Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر النوادر العربية في كتاب الأيكة الإسبانية
لملتشور دي سانتا كروث/
الناشر
همام عبد اللطيف عبد الحليم ،
المؤلف
عبد الحليم، همام عبد اللطيف.
هيئة الاعداد
مشرف / عبد المُعطي صالح عبد المُعطي
مشرف / الطاهر أحمد مكي
مناقش / عبد المُعطي صالح عبد المُعطي
مناقش / الطاهر أحمد مكي
الموضوع
الخطابة العربية
تاريخ النشر
القاهرة .
عدد الصفحات
193ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 193

from 193

المستخلص

فإن هذه الدراسة من مجال خصب للدرس الأدبي وهو مجال الأدب المقارن التطبيقي، وقد شهد عالمنا العربي والإسلامي كثير من الدراسات في هذا المجال، وقد سعت هذه الدراسة إلى نفض غبار الدونية عن الحضارة العربية والإسلامية بإعادة النظر في ماضيها الأدبي والحضاري، وإظهار أثرها على غيرها من الحضارات الأخرى خاصة الأوربية، وذلك بعد أن كثرت الدراسات المقارنة إبان عهد النهضة الحديثة التي كانت تدرس الأثر الحضاري الأوربي في المنجز العربي الحديث، ودخول العديد من الأشكال الأدبية إلى الأدب العربي كالمسرح والرواية والقصة القصيرة، وكان الشطط في هذا التناول يظهرنا دائما على أننا أصحاب الحضارة الأضعف والأدني مرتبة والأقل تقدما على أقل تقدير.
نعم إننا لا نساويهم الآن في لحظتنا هذه، ولكن هذا الواقع ليس قدرنا، فمنذ بضعة قرون كنا المنار الهادي في كل المجالات، وكانت العربية هي لغة الحضارة في العالم.
وحقل الأدب المقارن حقل مترامي الأطراف، يحتاج إلى عزائم قوية خاصة إذا كانت الدراسة على مبادئ وأصول المدرسة الفرنسية في الأدب المقارن التي تولي جل اهتمامها لمسألة التأثير والتأثر، فوظيفة الدارس فيها أقرب ما تكون إلى عمل ”المحقق البوليسي” الذي يضع أمامه الأعمال موضع الدرس، ويدرسها جيدا في ذاتها ويدرس الظروف التاريخية التي أحاطت بها، ثم يتقصى عن كيفية الانتقال من العمل الأقدم إلى الأحدث، ولكن متعة الوصول إلى الحقيقة لا يفضلها شيء وتهون من عناء البحث.
وقد خلصت الرسالة إلى بعض النتائج نبرز أهمها في النقاط التالية:
- كان أثر الأدب العربي على نظيرة الغربي كبيرا جدا لا سيما الأدب الإسباني، وقد ظهر هذا الأثر في نوادر وحكايات كتاب الأيكة الإسبانية للكاتب الإسباني ملتشور دي سانتا كروث، دون أن نتهم الكاتب بالسرقة، أو عدم الأصالة.
- لعبت الترجمة الدور الأبرز في نقل هذه الحمولات الثقافية إلى الفكر الغربي، دون إغفال لدور الموريسكيين في عملية الانتقال هذه.
- يعد كتاب الأيكة الإسبانية كتابا فئويا بمعنى أن تقسيمه الداخلي جاء بناء على الشخصية التي تدور الحكاية أو النادرة حولها. كما راعى المؤلف قد أن يكون الترتيب طبقيا تبعا لتقسيم الطبقات فجاء في المستوى الأول رجال الدين ثم في المستوى التالي الملوك وحاشيتهم إلى أن يصل إلى ذوي العاهات، ولعل هذا يوضح لنا ظروف هذا العصر حيث إنه شهد سيطرة رجال الدين في إسبانيا في فترة ما بعد حروب الاسترداد.
- نصوص هذا الكتاب ونصوص الحكايات والنوادر العربية تنطق بألوان من التشابه والتقابل الذي يبلغ حد التطابق أحيانا، لا يمكن أن تأتي صدفة أو عفوا، وهذه الظاهرة بنفسها تلقي ضوءا وتقدم ردا على السؤال الذي يلقي به منكرو عملية التأثير، ولكن وثائقه ضاعت في غياهب التاريخ، إن ملتشور دي سانتا كروث قد استفاد من الحكايات والنوادر العربية عن طريق الروايات الشفهية أو المكتوبة التي نجهلها الآن دون الحاجة إلى أن يعرف اللغة العربية.
- تكتسب الشخصية داخل نصوص كتاب الأيكة الإسبانية أهمية مضاعفة لكون الشخصية هي المعيار الرئيس المؤسس للبنية التأليفية للكتاب أو بالأحرى للخطة التنفيذية التي اعتمدها الكاتب في أثناء هيكلته الحكايات الموزعة على مساحة الكتاب.
- تشكل الممارسات الحجاجية التي تلجأ إليها الشخصيات الرئيسة في الحكايات إحدى ثوابت البنية التأليفية للنصوص، ومن ثم يشكل الحجاج بالتبعية أحد العناصر الرئيسة التي تتآزر مع غيرها من العناصر في سبيل تكوين بنية الشخصية في الحكايات بنسختيها الإسبانية والعربية.
- يشكل استخدام القياس المنطقي في صورته الناقصة والمقلوبة أحد أبرز الأدوات الحجاجية التي تفيد منها الشخصية في تأكيد وجهة نظرها.
- يشكل الحجاج المركب أحد الطرائق الحجاجية البارزة في النصوص.
- يجاوز الحجاج في بعض الأحيان ثنائية المرسل والمتلقي لصالح الطبيعة الفردية المهيمنة للذات صاحبة الخطاب، محتفظًا بغايته الإقناعية التي يتبدل فاعلها المستهدف من الخارج إلى الداخل، بمعنى أن يتحول الخطاب الحجاجي من كونه خطابًا يسعى لاستقطاب المتلقي – متلقي الخطاب- إلى خطاب يسعى لتحقيق الإشباع النفسي للشخصية وترسيخ رؤيتها الخاصة أمام ذاتها بما يجعلنا بإزاء خطاب يسعى للتبرير أكثر من سعيه للإقناع.
- يمثل الاستقراء الحاضر بحضور المثل إحدى الطرائق المنطقية التي تتوسل بها الشخصية لدعم موقفها أمام الآخر وذاتها ومن قبلهما أمام المتلقي المستهدف من الممارسة الإقناعية كلها.
- يشكل فعل الاحتيال الذي تقوم به الشخصية أحد أبرز العناصر المؤسسة لبنية الشخصية، التي تظهرها النصوص قادرة على توظيف إمكاناتها الذهنية العالية على نحو يحقق لها غاياتها المشروعة وغير المشروعة.
- تقدم النصوص برهانًا على وعي سارد الأخبار بحدود العلاقة بين السخرية والفكاهة، هذا الوعي الذي يتم ترجمته على المستوى النصي عندما نلفي شخصية البطل تنسج خيوط الفكاهة في جسد النص بالاتكاء على عنصر السخرية.
- إن الفاعلية الوظيفية للفكاهة تظل مرتبطة في هذا النص وغيره بما يمكن أن نطلق عليه ”التفكه السادي” المؤسس على الشعور بمتعة وضع الآخر في أزمة والاستمتاع بمحنته.
- تكشف النصوص عن وعي السارد الكامل بطبيعة العلاقة شبه التلازمية بين الحيلة والفكاهة حيث تتماس الفكاهة مع الحيلة في كثير من الأحيان حيث ”ترتبط الفكاهة بشكل شائع بالحيلة” ، بما يجعل تحقيق بُعد الاحتيال قيمه الوظيفية الكاملة مرتبطًا بحضور عنصر الفكاهة.
- تؤدي الطرفة في بعض الأحيان دورين، مباشر وغير مباشر؛ المباشر هو تأطير الحكاية بالجو الفكاهي المُغازل للمُتطلبات الجمالية التي يفرضها توجيه الخطاب السردي إلى متلق يشكّل المستوى الفكاهي الجمالي أحد أهم مستويات خلفيته الثقافية، أما الدور غير المباشر فيتمثّل في تذرع الطرفة بالطابع النفعي المخادع كأحد مظاهر الحيلة.
- نلاحظ بداية أن المكان المطروح عبر النصوص موضع الدراسة يتسم بالشح المعلوماتي على مستوى الوصف وهو ما يعزو إلى الطبيعة الخاصة للنصوص على مستويي المساحة النصية المحدودة والتطور الدرامي المتسارع، غير أن هذا الفقر الوصفي لا يقابله فقر دلالي، فالعديد من النصوص لا تتفعل قيمها الدلالي سوي بالاتفات إلى عنصر المكان مهما بدا حضوره ضعيفًا أو غير جلي.
- تبدو فاعلية الفضاء المكاني داخل النص السردي متحققةً من خلال قدرته على على تغير المنحنى الدرامي للنص وتوجيهه صوب الدلالة المتغياة، بإحداث قدر من المفارقة في أحد أهم المقتضيات السردية ونقصد به عنصر الشخصية الحكائية.
- يؤدي المكان دورًا في المحافظة على انسجام النص وتناغمه من خلال بعدين أولهما شعري وثانيهما واقعي. يتمثل البعد الشعري في قدرة المكان على استثارة الحس التأويلي لدى المتلقي أما البعد الثاني فيتمثل في تفعيل البعد الواقعي وهو الدور المباشر والمهم الذي يؤديه الفضاء المكاني.
- تطرح نصوص الكتاب نفسها بوصفها نصوصًا لا تعنى – في معظم الأحيان – بتحقيق مُفارقات زمنية ذات قيم تأثيرية؛ بما يعني أنها نصوص تعتمد مبدأ التوازن المثالي بين زمن الحكاية براوفده المرجعية الافتراضية والتنظيم الذي أظهر هذا الزمن داخل الخطاب السردي.
- لم تهتم نصوص أخبار الطفيليين بأحداث أي نوع من أنواع التكرار لحادثة ما، سواء أكان هذا على مستوى الحكاية أم الخطاب، فلم ترصد الدراسةُ حدوث انحرافات زمنية على مستوى بُعد التواتر.
وأخيرًا فإن الدراسة لا تدعي اكتمال رؤيتها التحليلية فيما يخص نصوص كتاب ”الأيكة الإسبانية”؛ فهذه النصوص تحتاج إلى المزيد من الجهود الأكاديمية لاكتشاف مستوياتها المتعددة في ضوء مقارنتها بالنصوص العربية الأصيلة.
وبعد فإن هذه الدراسة لا تزعم أنها أتت بالقول الفصل فما زال الطريق واسعا يتسع لدراسات أخرى ومقارنات أخرى.