Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الخطاب السياسي العلماني عند أتاتورك
دراسة تداولية مع ترجمة نماذج مختارة من خطبه/
المؤلف
مجلي, محمد رجب صديق.
هيئة الاعداد
باحث / محمد رجب صديق مجلي
مشرف / محمد السيد سليمان العبد
مشرف / بديعة محمد عبد العال
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
282 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغات الشرقية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

خلص الباحث من خلال الدراسة إلى عدة استنتاجات وهي:
- عكست الإحالة نوعًا من التوازن بين ضمير المتكلم وضمير المخاطب؛ ذلك أن السياق الطبيعي لحديث الزعماء يقتضي أن يتوجه في المقام الأول إلى الجماهير، ولذا فإن التوازن الذي حدث في خطاب أتاتورك يعكس توازنًا حقيقيًا بين الذات والآخر في هذا النوع من الخطابات.
- وقد جاءت ضمائر الإشارة في خطاباته التي قامت عليها الدراسة متناسقة مؤدية دورها في الإحالة وربط السياق، وهو مايشير إلى تمتع خطابات أتاتورك بالطلاقة اللغوية المطلوبة والتماسك النصي وهو أمر يُقدر لهذه الخطابات إذ غالبًا ما نجد في هذا النوع من الخطابات فجوات في الإشارة وهو ما تلافاه الخطاب الأتاتوركي. ويعكس هذا الأمر الترابط النحوي والانسجام في سياق عبارات النص.
- أما عن الإشاريات الاجتماعية فقد جاءت موضحة لنهج أتاتورك في خطاباته التي توجه بها إلى الأمة التركية، فقد اتضحت في هذا الخطاب بعض السمات الاجتماعية اللافتة للنظر، فقد نوّع في إشاراته الاجتماعية؛ فتارة يتوجه إلى جمهور المخاطبين باعتبارهم أصدقائه المقربين وتارة أخرى يعبر عن توجهاته العاطفية بلفظ أخوتي وأحبائي وهو مايعكس رغبة أتاتورك في التقارب العاطفي والنفسي إلى جمهور مخاطبيه. وقد أشار نص الخطاب كذلك إلى رغبة في حفظ المسافة بين الزعيم السياسي وبين جمهوره فتوجه لهم بلفظ السادة والسيدات.
وعلى كل حال فإن الإشاريات الاجتماعية قد جاءت في هذا النص متنوعة ثرية تعطي انطباعًا جيدًا بتماسك الخطاب وتوافقه مع جمهور المخاطبين.
- أما استخدام أسماء الأعلام في هذه الخطابات التي تناولتها الدراسة فقد عكس رغبة أتاتورك في المقارنة بين عهدين أحدهما يمثل نمطًا رشيدًا من الحكم والخلافة تمثلت في فترة زعامة النبي للأمة الإسلامية في حياته، ثم تحدث عن نمط الخلافة الراشدة فذكر أسماء الخلفاء الأربعة بأسمائهم، وهو مايشير إلى أن أتاتورك يستخدم الإحالة العلمية لتأسيس حجة سياسية سيستعين بها بعد قليل عندما ينتقد الخليفة العثماني الأخير وحيد الدين عندما ذكره بإسمه موضحًا بعد المسافة بين النموذجين.
إن استخدام الأعلام في هذا السياق وإن لم يكن بالكثافة المطلوبة فقد أدى دوره في الإهابة باللغة واعتبارها تأسيسًا لحجج منطقية وسياسية عندما يقارن المتلقي بين أسماء الخلفاء الأربعة وإسم وحيد الدين. وكان تجنب أتاتورك ذكر الخلفاء العثمانيين الفاتحين الكبار مؤكدًا لرغبته اللغوية في النيل من الخلافة العثمانية؛ إذ ذكر بالإسم آخر خلفائها وأقلهم شأنًا وأكثرهم مظالم بحسب مايرى أتاتورك؛ وهو مايعكس رغبة في الابتعاد عن ذكر الخلفاء العظام من الدولة العثمانية حتى لا يكون ذكر أسمائهم مناقضًا لما أسسه من حجج تنقض ما آلت إليه أحوال الدولة العثمانية في سنواتها الأخيرة.
-أما فيما يخص الإحالة بالأوصاف المحددة (الأسماء المعرفة) فقد عكست اتجاه أتاتورك إلى إثبات عدم زعزعته لمعتقدات الأمة؛ فنلاحظ أنه في حديث أتاتورك عن الرسول ×،يتضح تبجيله الشديد لمقام الرسول وتأدبه في إشارته إليه، فقد ذكره في عدة مواضع مصحوبًا بألفاظ التفخيم والتبجيل اللائقة به، فذكر أنه روح علم الهداية، وفخر العالم، والرسول الأكرم، وذكر صيغة الصلاة والسلام عليه في أكثر من موضع. وتحدث عن دولة الخلافة الراشدة بكلمات منتقاة بعناية، وهو أمر يعكس رغبة أتاتورك في طمأنة المواطن التركي الذي شاهد اتاتورك يلغي الخلافة وينهي السلطنة؛ فلجأ إلى هذا النوع من الخطاب لطمأنته وإشعاره بأن أتاتورك يحترم مقام النبوة وأنه لن يمس الثوابت الروحية العميقة المتجذرة في هذه الأمة وإنما يهدف في المقام الأول إلى تحديث شكل الدولة وعصرنتها بما يجعلها مهققة لآمال الشعب التركي وتطلعاته.
• أما فيما يخص أفعال الكلام فقد جاءت نسبتها في خطاباته عاكسة لتوجهه.
- وقد جاءت الأفعال التقريرية في المرتبة الأولى في خطابه وهو أمر طبيعي إذ إن أتاتورك في هذه المرحلة يؤسس لمنظور سياسي جديد، ولذا فقد عبرت الأفعال التقريرية عن توجهاته إلى الأمة التركية. وبهذا فقد أشار البحث إلى أن النظرية التداولية في اللغة قد أثبتت ما قد سبق إلى تخمينه النقاد الذين تناولوا خطابات أتاتورك السياسية.
- أما فيما يخص الأفعال الكلامية الإعلانية فإن الباحث لم يجد ما يمثلها في النماذج التي تعرض لها بالدراسة؛ وقد يرجع ذلك في بعد من أبعاده إلى أن الخطب السياسية بطبيعتها تعبر عن أمور عامة ولا مجال فيها في أغلب الأحوال للإعلان القانوني الجازم، إذ يتكفل بهذه الأفعال الكلامية الإعلانية نصوص القرارات السيادية والإدارية التي أصدرها أتاتورك خلال مدة حكمه، وهو ما يتطلب بدوره دراسة لهذه القرارات وتحليلها تحليلًا تداوليًا يكشف عن مضمونها.
- ومن هنا يكون السياق المناسب لدراسة الأفعال الإعلانية هو دراسة مجموعة الأحكام الإدارية التي أصدرها أتاتورك خلال مدة حكمه ولذا فلم تكشف الخطابات عن شخصية أتاتورك المهيمنة على مفاصل الدولة التركية في ذلك الوقت.
ولذا فمن المقترح إجراء عدد من الدراسات فيما يخص الأوامر الإدارية والدستورية والقانونية التي أصدرها أتاتورك في فترة حكمه حتى تكشف على وجه الحقيقة مكانة أتاتورك في الدولة التركية.
- أما عن أفعال الكلام التي توسطت بين الأفعال التقريرية والإعلانية فقد تمثلت في الأفعال التعبيرية والأفعال الالتزامية وهو مايعكس رغبة كبيرة في التواصل الفعّال والمثمر مع أبناء الأمة التركية وتشير النظرية التداولية إلى أن كثرة الأفعال التعبيرية والالتزامية تعكس رغبة أتاتورك في إقناع الجماهير التركية بهذا النهج الجديد الذي انتهجته سياسته في تحديد ملامح الأمة التركية بعد الفترة العثمانية.
- وجاءت الأفعال التوجيهية مناسبة لمنهج التغيير الذي انتهجه أتاتورك ويدل على ذلك مثلًا توجهه إلى الأمة التركية بتعلم الحروف التركية الجديدة معللًا ذلك بعدد من الحجج التداولية والسياقية، وهو مايعكس كذلك رغبة عميقة في التواصل الفعّال مع جماهير الشعب في تلك الفترة المحورية.