Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور بعض منظمات المجتمع المدني في تمكين فقراء الريف/
المؤلف
البسيوني, محمد السعيد عبد الحميد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد السعيد عبد الحميد البسيوني
مشرف / أحمد جمال الدين سيد محمود وهبه
مشرف / عبد العزيز محمد شفيق
مشرف / سمير سيد احمد الشاذلي
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
594 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الزراعية والعلوم البيولوجية (المتنوعة)
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الزراعة - المجتمع الريفي والإرشاد الزراعي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

ما زالت قضية الفقر تمثل محوراً هاماً في علم الاجتماع، وهي من أكثر القضايا جدلاً بين العلماء والمتخصصين. فالبعض يرى أنها من أهم القضايا التي تواجه العالم الثالث من أجل تحقيق العدالة والحرية وإرساء قيم الديمقراطية وغير ذلك، وبينما يرى البعض الأخر أن الفقر يؤدي إلي انهيار المجتمعات، هذا مما جعل مكافحته والحد منه أحد المهام الأساسية للأنظمة المختلفة. الأمر الذي أدى إلي اهتمام الكثير من علماء السياسة والاجتماع والاقتصاد وغيرهم بدراسة مفهوم الفقر ومؤشراته وزواياه المختلفة، حيث أن هذا المفهوم نسبى ويتغير من مجتمع إلى آخر بحسب قوة اقتصاده ودرجة تطوره ونموه، كما أنه يرتبط داخل المجتمع الواحد بعوامل عديدة منها حجم الأسرة، ومقدار الاستهلاك العام في المجتمع، وبضعف الإنجاز في مجالات التعليم والصحة والتغذية، وعدم القدرة على التعبير، والتعرض للمعاناة والخوف، فالفقر ظاهرة معقدة ذات أبعاد متعددة اقتصادية واجتماعية وسياسية وتاريخية.
وفي هذا الإطار شهدت أروقة الأمم المتحدة في يوليو 2012 من خلال لجنة التنمية الاجتماعية قرر المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن يكون موضوع تمكين الناس في سياق القضاء على الفقر وتحقيق الإدماج الاجتماعي والعمالة الكاملة وتوفير فرص العمل اللائق للجميع هو الموضوع ذو الأولوية في دورة لجنة التنمية الاجتماعية في الفترة 2013-2014، وهو ما يشير إلي المعنى الأوسع والأشمل لعملية التمكين التي تتيح للفقراء المشاركة والتأثير في صناعة القرار لتحقيق المنفعة العامة.
كما أن عملية التمكين تسعى إلي تعزيز المشاركة الفعالة للأفراد في اتخاذ القرار لتحسين أوضاعهم المعيشية من خلال تعزيز قدراتهم وزيادة الفرص والخيارات المتاحة لهم.
وقد عرف البنك الدولي عملية تمكين الفقراء بأنها:توسيع للأصول وقدرات الأفراد الفقراء ليشاركوا فيها،ويؤثروا في المؤسسات التي تؤثر في حياتهم ، ومن هنا يبرز أهمية دور منظمات المجتمع المدني في تنفيذ وتحقيق رغبات الفقراء،خاصاً ما لهذه المنظمات من قدرة على سد الفجوة بين القطاع الخاص والحكومة لمقابلة متطلبات التنمية واحتياجات الفئات الاجتماعية المهمشة، وبصفة خاصة في ضوء التغيرات العالمية مثل التحرر الاقتصادي وتحرير التجارة والتكتلات والتجمعات.
وبقدر التزايد العددي لمنظمات المجتمع المدني في العقدين الأخيرين من القرن الماضي كان هناك أيضاً التنوع الوظيفي، وتعدد أدوار تلك المنظمات بما يسهم في تحقيق طموحات ورغبات الفقراء في دول العالم الثالث.
وقد قامت منظمات المجتمع المدني من خلال تجارب دولية عديدة دوراً هاماً في تخفيف حدة الفقر من خلال خلق فرص عمل لزيادة مستوى الدخل ومن خلال تشجيع الأعمال أو المشروعات الصغيرة وذلك بمنح الطبقات الفقيرة قروض ومنح للقيام بالمشروعات الصغيرة، وتمثلت هذه الطبقات في أفقر الفقراء من صغار المزارعين بصفة عامة والنساء بصفة خاصة وهم أكثر الفئات التي يمكن أن تصل إليها منظمات المجتمع المدني، فضلاً عن تقديم حزم تدريبية لخلق مهارات فنية مختلفة في مجالات متعددة .
وتتميز منظمات المجتمع المدني بأنها أكثر أحساساً واستشعاراً باحتياجات الجماهير والمجتمعات المحلية فهي تمثله وتقوم على خدمتها، وهي بحكم تكوينها ونظمها تتكون من أعضاء يتطوعون للعمل بها، فضلاً عن تميزها بقدر كبير من المرونة وحرية العمل.
مشكلة الدراسة:
تنبع مشكلة البحث من تفاقم نسبة الفقراء الريفيون في المجتمع المصري،حيث بدأت جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر منذ الستينات. وبالرغم مما إتاحته التنمية من بعض التحسن في كم التعليم والصحة والزيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي،إلا أن غالبيتها كانت تركز على المناطق الحضرية،نظراً لتركيز صانعي السياسة على توفير أفضل الخدمات في المناطق الحضرية، ومعالجة المشكلات الاجتماعية التي تظهر بها،غافلين السكان الريفيين وما يعانون من مشاكل اجتماعية دون برامج تنموية كافية لتحسين مستوى معيشتهم،مما أدى إلي زيادة فقرهم، وتدني نوعية الحياة التي يعيشونها،وانتشار ظهور المشكلات الاجتماعية، وفي هذا الإطار يبرز دور منظمات المجتمع المدني في القيام بالأدوار المنوطه بها وبخاصة في المجتمعات الريفية والتي عانت الكثير من الإهمال في الفترات السابقة.
ولعل الدراسة الراهنة تحاول طرح التساؤل الرئيسي والذي يتبلور في دراسة ماهية دور بعض منظمات المجتمع المدني في تمكين فقراء الريف وذلك من خلال محاولة الإجابة علي الأسئلة الآتية:
1- ما إمكانية التوزيع الجغرافي لفقراء الريف على مستوى المحافظات والمراكز والقرى؟
2- ما هو الدور المتوقع للمنظمات المجتمع المدني في تمكين فقراء الريف؟
3- ما هو الدور الفعلي لتلك المنظمات في عملية التمكين؟
4- ما هو حجم الفجوة بين الدور المتوقع والدور الفعلي للمنظمات المجتمع المدني؟
5- ما هي آليات التنفيذ لتمكين فقراء الريف؟
في ضوء ماسبق تستهدف الدراسة الراهنة تحديد دور بعض منظمات المجتمع المدني في تمكين فقراء الريف من خلال الأهداف التالية:
1- استخدام النظم الجغرافية لعمل خريطة لتباين الفقر بين المحافظات والمراكز والقرى.
2- تحديد الدور المتوقع لمنظمات المجتمع المدني في تمكين فقراء الريف.
3- تحديد الدور الفعلي للمنظمات المجتمع المدني بعينة الدراسة الميدانية
4- تقدير حجم الفجوة بين الدور المتوقع والدور الفعلي لمنظمات المجتمع المدني في عينة الدراسة الميدانية.
5- آليات لمنظمات المجتمع المدني لتنفيذ عملية تمكين الفقراء.
وفي ضوء أهداف الدراسة، ولتحقيقها تم وضع خطة انقسمت بموجبها إلي بابين أساسيين بخلاف المقدمة (والتي اشتملت على مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها) وملخصين أحدهما باللغة العربية والأخر باللغة الانجليزية أضافا إلي ملاحق الدراسة .
الباب الأول: ويختص بالإطاريين النظري والمنهجي، ويتضمن أربعة فصول هي: منظمات المجتمع المدني بين النظرية والتطبيق، المنظور الاجتماعي والاستراتيجي لتمكين فقراء الريف،الدراسات السابقة وموقف الدراسة الراهنة منها، منهجية الدراسة والمفاهيم الإجرائية ومتغيرات وفروض الدراسة.
الباب الثاني: ويختص بالدراسة التحليلية للبيانات الميدانية، حيث يتضمن أربعة فصول أساسية هي: عينة الدراسة الميدانية، القياس الكمي لمتغيرات الدراسة، نتائج الدراسة،المناقشة العامة للنتائج والتوصيات.
ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الدراسة المنهج الوصفي والمنهج الكمي بالاعتماد على البيانات الميدانية لمنظمات المجتمع المدني باسيوط .
بالإضافة إلي استمارتين للاستبيان، الاستمارة الأولى لمنظمات المجتمع المدني حيث تم اختيار محافظة أسيوط مجالاً جغرافياً للدراسة حيث تحتل المرتبة الأولى قومياً للنسبة المئوية للفقراء من جملة سكانها، وتم اختيار مركزين منها بناءاً على ما يلي:الوزن النسبي للجمعيات الأهلية، ودليل الفقر البشري، وفقاً لذلك فقد تم اختيار مركزي شرق أسيوط الأعلى وأبنوب الأدنى، وتم استبعاد مركز غرب أسيوط لأن المركز حضري بالكامل، كما استبعدت المنظمات الحضرية التي وقعت جغرافياً في مركز شرق أسيوط، وضم أطار المعاينة المنظمات الواقعة فقط في المناطق الريفية، وقد تم اختيار عينية عشوائية مكونة من 10 جمعيات أهلية من مركز شرق أسيوط بكسر معاينة بلغ 10.9%، وكذلك اختيار 20 جمعية أهلية عشوائياً من مركز أبنوب بكسر معاينة بلغ 42.5%. وبذلك يكون إجمالي منظمات تنمية المجتمع 30 جمعية أهلية، وكذلك تم اختيار الجمعية التعاونية الزراعية ومركز شباب بني محمديات بالوحدة المحلية بني محمديات بمركز ابنوب ، والجمعية التعاونية الزراعية ومركز شباب المطيعة بالوحدة المحلية المطيعة بمركز شرق اسيوط، وبذلك تكون إجمالي العينة 34 منظمة. والاستمارة الثانية للفقراء تم من خلال اختيار الجمعيات الأهلية التي تعاملت مع قضية الفقر بحزمة من الأنشطة التي من شائنها تمكين الفقراء وبلغ عدد هذه الجمعيات 12جمعية، وهي الجمعيات المسجل لديها أسماء الفقراء الذين استفادوا من أنشطة التمكين وكذلك من هم على قوائم الانتظار في حين أن باقي الجمعيات تعطي إعانات مالية وعينية فقط . وتم اختيار أربع جمعيات وفقاً لنفس المعيار ووقعت جميعها في مركز ابنوب في الوحدتين المحليتين ابنوب الحمام وهما جمعيتي دار الفؤاد لتنمية المجتمع، والنهضة لتنمية المجتمع ، والوحدة المحلية بني محمديات وهما جمعيتي الخيرية لتنمية المجتمع بالسوالم البحرية، والإسراء لتنمية المجتمع.
حيث تم اختيار عينة عشوائية قوامها 225 مفردة من إجمالي عدد المستفيدين من أنشطة الجمعيات الموجهة لتمكين الفقراء والبالغ عددهم 2023 مفردة بكسر معاينة بلغ 11.1%، وذلك من خلال قوائم المستفيدين من أنشطة الجمعيات سالفة الذكر كإطار للمعاينة.
واعتبرت الأسرة المعيشية للمستفيد هي وحدة المعاينة. وبنفس الأسلوب تم اختيار عينة عشوائية من هم على قوائم الانتظار والبالغ عددهم 75 مفردة من إجمالي 614 مفردة بكسر معاينة بلغ 12.2%.
واستخدمت الدراسة بعض الأساليب الإحصائية لمعالجة البيانات المتوفرة من خلال عينة الدراسة لتحديد دور منظمات المجتمع المدني قي تمكين الفقراء، وقد تم استخدام أسلوب الاستبيان بالمقابلة الشخصية لعينتين من المنظمات والفقراء بمحافظة اسيوط، كما تم استخدام بعض أدوات التحليل الإحصائي بما يتناسب مع طبيعة البيانات.
وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي وذلك لرصد ظاهرة الفقر الريفي المصري وذلك من خلال مؤشرات التنمية البشرية في محاولة للوصول إلي مقياس يمكن من خلاله الوصول إلي المحافظات ثم المراكز وكذلك القرى الأكثر فقرا،ً مع محاولة توقيع هذه النتائج على خرائط GIS.
كذلك اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي في أطار من الوصف والتحليل والتوضيح، وفي هذا الإطار تم توصيف منظمات المجتمع المدني واهم المفاهيم من خلال بعض الأدبيات الاجتماعية المنتقاة مع توضيح التفاعلات بين الدراسة الراهنة والدراسات السابقة في أطار السبب والنتيجة. ويتم الربط بين بعدي الوصف والتوضيح بإطار مفاهيمي يعمل على ربط البعدين وليستهدف الفهم محاولة الوصول إلي حقيقة بنية منظمات المجتمع المدني من خلال بعض التصورات الذهنية والميدانية كتعبير عن الرؤية المتعمقة لموضوع الدراسة وذلك للوصول إلي عوامل القوة والضعف من اجل تعزيز القوة ووضع تصور لإمكانية تمكين الفقراء من خلال منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلي استخدام المنهج الكمي لبناء المقاييس والمؤشرات التي اعتمدت عليها الدراسة.
نتائج الدراسة
أولاً: نتائج عينة الدراسة للمنظمات:
1- نتائج عينة الدراسة الخاصة بالأنشطة لتمكين الفقراء:
توضح النتائج بأن نسبة 30% من الجمعيات الأهلية تعطي قروض للأفراد، وأشارت النتائج بأن نسبة 40% من الجمعيات الأهلية تقوم بإعطاء دورات تدريبية في مجال التدريب الحرفي.
وتشير النتائج بأن نسبة 56.7% من الجمعيات الأهلية تقوم بعمل فصول محو الأمية، وأشارت النتائج بأن نسبة 40% من الجمعيات الأهلية تقوم بعمل مجموعات تقوية للمراحل التعليمية المختلفة، وتوضح النتائج بأن نسبة 36.7% من الجمعيات الأهلية تقوم بتقديم دعم مالي للأسر التي بها أطفال في سن التعليم، كما توضح النتائج بأن نسبة 46.7% من الجمعيات الأهلية تقوم بتقديم خدمات لرعاية الأمومة والطفولة.
2- نتائج عينة الدراسة الخاصة بالتقييم المؤسسي:
‌أ- محور الحكم الداخلي:
تشير نتائج التقييم المؤسسي إلى وقوع خمسة وعشرون منظمة في الفئة المتوسطة لمؤشر الحكم الداخلي تمثل نحو 73.6% من إجمالي عدد المنظمات، أما الفئة المنخفضة فيقع بها سبع منظمات حيث تمثل نحو 20.6%، أما الفئة المرتفعة فلا تمثل سوى نحو 5.8% من إجمالي عدد المنظمات.
‌ب- محور الدعوة:
أشارت نتائج التقييم المؤسسي إلى وقوع أربعة وعشرون منظمة في الفئة المنخفضة لمؤشر الدعوة تمثل نحو 70.6% من إجمالي عدد المنظمات، في حين يقع بالفئة المتوسطة عشرة منظمات حيث تمثل نحو 29.4% من إجمالي عدد المنظمات.
‌ج- محور الإدارة التنفيذية:
توضح نتائج التقييم المؤسسي إلى وقوع ثلاثة وعشرون منظمة في الفئة المتوسطة لمؤشر الدعوة تمثل نحو 67.6% من إجمالي عدد المنظمات، أما الفئة المرتفعة فيقع بها ست منظمات حيث تمثل17.6% من إجمالي عدد المنظمات، في حين يقع بالفئة المنخفضة خمس منظمات حيث تمثل نحو 14.7% من إجمالي عدد المنظمات.
ثانياً: نتائج عينة الدراسة للفقراء:
أشارت نتائج عينة الدراسة الميدانية الخاصة بالفقراء فيما يخص نتائج مقياس اتجاهات الفقراء نحو عملية التمكين وجود فرق معنوي من المستفيدين من أنشطة التمكين ومن هم على قوائم الانتظار حيث تبين أن قيمة z المحسوبة بلغت نحو 15.2 في حين أن z الجدولية عند مستوى معنوية 1% بلغت 2.58 وهو مايشير تأثير الجمعيات الأهلية على المستفيدين لزيادة إتجاتهم نحو التمكين.