الفهرس 
العنوانيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 253 |  |  |
| | | from | 253 | | |
المستخلص
لقد سيطر الشعر على المشهدين الإبداعى والنقدى، بوصفه ديوان العرب، وسجل بطولاتهم ومثالبهم، ويبدو واضحاً من خلال اهتمام النقاد القدامى بالشعر، حتى عصر النهضة، عندما تجدد الموروث النقدى العربى، لم يجدوا إلا ما يتصل بالشعر، والذين اهتموا بنقد الراوية، وجدوا أنفسهم أمام الفروع الاخرى من الأدبيات، وهذا ما يؤكد لنا أن العناية بالسرد لم تكن حاضرة كما حضرت فى النقد الشعرى، وهذا الكلام تحدث عنه كثير من النقاد، وأكدا أن للعرب ديوانين، أولهما الشعر، وثانيهما السرد، فهو موجود فى التراث العربى، سواء كان على شكل حكايات، أو أخبار أو قصص، أو مقامات، أو مناقب، والشاعر لا يمكن بحال من الاحوال أن يكون مبدعاً، إذا لم يبنى أساسياته الثقافية على تلك الأخبار والقصص وعلم الأنساب، باعتبارها جوانب مهمة من التراث العربى، والباحث فى الدواوين الشعرية، قديمها وحديثها يلحظ حضور السرد فيها، الذى يتمثل فى ثقافة الشعر والرواية وبتوظيفها يضفي جمالية، واشكالاً متعددة، مما يؤكد لنا أن التراث السردى ثري جداً، ومادة غنية لمن يريد البحث فيه ويستجلي غوامضه.
من هذا المنطلق، جاءت فكرة البحث فى البنية السردية فى الشعر العربى الحديث، فقد وجد الباحث الدراسة فى مثل هذه المواضيع قليلة إذا ما قورنت بغيرها من الدراسات، فأراد أن يزيح الستار عن بعض تلك الجوانب، حيث تعالج هذه الدراسة موضوع السرد داخل القصيدة العربية الحديث، ودراسة المكونات السردية فيها، من خلال دراسة الوصف والحوار، وتقنية الزمان والمكان ودراسة الشخصية الواقعية، والشخصية الأسطورية كما يتعرض البحث من خلال الدراسة إلى الآليات الفنية، فيتحدث عن اللغة المستعملة فى البناء السردي، وايضاً يعرج على الصورة والإيقاع، ثم يدرس الوحدة العضوية عبر آلية الوصف والحوار وعبر آلية الزمان والمكان وعبر آلية الشخصية.