![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لعل مسألة تقسيم الوجود أو الموجودات هي آخر ما ينتهي إليه البحث في مسألة الوجود, وإن لم يكن هذا التقسيم موضع اتفاق الجميع من فلاسفة ومتكلمين؛ فلقد ظهر الخلاف أولاً في تصور الوجود وتعريفه, فطرح السؤال التالي : هل يعرّف الوجود أم لا ؟ فقيل : لا يعرف ولا يحتاج إلى تعريف؛ لأن الشيء قد يعرّف إما بحده أو رسمه, والوجود لا حد له ولا رسم؛ لأنه بديهيُّ التصور . وقيل : يعرف, ومن قال بذلك عرفه بتعداد أقسامه, وأنه المنقسم إلى: مؤثرٍ ومتأثرٍ, وحادثٍ وقديمٍ , وغير ذلك . فلعله من خلال إدراك أقسام الوجود قد نحصل على تصور لتلك الموجودات . ولم يتفق الفلاسفة والمتكلمون على تقسيم واحد للوجود – لذلك عند النظر في كتب الفلسفة وعلم الكلام غالبًا ما نجد أننا بصدد تقسيمين للوجود: تقسيم الفلاسفة , وتقسيم علماء الكلام. ويختلف التقسيم الفلسفي للموجودات عنه في علم الكلام؛ ذلك أنَّ التقسيم الفلسفي ينتهي إلى قسمين هما : أولاً : الواجب لذاته , وهو الله سبحانه وتعالى الذي لا يحتاج في وجوده إلى غيره , أو إلى سبب مرجح, وهذا هو الله تعالى . ثانياً : الممكن لذاته , وهو ما يحتاج في وجوده إلى غيره, وهذا هو العالم أي كل ما سوى الله عز وجل . ولكل من هذين القسمين أحكامه الخاصة التي تميزه عن غيره, ويبدو هذا التقسيم واضحاً في كتب الفلاسفة واستعمالهم لهذين اللفظين (الواجب, والممكن) في حديثهم عن الله عز وجل, وعن العالم. الكلمات المفتاحية. قضية القدم الفلاسفةوالمتكلمين.الالهيات. |