الفهرس 
مشكلة البحث وخطة دراستهايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 319 |  |  |
| | | from | 319 | | |
المستخلص
مما لاشك فيه أن مادة الدراسات الاجتماعية لها أهميتها ومكانتها بين المواد الدراسية الأخرى مما جعل بعض الدول تقوم بتدريس المادة لأبنائها التلاميذ بداية من الروضة والصف الأول الابتدائي مثل انجلترا وأمريكا والبحرين وعمان ، وذلك نظراً لأهميتها في بناء شخصية المواطن وإكسابه المعارف والمهارات والقيم المختلفة .
كما تعتبر مادة الدراسات الاجتماعية إحدى المواد الدراسية التي يمكن أن تسهم مساهمة فعالة في تحقيق أهداف مرحلة الطفولة (الروضة والمرحلة الابتدائية) إذ أن من أهدافها الأساسية ترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن وللأمة العربية والعالم من حوله وإكسابه المهارات اللازمة التي تسهم في نجاحه في الحياة وتكون لديه القدرة على فهم واستيعاب التمييز بين الصواب والخطأ ، وإكسابه أيضاً العديد من القيم بصفة عامة والقيم البيئية بصفة خاصة وذلك لان المادة تركز على دراسة البيئة وقضاياها ومشكلاتها حيث تُعنى بدراسة العلاقات الإنسانية من ناحية وعلاقة الإنسان ببيئته من ناحية أخرى والمشكلات التي تظهر كرد فعل لتلك العلاقات .
وتلعب القيم البيئية دوراً هاما في تشكيل سلوك التلاميذ وتوجيهه الوجهة الصحيحة ، فهي توجه المتعلم أثناء تعامله مع مكونات البيئة الطبيعية بصورة إيجابية وسليمة ، وتعوده على الضوابط الإرادية للسلوكيات البيئية ، وتزيد من وعيه البيئي ، وقد ظهرت الحاجة لضرورة غرس القيم البيئية داخل نفوس أبناءنا في ظل انحطاط القيم لدى الأفراد وتفشى الشعور باللامبالاة تجاه البيئة وقضاياها فظهرت العديد من المشكلات البيئية كمشكلة تلوث الماء وإهداره فيما لا يفيد ، ومشكلة تلوث الهواء ، والتلوث الضوضائي ، ومشكلة نقص الغذاء وسوء نوعيته ، والتعدي على الأراضي الزراعية وإغفال حق الأجيال القادمة ... وغيرها من المشكلات التي دعت لضرورة تغير السلوك الإنساني تجاه البيئة ، ولن يأتي هذا التغيير بسن القوانين والتشريعات فحسب لان هذه القوانين لا تضمن التصرف السليم تجاه البيئة حيث أنها لم تصل إلى ضمير الإنسان ولم تتحول إلى قيم تضبط سلوكه ، يضاف لهذا أن الإنسان خلال تعامله مع البيئة يعرف تماماً ما هو صواب وما هو خطأ ولكن هذه المعرفة لا توجه سلوكه نحو السلوك الرشيد ، فالإنسان لا يزال يمارس السلوكيات الخاطئة نحو البيئة ، لذا فالحل يكمن في إكساب الإنسان القيم البيئية اللازمة بحيث تعمل هذه القيم البيئية على توعية الإنسان بالمشكلات البيئية التي سببها وفي نفس الوقت تهدد حياته ، وتنمي لديه الشعور بالاحترام والتقدير لبيئته وتعمل على تعديل ميوله وسلوكه نحوها .
وقد أدرك علماء النفس والتربية ضرورة اكتساب القيم البيئية للمتعلمين في مراحل التعليم المختلفة وبالأخص مرحلة التعليم الأساسي حيث أنها مرحلة تشكيل وتعديل السلوك وبذلك يتم سد المنبع الرئيسي وحل المشكلة حلا جذريا ( عمر عبد العال : 2010 ، 9 ) وان تعتمد تنمية مثل هذه القيم على ممارسة المتعلم للأنشطة بشكل كبير ، حيث أن تلقي القيم البيئية نظريا والتدريب عليها عمليا يؤدي إلى اكتسابها بطريقة فعالة تنعكس على سلوكه تجاه البيئة ، أما إذا اقتصر التعليم على إكساب التلاميذ القيم البيئية في صورة عبارات معرفية دون توظيف هذه القيم في صورة أنشطة تناسب هذه المرحلة العمرية - المرحلة الابتدائية – تظل تلك القيم البيئية بما تتضمنه من معارف دون فائدة للتلميذ حفظها لاجتياز الامتحان ثم سرعان ما تفقد أهميتها مع النسيان .
مشكلة البحث :
تتحدد مشكلة البحث الحالي في ( انخفاض مستوى القيم البيئية لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية بسبب ضعف اهتمام المناهج الحالية باكتساب القيم البيئية لدى تلاميذ هذه الصفوف مما انعكس ذلك على سلوكياتهم الخاطئة تجاه البيئة ، وعدم وجود مناهج للدراسات الاجتماعية لهذه الصفوف على الرغم من أهمية هذه المرحلة في اكتساب التلاميذ للقيم البيئية المرغوبة) وللتصدي لهذه المشكلة يحاول هذا البحث الإجابة على السؤال الرئيسي التالي:
” ما صورة منهج مقترح في مادة الدراسات الاجتماعية قائم على الأنشطة لتنمية بعض القيم البيئية لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية ؟ ”
ويتفرع من هذا السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية الآتية:
ما القيم البيئية التي يجب تنميتها لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية؟
ما صورة المنهج المقترح لتنمية بعض القيم البيئية لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى؟
ما فاعلية وحدتين من المنهج المقترح على تنمية بعض القيم البيئية لدى تلاميذ الصف الثاني الابتدائي ؟
حدود البحث:
اقتصر البحث على الحدود الآتية :
مجموعة من القيم البيئية وهي ( المحافظة على الماء من الإهدار – الحفاظ على الماء من التلوث – الرأفة بالحيوان – ترشيد استهلاك الطعام – حماية الطعام من التلوث – الهدوء – النظافة – الاهتمام بالتشجير – ترشيد استهلاك الطاقة ) .
تجريب وحدتين من وحدات المنهج المُقترح بالصف الثاني الابتدائي للتأكد من فاعليتهما في تنمية بعض القيم البيئية وهما ( الوحدة الأولي صحتي ، الوحدة الثانية بيئتي حياتي ).
مجموعة من تلاميذ الصف الثاني الابتدائي بمدرسة مودرن سكول مصر الجديدة بمحافظة القاهرة التابعة لإدارة النزهة التعليمية وعددها ثلاثون تلميذا .
منهج البحث:
اعتمد البحث الحالي علي :
1. المنهج الوصفي: في عملية الاطلاع ودراسة الأدبيات و الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث وذلك في وضع الإطار النظري للبحث وإعداد قائمة ببعض القيم البيئية المناسبة لتلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية .
2. المنهج شبه التجريبي : في تطبيق أدوات البحث وتنفيذ الدراسة الميدانية للبحث ورصد النتائج ومناقشتها .
3. التصميم التجريبي : والذي يعتمد علي المجموعة الواحدة مع إجراء اختبار قبلي وبعدي والمقارنة بينهما بعد إدخال المتغير المستقل أو المعالجة المطلوبة .
فروض البحث :
في ضوء أسئلة البحث السابقة صيغ الفرض الأتي :
1. يوجد فرق دال إحصائيا عند مستوي 0.05 بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في كل من القياس القبلي والقياس البعدي في القيم البيئية ككل وفي كل قيمة على حدى لصالح القياس البعدي .
إجراءات البحث :
للإجابة على تساؤلات البحث تم إتباع الإجراءات التالية :
1 ) بناء قائمة بالقيم البيئية الواجب تنميتها لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى وذلك من خلال :
• الدراسات والبحوث السابقة .
• الأدبيات المرتبطة بموضوع الدراسة .
• طبيعة وأهداف مادة الدراسات الاجتماعية .
• طبيعة وخصائص تلاميذ الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الابتدائي .
• رأى الخبراء المتخصصين .
• كتب الصفوف الثلاثة الأولى المقررة على التلاميذ .
• ضبط القائمة .
2 ) بناء منهج في مادة الدراسات الاجتماعية مقترح قائم على الأنشطة لتنمية بعض القيم البيئية لدى الصفوف الثلاثة الأولى من التعليم الابتدائي ، وضبطه بعرضه على مجموعة من خبراء المناهج للتأكد من سلامته.
3 ) إعداد وحدتين من المنهج المقترح للصف الثاني الابتدائي بحيث تتضمن :
( الأهداف – المحتوى – طرق التدريس – الوسائل التعليمية – الأنشطة التعليمية – التقويم ) .
4 ) إعداد دليل المعلم .
5 ) إعداد مقياس لتقويم القيم البيئية المستهدف تنميتها وضبطه.
6 ) قياس فاعلية المنهج المقترح من خلال :
أ- اختيار مجموعة البحث من تلاميذ الصف الثاني الابتدائي بمدرسة مودرن سكول مصر الجديدة التابعة لإدارة النزهة التعليمية .
ب- تطبيق المقياس قبلياً .
ج- تدريس محتوى الوحدتين وتنفيذ الأنشطة المصاحبة .
د- تطبيق المقياس بعدياً .
هــ - رصد النتائج وتفسيرها .
7 ) تقديم التوصيات والمقترحات .
أهمية البحث :-
قد تُفيد نتائج هذا البحث في تقديم ما يلي:
- تصور مقترح لمنهج للدراسات الاجتماعية قائم على الأنشطة لتنمية بعض القيم البيئية لتلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية .
- تقديم وحدتين قائمتين على الأنشطة كنموذج لتنمية بعض القيم البيئية لدى تلاميذ الصف الثاني الابتدائي .
- تقديم دليلا للمعلم يقدم صورة شاملة لأوجه التعلم المتضمنة في الوحدتين والأنشطة المصاحبة وكيفية تنفيذ تلك الأنشطة .
- تقديم مقياسا مصورا لبعض القيم البيئية يمكن أن يستفاد منه الخبراء والمعلمين في تقويم أداء التلاميذ .
مجموعة البحث:
تمثلت مجموعة البحث في (30) تلميذا بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة مودرن سكول مصر الجديدة التابعة لإدارة النزهة التعليمية وقد استخدم التصميم التجريبي ذو المجموعة الواحدة والذي يعتمد علي المقارنة بين التطبيق القبلي والتطبيق البعدي .
مواد وأدوات البحث:
تمثلت مواد وأدوات البحث في الآتي :
(أ) مواد وأدوات تجريبية: تمثلت في قائمة بالقيم البيئية ، الإطار العام للمنهج المقترح ، إعداد كتيب التلميذ ودليل المعلم.
(ب) أدوات التقويم : تمثلت في الآتي
1- مقياس للقيم البيئية لتلاميذ الصف الثاني الابتدائي.
ثانياً :ملخص نتائج البحث:
في ضوء الإجراءات التي سار وفقاً لها خطوات البحث تم التوصل إلى ما يلي :
أدى تدريس الوحدتان التي تم إعدادهما باستخدام الأنشطة إلى تنمية القيم البيئية التالية ( المحافظة على الماء من الإهدار – الحفاظ على الماء من التلوث – الرأفة بالحيوان – ترشيد استهلاك الطعام – حماية الطعام من التلوث – الهدوء – النظافة – الاهتمام بالتشجير – ترشيد استهلاك الطاقة ) .
وبعد يتضح أهمية تدريس مادة الدراسات الاجتماعية في تنمية القيم البيئية خاصة في المراحل المبكرة للتلاميذ نظراً لما يمكن أن تسهم به في تشكيل شخصيات أبنائنا وفق قيمنا وتوجيه سلوكهم نحو السلوك الرشيد تجاه البيئة .
ثالثاً توصيات البحث:
في ضوء النتائج التي أسفر عنها البحث ووفقاً لما قدمته من أدوات بحثية وما تم استخلاصه من نتائج تجريبية وملاحظات ميدانية يمكن تقديم مجموعة من التوصيات والتي تتمثل في:
1- ضرورة وضع مناهج الدراسات الاجتماعية في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية أسوة بالدول المتقدمة .
2- التركيز على تنمية القيم البيئية في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية لما لهذه المرحلة من أثر في حياة الفرد المستقبلية .
3- الاستفادة من دليل المعلم والوحدتين التجريبيتين اللتين تم إعدادهما من خلال الدراسة الحالية في تنمية القيم البيئية .
4- الاهتمام بالوسائل التكنولوجية وتضمين الأنشطة التعليمية داخل مقررات الدراسات الاجتماعية وذلك لإخراج المادة من شكلها النمطي المجرد إلي واقع محسوس يلمسه التلاميذ ، ولارتباطها الشديد بالمادة ومناسبتها لهذا السن الصغير .
5- ضرورة الاهتمام بالجانب الوجداني في المناهج الدراسية عند وضعها ، ووضع أنشطة تعليمية تساعد علي إظهار الناحية الوجدانية مع التركيز علي مشاركة التلاميذ بصورة فعالة في تنفيذ مثل تلك الأنشطة .
6- استخدام استراتيجيات التعلم النشط كالعمل الجماعي ولعب الأدوار لجذب انتباه التلاميذ وزيادة دافعيتهم لدراسة المادة .
7- عدم اقتصار عملية التدريس على الفصل الدراسي كبيئة للتعلم ولكن لابد من اختيار أماكن أخرى مثل المكتبة ، حجرة الوسائط المتعددة ، الرحلات الميدانية والتعليمية .
رابعاً: مقترحات البحث:
في ضوء ما توصل اليه البحث الحالي من نتائج وتوصيات ُيقترح إجراء الدراسات البحثية الآتية :
1- فاعلية استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط في تنمية القيم البيئية لدي تلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي .
2- تطوير مناهج الدراسات الاجتماعية بمرحلة التعليم الأساسي في ضوء القيم البيئية .
3- تقويم برامج إعداد معلم الدراسات الاجتماعية في ضوء القيم البيئية .
4- برنامج مقترح لتنمية القيم البيئية لدى معلمي الدراسات الاجتماعية قبل وأثناء الخدمة .
5- برامج اثرائية قائمة على الأنشطة لتنمية القيم البيئة لذوي الاحتياجات الخاصة والموهوبين .