Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تقويم برنامج جلوب الدولي العلمي في ضوء تحقيق الوعي البيئي لدى طلاب المرحلة الثانوية وأثره علي المواطنة /
المؤلف
فراج،مروة عبدالله مصطفى.
هيئة الاعداد
باحث / مروة عبد الله مصطفى فراج
مشرف / مجدى رجب اسماعيل
مشرف / محمد عبد الرازق عبد الفتاح هيبة
الموضوع
التعلم - طرق التدريس
تاريخ النشر
2015
عدد الصفحات
168ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - المناهج وطرق التدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

أولاً : مشكلة البحث
مقدمة :
ظهرت في القرن الحالي العديد من البرامج والمشروعات العالمية التي تحاول إيجاد جيل يمتلك مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي ، وتعمل على إيجاد جيل من العلماء ، ويمثل برنامج جلوب مشاركة دولية بين الولايات المتحدة الأمريكية و112 دولة في العالم حتى الآن ، وجديراً بالذكر أن أكثر من 50,000 معلم مؤهل مشارك في البرنامج في أكثر من 23،000 مدرسة في العالم ، يساعدون الطلبة علي الاستكشاف لتعميق فهمهم لبيئتهم المحلية و الإقليمية و العالمية ، وذلك من خلال الأبحاث العلمية والأنشطة الدراسية ، و مع التوسع في تطبيق المشروع تزداد أعداد المشاركين فيه ، و يوجد بجمهورية مصر العربية 14 مدرسة تتبني برنامج جلوب ، و يُنفّذ البرنامج في مصر كمعونة مالية و تعليمية ، حيث انضمت جمهورية مصر العربية إلي رابطة الدول المشاركة في البرنامج منذ عام 1995، ومازالت مشاركة في تطبيقه حتى الآن ، ويعد برنامج جلوب الدولي من البرامج التي تهدف إلي تطوير تعليم العلوم وتعلمها ، وتعزيز رعاية البيئة ، وتشجيع الاكتشافات العلمية ، و بالتالي يعتبر برنامج GLOBE مشروعاً علمياً ، تربوياً ، بيئياً دولياً ، يرتكز فى تطبيقه علي طلاب المدارس ، فالبرنامج يقدم للطلاب منهجاً وفق محاور هي الجو ، المناخ ، التربة ، الماء ، بحيث يتدرب الطالب بمساعدة معلم العلوم علي القياسات الدقيقة المحلية لهذه المحاور و دراستها و تحليلها ثم إدخال تلك البيانات في النظام الالكتروني للبرنامج مما يتيح للطلاب التفاعل مع أقرنائهم علي مستوى العالم من خلال قياساتهم و أنشطتهم (خالد العيسيري ، 2009 ، 6) .
يتخذ برنامج جلوب من التربية البيئية مدخلاً لتنمية الوعي البيئي ، حيث يؤكد المدخل البيئي علي التعلم من البيئة ، وعن البيئة ، ومن خلال البيئة ، وبذلك يكتسب المتعلمون المعارف والمهارات البيئية والوعي والاتجاه البيئي و السلوك البيئي الإيجابي نحو البيئة و مشكلاتها ، كما أنه يركز علي أن يكون المتعلم هو محور العملية التعليمية حيث يتعرف علي البيئة ومكوناتها ومشكلاتها بنفسه ويقترح بعض الحلول المناسبة لمشكلات بيئته التي يعيش فيها من أجل تحسين البيئة ، فهل ساهم برنامج جلوب في تحقيق ذلك ؟
تحديد مشكلة البحث :
تتحدد مشكلة البحث في عدم تطرق أي محاولة بحثية لتقويم برنامج جلوب الدولي رغم استمرار مشاركة مدارس مصر به منذ عام 1995 و حتى الآن ، لذا يحاول البحث تقويم برنامج جلوب في ضوء تحقيقه للوعي البيئي ، وأثره كبرنامج أجنبي دولي علي المواطنة لدى الطلاب المشاركين به ، وسعي البحث الحالي للتصدي لهذه المشكلة من خلال الإجابة عن السؤال الرئيسي التالي :
ما فاعلية برنامج جلوب العلمي الدولي في تحقيق الوعي البيئي ، وما أثره على المواطنة لدى الطلاب المشاركين به ؟، و يتفرع من هذا السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية :-
1. ما أبعاد الوعي البيئي اللازم توافرها لطلاب المرحلة الثانوية ؟
2. ما مدي توافر أبعاد الوعي البيئي في محتوى برنامج جلوب الدولي ؟
3. ما فاعلية برنامج جلوب الدولي في تنمية الوعي البيئي لدى الطلاب المشاركين به ؟
4. ما أثر برنامج جلوب الدولي علي المواطنة لدى الطلاب المشاركين به ؟
أهداف البحث :
هدف البحث الحالي إلي :-
1. تقديم قائمة بعناصر الوعي البيئي الواجب تضمينها في محتوى البرنامج .
2. الكشف عن دور برنامج جلوب الدولي في تحقيق الوعي البيئي لدى المشاركين به.
3. بيان أثر برنامج جلوب علي المواطنة لدى الطلاب المشاركين به .
أهمية البحث :
من المتوقع أن يفيد هذا البحث كلاً من :
• مخططي و مطوري المناهج :
1. ترشد مطوري المناهج علي أهمية تطوير مناهج العلوم في ضوء أهداف و محتوى برنامج جلوب لتنمية التفكير العلمي وحل المشكلات ، وضرورة تقديم محتوى مناهج العلوم في نمط وظيفي تطبيقي مترابط .
2. تبرز مسئولية مطوري مناهج التعليم في ترسيخ مفهوم المواطنة وتمكين المؤسسات التعليمية لتكون أكثر فعالية في بناء الإنسان المصري المعاصر في ظل التغيرات العالمية وفي ظل هيمنة مفهوم العولمة .
3. توجه نظر المسئولين بالدولة بأهمية مشاركة مصر في مثل هذه المشروعات و المزايا العلمية العائدة علي الطلاب نتيجة المرور بالخبرات التعليمية المتنوعة المتضمنة في البرامج و المشاريع الدولية ، و العمل علي تيسير ازدياد إعداد الطلاب الملتحقين بها .
4. تقدم لمطوري المناهج قائمة بأبعاد الوعي البيئي الواجب توافرها في محتوى مناهج العلوم في المرحلة الثانوية .
5. بالإضافة إلي مقياس للوعي البيئي و آخر لقيم المواطنة على درجة مناسبة من الموثوقية وقد يفيد في الدراسات المستقبلية.
• المعلمين :
1. تلفت انتباههم إلي ضرورة الاهتمام بتنمية الوعي البيئي لدي الطلاب وكذلك تنمية المواطنة من خلال تبنى طرق تدريس غير تقليدية و توفير جو من حرية التفكير والنقاش الجاد بين المعلم و طلابه.
2. تحث المعلمين علي المشاركة الفعالة في البرنامج و الاستفادة من مميزاته كاكتساب خبرات تعليمية جديدة و حضور ورش عمل و دورات تدريبية ترفع من الكفاءة المهنية لديهم .
• الطلاب :
1. ترشد الطلاب إلي أهمية دراسة العلوم بهدف تنمية التفكير العلمي و الإبداعي و التعرف علي مشكلات الكون والبيئة المحيطة ومحاولة حلها بطرق علمية صحيحة مما يؤدي لتغيير النظرة السائدة للطلاب لدراسة مادة العلوم التي تستلزم حفظ المفاهيم و القوانين المجردة الجافة دون فهم ، مما يزيد الإقبال علي دراسة العلوم بدلاً من العزوف عن دراستها .
2. تدريب الطلبة علي التوثيق العلمي وإجراء القياسات الميدانية بدقة .
3. تنمية حب العمل والصبر والعمل بروح الفريق من أجل الوصول لأفضل النتائج .
حدود البحث :
التزم البحث الحالي بالحدود الآتية :
1. تقويم أنشطة برنامج جلوب العلمي في ضوء أبعاد الوعي البيئي ” لوحدتي الغلاف الجوي ، والموارد المائية ” .
2. نتائج البحث محددة بزمان وظروف مجموعة البحث التي سيتم التطبيق عليها .
1. اختيار مجموعة البحث من طلاب المدارس المشاركة بالبرنامج في محافظة بورسعيد .
مجموعة البحث : تمثلت مجموعة البحث في :
 المجموعة الأولى : (24) من طلاب المرحلة الثانوية بمدرسة بورسعيد التجريبية التابعة لإدارة شمال التعليمية بمحافظة بورسعيد ، وملتحقون بالدراسة في برنامج جلوب البيئي الدولي .
 المجموعة الثانية : (25) من طلاب المرحلة الثانوية بمدرسة بورفؤاد الثانوية التابعة لإدارة بورفؤاد التعليمية بمحافظة بورسعيد ، وغير ملتحقون بالدراسة في برنامج جلوب البيئي الدولي.
فروض البحث :
1. لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعة الأولى والمجموعة الثانية على أبعاد مقياس الوعي البيئي والدرجة الكلية للمقياس .
2. لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعة الأولى والمجموعة الثانية على أبعاد مقياس المواطنة والدرجة الكلية للمقياس .
3. لا يوجد تأثير فعال لبرنامج جلوب العلمي الدولي في تنمية الوعي البيئي لدى طلاب المجموعة الأولى .
4. لا يوجد تأثير فعال لبرنامج جلوب العلمي الدولي في ترسيخ المواطنة لدى طلاب المجموعة الأولى.
تحديد مصطلحات البحث :
1- الوعي البيئي :
هو إدراك الطلاب للعلاقات القائمة بين الإنسان و البيئة تأثيراً و تأثراً ، وما ينتج عن ذلك من قضايا و مشكلات والوقاية منها ، بالإضافة إلي حسن استغلال موارد البيئة ، ويكون هذا الإدراك مصحوباً برغبة ذاتية في المشاركة الفعالة في تحسين البيئة (إنعام أبوزيد ، 2007 ، 28 ) .
و تعرفه الباحثة إجرائياً بأنه :
إدراك طلاب المرحلة الثانوية لبيئتهم ومشكلاتها وقضاياها ومخاطرها ، ويتكون ذلك من خلال تأثره وجدانيا بمعلومات ومعارف بيئية حول موقف أو مشكلة بيئية من حيث أسبابها وآثارها ودوره في حلها .
2- المواطنــــة :
عرفتها دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنها ” علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة ، والمواطنة تدل ضمنًا على مرتبة من الحرية مع ما يصاحبها من مسؤوليات ، وهي على وجه العموم تسبغ على المواطنة حقوقًا سياسية مثل حق الانتخاب وتولي المناصب العامة” (علي الكواري ، 2001 ، 117) .
وتُعرفها الباحثة إجرائياً على إنها :
سلوك وقيم مرتبطة بقيم وثوابت المجتمع وفلسفته ، فهي تتضمن حب الطالب لوطنه والتعلق به والانتماء إليه ، والمشاركة الفعالة في تسيير شؤون المجتمع العامة ويكون ذلك على المستوى الوطني والعالمي ، بالإضافة إلي التمتع بالحقوق والحريات الفردية والجماعية المنصوص عليها في دستور وقوانين الدولة .
3- التقويم :
يعرفه (عبد الواسع ناجي ، 2010) :
الإجراءات والجهود العملية التي تهدف إلى تحقيق الأهداف التربوية في ضوء معايير محدد ومخططه مسبقاً, والحكم على مدى فاعلية هذه الجهود وما يصادفها من عقبات وصعوبات في التنفيذ بقصد تحسين الأداء التربوية .
4- برنامج جلوب Globe Program :
جلوب Globe تعني الكرة الأرضية و يحمل المشروع نفس المسمي Globe و الذي أصبح اختصاراً لخمس كلمات تشكل معاً ماهية البرنامج Globe Learning and Observation to Benefit the Environment ويعني التعلم عن كوكب الأرض وملاحظته لمنفعة و تحسين البيئة ، و يعد مشروع Globe مشروعاً علمياً ، تربوياً ، بيئياً دولياً قائم علي المدارس(www.globe.gov) .
ثانياً : الإطار النظري للبحث
أولاً: برنامج جلوب
كلمة جلوب GLOBE تعني الكرة الأرضية ، ومن ثم فإن الهدف المحوري للبرنامج هو التعلم و دراسة الكرة الأرضية وملاحظتها لمنفعة وتحسين البيئة ، فالمعلمون والطلاب يعملون معاً من أجل فهم أفضل لتحسين بيئة الأرض وفقاً للمقاييس المحلية والإقليمية والعالمية ، ويمثل برنامج جلوب نموذج للأنشطة الإثرائية التي تساعد على سد الفجوة بين المقرر الدراسي و بين ما هو متوافر من معلومات متجددة باستمرار ، فقد أشارت العديد من الدراسات إلي ضرورة ربط المدرسة بالبيئة الخارجية ومن هذه الدراسات (إيناس الزنفلي ، 2004 ، 23 ؛ مها العتيبي ، 2004 ؛ Neill, 2006 ؛ ياسر مهدي ، 2009 ، 109)
تقوم فلسفة برنامج جلوب علي إيجاد مجتمع دولي من الطلاب والمدرسين والعلماء و المواطنين يعمل معاً من أجل فهم أفضل للبيئة والعمل علي تحسين بيئة الأرض على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ، وتتمثل مهمة البرنامج في تعزيز تعلم و تعليم العلوم ، ومحو الأمية البيئية و تشجيع الاكتشاف العلمي (عبدالله الفالح ، 2004 ، 6 ) .

ويقدم برنامج جلوب منهجاً يتضمن خمس محاور بيئية رئيسية وهي :
دراسات الجو ( الطقس والمناخ ) ، دراسات الماء ) القياسات المائية ) ، دراسات التربة (الرطوبة ، درجة الحرارة ، والخصائص العامة للتربة ) ، دراسات سطح الأرض / علم الأحياء ( رسم خرائط ، والبيولوجيا للإحصائية ) ، دراسات الفينولوجيا ، وهو علم يبحث في المناخ و الظواهر الأحيائية الدورية ( دراسة استجابة الحيوانات و النباتات للتغيرات في المناخ و الفصول ) .
و قد تَبني البرنامج المدخل البيئي تحديداً لأهميته في دراسة البيئة كنظام متكامل ويتفق ذلك مع دراسة (سوزان أبورية ،2000، 33) حيث أشارت إلي أن دراسة البيئة تعنى دراسة الأنظمة البيئية بالتفصيل ، كما حددت دراسة (حسين عوض ، 2007، 47) أن المدخل البيئي يُعد أحد المداخل الهامة والذي يمكن من خلاله تحقيق أهداف التربية البيئية ، بالإضافة إلي دراسة (إيمان الحسيني ،2012، 6) والتي تشير إلي أن عملیة إدخال التربیة البیئیة في مناهج العلوم لها تأثير كبير علي تنمیة وعی الطالب ببیئته ویدعم عنده مجموعة من الاتجاهات الموجبة نحو البیئة والقیم الداعیة للاهتمام والنهوض بها .
و بتحليل الأهداف التعليمية لبرنامج جلوب الدولي نجدها تتمثل في: (www.globe.gov)
1- محاولة تحسين التحصيل الدراسي للطلاب في مادة العلوم عن طريق تضمين القضايا البيئية ، وأثر ذلك على تحصيلهم للمفاهيم العلمية.
2- تعميق مفهوم البحث العلمي و التفكير العلمي لدى الطلاب من خلال البحوث الطلابية في مجال البيئة و علوم الأرض ، فالبحث العلمي هو الوسيلة التي يمكن بواسطتها الوصول إلى حلِّ مشكلة محددة، أو إكتشاف حقائق جديدة عن طريق المعلومات الدقيقة كما يجعل من الباحث شخصيةً مختلفة من حيث التفكير و السلوك ، والانضباط ، والحركة .
3- تحقيق فلسفة تكامل العلوم ، فالبرنامج يهدف للإسهام في الفهم العلمي للأرض كنظام متكامل حيث يتضمن محتوى البرنامج خمس ميادين دراسية بيئية معاً وبذلك يحاول الربط بين الموضوعات الدراسية المختلفة ، ليقدمها للطلاب في شكل مترابط ومتكامل ووظيفي ومنظم تنظيماً دقيقاً دون أن يكون هناك تجزئة أو تقسيم للمعرفة إلى ميادين مفصلة ، فتكامل العلوم يكسب الطلاب المقدرة على الربط بين ما هو مكتوب وما هو واقع في الحياة اليومية المعاشة .
4- تحقيق تربية بيئية فعالة للطلاب عن طريق تعزيز أنشطة التوعية والدعم للطلاب في جميع أنحاء العالم للاستفادة من البيئة و السيطرة علي المخاطر البيئية التي تُعرض الكائنات الأخرى والبيئة للضرر .
ثانياً: الوعي البيئي
وعي الطالب ببيئته من الأساسيات التي تسعى إليها التربية بمفهومها التطبيقي ” الإعداد للحياة ” ، وهذا يعني أن نبني الخبرات التعليمية في مناهجنا عامة و مناهج العلوم خاصة وفي هذا السياق تشير دراسة (Harland,2000,19) إلي أن الشخصیة المتكاملة التي نرجوها لطلابنا المتعلمین تُبنى علي الوعي بمحاوره الأساسیة الثلاثة والتي تتمثل في الجانب المعرفي ، و الوجداني و المهاري ، أما دراسة (نعیمة حسن ، سحر عبد الكریم ،٢٠٠١) فتوضح أن الوعي البيئي یؤدى لخلق فعل بيئي إيجابي ونمو سلوك بيئي مسئول ، ويتفق ذلك مع ودراسة (Vernon,Hayley ,2006) ودراسة ( عبد الباقي النهاري ،2003) .
بينما استهدفت دراسة كلاً من (ياسر مهدي ،2009،13 ؛ حسين عوض ،2007،14) تنمية الوعي بالمخاطر البيئية باستخدام المدخل البيئي وجاءت نتائج الدراسة تؤكد فعالية استخدام المدخل البيئي في زيادة التحصيل لدى طلاب الصف الأول الثانوي ، كما أوصت دراسة (إيمان العباسي ، 2009، 5) بأن التربية البيئية أصبحت ضرورة تقتضيها ظروف البيئة وضرورة المحافظة عليها .
فالوعي البيئي هو أول وأهم أهداف التربية البيئية ، فهو يشير إلى موقف الفرد تجاه بيئته ومشكلاتها وقضاياها ومخاطرها ، ويتكون ذلك من خلال تأثره وجدانيا بمعلومات ومعارف بيئية حول موقف أو مشكلة بيئية من حيث أسبابها وآثارها المدمرة ودوره في حلها ، وتتمثل أبعاد الوعي البيئي في ثلاثة جوانب وهي :
‌أ- الجانب المعرفي : يتضمن اكتساب المعارف ، والخبرات ، والمفاهيم المتعلقة بالبيئة .
‌ب- الجانب الوجداني : يتضمن اكتساب الاتجاهات ، والقيم ، والسلوكيات الرشيدة السليمة نحو البيئة و المحافظة عليها .
‌ج- الجانب المهاري (السلوكي) : يتضمن اكتساب المهارات اللازمة ليتمكن الفرد من مواجهة المشكلات وإيجاد الحلول لها واتخاذ القرارات السليمة تجاهها .
أما بالنسبة لمقومات الوعي البيئي فقد حددتها دراسة ( إيناس أبو اللبن ، 2005) كالآتي :
1. المعرفة والفهم لمكونات البيئة الطبيعية وعلاقة الإنسان بها والمشكلات المترتبة على هذه العلاقة .
2. تكوين القيم والاتجاهات الإيجابية نحو البيئة ، وذلك لما يحصل عليه المتلقي من معلومات ومعارف بيئية ، والخروج منها بمفاهيم وتعميمات واتجاهات إيجابية نحو البيئة .
3. التدرب على مهارات وسلوكيات اتخاذ القرارات المناسبة للمشكلات البيئية في ضوء ما يتوفر من معلومات وحقائق .
4. المحافظة على البيئة وحمايتها ، وذلك بالترشيد في الاستهلاك وحسن الاستثمار لمواردها وثرواتها.
5. تحسين نوعية الحياة وذلك بخلوها من المشكلات البيئية التي هي وليدة الاستغلال غير العقلاني لمواردها البيئية ، ويتم ذلك عن طريق تنشئة الصغار على القيم والاتجاهات البيئية السليمة .
وفي هذا السياق نجد أن إيجاد جيلاً جديداً قادراً على رعاية بيئته وتلافى أخطارها ووضع الحلول المناسبة لمشكلاتها بما يجعله يتكيف معها بشكل صحيح إنما يكمُن في توفر المعارف والاتجاهات والمهارات والقيم البيئية للأفراد ، وبخاصة القيم البيئية فهي تمثل الدوافع التي تدفع الإنسان إلي المحافظة علي البيئة من حوله وتتحكم في سلوكياته تجاهها وتعكس المعارف و المعتقدات و الخبرات التي يمتلكها الفرد .
ولقد تناولت العديد من الدراسات تعريف القيم البيئية ، منها دراسة (عبد الواسع علي ،2010) بأنها تنظيمات لأحكام عقلية تستخدم في توجيه سلوك الأفراد نحو القضايا البيئية و كيفية التصرف حيالها ، ويختار الفرد ويلتزم بها في إطار أهداف المجتمع .
كما عرفتها دراسة (Thomas, 2005 ,P 335 ) فعرفت القيم البيئية بأنها معايير و مبادئ راسخة تساعدنا علي صنع القرار حول البيئة عندما يكون هناك صراع في الآراء ، فالقيم تؤثر في اتخاذ القرارات الفردية و الجماعية والتغيير في القيم يؤدي إلي التغيير في اتخاذ القرارات و بالتالي التغيير في السلوك .
أما دراسة (باسمة خليل ، 2006 ، 469) فعرفتها بأنها مجموعة من أشكال المعارف و المعتقدات التي يمتلكها الفرد وتؤدي إلي المحافظة علي البيئة وممارسة السلوك البيئي الصحيح .
كما حددت دراسة ( نعمة فاروق ، 2008 ، 109) القيم البيئية بأنها أحكام عقلية يصدرها الفرد بالرفض أو القبول إزاء القضايا البيئية ، وتعتبر كأطر مرجعية مكتسبة من خبرات الفرد و تنشئته الاجتماعية ، وتنعكس علي شخصيته فتصبح أحد الموجهات الحاكمة لسلوكه حيال البيئة ، وكيفية التعامل معها سواء كانت القيم متعلقة بالمحافظة علي البيئة أو قيم متعلقة بالاستخدام الرشيد للموارد أو قيم المشاركة البيئية ، و القيم الجمالية للبيئة .
بينما أشار (مهني غنايم ، 2003 ، 271) أن للقيم البيئية عدة خصائص من أهمها أنها مكتسبة حيث إنها تمثل في جوهرها نتاجاً فردياً واجتماعياً يحظى بقبول ورضا الجماعة ، كما أنها تمثل مجموعة أحكام معيارية يصدرها الفرد علي مكونات البيئة وتحدد اختياراته علي نحو إيجابي أو سلبي للسلوك الذي يسلكه تجاه البيئة وتمثل القيم البيئية دوافع أو محركات تدفع الإنسان إلي التفاعل مع البيئة بحكمة والمحافظة عليها من كل سوء .
وقد طرحت دراسة ( حنان حامد ، 2004 ) خصائص عديدة للقيم البيئية هي :
1. للقيم البيئة أبعاد اجتماعية ، حيث أن الأفعال و السلوكيات البيئية تنطوي في حد ذاتها علي واقع اجتماعي ، فهي لا تصدر إلا في سياق منظومة اجتماعية و ثقافية .
2. تتخذ القيم البيئية شكل البناء والنسق مع إمكانية التغيير في ذلك ، أي أنها تنظم هرمياً مع إتاحة الفرصة للتدرج من قيمة بيئية إلي أخرى ، ورغم هذا فإن إمكانية التغيير تختلف من قيمة بيئية لأخرى .
3. تقتضي القيم البيئية الاختيار و الانتقاء أي تقوم علي إرادة الترجيح و التفضيل بين البدائل البيئية ومن ثم توجب التمسك والالتزام ، والميل إلي تكرار في المواقف البيئية المشابهة .
4. تعتبر القيم البيئية قواعد عامة تحدد أو تحرك أو توجه السلوك في المواقف البيئية المختلفة وهي تفرق بين السلوك المقبول والمفروض .
5. تعد القيم البيئية ثنائية الوجهة ، فهي وسيليه وهدفيه في آن واحد ، هدف يسعي الأفراد والمجتمعات لتحقيقه و الوصول إليه ، وهي وسيلة للوصول للغاية الكبرى المتمثلة في ابتغاء مرضاه الله جل جلاله.
6. إنها علي صلة وثيقة بممارسات و سلوكيات الإنسان في مختلف المواقف البيئية بحيث يمكن التعرف علي ما يمتلكه من القيم البيئية من خلال ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال في المواقف البيئية المتعددة.
7. تتسم القيم البيئية بالقابلية للقياس ، فعلي أساس المعايير يتم اختيار إما بالقبول أو التفضيل أو الالتزام.
8. للقيم البيئية ثلاثة مكونات هي : عقلي ، ووجداني ، وسلوكي .
9. القيم البيئية مكتسبة ، فيتم تعلمها من خلال احتكاك الفرد بالمواقف البيئية المتعددة ، وتأثيره بها بدرجات متفاوتة .
وقد تعددت الدراسات التي تطرقت إلي تنمية القيم البيئية فنجد دراسة كلاً من (عبد العزيز الصوافي ،2002 ؛ عماد رمضان حسن ، 2005 ؛ سلوى عبد الحليم ، 2006 ) قد هدفوا لتنمية القيم البيئية لدى تلاميذ التعليم الأساسي من خلال مناهج العلوم وغيرها حيث تشير الكثير من الدراسات إلى أن أمر تنمية القيم البيئية غير مقصود وغير مستهدف ، ولا يجد العناية الكافية سواء في تخطيط المناهج ، أو في بنائها ، أو في تنفيذها ، أو في تطويرها ، ومن ثم أوضحت هذه الدراسات إلي ضرورة إعادة النظر فيما يقدم لأبنائنا وكيفية تقديمه بما يساهم في تنمية قيمهم ووعيهم البيئي .
وقد قامت دراسة (Craig & Garrett , 2001) بفحص سلوك المحافظة علي الموارد المائية في ثلاث جاليات واقعة علي نهر كاليفورنيا ، و ركزت علي المعلومات والقيم البيئية و التنبؤ بنوايا الأفراد للحفاظ علي المياه ، و أظهرت النتائج أن المعلومات والقيم البيئية ذات أهمية في حفاظ الأفراد علي البيئة و علي موارد المياه .
بينما ركز (Stewart,J. et , 2004) في دراسته علي القيم البيئية ، وأوضح أن المشكلة البيئية تكمن في وعي المواطنين لذلك يرى ضرورة نشر المعرفة و المعلومات البيئية واستعمال أجهزة الإعلام للتوعية البيئية ، كما استهدفت دراسة (ابتسام عبد العال ، 2003) إكساب الوعي البيئي لأطفال ما قبل المدرسة باستخدام بعض الأنشطة الترويحية و التي أدت إلي تحسين سلوكياتهم نحو بعض عناصر البيئة .
ومن خلال ما سبق نجد أن القيم البيئية مرتبطة ارتباط وثيق بسلوكيات الإنسان تجاه البيئة في مختلف مواقف الحياة ، فهناك رصيد من القيم داخل الفرد يحكمه ويوجهه و يدفعه إلي ما يصدر عنه من سلوك .
وبالرغم من أن برنامج جلوب يهدف إلي تربية الطلاب تربية بيئية فعالة من خلال محتوي و أنشطة معتمدة في المقام الأول علي دراسة البيئة والتفاعل معها و محاولة معرفة المزيد عن البيئة لمنفعة و تحسين البيئة كما يهدف البرنامج ، لكن برنامج جلوب هو أحد البرامج الدولية ولذلك فهو يقوم علي فلسفة وأهداف أجنبية فما هو تأثير البرنامج علي المواطنة والانتماء لدى الطلاب المشاركين به ؟
ثالثاً: المواطنة
عرف (سيف المعمري ،2006 ،89) المواطنة كمصطلح تربوي بأنها ”عملية غرس مجموع من القيم والمبادئ والمثل لدى التلاميذ لتساعدهم علي أن يكونوا صالحين قادرين علي المشاركة الفعالة و النشطة في كافة قضايا المجتمع ومشكلاته .
أما دراسة (وليد عبد الخالق ،2009،71) فعرفت التربية للمواطنة بأن التربية كما هو معروف عملية اجتماعية لأنها تستمد موجهاتها من المجتمع و تتجه نحوه ، والتربية للمواطنة تعد الوسيلة الأساسية لإكساب النشئ قيم المواطنة و الانتماء لهذا المجتمع ، و الالتزام بنظمه و قوانينه والاهتمام بقضاياه ومشاكله وإكسابهم أيضاً القيم العلمية والتربية .
فالتربية للمواطنة ليست تربية معرفية فقط بل هي تربية قيمية بالدرجة الأولي ، فاهتمام هذه التربية بالجانب المعرفي لا يعد قصداً نهائياُ من هذه التربية فهي تتوجه بالأساس إلي قناعات الفرد و سلوكياته .
وأوضحت دراسة (هاني صبري ، 2007) أن المواطنة ترتكز علي خصائص منها :
1. الالتحام و الانصهار بين الفرد ووطنه .
2. الولاء للأرض أو الوطن أو الإقليم بشعبه و نظامه ومؤسساته .
3. الإحساس بالتضامن الاجتماعي من أجل تحقيق الأهداف المشتركة .
4. حب الوطن بالمشاعر والأحاسيس و التضحية في سبيله .
والمواطنة مفهوم له أبعاد متعددة ، تختلف تبعا للزاوية التي يتم تناوله منها ، ومن هذه الأبعاد كما حددها ( ماجد المحروقي ، 2008 ) ما يلي :
1. البعد المعرفي/ الثقافي : حيث تمثل المعرفة عنصرا جوهريا في نوعية المواطن الذي تسعى إليه مؤسسات المجتمع ، ولا يعني ذلك بأن الأمي ليس مواطنا يتحمل مسؤولياته ويدين بالولاء للوطن، وإنما المعرفة وسيلة تتوفر للمواطن لبناء مهاراته وكفاءاته التي يحتاجها ، كما أن التربية الوطنية تنطلق من ثقافة الناس مع الأخذ في الاعتبار الخصوصيات الثقافية للمجتمع ( نمر فريحه ، 2004 ) .
2. البعد المهاري : ويقصد به المهارات الفكرية ، مثل : التفكير الناقد، والتحليل، وحل المشكلات... وغيرها ، حيث أن المواطن الذي يتمتع بهذه المهارات يستطيع تمييز الأمور ويكون أكثر عقلانية ومنطقية فيما يقول ويفعل .
3. البعد الاجتماعي : ويقصد بها الكفاءة الاجتماعية في التعايش مع الآخرين والعمل معهم ( سيف المعمري ، 2002) .
4. البعد الانتمائي: أو البعد الوطني ويقصد به غرس انتماء التلاميذ لثقافاتهم ولمجتمعهم ولوطنهم.
5. البعد الديني: أو القيمي، مثل: العدالة والمساواة والتسامح والحرية والشورى، والديمقراطية.
6. البعد المكاني: وهو الإطار المادي والإنساني الذي يعيش فيه المواطن، أي البيئة المحلية التي يتعلم فيها ويتعامل مع أفرادها، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال المعارف والمواعظ في غرفة الصف، بل لابد من المشاركة التي تحصل في البيئة المحلية والتطوع في العمل البيئي.
عناصر ومكونات المواطنة :
للمواطنة عناصر ومكونات أساسية ينبغي أن تكتمل حتى تتحقق المواطنة ( فهد الحبيب ، 2010 ) وهذه المكونات هي :
1 - الانتماء : والانتماء هو شعور داخلي يجعل المواطن يعمل بحماس وإخلاص للارتقاء بوطنه وللدفاع عنه ، أو هو ”إحساس تجاه أمر معين يبعث على الولاء له واستشعار الفضل في السابق واللاحق ، ومن مقتضيات الانتماء أن يفتخر الفرد بالوطن والدفاع عنه والحرص على سلامته.
2 - الحقــوق :
إن مفهوم المواطنة يتضمن حقوقاً يتمتع بها جميع المواطنين وهي في نفس الوقت واجبات على الدولة والمجتمع منها :
• حفظ حقوقه الخاصة.
• توفير التعليم.
• تقديم الرعاية الصحية.
• تقديم الخدمات الأساسية.
• توفير الحياة الكريمة.
• العدل والمساواة.
• الحرية الشخصية وتشمل حرية التملك، وحرية العمل، وحرية الاعتقاد، وحرية الرأي.
هذه الحقوق يجب أن يتمتع بها جميع المواطنين بدون استثناء .
3 - الواجبـات :
تختلف الدول عن بعضها البعض في الواجبات المترتبة على المواطن باختلاف الفلسفة التي تقوم عليها الدولة ، فبعض الدول ترى مثلاً أن المشاركة السياسية في الانتخابات واجب وطني، والبعض الآخر لا يرى المشاركة السياسية كواجب وطني وهكذا .
وفي نفس السياق السابق نجد بعض الدراسات اهتمت بالكشف عن مدى الوعي الطلابي بالمواطنة وقيمها ، واستعداد الطلاب للمشاركة السياسية و الاجتماعية في المستقبل ، وهو ما كشفت عنه دراسة (Torney , Judith & Others , 2001) .
أما دراسة (Collomb, R. & Nathalie, N.,2003) والتي قارنت بين وعي الطلاب بقضايا المواطنة في كل من فرنسا و ايرلندا ، و أوضحت أن كافة المجتمعات ركزت علي نشر قيم الديمقراطية والحرية ونبذ العنف و احترام حقوق الإنسان وغيرها من القيم الإنسانية التي تسعى معظم المجتمعات إلي تحويلها إلي سلوكيات يمارسها المواطنين عن اقتناع وإدراك واعي لقيمتها.
4 - المشاركة المجتمعية :
إن من أبرز سمات المواطنة أن يكون المواطن مشاركاً في الأعمال المجتمعية ، والتي من أبرزها الأعمال التطوعية فكل إسهام يخدم الوطن ويترتب عليه مصالح دينية أو دنيوية كالتصدي للشبهات وتقوية أواصر المجتمع ، وتقديم النصيحة للمواطنين وللمسئولين يجسد المعنى الحقيقي للمواطنة.
وقد حددت دراسة (Batson, D., 2002) أربع أنواع من الدافعية للمشاركة في المجتمع وهي الذاتية ، و الإيثارية ، و الجمعية ، و المبدئية ، ويفرق بين كل نوع من هذه الأنواع علي أساس الهدف النهائي لكل دافع ، فبالنسبة للذاتية ، فإن الهدف النهائي هو زيادة رعاية الفرد لذاته ، أما الإيثارية فالهدف منها هو زيادة رعاية فرد آخر أو آخرين ، أما الجمعية فإن الهدف النهائي لها يتمثل في زيادة الرعاية للجماعة ، بينما المبدئية فالهدف النهائي لها هو التمسك بمبدأ أخلاقي معين ، وتتكامل هذه الدوافع مع بعضها البعض لتشكل دوافع المشاركة في المجتمع .
ونظراً لأن كل مجتمع يسعى إلي تكوين نوعية معينة من المواطنين قادرة علي تحقيق أهدافه وآماله ، فإن ذلك ينعكس بلا شك علي الأهداف المتعلقة بالمواطنة في مراحل التعليم العام ، كما حددها (فهد الحبيب ، 2010) كالتالي :
1. إعداد مواطنين صالحين .
2. تنمية روح الولاء للدولة .
3. غرس حب الوطن في نفوس الناشئة والشباب ليزدادوا اعتزازاً به مع العمل من أجل تقدمه وإعلاء شأنه ، و المحافظة علي الممتلكات العامة .
4. تدريب رجال الغد على كيفية التصدي لمشكلات مجتمعهم ليتعرفوا من ناحية على طبيعة هذه المشكلات ، وليألفوا من ناحية أخرى أساليب البحث العلمي في معالجة القضايا الاجتماعية.
5. غرس حب العمل أياً كان نوعه في نفوس الناشئة والشباب لأهميته في نهضة الأمم ورفاهية أبنائها.
6. تعريف الناشئة والشباب بمؤسسات بلدهم وتنظيماته الحضارية، وأن هذه لم تأت محض مصادفة، بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير .
7. غرس حب النظام واحترام القانون في نفوس الناشئة والشباب لكون التقيد بهاتين الفضيلتين من مظاهر التمدن والرقي .
8. تنمية اتجاهات الأخوة والتفاهم والتعاون التي يجب أن تسود المواطنين والناس أجمعين .
9. غرس روح المبادرة للأعمال الخيرية والتطوعية التي تسهم في تأصيل معنى المواطنة الصالحة.
10. الإيمان بالتعددية الثقافية واحترام كل الجماعات الثقافية و العرقية و العقائد الدينية (هاني صبري ، 2007)
ويتضح مما سبق أن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا بالتنسيق والتكامل والتعاون بين المؤسسات ذات الصلة التربوية كالمدرسة والأسرة والمجتمع معاً .

ومن خلال ما تم عرضه ، وجدت الباحثة أن البرامج الدولية المطبقة فى مصر قد ازداد عددها ، و بالرغم من ذلك لم يتم تقويم بعضها حتى الآن لمعرفة كلاً من فوائد ومخاطر هذه المشروعات علي النظام التعليمي المصري ، ومعرفة ما لها وما عليها ، ولا سيما أن النظام التعليمي المصري في مرحلته الراهنة يواجه تحديات مهمة ورئيسية ، لعل أهمها ضعف تمكنه من تنشئة وتربية و تعليم الجيل الجديد ، وغرس القيم الإيجابية للثقافة المصرية ، كما أن نظام التعليم هو المسئول عن بناء شخصية الشباب القادر علي النظر الواقعي للحياة ، وتقدير الإنجازات الإنسانية ، أي التعرف علي الصالح من الطالح ، و الثمين من الغث ، و كذلك الالتزام الأخلاقي ، و اعتناق الموضوعية و المنهج العلمي ، واكتمال الشمولية الفكرية ( اكتمال القدرة العقلية التحليلية ) ، مما يؤدي إلي بناء إنسان قادر علي صناعة التنمية .
ولذلك جاء البحث الحالي يحاول تقويم برنامج جلوب كأحد البرامج الدولية ذات التمويل و التخطيط والفلسفة الأجنبية ، و الذي لم يتم تُقوّيمه من قبل رغم مشاركة مصر به منذ عام 1995 و حتى الآن ، و الذي لم يُعرف حتى الآن مدى تحقيقه لأهدافه التعليمية و البيئية المعلنة ، ومدى قدرته علي تربية الطلاب تربية بيئية فعالة ، وكذلك يحاول البحث تحديد تأثير برنامج جلوب كنموذج للبرامج والمشروعات الدولية علي تدعيم قيم المواطنة التي تؤهل الطالب لأن يكون واعياً بمشكلات مجتمعه ، إيجابياً تجاهها ، قادراً على استخدام تلك القيم فى المواقف و المشكلات المختلفة التي يواجهها فى حياته اليومية ، أم تُعد المشروعات و البرامج الدولية مجرد وسيلة لخلق ما يسمي بالانبهار التعليمي والثقافي ببعض الدول الأخرى ، الشيء الذي‮ قد ‬يجعل الطالب المصري المشارك فى تلك المشروعات متأثراً و منتمياً لثقافـة تلك الدول ، و تكون المحصلة هي ضياع قيم المواطنة و الانتماء لدى الطلاب .
ثالثاً : إجراءات البحث :
للإجابة عن أسئلة البحث ، اتبعت الباحثة الخطوات التالية :
1. تحديد أبعاد الوعي البيئي اللازم توافرها من خلال :
‌أ. مراجعة الدراسات والبحوث السابقة والأدبيات المرتبطة بموضوع الوعي البيئي ، وموضوع المواطنة .
‌ب. إعداد قائمة مبدئية بأبعاد الوعي البيئي .
‌ج. عرض القائمة علي المتخصصين وصياغتها في صورتها النهائية .
2. تقويم البرنامج من خلال تحديد مدى توافر أبعاد الوعي البيئي من خلال :
‌أ. تحليل محتوى برنامج جلوب الدولي ومطابقة نتائج التحليل بأبعاد الوعي البيئي .
‌ب. تسجيل نتائج التحليل و معالجتها إحصائياً .
3. تحديد فاعلية برنامج جلوب الدولي لدى الطلاب المشاركين به من خلال :
‌أ. إعداد مقياس الوعي البيئي وضبطه علمياً .
‌ب. إعداد مقياس المواطنة وضبطه علمياً .
‌ج. اختيار مجموعة من طلاب المرحلة الثانوية المشاركين بالبرنامج ( الأولى ) وأخرى من غير المشاركين ( الثانية ) .
‌د. تطبيق مقياس الوعي البيئي علي مجموعتي الطلاب .
‌ه. تطبيق مقياس المواطنة علي مجموعتي الطلاب .
‌و. معالجة البيانات إحصائياً والتوصل إلي النتائج وتحليلها وتفسيرها .
‌ز. تقديم التوصيات والمقترحات .