Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قراءة أبى عبد الرحمن السلمى :
الناشر
حسين خميس محمود شحاتة،
المؤلف
شحاتة ،حسين خميس محمود
الموضوع
نشاءة القرآت القرانية
تاريخ النشر
2009 .
عدد الصفحات
520ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 531

from 531

المستخلص

تُعَدُّ القراءاتُ القرآنيةُ مصدرًا أصيلاً من مصادر دراسة العربية الفصحى، التي تَمَثَّلَ بها القرآنُ العظيمُ فجاء بأعلى درجاتِ الفصاحة والبلاغةِ والبيانِ، وكيف لا ؟ ! وهو كتابٌ أُحكمت آياته، فصيحٌ أخرسَ لفصاحته فرسانَ البلاغة وقادةَ الخطابةِ وساداتِ القوافي وملوكَ البيان. وسيظل القرآنُ العظيمُ وقراءاتُه الفيَّاضةُ دُعامةَ العلومِ اللغويةِ ونبراسَها الدُّريّ ، ومعينَها الزاخرَ، ومنْ ثمَّ تكونُ القراءاتُ القرآنية ٌحجةً نحويةً ومصدراً موثقاً يُعوَّلُ عليه فى دراسة لغتنا العربية السامقة سواء أكانت هذه القراءة سبعيةً أم عشريةً أم شاذةً.
فهذه القراءات – على تباين رواياتها – مرآةٌ صادقةٌ، وتصويرٌ نابضٌ لما كان يدور على لسان العرب الفصحاء،فهي بمثابة مرآة ٍصادقةٍ تعكس الواقع اللغوي الذي كان سائدًا في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، كما أنَّها آصل المصادر جميعًا في معرفة اللهجات العربية. وما القراءات الشاذة إلا صورة حية ناطقة بالعديد من لغات هؤلاء القوم ولهجاتهم، وهي لم توصف بالشذوذ لجَرحٍ في رواتها ، أو لخروجها عن قواعد العربية الخالدة، وإنما وصفت به؛ لأنها لم تحظ بالشهرة والاستفاضة مثل ما حظيت به القراءات المتواترة إضافةً إلى مخالفة رسم المصحف العُثماني، وهذا يدل دلالةً ناصعةً على أنَّ القراءة المنفردة المنقولة عن صحابيٍّ أو تابعيٍّ ليست شاذة لغويًّا ، ومن ثمَّ فهي حجةٌ في اللغة، ومصدرٌ أصيلٌ من مصادر الاحتجاج ، لأنَّها في أقلِّ الأحوال تُعزى إلى الرعيل الأول من الصحابة وقُرَّاء التابعين، وهؤلاء جميعاً ينتمون إلى قبائل يُحْتَجُّ بكلامها .وقد أشار ابن الجزري إلى أنَّه لايُعَوَّلُ على القراءة الصحيحة وحدها في معرفة اللهجات العربية، بل يُعْتمدُ-أيَضًا- في ذلك على القراءات الشاذة،إذ إنَّ العبرةَ في اختلاف القراءات إنما كان لاختلاف اللهجات ،وهذه القراءة الصحيحة ليست كُلَّ القراءات التي كان يقرأ بها المسلمون الأولون ، لكنَّها اشتهرت على رأس الثلاثمائة ،حيث سبَّع ابن مجاهد القراءات السبعة ،وشذَّذَ ما عداها، وعليه فإن القراءات القرآنية شاذَّها ومتواتِرَها يُعتمدُ عليها في معرفة اللهجات العربية.
ومن هنا فقد اتَّجهت الدراسةُ إلى تسليط الأضواء على إحدى هذه القراءات الشاذة، وهي قراءة أبي عبد الرحمن السُّلَمِي. واسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة، وُلِدَ في حياة النبي- صلى الله عليه وسلم-، وأخذ القراءة عرضاً عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي
طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت ...وغيرهم، وقد لُقب أبو عبد الرحمن السَّلمي بمقرئ الكوفة حتى قال عنه ابن مجاهد” أول من أقرأ الناس بالكوفة بالقراءة المجمع عليها أبو عبد الرحمن السُّلمي”
ومِنْ ثمَّ فقد جذبني إلى عملِ دراسةٍ على هذه القراءة الشاذة عدَّةُ دوافع منها:-
- شغفي الشديد بالقرآن الكريم والدراسات التي تقوم عليه، ولا غرو من يَعشْ مع القرآن العظيم باحِثًا ومُنقِبًا، فَعَمَلُهُ جِدُّ شريف، وكفى بالقرآن وقراءته أنيسًا وجليسًا.
- الحاجة الماسة إلى الربط بين القراءات القرآنية والدراسات اللغوية الحديثة؛ وذلك بغية استخراج الدُّرِ المكنونةِ التي حوتها القراءات القرآنية.
- أنَّ القارئ لم يكن مشهوراً ، وقراءته – أيضاً – من القراءات غير المشهورة، مع تنوع ما ورد فيها من قضايا لغوية متفرقة.
- أنَّ القارئ نشأ في قبيلة سليم إحدى قبائل الحجاز،ثمَّ انتقل إلى الكوفة-والتي تأثرت بلهجة تميم- في عهد عثمان .ومن ثمَّ فاختيارات السُّلميِّ قد جمع فيها بين خصائص البيئة الحجازية و خصائص البيئة التميمية، ممَّا جعل هذه القراءة تحوي العديد من الحروف التي تثير قضايا صوتية، وصرفية، ونحوية متنوعة، تثري البحث اللغوي ، وتظهر الخصائص اللغوية لهاتين اللهجتين.