![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فما الذي يمكن أن نخلص إليه من نتائج بعد هذه التعاريج وهذا الوقوف عند شعراء مختارات البارودي ؟ أود أن ألفت النظر – ابتداء – إلى أن مختارات البارودي من أكبر منتخبات الشعر العربي عددَ أبياتٍ وطولَ زمنٍ. وأن البارودي أراد بها إنقاذ الشعر العربي من وهدة الضعف التي تردي فيها إبّان العصرين المملوكي و العثماني. وقد احتذى – إلى حد كبير – بأبي تمام في حماسته من حيث الأبواب الشعرية، وإذا كان البحث قد انتظم سبعة فصول، فقد كان الفصل الأول بعنوان أسس البارودي و معاييره في المختارات : و اشتمل على عدة مباحث منها : تعريف بعض القدماء و تعريف البارودي للشعر، ثم المعايير التي اعتمد عليها البارودي متناولاً إياها بالعرض والتطبيق، وبعد الانتهاء من هذا الفصل خلص الباحث إلى عدة نتائج من أهمها : -أن تعريف البارودي للشعر لم يختلف كثيرًا في مضمونه عن تعريف القدماء، و إنما شابه بعض الغموض؛ لأنه لجأ فيه إلى الزخرفة. كانت الفكرة عنده عن الشعر أنه تهذيب النفوس وتدريب الأفهام وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق. كل ذلك جعله لا ينظر في عمق المفهوم وركز على ظاهره . -أن البارودي لم يذكر ضمن مختاره في باب الهجاء أبيات هجاء من سقط الزند . -أن البارودي لم ينتخب القصيدة بحسب ترتيبها في الديوان، وربما أعاد ترتيب الأبيات التي اختارها خلاف ورودها بالديوان، وحسب ما يرى ذوقه ، وكان محقاً فى إعادة ترتيب كثير من الأبيات ، وربما كان البارودي – بإعادة الترتيب هذه – يرمي إلى التأكيد على فقدان القصيدة العربية للوحدة العضوية . = ما اختاره في وصف الطبيعة يؤكد حب البارودي للطبيعة فوصفها حين كان بسرنديب . = حكم معيار الأخلاق مع بشار فكان اختياره من شعره قليلاً . على الرغم من أن البارودي قد اعتمد على فكرة التسلسل الزمني في اختياره، إلا أنه لم يجعل الزمن حكمًا في اختياره للشعراء، فلم يحتفل بالمتقدم و يهمل المتأخر. مقتديًا في ذلك بالقدماء. ويأتي الفصل الثاني : فيتناول التجديد في الصورة عند شعراء القرن الثاني : ويضم الشعراء الخمسة الذين اختار لهم البارودي وهم : بشار و أبو نواس و العباس و مسلم و أبو العتاهية. وقد تميزت الصورة في هذا القرن بالتجديد عن ذي قبل من حيث الشكل و المضمون، فقد جدد الشعراء كثيرًا في بناء القصيدة و في التشبيهات المتنوعة بين المحسوس و المعنوي، وإن كانت هذه التشبيهات غريبة إلا أنها تتسم بالإبداع كما كان الحال عند بشار وأبي نواس . |