Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
كتاب إعراب الحديث المسمى عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد لجلال الدين السيوطي:
المؤلف
درويش، هاشم محمود هاشم.
الموضوع
مخطوطات - تحقيق.
تاريخ النشر
2006.
عدد الصفحات
680+44+137ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 894

from 894

المستخلص

انقسم البحث على قسمين: الأول: الدراسة، والثاني: النص المحقق، واشتملت الدراسة على ترجمة موجزة للمؤلف ذُكِرَ فيها اسمه، ولقبه، وكنيته، ونسبته، وطرفٌ من حياته، والحديث عن أبنائه وأسرته، واشتغاله بالعلم: معارفه وعلومه، مناصبه ووظائفه، ومذهبه وعقيدته، شيوخه وتلامذته، ثناء العلماء عليه، بينه وبين خصومه، رحلاته وأسفاره، مؤلفاته، وفاته: قبره وصفة مقامه، بعض ما كُتِبَ عن السيوطي، المصادر الرئيسة في الترجمة، نسبة الكتاب إليه، وصف المخطوطات، عملي في المخطوط، منهجه في الكتاب، المقارنة بينه وبين ابن مالك والعكبرى في إيراد الأحاديث النبوية؛ فبينما يبني ابن مالك كتابه (شواهد التوضيح) على أساس المباحث اللغوية التي تندرج تحتها عدة أحاديث، ثم يبدأ في تناول هذه الأحاديث حسب ما فيها من إشكال. يبني كلٌّ من السيوطي والعكبري كتابَه على أساس وحدة المسند؛ فيبدأ بإيراد المسند، ويتوقف عند الحديث المشكل فيه، أو الجزء المشكل في الحديث، قيمة الكتاب، مصادر المؤلف في الكتاب، الاستشهاد بالقرآن الكريم والقراءات المختلفة، والاستشهاد بالحديث والشعر والنثر؛ كالأمثال والأقوال السائرة، منهج المؤلف في الإعراب واختياراته النحوية. وهنا اختار الباحث أربع مسائل مما خالف فيه السيوطي المتقدمين أو كان له رأي اختاره من آراء سابقيه وهذه المسائل هي:
المسألة الأولى: مسألة بناء الآن وإعرابه. المسألة الثانية: إعراب ”لا أبا لك”. المسألة الثالثة: مسألة كاد ومعناها. المسألة الرابعة: مسألة بحسبك درهم.
وقد أتبع الباحث كلَّ مسألة من هذه المسائل ـ بعد دراستها من كتب النحو المطولة ـ برأي السيوطي الخاص في المسألة؛ بناءً على ما استقر عنده في كتبه المتأخرة مثل ”همع الهوامع”، ثم التطبيق؛ ويعني: مقارنة ذلك بما ورد عنده هنا في هذا الكتاب.
ثم ذكر الباحث المراد بالرموز المستخدمة عنده. وأورد الباحث نموذجًا وافيًا لمخطوطات الكتاب.
القسم الثاني: يحتوي القسم الثاني النص المحقق، ويمثل أكثر من نصف الكتاب بقليل حيث يبدأ ببداية الكتاب منتهيًا بنهاية مسند الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وقد أورد فيه المصنف مسانيد الصحابة مرتبة على حروف المعجم، وقد اتبع الباحث في تحقيق المنهج العلمي الحديث الذي تصالح عليه المحققون المحدثون؛ فقام بجمع المخطوطات المختلفة للكتاب، وقارن بينها، واختار النسخة الأم، ثم قام بنسخ تلك النسخة، وقابلها على بقية النسخ، وأثبت الفروق، ثم حقق اسم الكتاب، واسم المؤلف، ونسبة الكتاب إليه، وضبط متن الكتاب ضبطًا كاملاً، كما ضبط موطنَ الشاهد بكل الطرق المحتملة، كما قام بعزو الآيات القرآنية وتخريج الأحاديث النبوية الشريفة، وعزو القراءات المخالفة لرواية حفص. كما خرَّج الأشعار والأمثال، وترجم للأعلام ترجمةً موجزةً في ملحق مستقل رأى الباحث ألا يثقل به حواشي الكتاب. كما ترجم للبلدان والمواضع والمؤلفات، وصنع الفهارس الفنية والتي تنوعت على الشكل التالي:
فهرس القرآن الكريم، فهرس الأحاديث النبوية المشرفة، فهرس الأشعار، فهرس أنصاف الأبيات، فهرس الأمثال والأقوال، والأمثلة والاستشهادات ونحو ذلك، فهرس الأعلام، فهرس الطوائف والفرق والجماعات والقبائل والمذاهب واللغات (اللهجات)، فهرس الأماكن والأزمنة، فهرس الكتب والرسائل والمؤلفات، فهرس المصادر والمراجع، ثم فهرس تفصيلي لمحتويات القسمين معًا.
أهم نتائج البحث
وقد خلص الباحث من خلال هذه الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة يلخصها فيما يلي:
1- أهمية هذا الموضوع الذي يغطي كتابًا من أهم كتب بابه؛ لاحتوائه كثيرًا من الكتب السابقة عليه، تلك الكتب التي لم يعد لها ذكر إلا فيه. ومع هذه الأهمية لهذا الكتاب لم يُلْتَفَتْ إليه بما يستحقه.
2- أن ابن المؤلف مات صغيرًا ولم يعقب، وبذلك تنتفي الصلة بينه وبين الجماعة المسماة الجلالية بأسيوط.
3- السيوطي ألف كتاب ”التحدث بنعمة الله” بعد كتابه ”حسن المحاضرة” على خلاف من قال بعكس ذلك؛ وهو صاحب السيرة الذاتية التي قدَّم بها كتاب ”التحدث بنعمة الله”؛ حيث قال: ”وقد سجَّل السيوطي مؤلفاته في ”حسن المحاضرة” ـ أيضًا ـ وهو تال للتحدث بنعمة الله”. (التحدث بنعمة الله، 28).
وقد توصَّل الباحث إلى هذه النتيجة من خلال مقارنة بعض النصوص في الكتابين، ففي كتاب ”حسن المحاضرة” يقول عن معرفته بالحساب: ”هو أعسر شيء عليَّ، وأبعده عن ذهني، وإذا نظرتُ في مسألة تتعلق به، فكأنما أحاول جبلاً أحمله”. (حسن المحاضرة، 1/290).
فحمل عليه السخاوي في ترجمته له في ”الضوء اللامع” بسبب ذلك ونسبه إلى البلادة وبطء الفهم، فقال السيوطي في ”التحدث بنعمة الله”: ”وأما الحساب فأعسر شيء علي مع معرفتي به، ولكن يثقل عليَّ النَّظرُ فيه وتضيق منه أخلاقي، ومن ظن أني قلتُ ذلك قصورًا عنه؛ فذلك لجهله بمقصودي”. (التحدث، 204).
والذي يذهب إليه الباحث أن السيوطي يعني هنا السخاويَّ في ترجمته له، وهذا من أوضح الأدلة على ما ذهب الباحث إليه.
4- ذهب الأستاذان أحمد عبد الفتاح تمام وسمير حسين حلبي في مقدمة تحقيقهما للكتاب إلى أن زمن تأليفه ما بين عامي 904، 911، واعتبرا الكتاب ـ بناء على ذلك ـ مما أُلِّف في زمن نضج المؤلف في نهاية حياته العلمية. وقد توصل الباحث خلال الدراسة إلى نتيجة على عكس ذلك، حيث اعتمد الباحث مخطوطةً من مخطوطات الكتاب نُسِخَتْ عام 880هـ، أي: قبل وفاة المؤلف بواحدٍ وثلاثين عامًا،
5- نتيجة أخرى تتعلق بالسابقة وهي أن هذا الكتاب لا يمثل المرحلة النهائية من حياة المؤلف، بل على العكس، فالذي يبدو للباحث أن السيوطي كان وقت تأليفه لهذا الكتاب مايزال في طور الجمع والتلخيص (واحد وثلاثين عامًا تقريبًا).
ولما تتضح شخصيته بعدُ في الإعراب والاختيارات التي أهَّلته فيما بعد لكي يكون من أبرز علماء المدرسة المصرية (شوقي ضيف، المدارس النحوية، 364، 365). ومن أهم مظاهر ذلك هنا أن اختياراته لا ترقى إلى حد المخالفة في القضايا الكبرى، إنما هي خلافات في مسائلَ صغيرةٍ يختار فيها رأيًا من آراء السابقين.
6- برغم الدلائل الكثيرة التي تثبت الكتاب للسيوطي إلا أن شيئًا ما يعكر هذه النسبةَ، فإذا تركنا الدلائل الخارجية متمثلة في نسبة أصحاب التراجم وكتب المؤلفات هذا الكتاب له، فإن خير دليل داخلي هو مقدمة الكتاب، فقد ذكر فيها أسماء بعضٍ من كتبه مثل ”الخصائص الكبرى” و”مسالك الحنفاء” و”الطيلسان”، ثم إن الأسلوب هو أسلوب السيوطي، فإذا قيل الآن: ”إن هذا الكتاب للسيوطي يظلُّ شيء واحد يعكر هذه النسبة؛ ذلك أن السيوطي لم يذكره عندما عدَّ كتبه أولا في ”حسن المحاضرة” ولا ثانيًا في ”التحدث بنعمة الله” مع أنه عد في كتابه ”التحدث بنعمة الله” كتبًا وصفها بأنها على طريقة البطّالين، وذكر أنه لم يعتد بها، وكتبًا أخرى وصفها بأنها لم تكتمل، وفتر العزم عنها وكُتِبَ منها القليل.
والذي يذهب إليه الباحث أمر من أمرين اثنين:
الأول: أن يكون هذا التاريخ الذي ذُكر في المخطوطة (880هـ) قد ذُكر خطأ.
الثاني: أن يكون السيوطي قد رجع عن هذا الكتاب وغسله؛ بدليل أنه لم يذكره في ”حسن المحاضرة” والذي صنفه بعد عام 904، وقال فيه: ”وبلغت مصنفاتي إلى الآن ثلاث مئة سوى ما غسلته ورجعت عنه”. ولعل السبب وراء ذلك تحرُّجُ النحاة الشديد من الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف على قواعد اللغة.
7- تكمن قيمة الكتاب في أنه جاء خاتمة لكتب إعراب الحديث الشريف؛ فتضمَّن ـ كعادة مصنِّفه ـ كلَّ ما سبقه في هذا الباب تقريبًا، ويزيد من قيمة الكتاب أن كثيرًا من تلك الكتب والرسائل التي ضمنها بين دفتيه قد فقدت أصولها، ولم يعد لها وجود إلا فيه، وبذلك نقل لنا المؤلف من خلال هذا الكتاب جملةً صالحةً من كتب فقدت ولم يبق منها إلا اسمها، أو ما نُقِلَ عنها في كتبٍ أُخرى، وبعضها بَقيتْ منه قطعٌ صغيرةٌ.