الرسمية للمبحوث فقد ثبت معنوية العلاقة الارتباطية بينها وبين مستوى ممارسات المبحوث المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة (المتغير التابع الثاني) على المستوى الاحتمالي 0.05.
توضح نتائج التحليل الأحصائى باستخدام أسلوب تحليل الانحدار المتدرج الصاعد Step-Wise Regression Analysis أن هناك خمس متغيرات مستقلة من جملة المتغيرات المستقلة تشرح نحو 78.4% من التباين في مستوى ممارسات المبحوث المرتبط بالتوصيات الإرشادية في المجالات الإنتاجية الغنمية لعينة الدراسة. وهذه المتغيرات هي: القائم برعي الأغنام، وعدد ساعات الرعي في الربيع، ومساحة الأراضي المستخدمة في الزراعة، ودرجة المشاركة الاجتماعية الرسمية للمبحوث، وعدد سنوات الخبرة في مجال تربية الأغنام.
لتقدير حجم الفجوة للمستوى المعرفي المرتبط بالتوصيات الإرشادية لإنتاج الأغنام لعينة الدراسة يلاحظ من النتائج أن المدى الفعلي لحجم الفجوة الخاصة بالمكونات الفرعية الأربعة لمؤشر المستوى المعرفي لعينة الدراسة المتعلق بالتوصيات الإرشادية لإنتاج الأغنام قد تراوح بين حد أقصى قدره 42.3% لمكون المعارف المتعلقة بتغذية القطيع، ويأتي حجم الفجوة الخاصة بالمعارف المتعلقة برعاية وإدارة القطيع في المرتبة الثانية بنسبة بلغت نحو 33.3%، بينما جاء حجم الفجوة الخاصة بالمعارف المتعلقة بالرعاية الصحية والبيطرية للقطيع في المرتبة الثالثة بنسبة بلغت نحو 32.2%، وأخيراً جاء حجم الفجوة الخاصة بالمعارف المتعلقة بالإنتاج في المرتبة الرابعة بنسبة بلغت نحو 15.7%.
وقد اشتمل مؤشر مستوى ممارسة المبحوث المرتبط بالتوصيات الإرشادية لإنتاج الأغنام لعينة الدراسة على ثلاث مكونات فرعية، ويلاحظ من النتائج أن المدى الفعلي لحجم الفجوة الخاصة بالمكونات الفرعية الثلاث لمؤشر مستوى ممارسة المبحوث لعينة الدراسة المتعلق بالتوصيات الإرشادية لإنتاج الأغنام قد تراوح بين حد أقصى قدره 53.2% لمكون الممارسات المتعلقة برعاية وإدارة القطيع، ويأتي حجم الفجوة الخاصة بالممارسات المتعلقة بتغذية القطيع في المرتبة الثانية بنسبة بلغت نحو 40.7%، بينما جاء حجم الفجوة الخاصة بالممارسات المتعلقة بالرعاية الصحية والبيطرية للقطيع في المرتبة الثالثة بنسبة بلغت نحو 23.1%.
وأخيراً قامت الدراسة باقتراح مجموعة من التوصيات تتمثل فى:
1. في ضوء ما تبين من انخفاض المستويات التعليمية لغالبية المبحوثين وارتفاع نسبة الأمية بينهم، توصي الدراسة باستخدام وسائل الاتصال الإرشادي المناسب وعدم الاعتماد مطلقاً على الكلمة المكتوبة ، حيث بات أفضل سبل الاتصال بهؤلاء المربين هي المقابلات الشخصية والندوات الإرشادية المعدة جيداً.
2. ترتيباً على ما تبين من انخفاض تعرض المبحوث للأنشطة الإرشادية، توصي الدراسة بتخطيط وتنفيذ البرامج الإرشادية القائمة على الاحتياجات المعرفية والممارسات التنفيذية الفعلية في مجالات الرعاية، والتغذية ، والبيطرة ، والإنتاج وهذا لزيادة معارفهم وتحسين ممارساتهم في تلك المجالات.
3. في ضوء ما تبين من انخفاض درجة فاعلية المنظمات الزراعية، توصي الدراسة بضرورة الاهتمام بالمراعي الطبيعية وتنظيم طرق ودورات الرعي بما يحقق الحفاظ على المراعي من التدهور والاهتمام بالعملية الإرشادية الرعوية، هذا بالإضافة إلى تشجيع زراعة القمح والشعير المطري في تلك المناطق الصحراوية ، الأمر الذي من شأنه أن يوفر للحيوان ما يحتاجه من طاقة وبروتين لازمان لبناء جسمه.
4. نظراً لارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الأساسية للإنتاج الحيواني يوصى بضرورة العمل على إنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية الأهلية والتي تعمل على تسهيل حصول المربين على مستلزمات الإنتاج الحيواني الغنمي.
5. في ضوء ما تبين من انخفاض مصادر المبحوث المعرفية في إدارة القطيع، توصي الدراسة بالعمل علي تقوية شبكة الاتصال بمركز التنمية المستدامة التابع لمركز بحوث الصحراء بمطروح ومركز البحوث الزراعية.