Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية استخدام خرائط العقل فى تنمية التحصيل المعرفى وبعض مهارات الذكاء الوجدانى لدى الطلاب الدارسين لمادة علم النفس فى المرحلة الثانوية /
المؤلف
عطية، نشوة محمد عبد المجيد فرج
هيئة الاعداد
باحث / نشوة محمد عبد المجيد فرج عطيه
مشرف / سعاد محمد فتحى محمود
مشرف / علية صادق عبد المنعم
مناقش / علية صادق عبد المنعم
الموضوع
المناهج وطرق التدريس.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
425ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - مناهج وطرق تدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

نعيش اليوم فى عصر يتصف بالتغي ا رت السريعة وت ا زيد التقدم الحضارى
والتكنولوجى وما ا رفقه من سيادة للقيم المادية، وضعف المها ا رت الأساسية للتعامل
مع تحديات الحياة، وانتشار الأمية الوجدانية, كما ازدادت نسبة العنف والن ا زعات فى
المدارس بين الطلبة أنفسهم من ناحية، وبين المعلمين والطلاب من ناحية أخرى.
ولذا فنحن فى أمس الحاجة إلى التعليم الوجدانى منذ الم ا رحل الأولى للنمو, لأن
الإهمال فى هذا النوع من التعليم يؤدى إلى خلق جيل يعانى من القلق والتشتت,
واللامبالاة, والعدوانية, وتعاطى المخد ا رت، والانسحاب من المواقف الحياتية, هذا كله
يمثل فاقداً فى الكادر البشرى بوصفه ثروة الأمم ومصدر قوتها وتقدمها.
و تؤدى المها ا رت الوجدانية دو ا رً أساسياً فى تكوين شخصية الطلاب وخاصة
المرحلة الثانوية وٕاعدادهم للحياة العملية، كما أنها تسهم فى تكوين وترسيخ القيم
السلوكية التى تساعدهم على تحقيق التوافق مع التغي ا رت التى تط أ ر على العالم
المتغير الذى يعيشونه ليتم تحقيق النمو الشامل لديهم.
و تُعتبر مرحلة التعليم الثانوى من أهم وأدق الم ا رحل التى يمر بها الإنسان فى
حياته حيث تقابل مرحلة الم ا رهقة، و يتحول خلالها الفرد من طفل إلى ناضج ثم إلى
بالغ، فيحدث فى هذه الفترة الكثير من التغي ا رت للم ا رهق فى جميع جوانب شخصيته
سواء تغي ا رت جسمية أو انفعالية أو اجتماعية، ونتيجة لذلك يواجه الم ا رهق الكثير من
المشكلات والص ا رعات الشخصية والاجتماعية، مما يؤدى به إلى سوء التوافق النفسى
والاجتماعى.
و تُعد مادة علم النفس إحدى المواد الإنسانية التى يتم تدريسها فى المرحلة الثانوية,
والتى تأتى فى مقدمة المواد القادرة على تحقيق أهداف المدرسة الثانوية العامة و تُؤدى
دو ا رً مهم اً فى الحياة المعاصرة، لوفرة ما فيها من نظريات واتجاهات ومها ا رت تتصل
بهذه الأهداف، كما أن الثقافة النفسية هى جزء مهم من الثقافة التى تشكل ثقافة الطالب
كمواطن، فهدف التعليم بم ا رحله المختلفة الإسهام فى تربية المواطن الصالح وٕاعداده
(4 ، للحياة الاجتماعية على النحو الذى يفيد نفسه ومجتمعه. ( محمد سعيد زيدان، 2001
وتهدف د ا رسة مادة علم النفس فى المرحلة الثانوية إلى إكساب الطالب المعرفة
العلمية بدوافع السلوك التى تُساعده على فهم سلوكياته, و معرفة ميوله وقد ا رته
3
واستعداداته ليتم توجيهه نحو التخصص أو المهنة المناسبة له، فمن عرف نفسه كان
أقدر على إصلاحها، وأحسن توجيه دوافعها وسلوكياتها، كما تساعد على إكساب
الطالب العديد من المها ا رت العقلية والانفعالية والسلوكية التى تساعده على تعديل
سلوكه, وتقبل ذاته وتكوين علاقات شخصية واجتماعية سوية.
(356, (و ا زرة التربية والتعليم, 2001
وعلى الرغم من أهمية تدريس مادة علم النفس فى حياة طلاب المرحلة الثانوية،
وارتباط موضوعاتها بواقعهم ومشكلاتهم الشخصية والاجتماعية، إلا أن واقع تدريس
مادة علم النفس لا يحقق الأهداف المتوخاة منه، فطريقة الإلقاء ما ا زلت هى الطريقة
السائدة فى تدريس المادة والمنصبة على الحفظ والتلقين دون مشاركة المتعلم فى عملية
التعلم ومعرفته لكيفية معالجتها وتنظيمها فى البنية المعرفية لديه، كما أن الطريقة
التقليدية تعتمد على الجانب الأيسر فقط من المخ وتُهمل مهام وأنشطة الجانب الأيمن,
والتى لا تقل أهميةً عن مهام الجانب الأيسر، وهناك العديد من الد ا رسات التى أكدت
على قصور الطريقة السائدة فى تحقيق أهداف مادة علم النفس مثل د ا رسة كل من
(ابتسام فارس، 2003 ؛ عبير شفيق، 2003 ؛ ملكة حسين صابر، 2003 , سعدية
شكرى، 2006 ؛ ماجدة منير، 2008 , ياسمين عبد العزيز، 2009 ), والتى نادت جميعُ ها
بضر ورة الخروج من هذا الواقع، و اعٕادة النظر فى المناهج الد ا رسية، و ضرورة استخدام
است ا رتيجيات وطرق تدريس جديدة وتقنيات حديثة، تُساعد فى تحقيق الأهداف المرجوة
من مادة علم النفس، وتركز على الدور الإيجابى للمتعلم، مما يسهم فى رفع مستوى
التحصيل المعرفى لديه، و تُحقق تعلم اً ذا معنى بالنسبة له.
ونظ ا رً لأن مادة علم النفس مليئة بالمفاهيم المجردة التى يحفظها الطلاب دون فَهم
و ادٕ ا رك, لذلك هى تحتاج لاست ا رتيجيات وطرق تدريس حديثة تساعد على تحقيق أهداف
مادة علم النفس، و تُركز على الدور الإيجابى للطالب، مما دفع الباحثة إلى محاولة
تجريب طريقة تدريس حديثة وهى خ ا رئط العقل علها تساعد على رفع مستوى تحصيل
الطلاب وتحسين أدائهم، وتحسين اتجاهاتهم نحو المادة، والتقليل من جوانب القصور
فى تدريس مادة علم النفس، وخ ا رئط العقل هى طريقة اقترح تطبيقها العديد من الباحثين
فى مجال است ا رتيجيات وطرق التدريس الحديثة وترتبط بأحدث النتائج حول أبحاث المخ
والذاكرة، وتوظف نصفى المخ معاً أثناء عملية التعلم مما يجعل المخ فى قمة عطائه
كما أنها تقوى الذاكرة البصرية.
وتعتبر خ ا رئط العقل هى إحدى الطرق الحديثة التى ط ورت على يد العالم
عام( 1974 م ), وهى من أحدث الطرق Tony Buzan ” البريطانى ”تونى بو ا زن
المبتكرة فى المجال التربوى، حيث تقوم على مبدئين أساسيين وهما الربط الذهنى
(20 , والتخيل . (تونى بو ا زن, 2008
4
ولقد صُ مم ت هذ ه الطريق ة ف ى ضوء كي ف يعم ل العقل البشرى عندما يستقبل
المعلومات, فالعقل يستقبل المعلومات ويضُمها إلى ما لديه من معلومات سابقة فى
قوائم معقدة, ويربط بينها وبين غيرها من معلومات شبيهة فى خطوط معقدة أيضاً تبدو
وكأنها شبكات على خلايا المخ, حيثُ تتمركز المفاهيم فى الوصلات التى تربط بين
(35 , الخطوط وبعضها البعض مكونة شبكات غاية فى التعقيد.(تغريد عم ا رن , 2000
وتعتمد خ ا رئط العقل على نفس الطريقة المتسلسلة للخلايا العصبية الموجودة فى
المخ، فالخلية العصبية لها نقطة مركزية وأذرع متفرعة منها ومن كل ذ ا رع تتفرع أذرع
أصغر وأدق، وأن فهمنا للخلية العصبية يجعلنا نفهم طبيعة عمل الدماغ كما أن شكل
(303 ، خلايا المخ مثله مثل شكل خريطة العقل. (صلاح الدين عرفه، 2006
وتوظف خ ا رئط العقل نصفى المخ معاً حيث أنها تعتمد على الكلمات والرموز والأرقام
التى هى من مهام النصف الأيسر من المخ، وكذلك تستخدم الألوان والتخيل والصور
والأبعاد والتى تختص بالنصف الأيمن من المخ، ولذلك فهى تعتمد على الذاكرة اللفظية
( Ertug, والذاكرة البصرية معاً. ( 2009,54
103 ) بأنها: تقنية رسومية قوية تزود , و يعرفها كلا من (تونى وبارى بو ا زن, 2010
الف رد بمفاتيح تُساعده على استخدام جانبى المخ معاً حيث تعتمد على (الكلمات,
الصور, الأعداد, المنطق, الألوان, والإيقاع) , وهى أسلوب قوى يعطى الفرد الحرية
المطلقة فى استخدام طاقات عقله.
وهى است ا رتيجية تعليمية فعالة تقوم بربط المعلومات المقروءة فى الكتب والمذك ا رت
بواسطة رُسومات وكلمات على شكل خريطة, فتتحول الفكرة المقروءة إلى خريطة تحوى
أشكالًا مختصرة ممزوجة بالألوان والأشكال فى ورقة واحدة, حيث تُعطى المتعلم مساحة
واسعة من التفكير, وتمنحهُ فرصة م ا رجعة معلوماته السابقة عن الموضوع, وترسيخ
(13, البيانات والمعلومات الجديدة فى مناطق المعرفة الذهنية.(محمد عبد الغنى, 2007
76 ) باستخدام خ ا رئط العقل فى العملية ، و لذلك ينصح (تونى بو ا زن، 2008
التعليمية لما لها من خصائص فريدة فى التعليم والتعلم، حيث توضح للمتعلمين الشبكة
الت ا ربطية للعلاقات المتداخلة بين عناصر الموضوع الم ا رد عرضه من جوانب شتى،
كما تُساعد فى تحسين عمليتى التعليم والتعلم فى مختلف الم ا رحل الد ا رسية، ومن
خلالها يتضح البناء المعرفى والمهارى لدى المتعلم فى فهم وتفسير المنظومة التركيبة
للموضوع.
ويتضح من العرض السابق لتع ريف خ ا رئط العقل أنها طريقة تُساعد فى ترتيب
وتنظيم المعرفة فى شكل تخطيطى، مستخدمةً الألوان والصور والتخيل والرموز
5
والكلمات، أى أنها تُحفز نصفى المخ للعمل مع اً، مما يساعد على تقوية كل من الذاكرة
اللفظية والذاكرة البصرية لدى الطلاب، كما أنها قد تُستخدم بشكل فردى وقد يقوم بها
مجموعة من الطلاب معاً، وبالتالى تُوفر فرصة الاستفادة من خب ا رت وأفكار الأخرين .
وهناك العديد من الد ا رسات السابقة التى أكدت على فاعلية خ ا رئط العقل فى
التعليم والتعلم فى مجالات مختلفة وم ن هذ ه الد ا رسا ت د ا رس ة كلٍ م ن أمينة
ا رغب، 2011 التى أثبتت فاعليتها فى تنمية بعض مها ا رت التفكير لدى بعض
الأطفال؛ ود ا رسة رشا حسن صالح، 2009 والتى أثبتت فاعلية الخ ا رئط الذهنية على
التحصيل الد ا رسى فى مادة الأحياء لدى طالبات المرحلة الثانوية ؛ و د ا رسة
التى أثبتت مدى تأثير استخدام الخريطة الذهنية Goodnough,Woods,R,2002
كأداه تربوية وتعليمية على إد ا رك كلاً من التلاميذ والمعلمين فى مادة العلوم، ود ا رسة
محمد عيد حسن، 2003 التى أثبتت فاعلية استخدام خريطة العقل فى علاج صعوبات
Reima AL تعلم البرهان الهندسى عند تلاميذ المرحلة الإعدادية؛ ود ا رسة
والتى توصلت إلى التحقق من الآثار الإيجابية لاستخدام ب ا رمج الخريطة Jarf,2009
العقلية على تحسين مها ا رت الكتابة لدى الطلاب المبتدئين فى مادة اللغة الإنجليزية؛
التى توصلت نتائجها إلى فاعلية خ ا رئط العقل فى تنمية Polson,k., و د ا رسة 2004
مها ا رت التفكير العليا لدى التلاميذ، وكان إد ا رك التلاميذ للخريطة العقلية أنها طريقة
وممتعة ومشجعة على التعلم.
و يؤُدى الذكاء الوجدانى دو ا رً مهم اً فى التحصيل الد ا رسى والنجاح فى العمل, وفى
السعادة الزوجية والصحية معاً, فيهتم بفهم الفرد لذاته وللآخرين, وبعلاقاته الاجتماعية
وت وافقه مع الظروف المحيطة، فالانفعالات تُؤثر فى مسار حياة الفرد, وقد تعوق تفكيره
وتُؤثر فى قد ا رته المهنية، وهو شرط لتحقيق وتطوير قد ا رتنا العقلية المتنوعة, لذا نحتاج
للتعرف على انفعالاتنا ودوافعنا وحاجاتنا الداخلية (الوصف المناسب, والتسمية
الملائمة), مما يُفيدنا فى تحقيق أهدافنا الحياتية بما يتناسب مع حاجات ومشاعر
(20 ، الآخرين. (دانييل جولمان, 2011
وأشار ”جولمان” ( 1995 ) إلى أن البيئة الد ا رسية الآن لا توفر الأمن الانفعالى
للطالب، مما يجعله يشعر بالقلق والغضب والإحباط والتوتر فى علاقاته بالآخرين، مما
ينعكس على تركيزه فى المواقف التعليمية فيقل تحصيله، وهذا من شأنه أن يؤدى إلى
شعوره بالنقص، وفقدان الثقة بقد ا رته، ويؤثر بالتالى فى توافقه النفسى والاجتماعى،
(144 ، ومفهومه عن ذاته الأكاديمية. (سهاد المللى، 2011
وهناك العديد من الد ا رسات السابقة التى أكدت على أهمية مها ا رت الذكاء
الوجدانى فى العملية التعليمية ومن هذه الد ا رسات: ( د ا رسة عصام محمد، كمال
أحمد، 2002 التى أشارت نتائجها إلى وجود علاقة ارتباطية بين الذكاء الانفعالى
6
وأساليب التعلم وبعض أبعاد الشخصية لدى طلاب كلية التربية النوعية؛ و د ا رسة عبد
العال عجوة 2002 التى أكدت نتائجها على وجود علاقة بين الذكاء الانفعالى وكل من
الذكاء المعرفى والعمر والتحصيل الد ا رسى والتوافق النفسى لدى طلاب الجامعة؛
التى توصلت إلى وجود علاقة بين الذكاء الوجدانى وبين كل Fannin, و د ا رسة 2001
التى Abi Samra,Nada, من الذكاء التحليلى والإنجاز الأكاديمى، و د ا رسة 2000
أثبتت وجود علاقة بين الذكاء الوجدانى وبين التحصيل الد ا رسى لدى تلاميذ الصف
الحادى عشر؛ و د ا رسة منى سعيد، 2002 التى أسفرت نتائجها عن وجود علاقة بين
الذكاء الوجدانى وعلاقته بالذكاء العام والمها ا رت الاجتماعية وسمات الشخصية؛ و د ا رسة
ا رئدة محمود، 2009 التى توصلت إلى وجود علاقة ارتباطية بين الذكاء الوجدانى
والإنجاز الأكاديمى ومها ا رت التأقلم والالت ا زم الدينى لدى طلاب المرحلة الثانوية)، وقد
أوصت هذه الد ا رسات جميعها بضرورة تضمين مها ا رت الذكاء الوجدانى داخل المناهج
نظ ا رً لأن غيابها قد يكون سبباً فى العجز عن الاستفادة من القد ا رت المعرفية إلى الحد
الأقصى، وبدونها لا يستطيع المتعلم تحقيق الانسجام التوافق النفسى والاجتماعى مع
تحديات هذا العصر، فضلا عن وقوعه فريسة للضغوط النفسية والإحباطات، ومن هنا
نبعت فكرة البحث الحالى والتى تهدف إلى استخدام خ ا رئط العقل لدى طالبات الصف
الثالث الثانوى، كلغة بصرية فى تقديم المعلومات والمفاهيم والحقائق بشكل تخطيطى
يُساعد على إث ارة تفكيرهن، وجذب انتباههن واستيعاهن للمعلومات، والكشف عن
فاعليتها فى تنمية التحصيل المعرفى وبعض مها ا رت الذكاء الوجدانى.