Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة تحليلية لمنهج ملوك مصر و أشور خلال الحملات العسكرية في غرب اسيا (1575-612 ق.م.)
المؤلف
محمد، رجب عبد اللطيف محمد.
هيئة الاعداد
باحث / رجب عبد اللطيف محمد محمد
مشرف / عبد العزيز أمين عبد العزيز
مشرف / عائشة محمود عبد العال
الموضوع
العالم القديم-تاريخ
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
292ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 292

from 292

المستخلص

كانت بداية الأحوال السياسية لمصر وآشور واحدة فى كل منهما : فمصر استفادت من
غزو الهكسوس لها فلم تقم سياستها مع بداية عصر الدولة الحديثة على مبدأ الدفاع الذى كان
سائداً قبل ذلك ، بل على مبدأ الهجوم والسيطرة على مداخل الهج ا رت في شمال الشام وأط ا رف
الع ا رق ، كذلك تأمين نفسها من جهة الجنوب ، كما استطاعت خلال فترة حكم الأسرة الثامنة
عشر ومن خلال الحملات الخارجية السيطرة على أقطار الشرق الأدنى القديم والتى دانت لها
بالولاء وأرسلت الوفود تحمل الجزي والهدايا إلي بلاط الفرعون تخاطب ود مصر ورضا فرعونها.
أما بالنسبة لآشور فاستطاعت فى نهاية عصرها القديم نيل استقلالها من بابل ولكن كانت
حدودها مقصورة على بلاد آشور الأصلية ، كما تميزت خلال عصرها الوسيط بأحداث هامة
وتغي ا رت سياسية وعسكرية واجتماعية وحضارية هامة كذلك مثل التى حدثت فى مصر عقب
طرد الهكسوس ، فمن الضعف إلى القوة ومن التدهور الاقتصادى إلى الانتعاش والرفاهية ومن
الجمود والركود الحضارى إلى الازدهار ، ومن التبعية والاحتلال إلى السيادة .
فاستطاع الملوك : ”تحوتمس الثالث” و”أمنحوتب الثانى” و”ستى الأول” و”رعمسيس الثانى”
و”رعمسيس الثالث” الوصول بحدود مصر إلى أبعد الحدود والقضاء على الأخطار المحدقة
بالامب ا رطورية المصرية كما استطاع الملوك : ”توكلتى نينورتا الأول” و”تجلات بلاسر الأول”
و”أداد ني ا ررى الثانى” و”آشور ناصربال الثانى” و”شلمنصر الثالث” تأكيد قوة الامب ا رطورية بين
جي ا رنها ، وحماية الطرق التجارية ، والقيام بالفتوحات فى الجنوب الغربى والشمال الغربى وغيرها
والوصول بالحدود الآشورية إلى أبعد المناطق .
ومع الضعف الذى ساد فى مصر عقب وفاة الملك رعمسيس الثالث حتى بسبب ضعف
الجالس على العرش وتفكك وحدة البلاد باستثناء فترة حكم الملك شاشانق الأول من الأسرة الثانية
والعشرين كانت الاغتيالات السياسية لملوك آشور عاملاً هاماً و ا رء فت ا رت الضعف التى تخللت
قوتها خلال عصرها الوسيط ، وبمرور الوقت استردت المدينة عافيتها وصاحب قوتها خلال تلك
الفترة تغي ا رت على ساحة الشرق القديم ، فمصر قد تفككت وانقسمت على نفسها ، وكذلك تشتت
مملكة بابل ، وعلى العكس من ذلك فلقد ازدهر الفنيقيين فى التجارة والملاحة ، ومملكة دمشق
الآ ا رمية قد توسعت ، كما توطدت مكانة الميديين والفرس و ا رء جبال ا زجروس .
ولم يكن لآشور ومن قبلها الامب ا رطورية المصرية أن تنعم دائماً بامب ا رطوريتها ، فلقد إعتادت
الدويلات الصغيرة فى سوريا وبلاد الشام على استغلال أى فت ا رت ضعف فى الدولة المسيطر
عليها خاصة عند وفاة ملك وارتقاء ملك جديد بالقيام بثو ا رت وتمردات وتكوين أحلاف فى وجه الجالس على العرش ، ومن ثمً كان على كل من يرتقى العرش فى مصر أو آشور القضاء على
التمردات والاضط ا ربات فى البداية حتى يتفرغ إلى الفتوحات .
ولكن كان تحدى مصر لنفوذ آشور فى بلاد الشام وقطعها لطرق التجارة الآشورية سبباً
لغزوها من قبل أسرحدون ، والذى لم يستطع أن يكمل غزوه لها ، فأتمه آشور بانيبال ، ولكن
كان لانشغال الآشوريين فى جبهات عده أث اً ر كبي اً ر فى حصول مصر على استقلالها على يد
بسماتيك الأول . ثم لم تلبث آشور أن أبتليت بالن ا زع على و ا رثة العرش عقب وفاة الملك آشور
بانيبال وتوحد جهود البابليين والكلدانيين والميديين فى وجه آشور أث اً ر كبي اً ر فى سقوط نينوى ومن
ثم الإمب ا رطورية الآشورية فى عام ٦١٢ ق.م.
وإذا انتقلنا إلى الباب الثانى : فيمكن تناول أوجه الشبه والاختلاف بين الجيش المصرى
والآشورى من حيث التطور فى الأسلحة والفرق وأسباب الحملات إلى ما يلى :
١. بالنسبة لمصر فكان تطور الجيش المصرى طبقاً للحاجة الملحة للتوسعات الخارجية خلال
عصر الدولة الحديثة ، كما اصطبغ آداء الجيش بالاحت ا رفية والإتقان ، وتميز تسليحه بالتطور
والتفوق النوعى الواضح مقارنة بالجيوش التى واجهته .
٢. تشابه ذلك مع تطور الجيش الآشورى ، الذى كان عماد الدولة التى قامت على يديه ، كما كان
لإصلاحات ”آشور ناصربال” العسكرية خلال النصف الثانى من القرن التاسع قبل الميلاد أث ًا ر
واضح فى الارتقاء بالعسكرية خلال عهدى ”تجلات بلاسر” و”سرجون الثانى” .
٣. أما عن أسباب الحملات الخارجية لمصر وآشور فتشابهت بين سياسة الدفاع وتأمين الحدود مع
الحفاظ على مبدأ الاستباقية وعنصر المفاجأة وحدوث بعض التمردات مما استدعى لقيام بعض
الحملات للقضاء على منابعها ، كما عملت مصر وآشور من خلال م ا رحل توسعهما على
الحفاظ على قوتهما الاقتصادية عن طريق فتح أسواق جديدة ، وتبادل التجارة وتأمين الطرق
بالاضافة إلى جمع الجزية .
٤. تشابهت أقسام الجيش المصرى فى معظمها مع الجيش الآشورى ، فتعددت أقسامهما بين سلاح
المشاة وسلاح الفرسان وسلاح البحرية ، وكان التجنيد فى مصر فى غالبيته و ا رثياً كما كان
تنظيم الجيش فى فرق وكتائب وفصائل يتطلب تعيين قادة لمختلف هذه القطاعات الحربية ولذلك
كان لكل قائد رتبة عسكرية تتناسب مع نوع قيادته ، كما كان للجنود المرتزقة دو اً ر هاماً فى كلا
الجيشيين .
٥. اختلفت بعض أقسام الجيش الآشورى عن المصرى فى قدم معرفة سلاح العربات عندهم الذين
طوروه خير تطوير ، أما فى مصر فلم ينشأ منذ البداية كسلاح مستقل حتى أخذ أهميته مع الشخصى للملك فى آشور فأصبحوا العمود الفقرى للجيش ، بخلاف أهميتهم فى مصر والتى
اقتصرت على حماية الفرعون .
٦. تشابهت أسلحة المصريون والآشوريون فى معرفة القوس والرمح والجريدة والسيف والخنجر
والبلطة والعجلة الحربية والخوذة والترس ، ولكن لم يهتم المصريون بالدروع مثل الآشوريين فلبسها
الجنود المرتزقة ، كما أخذ الآشوريون من المصريون فكرة المقلاع ، و ا زدت معرفتهم فى الأسلحة
الدفاعية باستخدم الدروع على نطاق واسع ، كما عرفوا الزرد وواقية الساعدين والأصابع والرقبة
أكثر من المصريين .
وعن مفهوم الحرب النفسية فيمكن تناول تعريفها فيما يلى : ”نوع من القتال النفسى ، لا
يتجه إلا للعدو ، ولا يسعى إلا لتحطيم النواحى المعنوية له بجميع الوسائل للقضاء على أية
صورة من صور الثقة بالنفس ، التى قد تولد فيه المقاومة أو عدم الإذعان أو الاستسلام” . كما
تنوعت أساليب الحرب النفسية بالاست ا رتيجية واتبع الف ا رعنة والآشوريين فى تنفيذها وسائل تتفق
مع مجريات الأمور فى تلك الفترة ويمكن تناول ذلك فيما يلى :
١. عمل الف ا رعنة على أسلوب الابتكار فى الحروب النفسية ، بتغيير الخطط ، واكتشاف أساليب
جديدة ، فتحوتمس الثالث عمل على تطوير تكتيكات الحروب بإكتشاف عنصر المفاجأة
والضرب فى جبهات متعددة ، وتدوين الأحداث التاريخية ، كما فعل رعمسيس الثانى مستخدماً
مبدأ الصمود وفتح الثغ ا رت .
٢. كان مفهوم الحرب النفسية عند ملوك آشور أعم وأشمل ، حيث كانوا أشد عنفاً من المصريين
فتمثلت است ا رتيجية الحروب عندهم من خلال استع ا رض القوة العسكرية لإثارة الخوف والرعب فى
نفوس الأعداء ، كما استخدموا ظاهرة الرعب الجماعى ، باستخدام القسوة والعنف وذلك لتحقيق
الأمن لبلادهم ونتيجة لذلك قاموا بنقل المعركة إلى ساحة العدو ، وتشجيع رجال البلدان الأخرى
على الهجرة وترك بلادهم .
كما استخدم الآشوريين حرب الإشاعات والمخاب ا رت والتجسس والذى كان منتش اً ر فى جميع
أنحاء الإمب ا رطورية ، كما تمثلت الحرب النفسية التكتيكية عندهم فى دعاية الميدان والإرهاب
كما عمدوا إلى بث الص ا رع بين قادة العدو وٕ ادخال عدم الثقة فى نفوسهم والعمل على التشكيك
بقدرة قادتهم كما استخدموا مبدأ التدوين كعامل للدعاية أمام وفود البلاد الأجنبية . أما عن أوجه الشبه والخلاف فى حصار المدن عند المصريين ولآشوريين فيمكن تناوله فيما
يلى :
١. كان أسلوب المصريين فى فك الحصار هو الأقدم عن الأسلوب المتبع عند الآشوريين ، فكانوا
يقتحمون الحصون بكسر أبوابها بالبلط أو بحرق الأبواب نفسها كما كانت تقوم مجموعة الرماة
بإطلاق وابل من السهام على الأسوار بسهامهم مغطين بذلك الجنود الذين يقومون بالتحرك تحت
هذا الستار وهدم شرفات الأسوار بح ا رب حديدية .
وۥتظهر نقوش ”رعمسيس الثانى” و”رعمسيس الثالث” معرفة المصريين الجيدة بالحصار ولقد
صنع المصريون دروعاً قوية لعمل واقيات ، كما اشتهرت عندهم السلالم لتسلق الأسوار ، ولكن
بالرغم من مناظر القسوة التى تظهر على آثار المصريين ضد أس ا رهم ، إلا أنهم استخدوا الأسرى
كهدايا للضباط أو كهدايا للمعبد ، فكان يتم تصوير الأسرى وهم مقيدون من أيديهم ورقابهم ، ولم
يحدث تنكيل بالأم ا رء إلا فى عهد المحارب ”أمنحوتب الثانى” ، وكان يجر الأسرى من لحاهم
وأفواههم وشعرهم .
٢. أما عن الآشوريين ، فلم بقدموا على فتح الأبواب بالقوة ، ولكن كانوا يضيقون عليها الخناق كما
كان يتم استخدام الكبش لتخطى عقبة الأسوار واستخدام الرماح فى اطلاق وابل من السهام على
الأسوار ، كما استخدموا سلالم الصعود مثل المصريين لإخت ا رق الأسوار عندما زيد فى حجمها
على أيام ”آشور بانيبال” ومن ضمن آلات الحصار ، فهناك الزحافة والبرج والكبش ، ومن ثم
كانت أسلحة الحصار أعم وأشمل عند الآشوريين عنها عند المصريين .
كما تميزت معاملة الآشوريين لأس ا رهم بالشدة والقسوة واللاإنسانية بعكس معاملة المصريين
مستندين على ما تذكره النصوص الآشورية ، من قطع للروؤ وس ، وسلخ الجنود ، ودفنهم أحياء
ووضعهم فوق الخوازيق أو حرقهم أحياء ، أو تركهم فى الصح ا رء يعانون قسوة العطش والحر
الشديد وحرق للقرى وأسر النساء والأطفال وأخذ الممتلكات ، وتهجير الناس من بلادهم ، كما
استخدم الجنود فى تمهيد الطرق والعمل فى الحقول والمعابد والقصور