Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التفسير الفقهى للقرآن الكريم :
المؤلف
البسطويسى، السعيد على السعيد.
هيئة الاعداد
باحث / السعيد على السعيد البسطويسى
مشرف / عفت محمد الشرقاوى
مشرف / محمد إبراهيم الطاووس
الموضوع
القرآن الكريم- تفاسير.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
955 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

• مُقَدِّمَةٌ:
خلال السنوات الخمس الأخيرة برزت على السطح قضايا عديدة شغلت المجتمعات العربية، وأثارت انتباه الشعوب الإسلامية على اختلاف مستوياتها الثقافية، كان من أهمها بعضُ القضايا المرتبطة بتطوير الخطاب الدينى فى علاقته بالتفسير الفقهى، وكَثُرَ الحديث والنقاش حول النصوص القرآنية والنبوية المؤسسة لمثل هذه القضايا، وبرزت كثيرٌ من الآراء والاجتهادات، التى تحاول الإجابة عن هذه التساؤلات الملحة، وكان الشق الفقهى والتشريعى فى هذه القضايا للوقائع المستجدة هو الجانب الأشد إلحاحًا، والأكثر لفتًا للأنظار.
وكنتُ فى دراسة سابقة قد انتهيت إلى أن «تغير الظروف والأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتداخل المصطلحات المعبرة عن المنظومات الفكرية والثقافية السائدة بين الموروثات الفقهية ومتغيرات العصر الحديث، أحدثا اضطرابًا كبيرًا فى الأحكام الفقهية المتعلقة بالذات والآخر. وأن قياس العلاقة مع الآخر فى الوقت المعاصر على علاقة الماضى البعيد، كما صورها الأئمة المجتهدون عبر العصور الإسلامية المختلفة، بدون التفات لما حدث من تغيرات جذرية عميقة فى الظروف المحيطة، قد أدى إلى إصدار أحكام غير دقيقة، أسهمت فى تأزم العلاقة بين الفقه والواقع». وكان العامل الأساسى فى الوصول إلى هذه النتيجة هو الدراسة المتعمقة للآيات المتعلقة بأحكام غير المسلمين فى القرآن الكريم، وخاصة فى الشق الفقهى والتشريعى منها، إذ تبين لى أن التفسير الفقهى للقرآن الكريم يحتوى على كثير من الآراء الفقهية الأصيلة، التى قد يخالف فيها المفسر مذهبه الفقهى، ويرجح رأى غيره، أو يستنبط رأيًا آخر ألصق بنص الآية الكريمة، وأكثر قربًا من الواقع، خاصة فى التفسير الفقهى الحديث.
• إشكاليّة الدراسة:
لقد دفعنى هذا الأمر إلى التطلع لدراسة التفسير الفقهى للقرآن الكريم منذ عهد النبى × مرورًا بالتفسير الفقهى فى المذاهب الفقهية المختلفة، ووصولاً إلى التفسير الفقهى فى العصر الحديث، وذلك أملاً فى دراسة أثر المتغيرات المتجددة فى التفسير الفقهى للقرآن الكــريم كله، ولذلك فقد آثرتُ أن أسجل دراستى للدكتوراه بعنوان «التفسير الفقهى للقرآن الكريم وآفاق التطور والتجديد فى العصر الحديث».
• أهداف الدراسة وتساؤلاتها:
وفى ضوء ما سبق، يمكننا تحديد أهداف الدراسة الأساسية على النحو التالى:
1- استجلاء تاريخ التفسير الفقهى للقرآن الكريم، ومعرفة مذاهبه الفقهية، وتراثه العلمى الحديث والمعاصر، والتعمق فى خصائصه ومصادره.
2- محاولة الكشف عن أثر المتغيرات المعاصرة فى تجديد التفسير الفقهى للقرآن الكريم، للإسهام فى حل المشكلات الفقهية المعاصرة ، حتى يتمكن المفسر المعاصر من معالجة مشكلات عصره، ومواجهتها مواجهة ناجحة ناجعة، وكذلك حتى يستطيع الفقهاء المعاصرون تجاوز الأزمة الفكرية الحالية حول إمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية، والانتهاء إلى رأى رشيد فى القضايا الفقهية مثار الجدل.
• منهج الدراسة وأدواتها:
وقد استعانت الدراسة الحالية بمنهج تكاملى، وذلك بسبب طبيعة المداخل المتعددة للدراسة، وقد استخدمت بعض الآليات المنهجية من المنهج الوصفى، والمنهج المقارن، والمنهج التحليلى، واعتمدت على ثلاث آليات منه هى: التفسير، والنقد ، والاستنباط.
• أقسام الدراسة:
تنقسم إلى مقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة. أما المقدمة فتحتوى على عرض لمشكلة الدراسة، والإطار العام لها، ودوافع الدراسة وأهدافها، وتساؤلاتها، وتناولت المقدمة كذلك الدراسات السابقة، ومنهج الدراسة وأدواتها، والصعوبات التى واجهتها، وعرضت لأقسام الدراسة على نحو مفصل. وجاء الباب الأول بعنوان التفسير الفقهى من بدء الوحى إلى بدء التصنيف، وهو ينقسم إلى تمهيد، وفصلين. أما التمهيد فقد جاء بعنوان: مداخل ضرورية ومنطلقات رئيسية، ودرست فيه مجموعة من الأمور، منها التفسير الفقهى لغة واصطلاحًا، وعدد آيات الأحكام بين التحديد والإطلاق، وأهمية التفسير الفقهى.
وكان لا بد فى البداية أن أستهل الباب الأول بالتفسير الفقهى النبوى، فحمل الفصل الأول منه هذا العنوان، وناقش عددًا من القضايا، منها منزلة السنة من القرآن وأهميتها فى التفسير الفقهى، وأقسام التفسير الفقهى النبوى، وبينتُ أنه ينقسم إلى تفسير فقهى نبوى مباشر، وتفسير فقهى نبوى غير مباشر، كما ناقشتُ مقدار التفسير الفقهى فى التفسير النبوى، ومصادر التفسير الفقهى النبوى، وختمت الفصل بالحديث عن خصائص التفسير الفقهى النبوى.
أما الفصل الثانى فكان بعنوان: التفسير الفقهى فى عهد الصحابة والتابعين وإلى بداية عهد التصنيف. وناقش المبحث الأول منه التفسير الفقهى عند الصحابة، واستهللتُ البحث بالحديث عن مكانة الصحابة فى القرآن الكريم، ثم ناقشتُ عوامل التفرد فى التفسير الفقهى عندهم، وقيمة تفسيرهم الفقهى وسماته ومميزاته، ثم درستُ خمسة من أعلام المفسرين الفقهاء من الصحابة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وعلى بن أبى طالب، وعبد الله بن عمر، وأم المؤمنين عائشة.
وناقش المبحث الثانى التفسير الفقهى عند التابعين، وإلى بداية التدوين. وبدأ المبحث بدراسة قيمة التفسير المروى عن التابعين، كما أشار إلى مدارس التفسير عندهم، ثم تحدث عن سمات التفسير الفقهى فى هذه الفترة الزمنية المهمة من عمر العلوم الإسلامية، ثم ناقشتُ معالم التفسير الفقهى عند خمسة من أعلام التابعين، وهم مجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبى رباح، وإبراهيم النخعى، وسعيد بن المسيب. وتناول المبحث الثالث التفسير الفقهى من بدايات التدوين إلى عهد المذاهب الفقهية، ودرستُ فيه قضية التصنيف وآراء الدارسين حول بدايتها الحقيقية، ثم ناقشت التفسير الفقهى عند مقاتل بن سليمان.
ثم جاء الباب الثانى بعنوان: التفسير الفقهى فى رحاب المذاهب الفقهية، وهو أطول أبواب الدراسة، وهو ينقسم إلى تمهيد وخمسة فصول. تحدثت فى التمهيد عن أسباب الاختلاف فى التفسير الفقهى ومدى مشروعيته. أما الفصل الأول فقد جاء بعنوان: الفقه والتفسير: دراسة فى التاريخ المعرفى المشترك. وناقش العلاقة بين التفسير والفقه منذ نشأتهما حتى الآن.
أما الفصل الثانى فقد ناقش التفسير الفقهى فى المذهب الحنفى، وقد بدأ بتمهيد عن تاريخ المذهب الحنفى وخصائصه وأهم المصنفات فيه، ودرس المبحث الأول التفسير الفقهى الحنفى المباشر المطبوع، وهى ستة تفاسير، وناقش المبحث الثانى التفسير الفقهى الحنفى المخطوط، وهما تفسيران، وأشار إلى كتب التفسير الفقهى المفقود، وهى ستة تفاسير، وتناول المبحث الثالث التفاسير الحنفية العامة ذات الاهتمام بالتفسير الفقهى، وهى أيضًا ستة تفاسير.
وسار الفصل الثالث على النهج نفسه فى دراسة التفسير الفقهى فى المذهب المالكى، فبعد التمهيد عن نشأة المذهب، تناول الفصل بالبحث ستة تفاسير فقهية مالكية مباشرة، وتفسيرين فقهيين مالكيين مخطوطين، وأشار إلى خمسة عشر تفسيرًا فقهيًّا مالكيًّا مفقودًا، وستة تفاسير مالكية عامة اهتمت بالتفسير الفقهى. وتناول الفصل الرابع التفسير الفقهى فى المذهب الشافعى، فتناول الفصل بالبحث ستة تفاسير فقهية شافعية مباشرة، وتفسيرين فقهيين شافعيين مخطوطين، وأشار إلى ثلاثة تفاسير فقهية شافعية مفقودة، وستة تفاسير شافعية عامة اهتمت بالتفسير الفقهى. أما الفصل الخامس فقد أشار إشارة سريعة إلى التفسير الفقهى فى بقية المذاهب الفقهية وهى المذهب الحنبلى، والمذهب الظاهرى، ومذهب الإمام ابن جرير الطبرى، والمذهب الزيدى، والمذهب الجعفرى.
وكان الباب الثالث بعنوان: آفاق التطور والتجديد فى التفسير الفقهى الحديث، وهو ينقسم إلى تمهيد وفصلين، أما الفصل الأول فقد تناول التفسير الفقهى المباشر فى العصر الحديث، فدرستُ فيه ثلاثة أشكال من أشكال التفسير الفقهى، هى التفسير الفقهى للقرآن بأكمله، وناقش فيه ثمانية تفاسير،
أما الفصل الثانى فقد تناول التفسير الفقهى لبعض موضوعات القرآن وسوره، ودرست فيه أربع كتب، إضافة إلى التفاسير العامة ذات الاهتمام بالجانب الفقهى، وناقشت فيه تفسيرين هما تفسير المنار والتفسير الحديث.
وجاءت الخاتمة لتشمل أهم النتائج والتوصيات التى خلصت إليها الدراسة، ودراسة إحصائية للتفسير الفقهى فى المذاهب الفقهية والعصر الحديث. ثم أوردت فى نهاية الدراسة قائمة بأهم المصادر والمراجع التى اعتمدت عليها فى هذه الدراسة.