Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سيميائية الشخصية في روايات يوسف السباعي الاجتماعية /
المؤلف
شنقار، أسماء إبراهيم حسين.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء إبراهيم حسين شنقار
مشرف / حسن أحمد البنداري
مشرف / محمد عبد الحميد خليفة
مشرف / السعيد بيومى الورقى
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
326ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
18/8/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

(ملخص البحث)
ينتمي السباعي إلى مرحلة هامة من مراحل الرواية العربية وهي أول مرحلة التي وضع فيها الرواد أسس الابداع في الرواية العربية ، وهذه المرحلة لها سمات خاصة تختلف عن المراحل التي سبقتها والتي مثلت بواكير كتابة الرواية كما تختلف عن المراحل التي تلتها ، وهي تندرج تحت ما نطلق عليه ”الرواية التقليدية ”في مقابل ”الرواية الجديدة”، ويميز سعيد يقطين هذه المرحلة التي ينتمي إليها السباعي عن غيرها من حيث أسلوب السرد فيسميها ”بالسرد المحكم”والذي يختلف في خصائصه الفنية عن المراحل التي تلته.ولكي نستطيع الوقوف بشكل أكبر وأكثر تحديدا على خصائص السباعي وأسلوبه الفني وبالتالى إضاءة الطريق بشكل أكبر والتعرف على سمات المرحلة تأتي من هنا أهمية الدراسة ، ولكي تكون النتائج واضحة ودقيقة فكان لا بد من تضييق دائرة البحث ،والبحث في نقطة محددة مركزة حتى نستطيع الإلمام بكل ما يتعلق بها. ونظرا لأن لا رواية بدون شخصيات ولأن روايات السباعي تنتمي إلى الحقبة التي تعلي من قيمة الشخصيات في رواياتها،فجاء من هنا اختيار دراسة الشخصيات دون غيرها من عناصر بناء الرواية ،أما عن اختيار الروايات الاجتماعية بالتحديد فجاء ذلك بسبب عناية جلَ الدارسين بالروايات المحملَة بالجانب السياسي بشكل أكبر ،إضافة إلى أن السباعي ناقش العديد من القضايا الاجتماعية المهمة في هذه الحقبة الزمنية،والتي نود تسليط الضوء عليها من خلال الشخصيات الفاعلة فيها. و لأنه لابد من أن يكون لكل دراسة منهج محدد واضح يسير عليه الباحث حيث أن المنهج عرف في تحديداته العامة بأنه ”السبيل أو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة
من القواعد العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى تصل إلى نتيجة معلومة،لذا فقد اخترنا ”السيميائية” للسير على طريقه الواضح المحدد والاستضاءة بآلياته المختلفة التي تعيننا على استجلاء البنى الفنية للشخصيات في روايات السباعي الاجتماعية.وجاء اختيارنا لهذا المنهج تحديدا دون غيره كونه يحمل شعار دراسة النص في ذاته ومن أجل ذاته والانفتاح على دلالاته القريبة والبعيدة السطحية والعميقة ، وبناء على ما أثبته هذا المنهج من فعالية ونجاعة في مقاربة النصوص الروائية من جهة ، وما ناله من اهتمام كبير على الساحة النقدية المعاصرة من جهة أخرى ،لذا حاولنا تطبيقه على روايات السباعي الاجتماعية دون أن نحمل هذا الأخير مالاطاقة له به في محاولة لاستكناه مضامينه وغاياته القريبة والبعيدة ،وسعيا منا إلى إحداث توافق منهجي بين الرواية بما تنطوي عليه من مضامينه وترمي إليه من غايات وأهداف والمنهج السيميائي بما يحمله من إجراءات.
وقد جاء هذا البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول تتضمنها عدد من المباحث ، عرضنا في الفصل الأول لسيميائية الاسم ودلالته في روايات يوسف السباعي الاجتماعية ، ومن خلال دراسة دال الاسم توصلنا إلى عدد من النتائج المتعلقة باختيار الأسماء ودلالتها عند السباعي منها أن السباعي من الروائيين الذين عنووا عناية فائقة باختيار أسماء شخصياتهم الروائية .ولقد استغل السباعي الأسماء لتعلب دورا وظيفيا داخل الرواية .وجعلها دالا على سيرورة الرواية نفسها ، وعلى وظائف الكثير من الشخصيات،فكثيرا ما تستطيع من خلال الاسم ودلالاته أن تفك شفرة الرواية كلها والهدف العام منها.ولقد اتبع السباعي في اختياره للأسماء نهجين :فقد يأتي اختياره للاسم اعتباطيا عشوائيا،لايدل على دلالة محددة ، ولكنه يتناسب مع البيئة والمستوى الاجتماعي والثقافي للشخصية ،وقد يأتي الاسم مرمزا يحمل دلالة بعينها تتعلق بالرواية نفسها وتلعب دورا في بنية الشخصيات ،وهذه الرموز قد تحمل توافقا دلالياً مع طبيعة الشخصية وقد تحمل مفارقة دلالية مع طبيعة الشخصية. كماوظف السباعي عنصر السخرية
والكوميديا في اختيار الأسماء ،وحملت هذه السخرية بدورها دلالات مختلفة عبرت عن أيديولوجية معينة ،فقد تحمل سخرية من طبقة اجتماعية بعينها أو من نهج حياة يتبعه أشخاص في الحياة بشكل عام.
وفي الفصل الثاني تتطرقنا لأنماط الشخصيات ،وذلك وفقا لتيبولوجية فيليب هامون،ورصدنا عند السباعي أنماطا متعددة للشخصيات وفقا لهذا التصنيف منها:
*شخصيات ذات مرجعية : وانقسمت بدورها إلى شخصيات ذات مرجعية اجتماعية وهي النماذج البشرية التي عرضها الكاتب في رواياته والتي تحيلنا إلى نماذج بعينها موجودة في المجتمع الخارجي ، قد لا تتطابق معها في الكثير من الصفات ، وآثرنا أن ندرسها في دالتين متقابلتين وهما ”المرأة ”من جهة و”الرجل ”من جهة أخرى .
ومن النماذج الأخرى التي تحيلنا على مرجعية اجتماعية هي الفئة التي تحيلنا على نماذج مهنية موجودة في المجتمع ،وكان منها في روايات السباعي فئة” السقايين –الشحاذين-الأفندية” وقد تغلغل السباعي في حيوات هؤلاء الأشخاص ،وأخرج لنا صورا كاملة عنهم.ويندرج تحتها أيضا الشخصيات ذات المرجعية الدينية: والتي ندر تواجدها في روايات السباعي ، ومثلها لديه شخصية ”ملك الموت” في ”نائب عزرائيل” ،إضافة إلى الشخصيات المجازية :هي الشخصيات المعنوية والتي لعبت دورا رئيسا في روايات السباعي، وفيها احتلت شخصية الموت الشخصية الأبرز وظهرت في العديد من الروايات ، وأرجعنا ظهورها الكبير إلى التأثير الذي أحدثه موت والد السباعي عليه وهو في الرابعة عشر من عمره.
*الشخصيات الإشارية: وهي الشخصيات التي تشير إلى المؤلف من جهة وإلى القارئ من جهة أخرى ، وخرجنا من خلالها بعدد من النتائج منها:
* تعددت الشخصيات الواصلة إلى المؤلف الضمني ومثلها الراوي في أغلب الأوقات ، وظهرت هذه الشخصيات من خلال تعقيبات الراوي وتعليقاته وتفسيراته المختلفة على شخصيات الرواية .
*السباعي من الروائيين الذين عنووا بقرائهم عناية فائقة بدءاً من العتبات النصية للرواية وانتهاءاً بخلق شخصية قارئ ضمني يتحدث معه أثناء الرواية ويشاركه في الحوار وفي رؤية الأحداث،وكثيرا ما وجدناه يلتفت للقارئ ليفسر له معنى من المعاني التي قد تلتبس على فهمه أو يدعوه ليذهب معه لاستكشاف مكان داخل الرواية نفسها...إلخ
ومقدار حضور الشخصيات الواصلة إلى القارئ قد تختلف من رواية إلى رواية فقد نجدها تزداد في رواية وقد نجدها تقل في أخرى أو تختفي نهائيا.
*الشخصيات الاستذكارية: لعبت هذه الشخصيات دوا اقتصاديا وتذكيريا في آن واحد، حيث وجدنا هذه الشخصيات تضطلع بمهمة تكرار جملة أو موقف أوحادثة ما لهدف معين يخدم الرواية وأحداثها،ومن خلالها يتم استدعاء خبرة سابقة عاشتها إحدى شخصيات الرواية ، وغلبا ما نجد هذه الشخصية من الشخصيات الثانوية في الرواية ، ويختلف مقدار حضورها من رواية لأخرى.
*الشخصيات الاستشرافية:هذه الشخصيات قد تستشرف أحداثاً لاحقة في الرواية أو تحذر الشخصية الرئيسة مما تؤؤل إليه أفعالها أو قد تنذر بموت أو مصير أحد الشخصيات.وهذا النمط من الشخصيات جاء على لسان الشخصيات الثانوية أو الهامشية في الرواية ، ولم يكن بالظاهرة المتفشية عند السباعي.
**وفي الفصل الثالث درسنا مدلول كل شخصية فعرفنا مواصفاتها ، وطرق تقديم الشخصية ، وذلك من خلال مقياسين يكمل أحدهما الآخر وهما المقياس الكمي والذي هدف إلى معرفة مقدار حضور الشخصية داخل الرواية، أما المقياس النوعي فاستخدم لمعرفة مصدر المعلومات حول كل شخصية ،هل جاء من خلال الشخصية نفسها أم من غيرها من الشخصيات أم من خلال الرواي وفي ذلك لاحظنا سيطرة الراوي سيطرة تامة على تقديم الشخصيات في معظم روايات السباعي.

و قد يأتي التقديم متكاملاً يشمل الجانب الاجتماعي والثقافي والنفسي والشكلي،وقد يتجاهل السباعي أحد هذه العناصر،ولقداتسم التقديم عند السباعي بالتدرج للشخصيات الرئيسة وبالتقديم الكامل للشخصيات الثانوية. ومن الجدير بالذكر أن الوصف المظهرى نجده يقل في الشخصيات الرئيسية،ويزداد مع بعض الشخصيات الثانوية الداعمة لدور الشخصيات الرئيسية ،وهذا التقديم الشكلي يجمع ما بين الوصف الجسدي الدقيق في كثير من الأوقات – وما بين وصف الملبس.
ويتوسل السباعي بآلية سيميائية متميزة يبرع فيها وهى (الكاريكاتير)في وصف الشخصيات إضافة إلى آلية الوصف البصري.
وانتهى البحث بخاتمة عرضنا فيها لأهم النتائج التي توصلنا إليها في البحث.