Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقات المصرية السوفيتية 1956-1972/
المؤلف
حسن، خضر شعيب محمد.
الموضوع
مصر - العلاقات الخارجية. 1956-1972
تاريخ النشر
2005.
عدد الصفحات
379ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 394

from 394

المستخلص

لقد كانت السياسة المستقلة التي اتبعتها مصر بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 هي العامل الرئيسي في تدعيم العلاقات المصرية السوفيتية؛ حيث عارضت مصر سياسة الأحلاف , وقاومت المحاولات العديدة من دول الغرب لضمها إلى حلف بغداد , كما كانت مصر من الدول المؤسسة لمنظمة دول عدم الانحياز وشاركت في مؤتمر باندونج في إندونيسيا. وفي هذه الفترة اتخذت السياسة الخارجية السوفيتية اتجاهًا جديدًا بعد ستالين فظهر اهتمام الاتحاد السوفيتي بمنطقة الشرق الأوسط؛ لأهميتها الإستراتيجية وثرواتها الاقتصادية في ظل صراع الحرب الباردة
وهكذا تلاقت مصالح كل من البلدين واجتمعتا على هدف مواجهة الأطماع الاستعمارية الغربية وإن تباينت أغراض كل بلد منها لهذه المواجهة. وبدأ التقارب المصري السوفيتي وتمثل ذلك في حصول مصر علي صفقة الأسلحة التشيكية في سبتمبر 1955 , وتعد هذه الصفقة هي البداية الحقيقية للتعاون بينهما , وكانت من العوامل الرئيسية في اتباع الغرب سياسة معادية لمصر؛ فقد سحب الغرب تمويل السد العالي , وردوا بقسوة على قرار عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس. واتخذ الاتحاد السوفيتي موقفًا مساندًا لمصر في أزمة القناة خلال بحثها في الأمم المتحدة. وإن كان الاتحاد السوفيتي لم يتخذ موقفًا جديًا فور قيام العدوان الثلاثي على مصر- بدأ ذلك واضحًا من زيارة شكري القوتلي رئيس سوريا إلي موسكو – إلا أن الإنذار السوفيتي كان أحد العوامل الرئيسية في انسحاب القوى المعتدية من الأراضي المصرية , حيث لم تنفذ قرارات الأمم المتحدة التي طلبت من الدول المعتدية الانسحاب , كما أن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفًا جديًا إلي بعد صدور الإنذار السوفيتي. وحققت مصر انتصار سياسيًا كبيرًا رفع من مكانتها الدولية، وأصبح للاتحاد السوفيتي مكانة بارزة في الشرق الأوسط كقوة عظمى محبه للسلام.
وكان لفشل العدوان الثلاثي على مصر أثرًا كبيرًا في دعم العلاقات المصرية السوفيتية , حيث بدا الاتحاد السوفيتي صاحب الدور الأكبر في فشل العدوان , وبالتالي تبوأ مكانه بارزة لدى شعوب المنطقة ورغم أن الموقف السلبي من الولايات المتحدة تجاه حلفائها كان له دور في فشل العدوان. ولم تجد الولايات المتحدة سبيلاً لمواجهة التفوق السوفيتي في الشرق الأوسط إلا بإعلان مبدأ أيزنهاور في يناير 1957. وكان رفض مصر لمبدأ أيزنهاور حلقة جديدة في مواجهة الأطماع الاستعمارية الغربية , وبذلك ازداد التقارب بين مصر والاتحاد السوفيتي. وقد اتخذت العلاقات المصرية السوفيتية مرحلة أكثر ارتباطًا بعقد اتفاق التعاون الاقتصادي والفني في بناء المرحلة الأولى للسد العالي في ديسمبر 1858.
ومع نهاية عام 1958 نشبت الخلافات السياسية بين مصر والاتحاد السوفيتي وكان من أسبابها:
- قيام الوحدة المصرية السورية واتجاه عبد الناصر لسياسة القومية العربية.
- قيام ثورة عبد الكريم قاسم في العراق.
- ازدياد نشاط الأحزاب الشيوعية العربية.
وكان كل من الطرفين حريصًا في أثناء هذه الخلافات على إبقاء باب العودة مفتوحًا؛ حيث ظلت العلاقات الاقتصادية والثقافية قائمة بين البلدين في تلك الفترة، وتم عقد اتفاق المرحلة الثانية لبناء السد العالي. وأدرك الاتحاد السوفيتي مكانه مصر البارزة في الشرق الأوسط بعد انفصال مصر وسوريا , وبعد سقوط نظام عبد الكريم قاسم في العراق , وبعد أن تأكد الاتحاد السوفيتي من فشل تجربة الاعتماد علي الأحزاب الشيوعية العربية في الشرق الأوسط ,. ومن خلال المحاولات الأمريكية لاستغلال الخلافات المصرية السوفيتية لضم مصر إلى الولايات المتحدة. ويتبين من خلال تلك الخلافات أن الاتحاد السوفيتي قد سعى في علاقاته مع مصر إلى تحقيق مصالحه في المنطقة، ولتحقيق ذلك تعاون مع القوى المؤثرة بها. كما يتضح أن العلاقات بين البلدين قد قامت على المساواة التامة والندية وتبادل المنفعة.
وفي ظل التطورات التي شهدتها الساحة الدولية عاد التقارب بين مصر والاتحاد السوفيتي وظهر ذلك واضحًا من خلال زيارة خروشوف إلي مصر في احتفال السد العالي في مايو 1964. وعقد العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين في ذلك العام. ولم تكن العلاقات المصرية السوفيتية وازدهارها وحجم المساعدات السوفيتية لمصر سببًا في عزل خروشوف؛ حيث ازداد التعاون بين البلدين في ظل القيادة السوفيتية الجديدة , التي أكدت أن السياسة الخارجية السوفيتية لا يرسمها الأفراد وإنما تحددها وتقررها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي. وهكذا فإن العلاقات المصرية السوفيتية كانت من جانب السوفيت سياسة دولة عظمى تسعى لتحقيق أهدافها السياسية في الشرق الوسط.
وعندما قام الاتحاد السوفيتي بإبلاغ مصر بالحشود الإسرائيلية على الحدود السورية في مايو 1967 فإن عبد الناصر يؤكد أن مصر قامت باستطلاع الموقف , وتأكدت من وجود الحشود الإسرائيلية , وبالتالي فإن الاتحاد السوفيتي لم يتعمد تضليل مصر في إخبارها بوجود القوات الإسرائيلية على الحدود السورية , ولم يهدف إلى تسخين الموقف السياسي حتى ينتهي بالحرب وذلك على الرغم من أن الفريق محمد فوزي أخبر بأنه لم تكن هناك آيه حشود عسكرية إسرائيلية على حدود سوريا. ولذلك فإنه في ضوء ما يتوافر الآن من وثائق لا نستطيع أن نصدر حكمًا جازمًا في قضية الحشود , ولذا فإن الحقيقة لا تزال مغيبة حتى يتم الكشف عن جميع الوثائق الخاصة بتلك الفترة الحاسمة من تاريخ مصر , وذلك ليستطيع البحث التاريخي أن يصل إلى أحكام مؤكدة تحكمها الوثائق والأدلة التاريخية الثابتة.