الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 186 |  |  |
| | | from | 186 | | |
المستخلص
يحظى مفهوم الهوية باهتمام العديد من المفكرين فى مختلف الأزمنة التاريخية بدءا من (أرسطو) الذى أولى هذه المفهوم أهمية خاصة وحتى العصور الحديثة حيث أصبح يشغل موقعا محوريا بين شواغل مختلف المجالات السياسية خاصة مع تعدد الصراعات والمواجهات بين مختلف الهويات والتى عادة ماتنجم عنها مجموعة من الأزمات0 ومع تحول المواجهة بين ” الذات ” والآخر ” المتفوق إلى أشكال ومجالات أكثر تعقيدا من ذى قبل ، يفرض الظرف التاريخى الراهن على تلك الذات أن تبحث عن هويتها ، وأن تتمسك بما أوتيت من قوة وأن تعيد هيكلة نفسها بالبحث عن عوامل القوة والضعف فيها بغية أن تعيد نفسها وتتخذ موقفا حضاريا أكثر ندية ويتميز المجتمع الإنسانى فى كل زمان ومكان بأنه فى حالة حركة وتفاعل مستمر ، مما يؤدى إلى تطوره وتغيره ، وفى هذه الحالة من عدم الثبات للمجتمعات الإنسانية ترجع فى الأساس إلى عدة عوامل مشتركة ومتداخلة فبعضها داخلى والبعض الآخر خارجى ، فالعوامل الداخلية تتمثل فى التفاعل المستمر بين مؤسسات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية ، أما مجموعة العوامل الخارجية فتتمثل فى عمليا الاتصال بين المجتمع وغيره من المجتمعات مما يترتب عليه تأثير متبادل فى مختلف الميادين الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والعلمية0 ويلاحظ أن سرعة وتيرة التغير فى المجتمع مرتبطة بنتيجة التفاعل بين مجموعة العوامل الداخلية، ومجموعة العوامل الخارجية الوافدة وتتميز أيضا المجتمعات الإنسانية بأنها تمر فى عالم اليوم بزيادة سرعة التغيرات بشكل ملحوظ لم يسبق له مثيل فى تاريخ البشرية، فحجم التغير وكميته على درجة من العمق والشمول يصعب تصورها0