Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إستراتيجية التفكيك عند جاك دريدا :
المؤلف
حسن، مروةحسن أنور.
هيئة الاعداد
باحث / مروة حسن أنور حسن
مشرف / محمد يحيى فرج محمد
مشرف / نشوى صلاح الدين محرم
مشرف / محمد مجدى الجزيرى
مشرف / أمل مبروك عبد الحليم
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
152ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
8/11/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

(ملخــص الرسالة)
كان الفكر الفلسفى فى الماضى ينزع الى تأسيس مذهب فلسفى واضح متسق مع ذاته عن الوجود أو المعرفة أو القيم ، بينما نجد فى الفكر المعاصر أن الفكر الفلسفى قد اتخذ مسارا مختلفا فنجده عبارة عن اعادة قراءة للفكر الفلسفى التقليدى ، وميل الى التعدد و الكثرة والأختلاف بدلا من المركزية والثبات و المطابقة . .
”جاك دريدا” فيلسوف فرنسى معاصر ، ولد عام 1930 بمدينة البيار فى الجزائر . ان عمل دريدا هو عمل مفكك لكونه قد أعاد النظر فى المفاهيم التى تأسس عليها الخطاب الغربى الذى لا يعدو أن يكون خطابا ميتافيزيقيا . وليس هناك بديل يقدمه دريدا ، بل ان مشروع عمله لا يمكن أن ينحصر ى دائرة محددة . انه مغامرة لايمكن معرفة نتائجها ، ولكن يمكن معرفة سمتها – أى هدم الميتافيزيقا – ان دريدا المفكك يساءل مجموع حقائق ومفاهيم اكتسبت على مر التاريخ صبغة القداسة ناقدا أساسها الميافيزيقى ، اللاهوتى، ومبتعدا عن كل اجابة مريحة تخدع العقل بثقتها المزيفة بذاتها. .
الفصل الأول
جذور التفكيك
ظهرت الحداثة كرد فعل للنظرة الدينية التى سادت العصور الوسطى، وما ترتب على تلك النظرة من قمع لحرية الأنسان و ارادته وقدرته على الأبداع . وعلى الرغم من اهتمام الفلاسفة بمسألة الحداثة، الا أنه سرعان مما ارتبطت محاولة تشخيص الماهية الفلسفية للحداثة بالنقد الفلسفى لها ، ويعتبر نيتشه أول من قام بهذا النقد . ويتأسس مشروع نيتشه الفلسفى على النقد الجنيالوجى للقيم ، بما هو بحث فى الأصل عن القيم والأعتقادات ، لمعرفة أصولها وطريقة تشكلها ، وهو المسمى الوحيد فى نظر نيتشه لأنجاز نقد كلى يتجاوز فلسفة المعنى والذات . وتعتبر الجنيالوجيا هى الأستراتيجية التى سلكها نيتشه لتجاوز الميتافيزيقا ، وتعنى الجنيالوجيا ، دراسة النشأة والتكوين لأثبات النسب والوقوف عند الأصل، ليس بهدف تمجيده ، وإنما بهدف الكشف عن ضعفه وعجزه. . أما الفيلسوف الألمانى ”مارتن هيدجر” فيرى أن نيتشه فشل فى تجاوز الميتافيزيقا، ويعتبر أن نيتشه هو آخر الميتافيزيقيين . وقد وجد هيدجر أن الفكر الميتافيزيقى يخلط دوما بين الوجود والموجود ، ولا يتسائل عن حقيقة الوجود ابتداء من أفلاطون ووصولا الى نيتشه . ويتجاوز هيدجر الميتافيزيقا عن طريق التقويض أو التدمير ، ويعنى به تدمير الوحدة بين الكائن والكينونة ، أو بين الوجود والموجود ، و اظهار الأختلاف الموجود بين الوجود والموجود ، ورد الميتافيزيقا الى حقيقتها باعتبارها نسيانا للوجود . ولاشك أن دريدا قد تأثر بكل من نيتشه وهيدجر فى صياغة مشروعه التفكيكى.
الفصل الثانى
معنى التفكيك و أدواته
يرفض دريدا تقديم تعريف محدد للتفكيك ، حتى لا يصبح مذهب أو منهج فلسفى ، فهو يقدم استراتيجية للتعامل مع نصوص الفلسفة . وتطمح هذه الأستراتيجية الى التخلص من الثنائيات المتعارضة التى تتحكم فى الفكر الأنسانى ، أو التخلص من منطق اما هذا أو ذاك . والتخلص من المركزية التى سيطرت على الفكر الغربى ، ويكون ذلك عن طريق استراتيجية الأختلاف . والأختلاف يقوض ميتافيزيقا الحضور التى سيطرت على الفكر الغربى ، ويفصل الدال عن مدلوله ، كما يزعزع تلك المركزية التى احتلها الصوت فى الفكر الفلسفى الغربى . ولا يبقى لنا تبعا لاستراتيجية دريدا سوى ”الأثر” . ولايعد هذا الأثر هو المرجع الأخير لكل حقيقة ، ولايتمتع هو نفسه بالحقيقة المطلقة ، ولايحتل مكانة متميزة عن غيره داخل شبكة اللغة . ان فلسفة دريدا هى فلسفة بلا مركز ، فهى تطمح الى التخلص من كل مركزية سادت الفكر الغربى. . .
الفصل الثالث
تفكيك الكوجيتو الديكارتى
مع ظهور الكوجيتو الديكارتى ” أنا أفكر اذن أنا موجود” احتلت الذات مكانة بارزة فى الفكر الفلسفى ، وشكلت الذات أهم مقومات الحداثة . ولكن عندما أعلن نيتشه عن مفهوم الذات بوصفه مجرد وهم ، وعندما أعلن ”فرويد” أن اللاوعى هو الذى يتحكم فى الوعى ، بدأت تلك المركزية التى احتلتها الذات فى التراجع والأنهيار ، وأصبح نقد الذات والأعلان عن لا مركزيتها ، من أهم مقومات حركة مابعد الحداثة فى الفلسفة . وقد قام دريدا بتفكيك الكوجيتو الديكارتى من خلال المناظرة التى دارت بينه وبين ”ميشيل فوكو” ، حول تأويل الكوجيتو الديكارتى . وقد رأى فوكو أن هناك اقصاء حقيقيا للجنون على مدار تاريخ الفكر ، وأن الكوجيتو عند ديكارت يقصى الجنون تماما ويستبعده . بينما يرى دريدا أن هناك اساءة قراءة من جهة فوكو لديكارت ، كما يرى أن شخصية الشيطان الماكر التى استعان بها ديكارت تعبر عن الجنون الكلى . ويمثل الكوجيتو الديكارتى بلغة دريدا مركزية لوغوس وميتافيزيقا حضور . كما يرى أن الحضور الحاضر دائما للكوجيتو الديكارتى يتكون من غائبين ، احدهما الماضى الذى مضى و انقضى ، والآخر هو المستقبل الذى لم يحضر بعد ، فلا يتمتع الكوجيتو اذن بالحضور الذى ادعاه. . .
الفصل الرابع
مستقبل التفكيكية
أثار التفكيك عند جاك دريدا جدلا واسعا فى الفكر المعاصر ، وتراوحت آراء المفكرين بين التأييد والرفض . ومن أهم المؤيدين للتفكيك نذكر ”بول دى مان” الذى يرى أن كل قراءة هى اساءة قراءة ، ويرى أيضا أن كل بصيرة يتم انتاجها بواسطة نوع من العمى . كما نذكر أيضا ”هيليس ميللر” ، الذى يرى أن وظيفة الناقد التفكيكى فى تعامله مع النص هى البحث عن البنية القلقة فى البناء وهزها حتى ينهار البنيان الذى كان آيلا للسقوط بالفعل .ومن بين الرافضين لدريدا نذكر الفيلسوف الألمانى ”هابرماس” . ويرى هابرماس أن التقليد الذى يلعب دورا مؤثرا فى فكر دريدا هو ”التصوف اليهودى” ، كما يرى أيضا أن التفكيك هو فكر عدمى وتعسفى يستنطق من النصوص عكس ما أرادت قوله . ونذكر أيضا من بين الرافضين لدريدا ”جون اليس” الذى وجه عدة انتقادات للتفكيك منها ، أن رفض دريدا لنزعة اللوغوس المركزية لم يكن الأول من نوعه ، ولم يكن رفضا ثوريا ، وهناك من سبقه فى ذلك . كما يتهم التفكيك أيضا بالتركيز على وجهة النظر الساذجة دون الالتفات الى التطورات التى لحقت بها ، كما يتهم ”اليس” ”دريدا” بأنه يقلب طرفى التعارض ليصبح الطرف المهمش مركزى والعكس . ويصر دريدا على أن التفكيك لا ينتمى لتيارات مابعد الحداثة ، حتى وان كان بينهما بعض التشابه . فدريدا قد فكك بعض نصوص الحجاثة بالفعل ، ولكنه بالأضافة الى ذلك قام بتفكيك نصوص ماقبل حداثية ، ونصوص مابعد حداثية. .
خاتمة البحث
تأثر دريدا بأفكار كل من نيتشه وهيدجر ولكنه تجاوزهما وصاغ استراتيجيته التفكيكية بشكل مختلف . ان التفكيك لايعد فى الواقع مذهبا ولايشكل نسقا متكاملا أو رؤية عامة تقوم على ثوابت محددة . يهدف التفكيك الى خلخلة وزعزعة كل مركزية سادت الفكر الغربى ، ولايقدم دريدا أى بديل لما يقوم بتفكيكه.لقد احتلت الذات مركز الصدارة فى الفكر الحديث ، الا أن أسطورة الذات قد أصبحت فى الفكر المعاصر ، وخاصة مع ”دريدا” مجرد وهم . وقد لاقى التفكيك حالات من الأعجاب ، ولكن ليس هناك من تبنى التفكيك بشكل كامل بالصورة التى تجعله حليفا لدريدا . كما أثار التفكيك حالات شديدة من الهجوم والرفض . وبالرغم من التشابه الملحوظ بين فكر دريدا ، وفكر مابعد الحداثة ، الا أنه يرفض أن نطلق عليه فيلسوفا مابعد حداثيا. .