Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الرؤى الأوربية عن الإسلام والمسلمين :
المؤلف
قنديل، سامر سيد محمد حسين.
هيئة الاعداد
باحث / سامر سيد محمد حسين قنديل
مشرف / اسحق تاوضروس عبيد
مشرف / عبد العزيز محمد عبد العزيز رمضان
الموضوع
الإسلام والغرب- تاريخ- (ق. 9-11م)
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
346 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

هناك ميل دائم من البشر للتصنيف النمطي للجماعات لتحقيق هدفين: الأول اختصار الجهد المعرفي، والثاني تخفيض التوتر والقلق الناجمين عن مواجهة الآخر المجهول. وتبدو هذه الصورة في المجتمعات الدينية أكثر من غيرها، إذ أن تلك المجتمعات تضع نفسها في علاقتها مع الآخر في مكانة، ليست مختلفة فقط، بل أيضا أسمى، وأكثر إنسانيه، وأكثر تحضراً وتقدماً، كما أنها ترى نفسها وكأنها وحدها التي تمتلك الحقيقة، وأنها يجب أن تقود كل الثقافات.
وتتناول هذه الدراسة الرؤى الأوربية عن الإسلام والمسلمين من القرن التاسع وحتى نهايات القرن الحادي عشر، لدراسة الصورة التي رسمها الغرب الأوربي عن الإسلام، وكيف تطورت هذه الرؤى حتى وصلت إلي الرغبة في هزيمة الإسلام واحتلال أرضه، وهو ما تجسد في الحروب الصليبية التي دمغت العلاقة بين الشرق والغرب بسمة ”الصراع” حتى نهاية العصور الوسطى ومطلع العصور الحديثة.
وتحتوي الدراسة على تمهيد وأربعة فصول ومقدمة وخاتمة؛ جاءت على النحو التالي:
التمهيد: الآخر والهوية في بواكير العصور الوسطى. فيقدم فيه الباحث مُقاربة منهجية عن فكرة الآخر والهوية في العلوم الاجتماعية، ومكونات الهوية ومراحل تكوين الصورة. ويتناول كذلك، فكرة الهوية الأوربية والنظريات المؤسسة لمفهوم ”الأنا” و”الآخر”، ومدى وعي كتاب العصور الوسطى بهويتهم وتمايزها عن هويات أخرى. وهنا تبرز قضية تأصيل جذور الشعوب الجرمانية، وَرَد أصولها العرقية للقارة الأوربية وربطها بالمسيحية. وتناقش هذه المقدمة المنهجية الإرهاصات الأولى لتشكل الهوية المسيحية الرومانية، وأثرها في التعامل مع الآخر الذي تجلى في الوثنيين واليهود والهراطقة.
أما الفصل الأول فقد جاء بعنوان: الجذور: روافد الرؤى الأوربية عن الإسلام والمسلمين. هناك استمرارية ثقافية تشكل إطاراً مرجعياً ثابتاً وواضحاً، سواء أكانت حقيقية أو موهومة، وسواء نظر إليها بوصفها تمتد بحركة متصلة أم عبر قطائع، فالمهم هو وظيفتها على صعيد الوعي. وفي السياق الأوربي تقف الخلفية الثقافية والمعرفية المستعادة من التراث الأوربي ذات روافد متعددة، وهو ما سيتم معالجته في هذا الفصل. ويشتمل على النقاط التالية: التراث اليوناني-الروماني وأثره في تشكيل الرؤى القروسطية عن المسلمين، والعرب في العهد القديم، والآباء اللاتين وتصوراتهم عن العرب، والخلفية البيزنطية وامتدادها في الغرب، والأوربيون وظهور الإسلام، ورد الفعل الأوربي للفتوحات الإسلامية.
ويتناول الفصل الثاني: الرؤى الأوربية عن المسلمين بين إيدولوجيات الهوية وضرورات السياسة. في الأعوام القليلة التي خلت من القرن الماضي وبدايات هذا القرن تم طرح قضية الهوية الأوربية في العصور الوسطى علي ساحة البحث التاريخي، وخرجت هذه الدراسات بنتيجة عامة مؤداها أن الهوية الأوربية تشكلت ملامحها الأولى خلال القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وشهد عصر شارلمان البدايات الأولى لها. ويتناول الفصل العلاقة بين اللقب الإمبراطوري وسيطرة إيدولوجيات الهوية على الكتابات التاريخية، وهو ما أثر على خطابها عن الإسلام والمسلمين. وتأتي الحوليات الإيطالية لتقدم صورة – تتواءم مع حالة شبة الجزيرة الإيطالية – لم تتأثر بفكرة الهوية، ولذا فهي تندرج تحت ضرورات السياسة. وبالمثل تأتي العلاقات الدبلوماسية والتأثير الإسلامي الواضح على الثقافة اللاتينية في إطار ضرورات السياسة، ولم تُغير العلاقات الدبلوماسية ولا التلاقُحات الثقافية في الملامح الرئيسية للرؤى الأوربية عن الإسلام.
ويناقش الفصل الثالث: العقيدة الإسلامية ورسول الإسلام (ص) في الرؤى الأوربية. ويتناول الفصل إشكالية غياب الاستجابة الجدلية من واجهة الرؤى الأوربية للإسلام في الفترة محل البحث، ويناقش آراء الباحثين الحديثين بهذا الخصوص، كما يتناول الفصل الحالة الأسبانية كاستثناء في القارة الأوربية، حيث جسدت الكتابات الاعتذارية والجدالية للحركة المعروفة باسم ”حركة شهداء قرطبة”، حالة المقاومة المسيحية للحكم والثقافة العربية، ورفض العيش في ظل السيادة الإسلامية. ثم يتطرق الفصل لإشارات الكتابات اللاتينية عن العقيدة الإسلامية ورسول الإسلام (ص) في الأعمال اللاهوتية والتاريخية.
وجاء الفصل الرابع بعنوان: الرؤى الشعبية وإرهاصات الحرب. وفيه يرصد الباحث التغيرات التي ألمت بالقارة الأوربية في القرن الحادي عشر، وأثرها على صورة المسلمين. كما يناقش سياسة الكنيسة اللاتينية تجاه المسلمين، وأسباب غياب البعثات التنصيرية المنظمة والمباشرة في الفترة محل البحث. ثم تعرضت الدراسة لدعاوى الاضطهاد الإسلامي لمسيحيي الشرق، وكيف رسمت هذه الأخبار صورة للمسلمين استخدمت فيها الاجتزاء والتشويه لتبرير الحرب. كذلك يتعرض الفصل لصورة المسلمين في النبوءات التي انتشرت مع نهايات القرن العاشر وبدايات الألفية الثانية. وأخيرا يتناول الفصل صورة المسلمين كما عكستها الرؤية الشعبية متمثلة في أنشودة رولان، التي جسدت البطولة المسيحية في مواجهة المسلمين، وقدمت سبباً عادلاً لشن الحرب عليهم.