Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
حضارة الحصون في إقليم المدن الطرابلسية خلال العصر الروماني/
المؤلف
مسعود، موسي معمر زايد.
هيئة الاعداد
مشرف / إبراهيم عبد العزيز جندي
مشرف / مصطفي محمد قنديل زايد
مناقش / عبد الحفيظ فضيل الميّار
مناقش / أبو اليسر عبد العظيم فرح
الموضوع
التاريخ-الرومانى
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
408ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم تاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 38

from 38

المستخلص

تتضمن هذه الأطروحة دراسة تاريخ وحضارة جزء من تاريخ ليبيا القديم خلال العهد الروماني، وبالتحديد في إقليم المدن الطرابلسية، وفي المنطقة المسماة بمنطقة ما قبل الصحراء أو منطقة الحصون، وتقع هذه المنطقة الىالجنوب من المدن الساحلية الطرابلسية ( لبده الكبرى ـ ويات ـ صبراته) حيث تشكل امتداد جغرافي وسياسيلمنطقة الساحل، وكذلك فهي المنطقة الفاصلة بين المدن الساحلية والصحراء الكبرى التى تعتبر حدود الاقليم الجنوبية، وشهدت هذه المنطقة تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة خلال العصر الروماني، فقد عمل الرومان على احتواء المناطق الشبه صحراوية جنوب الإقليم، وإخضاع القبائل المحلية التي كانت تقطن خارج منطقة الحدود الرومانية، وذلك للحد من تحركاتها وكفها عن مهاجمة المراكز الحضارية في الشمال، ومحاولة إغرائها بالاستيطان في مناطق الحدود لتكون دائما في مأمن من أخطار قد تشكلها لتهديد امن المنطقة المهمة استراتيجيا، واقتصاديا بالنسبة لروما، ومن أهداف التحرك الروماني ناحية الجنوب هو السيطرة على منافذ طرق التجارة الصحراوية والتحكم في مسالكها، ومراقبة وحماية القوافل التجارية التي كانت أهم دعائم الاقتصاد الطرابلسي، واحد روافد الخزينة الرومانية.
أدى هذا الحراك إلى بروز منطقة متوسطية تقع ما بين مدن الساحل شمالا، والصحراء الكبرى جنوبا، ساهمت في مد جسور الحضارة بين تلك المناطق فترة من الزمن، ونظرا لتوفر مقومات وعوامل قيام الحضارة في هذه المنطقة المتمثلة في وفرة المياه، وخصوبة التربة، واعتدال المناخ، وتزايد عدد السكان، قامت في تلك المنطقة التى أسميناها اصطلاحا منطقة الحصون - حيث انها تتميز بوجود ظاهرة فريدة من نوعها في الإقليم وهي الحصون التي تعرف محليا بالقصور- حضارة عظيمة شملت جميع نواحي الحياة العامة من عمران مازالت أثارها قائمة إلى يومنا هذا، وثقافة دينية واجتماعية شهدت عليها الكثير من النقائش التى سجلت تلك التغيرات والأنماط الحضارية، كما كان مجتمعها فلاحيا بامتياز حيث أنتج الكثير من المنتجات الزراعية والحبوب التى أغرقتالأسواق المجاورة ووصلت إلى العاصمة روما، حيث نرى الاهتمام الواضح من قبل الأباطرة الرومان بهذه النهضة الفلاحية وتشجيعهم لها، لكي يستمر تدفق الغلال بانسياب إلى العاصمة التى كانت بحاجة ماسة للغذاء، وبطبيعة الحال فقد انعكست هذه الحضارة إيجاباً على المنطقة وما جاورها من المدن الساحلية، حيث عاش سكانها في رخاء وسلام لقرون عدة، وتنهض آثار منطقة الحصون شاهدا على تلك الحضارة وعراقتها، فمازالت مباني القصور، والأضرحة الجنائزية والمنحوتات الجميلة، أدلة دامغة على ما سبق ذكره، وتلك الحضارة هي موضوع هذه الأطروحةالتي حاولت فيها إبرازمظاهرها المختلفة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية.
ونظرا لمقتضيات البحث العلمي فقد قمت بدراسة هذا الموضوع على شكل خمسة فصول رئيسية، خصصت الفصل الأول للتعريف بموقع إقليم المدن الطرابلسية، ومميزاته، ثم جغرافية الإقليم ومناخه، وأهم موارده الطبيعية، والوضع السياسي للإقليم منذ تأسيس المدن الطرابلسية وتبعيتها لقرطاجة، إلى السيطرة الرومانية على الإقليم، وأهم الأحداث التاريخية التي صاحبت ذلك.
وفي الفصل الثاني: فتحت المجال واسعا لدراسة الحصون المنتشرة في الإقليم ، وتطرقت في الفقرة الأولى للحديث عن القلاع الحدودية الثلاث التي أقامها الجيش الروماني لحماية المناطق الشمالية من غارات قبائل الصحراء، والفقرة الثانية فقد خصصتها لدراسة الحصون في منطقة ما قبل الصحراء والتعريف بها، وانواعها، مع إيضاح العديد من النماذج والحديث عنها بالتفصيل.
أما الفصل الثالث: فيتضمن دراسة تفصيلية لمظاهر الحياة الاقتصادية عند سكان المنطقة، ويتناول الجوانب الآتية:
1- الزراعة وتربية الحيوان والصيد، حيث يدرس هذا المبحث، مقومات الزراعة المحلية في منطقة الحصون، ومصادر المياه المختلفة، وكيفية التحكم بها، وطرق توزيعها والاستفادة منها، وأهم المحاصيل الزراعية في المنطقة، ثم يأتي الحديث عن الرعي وتربية الحيوان، وما تبعه من دراسة للبيئة المحلية ومنطقة المراعي، وحرفة الصيد التي تعتبر من الحرف المهمة التي امتهنها سكان المنطقة.
2- - الصناعة: على الرغم من أن المصادر المكتوبة لم تمدنا بمعلومات كافية حول هذا الموضوع، وأن جل ما كتب عنه هو اجتهادات شخصية وتحليلات للعديد من المظاهر الحضارية، إلا انني حاولت جاهدا أن أجمع شتات هذه النقطة وتلخيصها في العديد من الصناعات المحلية التي وجدت لسد الاكتفاء الذاتي من بعض السلع والمصنوعات ذات الاستهلاك المحلي واليومي، كالأواني الفخارية، والمصابيح، والصناعات التحويلية، كصناعة الزيت، والخمور، وما صاحب هذه النشاطات من تطورات إيجابية كان لها الدور الكبير في إثراء المنطقة وازدهارها.
3- التجارة: وهي من الحرف المهمة ومن الدعائم الرئيسة للاقتصاد الطرابلسي، الذي عرف سكانه التجارة منذ عهد قديم، وقد تنوعت التجارة، فمنها التجارة البحرية التي اختصت بها المدن الساحلية، والتجارة الصحراوية التي انتشرت طرقها كالشرايين في جسم إقليم طرابلس، وقد كانت التجارة عصب الحياة والعامل الأهم في ازدهار المنطقة وتقدمها، حيث تم الحديث عن مقومات التجارة المحلية، وأهم صادرات الإقليم ووارداته، والأسواق والطرق التجارية، ثم تناولت الضرائب التي فرضتها السلطات الرومانية على الإقليم، وعملات الإقليم التي كانت متداولة في ذلك الزمن.
وجاء الفصل الرابع مكملا لإيضاح الجزء الثاني من المظاهر الحضارية، والمتعلق بالحياة الاجتماعية، وما احتوت عليه من التنظيمات الأسرية والقبلية، ودراسة لعادات سكان الإقليم وتقاليدهم، وملابسهم ومواد الزينة التي كانوا يقتنونها، ثم نتحدث عن الحياة الثقافية واللغة والكتابة عند سكان المنطقة في تلك الحقبة التاريخية، ونتحدث في الفقرة الأخيرة من هذا الفصل عن الحياة الدينية في الإقليم، حيث نوضح أهم المعبودات التي عرفها سكان الإقليم، والطقوس والشعائر الدينية المصاحبة لتلك المعبودات، كما سيتم الحديث عن العمارة الدينية وتنوعاتها في الإقليم، محاولاً قدر الإمكان إيضاح العديد من المسائل، وخاصة المتعلقة بانتشار الثقافة الرومانية واللغة اللاتينية في المنطقة.
ويعتبر الفصل الخامس والأخير هو نتاج هذه الدراسة، بحيث تناولت فيه نتائج عمليات الاستقرار التي حدثت في منطقة الحصون، وأثرها على المدن الساحلية في العديد من جوانب الحياة العامة:الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والسياسية، وقد حاولت في هذا الفصل تدعيم تلك الملاحظات بوجهة نظري الخاصة حيال الموضوع.
وقد كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية في إقليم المدن الطرابلسية خلال القرن الرابع الميلادي، من أهم أسباب تدهور حضارة الحصون واندثارها، حيث أدى تعاقب تلك الأحداث إلى هجر سكان المناطق الداخلية مزارعهم باحثين عن مناطق أفضل للعيش، ومع تلك الظروف استطاعت منطقة الحصون ان تحافظ على مقومات حضارتها إلى حوالي القرن السادس الميلادي.
وأخيرا أرجو ان تكون دراستي هذه قد ألقت الضوء على جزء من تاريخ ليبيا القديم، في منطقة إقليم المدن الطرابلسية، فيما بين القرنين الثاني والخامس الميلادي، وان تكون هذه الدراسة بداية لدراسات أُخرى اشمل وادق.