الفهرس 
العنوانيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 204 |  |  |
| | | from | 204 | | |
المستخلص
يتعلق موضوع هذا البحث بالعلاقة بين الشعر والفلسفة في التفكير الفلسفي المعاصر، وذلك من خلال الفيلسوف الألماني نيتشه.
ويعد هذا الموضوع من المواضيع الصعبة إلى حد ما، وذلك لأنه يمثل من جهة مجالا بكرا في الدراسات الفلسفية، ومن جهة أخرى لأنه يتعرض لفيلسوف عُرف بالغموض والصعوبة.
لقد كان التعرض للبحث في موضوع العلاقة بين الشعر والفلسفة من جانب الباحثين في الحقل الفلسفي نادرا فقلما نجد بحثا متخصصا طرق هذا المجال وغالبا ما تم تناوله من بعيد بجانب موضوعات أخرى، بل لم نجد بحثا واحدا في أية لغة يناقش الموضوع مناقشة مباشرة، مما زاد من صعوبته.
وقد يكون لهؤلاء الباحثين بعض العذر، فمن منا لم يشك يوما في إمكانية التقارب بين الشعر والفلسفة وخاصة إذا كانت الفلسفة بحثا عقليا ينحو نحو الماهيات والأفكار المجردة. وكان الشعر كما يشاع عنه هو محض خيال وأوهام وأنه بالتالي يخلو من الفكر، ومن ثم فإن وجود علاقة تربط بين الشعر والفلسفة تكاد تكون مستحيلة من وجهة النظر هذه، ولو افترضنا وجود مثل هذه العلاقة، فما جدواها وما أهمية أن يتضمن الشعر فكرا فلسفيا وهل من الممكن أن تقدم الأفكار الفلسفية في إطار شعري؟
من هنا كانت أهمية هذا البحث الذي يخترق مجالا جديدا علاوة على أنه يخترق هذا المجال من خلال نيتشه وهو فيلسوف مثير للجدل.
وقد جاء اختياره لأنه يكاد يكون الوحيد من بين الفلاسفة المعاصرين الذي استطاع أن يجسد بطريقة عملية العلاقة بين الشعر والفلسفة، وذلك من خلال مؤلفاته العديدة التي استطاع أن يقدم فيها أفكارا فلسفية بأسلوب شعري.