Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الصلاح والاصلاح كما تصوره سورة النمل :
المؤلف
عبدالمنعم، محمود عبدالله عبدالفتاح.
هيئة الاعداد
باحث / محمود عبد الله عبد الفتاح عبد المنعم
مشرف / إبراهيم محمـــود عوض
مشرف / ملهم محمـــــد قرنه
مناقش / إبراهيم محمـــود عوض
الموضوع
القرآن- التفسير.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
318ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
21/12/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 318

from 318

المستخلص

الحمد لله بدءً ومختتمًا، والصلاة والسلام على خير رسله فضلاً ونسبًا ..
وبعد،,,
فقد كانت أوقات طيبة مباركة تلك التي قضيتها في كتابة هذا البحث، والذي عشت من خلاله في رحاب القرآن الكريم على وجه العموم، وفي رحاب سورة النمل على وجه الخصوص.
وفي ختام البحث يحسن بي أن أذكر بعض نتائج البحث:
1) اشتملت سورة النمل على قصص بعض الأنبياء السابقين، وموقف أقوامهم من دعوتهم، وبينت السورة كيف أن الأنبياء مضوا في طريق الإصلاح والدعوة إلى الله تعالى معالجين للأمراض والعلل التي تفشت وانتشرت في مجتمعاتهم، ومن خلال هذا تكون الفائدة والعبرة، فلقد قال تعالى: ﴿﴾( ).
2) الثبات على الحق وعدم قبول أي مساومات على حساب الدعوة إلى الله، فلقد كان هذا ديدن الأنبياء  وهذا أمر لازم بالنسبة لأتباعهم من الدعاة العاملين، وعلى كل داعية أن يعتز ويفتخر بما آتاه الله حيث جعله وارث الأنبياء، وليتذكر دائمًا قول الله تعالى: ﴿﴾( ).
3) ركزت سورة النمل على العلم، وأعلت من شأنه، ورفعت من قدره، وبينت أن الفضل فيه لله وحده، وأما أمة محمد ﷺ فأول آية في كتابها ﭽ ﭻ ﭼ( )؛ ولكن ليس مطلق القراءة إنما ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ( )، فالعلم المبني على التزكية مجد ومفيد، أما العلم المبني على غير تزكية فهو مؤدٍ إلى الفساد. ولذا قال تعالى مصححًا لإبراهيم  حين قال: ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﭼ( ) قال: ﭽﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﭼ( )، وقال: ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ( ) وفي هذا إيحاء لنا نحن المسلمين أن نأخذ بأسباب التقدم والحضارة؛ لنكون أمام الركب لا في ذيله، فلا تقوم أمة على الجهل، وإنما تقوم على العلم النافع الموصول بالله تعالى الذي يكون في خدمة الأفراد والمجتمعات.
4) كما ركزت السورة على فضيلة الشكر والتواضع لله رب العالمين؛ لأن النعم تزيد بالشكر وتزول بالكفر، والشكر عمل وليس مجرد قول باللسان وتقبيل لليد ﭽﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ( ) ، فالتواضع سبب للرفعة عند الله وعند الناس، كما أن الكبر سبب لسخط الله وغضبه ونفور الناس، ولا يمكن لداعية يرجو لنفسه الصلاح ولمجتمعه الإصلاح أن ينجح، وهو يخاطب الناس من علو وكبرياء.
5) أبانت سورة النمل عاقبة المتقين وعاقبة المجرمين، وفي ذلك ربط على قلوب المؤمنين، وتثبيت لأقدامهم بأن الله تعالى لا يتخلى عن أوليائه، ولا يرد بأسه عن أعدائه؛ ولكن نصر الله يتحقق بشروط.
6) الغيرة على حرمات الله أن تنتهك سمة من سمات المؤمنين الصادقين، فالذي يرى حرمات الله تنتهك ثم لا يحرك ساكنًا ولا يتأثر فهو بعيد عن هدي القرآن وهدي النبي ﷺ,فهذا الهدهد - طائر- يغار على توحيد الله ويعجب إذ يجد قوما يسجدون للشمس من دون الله !! فمابال الإنسان الذى كرمه الله بالعقل لا يتحرك له ساكن مهما انتهكت حرمات الله!!
7) أن تغيير المنكر لابد أن يصاب فاعله بأذى؛ ولذا قال لقمان لابنه ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﭼ( ).
8) إن الصلاح غير كافٍ؛ ولكن لابد من الإصلاح ممثلًا في: عدم السكوت على المنكر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
9) أن الأمة حين يكون راعيها شفيقًا أمينًا تَسْلم من الشر، وتَنَالَ الخير (ملكة سبأ).
10) الله تعالى يُطْلعنا على أسرار الأمم من الحيوان والحشرات والهوام حتى لا تتعاظم نفوسنا؛ بل إن الإنسان الذي أوتي العقل يتعلم من كل ما حوله، وذلك من خلال قصة النمل.
11) نتعلم من هذه السورة إنصاف الخصم,فقد ذكرت الآيات أن ملكة سبأ- رغم كفرها- كانت أعقل من رجال قومها.
12) المرأة مكرمة في الإسلام، وليس كما يفهم بعض المنتسبين إليه أن توليتها غير جائزة. فقد ذكر القرآن قصة بلقيس ولم يسفهها أو ينكر توليتها؛ بل أشاد بها، وبين أنها كانت سببًا في إسلام قومها. بينما ذكر فرعون فقال: ﭽ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ( )، وذكر النمرود كذلك ... الخ.
13) تناولت السورة الحديث عن أسس العقيدة الإسلامية، وعالجت قضية الإيمان بوحدانية الله ، وذلك عن طريق إقامة الأدلة النقلية والعقلية على ذلك.
14) ركزت السورة الكريمة على الإيمان باليوم الآخر ومقدماته، وما يقع فيه من حساب وجزاء وبعث، حتى لا يكون هناك حجة للمنكرين بعد ذلك.
15) في حديث السورة عن إهلاك الله للمكذبين والأمم الضالة من السابقين، ما يلفت النظر إلى أخذ العبرة، ومحاسبة النفس قبل انتهاء الأجل، وزوال الدنيا، وحتى لا نتعرض للعقاب الدنيوي كما حدث للسابقين.
وآمل من الله تعالى أن أكون قد وفقت في توضيح ما يتعلق بالسورة الكريمة من بيان، وأظهرت بعض ما فيها من مقاصد وأهداف ، مع ملاحظة الابتعاد عن الإسرائيليات الضارة التي جلبت ما لا يليق بمقام القرآن ولا بعصمة الأنبياء .
وبعد، فهذا هو عملي المتواضع الذي تقدمت به إليكم، راجيًا من الله تعالى أن ينال رضاه ثم رضاكم، ويعلم الله أني قد بذلت جهدي وطاقتي لإخراج هذا العمل بهذه الصورة، التي أتمنى من الله تعالى أن تكون طيبة ومقبولة.
فإن كنت قد وفقت فمن الله، وإن كانت الثانية فمن نفسي ومن الشيطان، وحسبي أنني بذلت جهدي؛ لإدراك جانب من الحق الذي يتم به الخير أو بعضه، وإني أسأل الله أن يغفر لي ما قصرت أو فرطت، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.
﴿•﴾ [سورة البقرة، من الآية: 286].