Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التعبير عن الكنايات في القرآن الكريم :
المؤلف
السعداوي، رغدة حمدي حسن محمد.
هيئة الاعداد
باحث / رغدة حمدي حسن محمد السعداوي
مشرف / محمد فوزي ضيف
مشرف / نرمين أحمد يسري
الموضوع
القرآن- ألفاظ.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
250 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغات السامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

الترجمة ليست عملية نقل حرفي من لغة إلى أخرى، ولا هي صناعة ميكانيكية تقوم بإحلال كلمة أجنبية مقابل أخرى مغايرة. إنما هي إعادة صناعة المادة الأدبية وإدخال محسنات إضافية عليها؛ لتكون صالحة للتداول في مجتمع آخر. وهي بالتالي إعادة صياغة للنتاج الأدبي أو الفني بأسلوب جديد.
والترجمة تأليف جديد لمادة مؤلفة أصلاً في مجتمع مختلف من حيث الذوق والإحساس والشعور والمعلومة والتاريخ والحضارة. فعملية النقل الحَرفي للكلمة وبصيغة الإبدال تقتل العمل الإبداعي؛ فالإحساس بالكلمة قبل استبدالها بكلمة مرادفة لها يُعمّق الإحساس بالعمل، وهذا الأمر لا يستقيم إلا من خلال المعرفة الكاملة بالجوانب اللغوية والفنية لكلتا اللغتين المكونتين لعملية الترجمة. إضافة إلى سعة الاطلاع على الحركة الأدبية لدى كلا الشعبين لإدراك المغزى الحقيقي لأبعاد النص الأدبي وأهدافه وواقعه( ).
وبصفة عامة: تتلخص أهم متطلبات الترجمة في المعرفة الكاملة بقواعد اللغتين ومدلولاتهما، والقدرة على إعادة الصياغة والتعبير للحفاظ على جوهر الفكرة، والاطلاع الواسع على النتاجات الإبداعية للمؤلف، والمعرفة العامة بتوجهات ومواقف الحركة الأدبية وآراءها في البلد الأم للمؤلف وتأثيرها على موقفه وآرائه، وبالتالي أهدافه ودوافعه. وتعتبر المتطلبات السابقة الأرضية الصلبة التي يقف عليها المُترجِم قبل البدء بعملية الترجمة الفنية السليمة.
أما بالنسبة لتاريخ الترجمة: فهي من أقدم الأنشطة الإنسانية، فهي ظاهرة ملازمة لتاريخ الإنسان من أقدم العصور، ولكن من الممكن القول بأنها ظهرت بظهور الحاجة إلى وسيلة للتفاهم بين ناطقي اللغات المختلفة( )؛ إذ إن تعدد الشعوب واختلاف اللغات التي أسهم أصحابها في الحضارة الإنسانية جعلها الأداة الوحيدة لسد حاجة التواصل المصاحب لكافة أنواع التبادل بين البشر فرادى وجماعات.
وهكذا تظل الترجمة قائمة، طالما ظل الاتصال البشري موجودًا. ولكن مع كون الترجمة كغيرها من أنماط النشاط الإنساني خاضعة للتطور الدائم المرتبط بتطور المجتمع والفكر والحضارة عامة، ومع دخولها كافة مجالات النشاط الإنساني، فقد بات من المنطقي المناداة بوضع الأسس العامة لمعالجتها والوقوف على جوهر قضاياها، وخصائصها اللغوية والفنية والسيكلوجية، استنادًا إلى دعائم علمية، مما أدى إلى ظهور الرأي الآخر الذي يرى أن الترجمة علم قائم بذاته يُعنى بدراسة القضايا المشتركة بين مختلف أنواع الترجمة للوصول إلى نقاط التلاقي لتيسير نقل المعلومات. وهو الاتجاه الذي يناقش قضايا الترجمة في إطار اللغتين (الهدف والمصدر)، وكذا مضمون النص، وعوامل الزمان والمكان، وشخصية المُرْسِل والمُتلقِّي، ودور المُترجِم بينهما( ).
الهدف من الدراسة:
- توضيح ما مدى موضوعية المترجمين ريفلين وروبين في تقديم الفهم الصحيح لأسلوب الكنايات في القرآن الكريم.
- توضيح ما مدى سعي المترجمان للتأثير على حكم القارئ من خلال تقديم استخدامات لغوية معينة دون الأخرى.
- توضيح هل تم نقل أسلوب الكنايات في القرآن إلى العبرية بحيث يمكن القارئ من اتخاذ موقف مبني على فهم صحيح؟ أم أن الترجمة قدمت لتحقيق موقف مغرض؟.
الدراسات السابقة لترجمة معاني القرآن الكريم:
قدم بعض الباحثين عددًا من الأبحاث حول ترجمات معاني القرآن الكريم للعبرية، منها:
1- سمير فرحات شحاتة رجب، ترجمة بن شيمش لمعاني سورة آل عمران، دراسة تحليلية نقدية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب جامعة القاهرة 1993.
2- طارق سليمان مصطفى، الأفعال الطلبية في اللغتين العربية والعبرية كما جاءت في القرآن الكريم والتوراة، دراسة لغوية مقارنة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية دار العلوم جامعة القاهرة 1996.
3- محمد مدبولي عبدالرازق، أثر العهد القديم في الترجمة العبرية للقرآن الكريم من خلال ترجمتي ريفلين وبن شيمش لسورة يوسف، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر 2003.
4- عامر الزناتي الجابري، إشكالية الترجمة لأوجه بلاغية في الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم، دراسة نقدية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب جامعة عين شمس 2004.
غير أن هذه البحوث لم تتطرق لموضوع ترجمة أسلوب الكناية في القرآن الكريم للعبرية، حتى رسالة الدكتور عامر الزناتي التي تناولت ترجمة الأوجه البلاغية؛ حيث إنها تناولت فقط ظاهرة التقديم والتأخير، وظاهرة التكرار، وظاهرة الالتفاف. لذلك كان اختيار الباحثة لموضوع ترجمة الكناية.
منهج الدراسة:
يعتمد البحث على المنهج التحليلي من ناحية الشكل والمضمون، من خلال نقد الترجمتين العبريتين لمعاني القرآن الكريم مع المقارنة والتفضيل، وبحث مدى التكافؤ الدلالي بين النص العربي للقرآن الكريم والترجمتين العبريتين المختارتين ”ريفلين وروبين”.
أقسام الدراسة:
جاءت الرسالة في بابين، يضمان خمسة فصول، تسبقهم المقدمة والتمهيد، ويتلوهم الخاتمة والنتائج، ثم المصادر والمراجع.
أما المقدمة: فتتضمن تعريفًا بموضوع الدراسة، والهدف منها، وسبب اختيارها، مع الإشارة إلى المنهج المتبع في الدراسة، مع ذكر أهم الدراسات السابقة.
التمهيد: وهو بعنوان (إشكالية ترجمة النصوص الدينية). ويتناول ترجمة النص الديني، وما يتسم به من طبيعة تختلف تمامًا عن غيره من النصوص؛ لأنه عادةً ما يجمع بين القديم والحديث؛ فالقديم مثل النصوص الدينية كنصوص التوراة والإنجيل والقرآن, والحديث كما في أعمال التفسير والوعظ والإرشاد. ولا يمكن فصل القديم عن الحديث؛ لأن القديم دائمًا ما يكون موضعًا للاقتباس والاسترشاد.
ويتضمن التمهيد أيضًا الصعوبات التي يواجهها المُترجِم عند ترجمته للنص الديني بصفة عامة، وعند ترجمته لمعاني القرآن الكريم بخاصة. فالمُترجِم يجب أن تكون لديه خلفية دينية للمجال الذي يترجم إليه، وأن يكون على دراية كاملة بمبادئه ومعتقداته؛ حتى يستطيع التوفيق بين دلالة النص الديني ومضمونه، وإلا فإنه سوف يُخطئ في فهم الفكرة في النص الديني، وستكون ترجمته غير معبرة عن المعنى الأصلي المقصود.
وجاء الباب الأول بعنوان (الكناية في العربية والعبرية)، وينقسم إلى فصلين:
• الفصل الأول بعنوان (التعبير عن الكناية في اللغة العربية): ويعرض هذا الفصل تعريف الكناية، وبداية التعامل معها باعتبارها لونًا بلاغيًّا، وتطورها على أيدي القدماء والمحدثين من الغموض إلى الوضوح. كما يتناول هذا الفصل الأثر البلاغي لأسلوب الكناية، وتقسيم الكناية من حيث اعتبار المطلوب بها (كناية عن صفة أو موصوف أو نسبة)، أو من حيث اعتبار الوسائط (تعريض، تلويح، رمز، إيماء). ويختتم الفصل بسر جمال الكناية بصفة عامة، وبسماتها في القرآن الكريم بخاصة.
• الفصل الثاني بعنوان (التعبير عن الكناية في اللغة العبرية): ويتناول تعريف علم الدلالة في اللغة العبرية، والصور البلاغية الثلاثة الأساسية في اللغة العبرية، وهي: מטאפורה (الاستعارة)، סינקדוכה (المجاز المرسل)، מטונימיה (مجاز مرسل + كناية). ثم يتناول الفصل -بشكل أكثر تفصيلاً- تعريف مصطلح ”מטונימיה” لدى العديد من علماء الدلالة؛ للوقوف على مدى قُربها من أسلوب الكناية في اللغة العربية.
أما الباب الثاني فجاء بعنوان (ترجمة أساليب الكناية في القرآن الكريم للعبرية عند ريفلين وروبين)، وينقسم إلى فصلين:
• الفصل الأول بعنوان (ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية): يتناول هذا الفصل نبذة سريعة عن تاريخ الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم، مع التركيز على الترجمتين اللتين سأتناولهما في بحثي، وهما: الترجمة الأولى- ترجمة يوسف يوئيل ريفلين (יוסף יואל ריבלין) التي صدرت عام (1987) في طبعتها الرابعة، وهي طبعة لم يقم أحد بتنقيحها. أما الترجمة الثانية- ترجمة أوري روبين (אורי רובין) التي صدرت عام (2005) في طبعتها الأولى. وقد تم اختيار هاتين الترجمتين؛ لأنهما تمثلان نهجين مختلفين في ترجمة معاني القرآن الكريم. فقد رأى ريفلين أن هناك في القرآن فصولاً يُناسبها أسلوب العهد القديم، وفصولاً أخرى كان أسلوب الأجاداه والأساليب التي استخدمت في بدايات العصر الوسيط هي الأنسب لها، فكان تأثُر ريفلين بالتوراة واضحًا في ترجمته. أما ترجمة روبين فقد اعتمد فيها على نهج المحافظة بقدر الإمكان على دلالة النص الأصلي (القرآن)، وقد اتضح ذلك عن طريق إدخاله بعض الإضافات بين قوسين؛ لتوضيح بعض القضايا والمشكلات بصورة أعمق، وعن طريق إضافته ملحوظات هامشية للتفسيرات البسيطة، تساعد القارئ على فهم المعنى فَهْمًا صحيحًا.
• الفصل الثاني بعنوان (ترجمتا ريفلين وروبين للكناية في القرآن الكريم): ويتناول هذا الفصل ثلاث نقاط هي:
أولاً- ترجمة أسلوب الكناية التي تستعمل للستر والخفاء: وتتناول هذه النقطة المقصود من الستر والخفاء، ثم تتناول دراسة تحليلية نقدية لترجمة ريفلين وروبين لعدد من الآيات القرآنية التي تستخدم لهذا الغرض.
ثانيًا- ترجمة أسلوب الكناية التي تستخدم المعاني في صورة محسات: وتتناول هذه النقطة المقصود من استخدام المعاني في صورة المحسات، ثم تتناول دراسة تحليلية نقدية لترجمة ريفلين وروبين لعدد من الآيات القرآنية التي تستخدم لهذا الغرض.
ثالثًا- ترجمة أسلوب الكناية التي تعطي الحقيقة مصحوبة بالدليل عليها: وتتناول هذه النقطة توضيح كيف تكون الحقيقة مصحوبة بالبرهان عليها، ثم تتناول دراسة تحليلية نقدية لترجمة ريفلين وروبين لعدد من الآيات القرآنية التي تستخدم لهذا الغرض.
الخاتمة والنتائج: وتتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة من خلال الدراسة. يليها ثبت المصادر والمراجع التي أفادت منها الدراسة.