الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 170 |  |  |
| | | from | 170 | | |
المستخلص
اذا كان الانسان بقدر ما يدرك من ضرورة العمل واهميته يدرك كذلك ما يتهدد استمراره من مخاطر، مما يجعله فى قلق دائم من المستقبل المجهول ومن اهم مصادر هذا القلق ما يلوح دائما فى الافق من انطواء حوادث الطريق على هذا القدر من الخطورة، خاصة اذا ما اخذنا فى الاعتبار الى ان العمال يشكلون جانبا لا يستهان به من ضحايا الحوادث المؤلمة، التى باتت خطرا يتهدد كل عامل، حيث يقطع مضطرا الطريق من بيته الى عمله، والعكس ربما على الاقل مرتين فى اليوم الواحد ان لم يك اكثر، وذلك على مدار السنة، ولمدة سنوات طويلة، والمسافات البعيدة، والاخطار غير القليلة التى يتعرض لها العامل من مكان بيته الى عمله، تضيف بعدا جديدا مخيفا خاصة بعد ازدياد تطور المركبات الالية وهو ما ادى الى انتشارها وعدم القدرة على الحد من اثارها، وربما هذا ما دفع البعض الى القول بان التطور التكنولوجى قد انعكست اثاره على مظهر تحقق الاخطار وليس على وجودها.
والواقع ان اهمية هذا التطور بدات فى انعكاساته على الجوانب الاخلاقية، والانسانية فى علاقات العمل، بحيث اصبحت الهوة التى تفصل اجتماعيا واقتصاديا بين صاحب العمل والعاملين لديه اكثر عمقا من ذى قبل لذلك كان متعينا على المشرع ان يتدخل لكى يفرض نظام قانونيا يحقق الحماية فى مواجهة هذا النوع من اخطار اصابات العمل كما سيبين فى موضوع الدراسة، فالعمال عندما يتوجهون الى اماكن عملهم انما يكونوا محملين نفسيا بعبئ مهام هذا العمل، كما ان حرصهم على الوصول الى امكنة عملهم فى المواعيد المحددة لذلك، قد يؤدى الى صرف او الى تشتيت الزهن عن التركيز فى متابعة الطريق، مما يؤدى الى نوع من التعجل قد يفدى باى منهم الى حادثة قد تؤثر على مستقبله، كما ان العامل اثناء عودته من عمله غالبا ما يكون منهك القوى من اثر العمل الذى انفق فيه وقته وقدر كبير من جهده.
كل هذا يؤدى دون شك، الى صيرورة نسبة العمال ضحايا حوادث الطرق نسبة مرتفعة لذلك استقرت معظم ان لم تك كافة التشريعات فى عالمنا المعاصر، على مد يد العون، ومظلة الحماية التامينية الى هذا النوع من الاخطار اليومية التى تحدق بهم، بل استقرت هذه التشريعات على منح ذات الحماية فى شان حوادث العمل التى تقع اثنائه او بسببه للحماية من حوادث الطرق على النحو المتقدم، وذلك نظرا للصلة الوثيقة، والتى لا تنكر بين الطريق والعمل اذا ما اصيب العامل خلال رحلة ذهابه الى عمله او عودته منه اعتبرت اصابته وكانها اصابة عمل، ليستفيد هذا العامل من المزايا التى تمنحها له حماية اصابة العمل، وبذلك يصبح العامل محميا بنظام قانونى ياخذ اصطلاح حوادث العمل بمعناه الواسع حيث نوعين من الاصابات : اولها تقليديا متمثلا فى الحادث الذى يقع له اثناء تادية العمل او بسببه والذى يطلق عليه حادث العمل بالمعنى الضيق وثانيها حديثا نسبيا متمثلا فى الحادث الذى يقع له خلال قطعه لطريق الذهاب الى عمله وطريق العودة منه والذى يطلق عليه حادث الطريق او حادث العمل بالمعنى الواسع.