Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الطراز الدورى فى عمارة مصر فى العصر البطلمى =
المؤلف
قلادة, باسم نبيل راجى.
هيئة الاعداد
باحث / باسم نبيل راجى قلادة
مشرف / منى عبد الغنى حجاج
مشرف / يسرى أمين مرجان
مناقش / محمود فوزى ابراهيم الفطاطرى
مناقش / عبير عبد المحسن قاسم
الموضوع
الآثار اليونانية - مصر. العمارة الإغريقية - مصر.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
375 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الآثار (الآداب والعلوم الإنسانية)
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - آثار
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 381

from 381

المستخلص

يعد الطراز الدورى من بين أهم ثلاث طرز معمارية كلاسيكية وهى الدورى والأيونى والكورنثى، والتى تطورت بالتدريج فى بلاد اليونان وكانت بدايتها حوالى فى القرن الثامن ق.م (بإستثناء الطراز الكورنثى المتأخر)، نجد أن الطراز الدورى ربما يكون أكثر الطرز اليونانية من جهة النقاء والكمال وذلك بوصول الطراز الدورى أقصى درجة له من التهذيب والدقة ببلوغ القرن الخامس ق.م وبناء البارثينون، ويعتبر الطراز الدورى محوراً أساسياً فى العديد من المبانى الآثرية الهامة فى مصر والعالم الهلّينستى والرومانى وعلى رأسها المعابد والمقابر.
كلمة دورى جاءت نسبة إلى قبائل الدوريين الذين شكلوا الفوج الأخير من القبائل الأربع التي هاجرت إلى بلاد اليونان، والتي ينتمي إليها الشعب اليوناني وهم: الآخيون والأيوليون والإيونيون والدوريون. وتعرف هجرتهم بالغزو الدوري الذي يُعتقد أنه وفد من مقدونيا وإيلّيريا، واجتاح وسط اليونان وصولاً إلى شبه جزيرة البيلوبونيزPeloponnesus. تتفق فترة الغزو الدورى مع فترة الانتقال من عصر البرونز (1150ق.م) إلى عصر الحديـد (1100ق.م).
كان الدوريون من الأقوام البدائية ذات الأذواق البسيطة والبعيدة عن ترف الحضارات القديمة، فقد اعتنقوا نموذجاً واحداً في فن البناء واتخذوه أساساً في كل ما ابتكروا ودأبوا على تحسينه وتجميله، هذا النموذج هو الرواق المحمول على الأعمدة الذي يتلاءم مع طبيعة بلاد اليونان المشمسة طوال مدة طويلة من السنة، ومن هنا وجد «النظام الدوري» الذي يعتمد في التعبير على القوة والصلابة، ويتألف هذا النظام من الأعمدة الدورية وتيجانها
أما كلمة طراز فهى اللفظ العربى الذى اصطلح على استخدامه للدلالة على النمط المعمارى الذى قامت عليه المنشآت اليونانية القديمة. لقد أطلق على العمارة اليونانية وصف ”عمارة الأعمدة”، ذلك أن العمود كان يمثل أساس البناء، فهو الذى يحمل السقوف الضخمة بما تحمله من منحوتات وهو الذى يشكل واجهات المبانى وخلفياتها
فى العصر الهلّينستى استخدمت كافة طرز العمارة اليونانية فى الممالك الهلينستية المختلفة وإن كان للطرازين الإيونى والكورنثى الحظ الأوفر على حساب الدورى، وكان ذلك نتيجة طبيعية للدراسات التى أجراها مهندسون ومعماريون أكدوا أن الطراز الإيونى هو الطراز الأمثل لعمارة تجمع بين القوة والرشاقة والجمال، بالإضافة إلى ظهور الطراز الكورنثى الأنيق الذى اعتمد العناصر المعمارية للطراز الإيونى مع اختلاف شكل وتركيب تاج العمود فقط، ومع ذلك فقد اختلف الأمر فى مصر خلال العصرين البطلمى والرومانى، إذ كان الطراز الدورى هو الطراز الأساسى للعمارة الجنائزية، كما استخدم للعديد من المنشآت العامة الضخمة والهامة. ولعل هذا الاختلاف وذلك التفضيل للطراز الدورى كانت وراءه أسباب تتعلق بالحضارة المصرية التى رأى الكثير من العلماء أنها موطن نشأة الطراز الدورى، وأن اليونانيين قد اقتبسوه من العمارة المصرية القديمة.
كان على رأس العلماء الذين أرجعوا نشأة الطراز الدورى إلى الحضارة المصرية فى الثلاثينيات من القرن التاسع عشر العالم جان فرانسوا شامبليون الذى حدد عدداً من مقابر منطقة بنى حسن على الضفة الشرقية للنيل التى ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشرة (حوالى 2500 ق.م.) كموطن للطراز الذى سمى ”بالدورى”. ثم انطلقت دراسات أخرى تعزز ما قدمه شامبليون مستندة إلى أعمدة مصرية ظهرت فى الدير البحرى والكرنك وغيرها، وأطلق على طراز أعمدتها ”الطراز الدورى المبكر” أو ”Proto-Doric”.
يتناقض ذلك كله مع رأى فيتروفيوس Vitruvius صاحب الكتاب الشهير ”عن العمارة” أو ”De Architectura” الذى كتبه فى العقد الثالث من القرن الأول الميلادى وأصبح المصدر الرئيسى لمعارفنا الموثقة عن عمارة اليونانيين والعمارة الرومانية الإمبراطورية المبكرة. يرى فيتروفيوس (IV, 2, 2) أن الطراز الدورى قد استمد أصوله من العمارة الخشبية المبكرة لليونان التى تشير إليها بعض رسوم الفخار، وتدل عليها بعض تفاصيل الطراز كالحليات فوق الإفريز التى تتخذ شكل رؤوس الأوتاد (Guttae) وغيرها. وقد اتجه فريق آخر من العلماء إلى تأييد رأى فيتروفيوس وكان لكل وجهة نظره التى لا تخل من البراهين والمنطق المقنع. وأيضاً تُظهر البقايا الدورية فى مصر تشابها كبيرا مع العمارة الدورية الهلينستية من جهة ومع العمارة المقدونية من جهة أخرى حيث أنه من المعروف أن الطراز الدورى كان الطراز المفضل فى مقدونيا وكانت له الأولوية فى عمارتها عن باقى الطرز الأخرى، وترجع أهم الأمثلة المقدونية للطراز الدورى فى العمارة الجنائزية أيضا. لقد غلب الطراز الدورى على العمارة الجنائزية فى مصر البطلمية. وأقدم أمثلته فى مصر جبانة مصطفى كامل ومقابر أنطونيادس وسيدى جابر وكذلك مقبرة الأنفوشى رقم 5 على الرغم من سيادة التأثير المصرى بها. غير أنه لم يقتصر على العمارة الجنائزية وإنما بقيت بعض عناصر معمارية دورية متخلفة عن منشآت دنيوية عامة توضح أن تلك المنشآت قامت على الطراز الدورى. فهل كان انتشار الطراز الدورى فى العمارة الجنائزية دليلاً على عدم رواجه فى العمارة الدنيوية التى فقدنا الغالبية العظمى منها مع الأسف؟
هكذا ظلت مشكلة أصل الطراز الدورى سببا فى ظهور الدراسات والنظريات المختلفة، ولا نستطيع القول بأنها قد حسمت بعد حتى الآن. ولكن الذى يهمنا هو هل كان التشابه بين الطراز الدورى وبعض طرز الأعمدة المصرية سببا فى انتشار الطراز الدورى فى العمارة فى مصر حين كان يحكمها البطالمة الذين أتوا من بلاد اليونان؟
وللخوض فى دراسة للطراز الدورى فى مصر فيجب أولاً عرض دراسة شاملة لمكونات العناصر المعمارية للطراز الدورى، ومعرفة نظريات البناء والقوانين والنسب المعمارية التى يجب اتباعها بدقة وذلك للوصول إلى تنفيذ مبنى دورى متناسق من حيث الأبعاد والنسب.
أيضاً كان يوجد العديد من التحويرات والإختلافات التى حدثت للطراز الدورى فى مصر، وذلك بدمجه مع العناصر المعمارية المصرية أو عن طريق تأثرة ببعض المكونات الدورية المعمارية الخارجية التى أتت من بلدان آخرى مثل مقدونيا أو قبرص وكان هذا مطبق بصفة خاصة فى العمارة الجنائزية السكندرية نظراً لما لحق من دمار على أغلبية المبانى الدورية الدنيوية، مما أتاح الفرصة لخلق طرازاً دورياً له بعض السمات المختلفة بما يمكن أن يطلق عليه الطراز الدورى السكندرى حيث أنه كان ملحوظاً بوضوح فى العمارة الجنائزية السكندرية، ومن خلال هذه الدراسة سوف يتم توضيح ما هى عوامل التأثير والتأثر سواء كانت عوامل محلية مصرية أو خارجية والتى ساعدت فى صياغة الطراز الدورى فى مصر على هذا النحو بمختلف اتجهاته الجنائزية والدنيوية التى لم يتبقى منها إلا بعص العناصر المعمارية من مبانى كانت مقامة والتى وصلت إلى سيطرة المؤثرات الفنية للحضارة المصرية علية بشكل كبير.