Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه شيلي
”1964 – 1970” /
المؤلف
موسى، إسحق عزيز فريج.
هيئة الاعداد
باحث / إسحق عزيز فريج موسى
مشرف / أحمد زكريا الش?لِق
مشرف / نعمة حسن محمد
مناقش / أحمد زكريا الش?لِق
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
363ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
17/2/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

مستخلص الرسالة
سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه تشيلى (1964-1970)
تطمح هذه الدراسة إلى رصد وتحليل مراحل سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه تشيلى خلال الفترة الممتدة بين عامي (1964-1970)، وهي الفترة التي شهدت وصول حكومة الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة إدواردو فراي إلى السلطة، وتنتهي بنتائج الانتخابات الرئاسية في عام 1970 وفوز زعيم جبهة العمل الشعبي الماركسية، سلبادور أيندى، بالانتخابات ونهاية مرحلة مهمة من مراحل السياسة الأمريكية تجاه تشيلى.
وتُعد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه تشيلى خلال هذه الفترة نموذجًا يستحق الدراسة والبحث؛ إذ حاولت واشنطن تغيير سياستها في التصدي لامتداد الشيوعية وتأثير الثورة الكوبية، والحيلولة دون حدوث نصر ماركسي في تشيلى من خلال استخدام سلاح المساعدات الاقتصادية، بدلًا من التدخل العسكري، بوصفه شكلًا آخر من أشكال السياسة الخارجية الأمريكية. وحاولت الولايات المتحدة أن تجعل من تشيلى الصورة المثالية للتحالف من أجل التقدم، وتقديمها بوصفها نموذجًا موازيًا لنموذج الثورة الكوبية من أجل إحداث التغييرات الاقتصادية والاجتماعية القادرة على تحسين أوضاع المجتمع بعيدًا عن الثورات الاجتماعية، ومحاولة توظيف نجاح هذه التجربة في الصراع الإيديولوجي مع الاتحاد السوفيتي، ونموذج لغيرها من دول أمريكا اللاتينية لتحذو حذوها خدمةً للمصالح الأمريكية في المنطقة.
ومرت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه تشيلى بأربع مراحل متتابعة. وامتدت المرحلة الأولى من عام 1964 إلى إبريل 1965، وهي مرحلة شكلت امتدادًا للمرحلة السابقة مع إعلان التحالف من أجل التقدم؛ حيث شكلت تشيلى أولوية بالنسبة للبرنامج، ودعمت الولايات المتحدة برامج مساعدات تهدف إلى ضمان فوز السياسيين المعتدلين في الانتخابات الرئاسية في عام 1964، بدلًا من تشجيع نمو اقتصادي طويل المدى. واستمرت واشنطن في سياستها هذه بعد فوز فراي في الانتخابات من أجل ترسيخ أركان الحكومة الجديدة في مواجهة التيار الماركسي القوي داخل البلاد.
وخلال المرحلة الثانية من السياسة الأمريكية، التي امتدت من إبريل 1965 إلى أكتوبر 1967، ظلت تشيلى تحظى بأولوية كبيرة لدى إدارة جونسون، لكن بدأت واشنطن تستخدم أموال المساعدات من أجل الحصول على تنازلات سياسية واقتصادية، بشكل أثّر بالسلب على علاقتها بحكومة فراي، وأسهمت في زيادة التباعد بينهما على الصعيد الاقتصادي بفضل ارتفاع أسعار النحاس، التي جعلت تشيلى تستغني –لفترة قصيرة- عن المساعدات الاقتصادية الأمريكية. وأسهم تراجع الولايات المتحدة عن القيام بدور نشيط في توجيه السياسات التشيلية خلال هذه الفترة عن تراجع نفوذها بشكل كبير داخل تشيلى.
أما بالنسبة إلى المرحلة الثالثة، فقد امتدت من أكتوبر 1967 وحتى سبتمبر 1970. وتميزت هذه الفترة بإنفراد السفير الأمريكي ومكتب شئون البلدان الأمريكية بوزارة الخارجية بتوجيه السياسة الأمريكية نحو تشيلى خاصة مع إنشغال الإدارة الأمريكية بحرب فيتنام وانتقال السلطة في الولايات المتحدة من جونسون إلى نيكسون. وحاول السفير الأمريكي خلال هذه الفترة الحفاظ على ما تبقى من نفوذ أمريكي داخل تشيلى من خلال التراجع عن التأييد العلني للحزب الديمقراطي المسيحي الذي انحرف بصورة كبيرة نحو اليسار إبان هذه الفترة، وفي الوقت ذاته لعب دورًا قويًا من وراء الكواليس، وحاول تصفية أجواء السياسة الداخلية في تشيلى وحل القضايا الخلافية من أجل إعداد المسرح الداخلي لانتخابات الرئاسة. واستمرت سطوة السفير الأمريكي على توجيه السياسة الأمريكية بعد وصول نيكسون إلى السلطة، وتراجع اهتمام الإدارة الأمريكية الجديدة بتشيلى بصورة أسهمت في النهاية عن فوز آيندى بالانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر 1970.
أما بالنسبة إلى المرحلة الرابعة والأخيرة، والتي امتدت من 4 سبتمبر إلى 4 نوفمبر 1970، فقد شهدت تصعيد إدارة نيكسون من عملياتها السرية داخل تشيلى، وضغطها على وكالة المخابرات المركزية من أجل الحيلولة دون تأكيد البرلمان التشيلى لفوز مرشح جبهة العمل الشعبي من خلال محاولة إيجاد جو إنقلاب. ولكنها انتهت باغتيال قائد القوات المسلحة التشيلية، وتأكيد البرلمان التشيلى لفوز آيندى في 24 أكتوبر 1970، وتنصيبه رئيسًا للبلاد في الرابع من نوفمبر 1970.
ومن ثَمَّ، انتهت المرحلة الرابعة من مراحل سياسة الولايات المتحدة تجاه تشيلى لتنتهي معها التجربة الإصلاحية للديمقراطية المسيحية، وتنصيب آيندى رئيسًا للبلاد، لتبدأ تشيلى مرحلة جديدة في تاريخها المعاصر، ولتشكل حادثة فارقة في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بمواجهة حقيقة وجود رئيس ماركسي على رأس السلطة في إحدى جمهوريات أمريكا اللاتينية التي جعلتها نموذجًا للتحالف من أجل التقدم، وأكثر الدول تلقيًا للمساعدات الأمريكية، ولتبدأ بعدها الولايات المتحدة مرحلة جديدة من سياستها تجاه تشيلى تهدف إلى تقويض حكومة الوحدة الشعبية برئاسة آيندى.