Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القواعد العسكرية الأجنبية والقرار السياسي في ليبيا (1951 – 1970م) /
المؤلف
مختار، مختار رحيل.
هيئة الاعداد
باحث / مختار رحيل مختار
مشرف / خلف عبد العظيم سيد الميري
مشرف / نازك زكي إبراهيم
الموضوع
ليبيا- تاريخ- 1951-1970م.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
251 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 251

from 251

المستخلص

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تعرضت أمتنا العربية لموجة استعمارية غاشمة، تكالبت فيها الدول الأوروبية على استعمار الدول العربية واحدة تلو الأخرى، وكانت ليبيا احدي هذه الدول التي نالت نصيبا من الاحتلال، فمنيت عام 1911 باحتلال عسكري إيطالي مباشر، جثم على تراب ليبيا قرابة ثلاثين عاما عانت من جرائه الكثير من الويلات على مختلف الأصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، ولكن نتيجة لتعرض العالم لحربين كونيتين تغيرت مجريات الأمور بسقوط دول عظمي مثل ألمانيا، ومع هذا التغيير وظهور عصبة الأمم تغير الوضع الدولي الذي أثر بدوره على الأسلوب الاستعماري، فظهر أسلوب استعماري جديد أصطلح على تسميته بالإدارة الأجنبية وهو نفس الاستعمار السابق مع اختلافا في التسمية، قاسمت فيه ليبيا دولتين أوروبيتين هي فرنسا في الجنوب، وبريطانيا في الشرق والغرب وقسما البلاد إلي ثلاثة أقاليم هي فزان، برقة، طرابلس.
ولكن كما قلت في السابق نتيجة لظهور عصبة الأمم وتغير الوضع الدولي أثر بدوره على وعي الشعوب العربية مما جعلها تطالب بالاستقلال وترفض مبدأ الاحتلال أو حتى الوجود الإداري فنالت ليبيا استقلالها في ديسمبر عام 1951 على أثر قرار من منظمة الأمم المتحدة.
رفضت الدول الاستعمارية أن تفرط في هذه الغنيمة بسهولة، فاضطرت إلي تغيير أسلوبها الاستعماري من احتلال عسكري مباشر مكشوف إلي أسلوب آخر لا يقل خطورة عن الاستعمار السابق، وهو استعمار غير مباشر متمثل في وجود القواعد العسكرية.
كانت ليبيا قد تعرضت لهذا النوع من الاستعمار في وجود قواعد أمريكية متمثلة في قاعدة(ويلس) وهي اكبر قاعدة أمريكية خارج أراضيها، والثانية كانت إنجليزية وهي قاعدة (العدم) الموجودة في شرق ليبيا في مدينة طبرق بالتحديد، إضافة إلى تواجد فرنسا في الجنوب الليبي.
وقد أثر وجود هذه القواعد بشكل مباشر على السيادة الليبية وجعلها ناقصة، نتيجة لتحكم تلك القواعد في مجريات الأمور على مختلف الأصعدة سواء سياسية أو حتى اقتصادية واجتماعية، ولهذا وقع اختيارنا على موضوع (القواعد العسكرية الأجنبية والقرار السياسي في ليبيا ).
أهمية الموضوع
تكمن أهمية هذا الموضوع في محاولة الكشف عن مرحلة من مراحل التاريخ الليبي لم تنل حقها من الدراسة والبحث ،نظرا لقلة الدراسات التي تناولت هذه الفترة، وهي فترة مهمة في تاريخ ليبيا إذ شهدت استقلال ليبيا، وظهورها كدولة موحدة عضوا في منظمة الأمم المتحدة، والجامعة العربية،
قسمت الدراسة إلى أربعة فصول إضافة إلي فصل تمهيدي تناول الوضع السياسي في ليبيا منذ الاحتلال الايطالي عام1911 حتى نهاية الحرب العالمية الثاني عام 1943، كما تطرق هذا الفصل للنشاط السياسي لليبيين في المهجر، وكذلك تكوين الجيش الليبي ودوره في الحرب العالمية الثانية.
أما الفصل الأول فقد تكلم عن وجود الإدارة العسكرية الأجنبية في ليبيا منذ عام 1943 حتى عام 1951 وهي فترة مهمة لأنها تعد الفترة التي تأسست فيها القواعد العسكرية في ليبيا، وشهدت وجودا أجنبيا متعددا، بدلا من دولة واحدة ،فأصبحت البلاد تدار عن طريق دولتان هما فرنسا وبريطانيا، إضافة إلي الوجود الأمريكي في قاعدة (ويلس)،كما تطرق هذا الفصل إلي نشأة الحركة الوطنية في ليبيا أثناء فترة الإدارة الأجنبية .
وتناول الفصل الثاني الموقف الأجنبي من استقلال ليبيا، وتتبع مواقف الدول الاستعمارية من هذا الاستقلال في المؤتمرات الدولية التي عقدت في تلك الفترة، وتطرق أيضا إلي قضية ليبيا في الأمم المتحدة من عام 1948 وحتى عام 1951.
وعرض الفصل الثالث الوجود الأجنبي في ليبيا بعد الاستقلال فتناول كل دولة على حدى، فتكلم عن الوجود البريطاني والمعاهدات التي وقعها مع الجانب الليبي، وكذلك الحال بالنسبة للمعاهدات مع أمريكا وفرنسا.
أما الفصل الرابع فقد تحدث عن الخطر الأمني الذي شكله وجود القواعد العسكرية في ليبيا بعد الاستقلال على دول الجوار وتناول حربي عام 1956، 1967 على مصر كمثال لهذا الخطر، وكذلك تحدث عن الموقف الليبي الرسمي والشعبي من وجود هذه القواعد، ثم انتهي بالحديث عن إجلاء القواعد الأجنبية عن ليبيا عام 1970.
وأخيرا الخاتمة التي توضح الحقائق والاستنتاجات التي وصل إليها الباحث في هذه الدراسة.
مصادر ومراجع البحث
اعتمدت الدراسة على الكثير من الوثائق والمصادر الأساسية إلي جانب المراجع الثانوية، وكان أهمها وثائق الخارجية البريطانية وهي عبارة عن مراسلات بين الخارجية البريطانية وسفارتها في ليبيا ،وكذلك وثائق الخارجية الأمريكية، إضافة إلي بعض الوثائق المحلية الموجودة بأرشيف مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، وكذلك تقارير الأمم المتحدة.
كما اعتمدت الدراسة على مجموعة من المصادر التي عاصرت الحدث مثل مذكرات الوزراء السابقين في تلك الفترة ومنها مذكرات مصطفي بن حليم، وكذلك محمد عثمان الصيد.
كما اعتمدت الدراسة على دراسات علمية أهمها مجموعة كتب للمؤلف المصري سامي حكيم، وكذلك كتاب ليبيا الحديثة للكاتب مجيد خدوري وكذلك بعض الرسائل العلمية المنشورة وغير المنشورة، أهمها كتاب السياسة الأمريكية تجاه ليبيا للدكتور كهلان كاظم القيسي، كذلك رسالة ماجستير بعنوان العلاقات الليبية البريطانية، إعداد فاطمة محمد طالب،وكذلك رسالة دكتوراه بعنوان سياسة الولايات المتحدة إزاء ليبيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى إقرار مبدأ إيزنهاور، إعداد مجدي رشاد عبد الغني وكذلك رسالة دكتوراه منشورة بعنوان كفاح الشعب الليبي من اجل الاستقلال والوحدة للدكتور محمد الهادي أبو عجيلة، إضافة إلي العديد من الكتب العربية والمعربة.
وختاماً فقد حاولت الدراسة تقصي الحقائق في هذا الموضوع، ولا ادعي إني تناولت في هذا البحث جميع ما يتعلق بجوانبه، وحسبي إني وضعت لبنة في هذا المجال الواسع الذي لا يكفي للإحاطة به دراسة واحدة، وحاولت أن افتح أمام غيري من الباحثين الطريق نحو دراسات علمية تخدم الدراسات التاريخية المعاصرة.
واختم بالقول أن هذه الدراسة قد مثلت جهدي البحثي، واجتهادي القرائي، ومن عرف حقيقة الأشياء يدرك أن الكمال ليس بمقدور أحد.