Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الرمزية في الثقافة البدوية والريفية : بحث في الأنثروبولوجيا الثقافية
المؤلف
محمد، وفاء مصطفى حسانين.
الموضوع
الأنثروبولوجيا الثقافية.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
357 ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 369

from 369

المستخلص

عرض لأهم النتائج
سعي البحث للإجابة علي التساؤل الذي مؤداه : هل تختلف الثقافة البدوية عن الثقافة الريفية من حيث وجود نسق ثقافي يختلف في كل ثقافة عن الأخرى من ناحية الطقوس والشعائر التي تمارس فى كل ثقافة . حيث أن الثقافة البدوية تتميز بخصائص ثقافية تختلف عن الخصائص الثقافية التي تتميز بها الثقافة الريفية . وقد حاول البحث الكشف عن صحة هذه الفرضية أو عدم صحتها . وذلك في ضوء أهداف البحث والاتجاهات النظرية التي اعتمد عليها البحث في التحليل والتفسير وهي قضايا : التفاعلية الرمزية ، الاتجاه المعرفي ، التأويلية الرمزية والبنائية الوظيفية وقد أمكن التوصل إلي النتائج
التالية :
1- تتميز الثقافة البدوية بوجود طقوس خاصة بمرحلة الحمل والولادة . وعلي جميع أعضاء الجماعة البدوية القيام بتلك الممارسات الطقوسية خوفاً من حدوث مخاطر لهم فيما بعد ومن أهم هذه الطقوس ما يلي :
أ - تقوم الجماعة البدوية ببعض الطقوس التي تستهدف حدوث الحمل مثل استخدام قطعة من جريد النخل الأخضر ووضعها في ملابس العروس ، وكذلك استخدام عقد الكباسية .
ب - يستطيع أعضاء الجماعة البدوية معرفة نوع الجنين من خلال حركته في بطن أمه والتي تعد رمزا علي نوعه .
ج - تحرص الجماعة البدوية علي أن يمر المولود بطقوس وممارسات تبدأ منذ ولادة الطفل مباشرة وتستمر مع نمو الطفل ومن أهم هذه الطقوس تجنب المشاهرة للام وللمولود مثل استخدام الذهب وجريد النخل .
د - تمارس الجماعة البدوية عملية المقاطة التي تستهدف تقوية عضلات الطفل ، كما تستخدم الفلكة لتقوية الفقرات العنقية للطفل .
هـ - تشير الممارسات الطقوسية البدوية إلي التمييز بين الذكر والأنثى حيث تمارس طقوسا معينة في حالة ميلاد الذكر ولا تمارس في ميلاد الانثي مثل تقديم طعام المروقة وتقديم مشروب القهوة في ثالث يوم من ميلاد الذكر .
و - تقوم الجماعة البدوية ببعض الطقوس عند سقوط صرة الطفل إذ يتم لف صرة الطفل ببعض من الملح وتعلق في ذيل حيوان من الحيوانات الموجودة بالمنزل ، علي أن يظل هذا الحيوان بالمنزل ولا يتم ذبحه إلا يوم ختان الطفل .ولا يجوز ذبحه قبل ذلك لأنه يعتبر فآلا سيئا .
ز - توجد احتفالات خاصة بالسبوع لدي الجماعة البدوية سوي قيام الأم بحمل طفلها أثناء تأديتها لجميع الأعمال المنزلية وذلك لكي يكبر الطفل علي حب العمل .
ح - تبدأ الجماعة البدوية في القيام بممارسات الفطام بعد أن يبلغ الطفل عامين ، ويتم الفطام قبل ظهور هلال أي شهر عربي جديد بيومين علي الأقل .
2- و تتسم الثقافة الريفية بوجود طقوس تمارس أثناء الحمل والولادة تختلف عن تلك التي تمارس في الثقافة البدوية ويرجع ذلك إلي اختلاف الظروف الطبيعية والبيئية والثقافية لكل جماعة ومن أهم الطقوس التي تمارسها الجماعة الريفية في مرحلة الحمل والولادة ما يلي :
أ – القيام ببعض الطقوس والممارسات التي تستهدف حدوث الحمل من خلال تجنب ما يمنع ذلك مثل عدم خروج العروس بعد الزواج قبل ظهور هلال شهر عربي جديد خوفا من حدوث المشاهرة ، وكذلك ضرورة احتفاظ العروس بملابس ليلة الزفاف دون غسيل حتى مرور أربعين يوما ، حيث يعد غسيل هذه الملابس قبل هذه المدة نذير شؤم بعدم حدوث الحمل .
ب – تستخدم الجماعة الريفية وسائل عديدة لعلاج العقم وتأخر الحمل مثل : الذهاب إلي المقابر ، وتخطية خلاص طفل مولود حديثا .
ج – يحظر علي السيدة الحامل بعض الأمور منها ، عدم حضور عمليات وضع ، وعدم الوقوف علي غسل ميت حتى لا يؤثر ذلك عليها وعلي طفلها بالضرر .
د – يتم التنبؤ بنوع المولود أثناء فترة الحمل من خلال بعض الدلائل التي ترمز إلي نوع المولود مثل تغير ملامح الأم وشكل البطن .
هـ - تقدم الجماعة الريفية بعض الممارسات التي لابد أن تتم أثناء عملية الوضع بهدف تسهيل عملية الولادة مثل : شرب ”القرفة ” لتسخين ” الطلق ” وتناول البيض المسلوق وسف بعض السكر لتسهيل الوضع .
و – تمارس الجماعة الريفية بعض الطقوس عند التخلص من ” خلاص الطفل ” منها لفه في قطعة قماش وإلقائه في مياه جارية بشرط أن تقوم السيدة التي تلقيه بالضحك بداية من خروجها بالمنزل حتى عودتها مرة أخري وذلك من أجل أن ينمو الطفل مبتسما مدي الحياة .
ز – تتم بعض الممارسات للوليد في أيامه الأولي بهدف العناية بصحته وتجميله مثل :استخدام الكحل ، وربط رأسه حتى لا تكبر ، وسحب الأنف باستمرار ليصبح صغيرا ، وفرد الأقدام والأرجل للتخلص من التقوسات .
ح - ويصاحب سقوط صرة الطفل طقوس أخرى حيث يضعوا على الصرة بعد وقوعها عملة معدنية ، ويقوموا بوضعها في مكان يفضل أن يذهب إليه الطفل عندما يكبر مثل مدرسة أو مسجد . وذلك اعتقاداً بأن المكان الذي تُدفن به صرة الطفل ، يرتبط به الطفل ويحبه .
ط – تتم بعض الطقوس للاحتفال بسبوع المولود مثل إعداد الحبوب السبعة ووضعها بجانب الطفل دلالة على تواجد الخير معه . كما توضع المياه في القلة والإبريق ، حيث ترمز القلة إلى الأنثى والإبريق إلى الذكر لكي يعم الخير حياة الطفل حيث أن الماء رمزاً للخير . كما يتم وضع الشموع داخل الصينية التي بها القلة أو الإبريق والحبوب المبللة لصرف الملوك التي كانت تحمى الطفل . ويتم إعداد الأرز باللبن الذي يعد رمزاً للخير والرزق والنقاء . ويتم توزيعه على الجيران .
ى - ويعد نمط الرضاعة الطبيعية النمط السائد بالقرية . ومن المحرمات التي تمارس أثناء الرضاعة ابتعاد الطفل عن شرب أي مشروب ساخن حتى لا يؤثر ذلك على زيادة لعابه ( الريالة أو الحر ) .
ك - وتعد مرحلة الفطام من المراحل الهامة التي يمر بها الطفل لكي يصبح بعدها كياناً مستقلاً عن الأم ، وغالباً ما يتم فطام الطفل عندما يبلغ عامين .
ل - وتوجد بعض المعتقدات والطقوس في كل مرحلة عمرية من عمر الطفل مثل : في حالة تأخر المشي عن عامين تمارس عملية ربط قدمي الطفل بسعف النخل ووضعه أمام مسجد كبير في القرية وتوضع معه بعض المكسرات ، ليأكل منها كل الخارجين من المسجد ويعتقد بأنه إذا انتهت المكسرات التي مع الطفل يمشى بعدها .كما تمارس بعض الطقوس عند تقليم أظافر الطفل لأول مرة عن طريق وضع أصابع الطفل في الدقيق بعد طحنه مباشرة بشرط أن يكون الدقيق ساخناً ولا تتم هذه العملية إلا بعد أن يتم الطفل أربعين يوماً . وتعنى هذه الممارسات حماية الطفل من سلوك اللصوص .
3- تختص الثقافة البدوية بنظام خاص في احتفالات الزواج ، يختلف عن تلك المتعارف عليها في الثقافات الأخرى ، ومن أهم الطقوس التي تتميز بها الجماعة البدوية عند الاحتفال بالزواج مايلي:
أ- يترواح سن الزواج لدي الجماعة البدوية ما بين 25 : 30 سنة بالنسبة
للفتاة ، أما بالنسبة للفتى فهو يترواح ما بين 20 : 27 سنة .
ب - يقوم والد العروس يوم قراءة الفاتحة بذبح ذبيحة تسمى
” ذبيحة الاتفاق ” يأكل منها جميع الحاضرين حتى يكونوا شهوداً على الاتفاق وما فيه .
كما يقوم والد العروس أيضا بمنح العريس جزء من أي نبات أخضر ، حيث يعد ذلك رمزاً على موافقة والد العروس على الزواج من ابنته .
ج - وتتعدد أشكال الزواج في مجتمع البحث حيث يوجد زواج الصيدة ، زواج القصلة ، زواج النهيبه .ويختلف كل نمط من هذه الأنماط عن الآخر .
د - ومن الطقوس التي تمارس يوم حنة العروسين توزيع الحنة على جميع الحاضرين بعد أن يقوموا بحنة العروسين رمزاً للبهجة والفرحة .و” غَزة الراية ” يوم الحنة الذي يعد رمزاً على الفرح من ناحية وحماية العروسين من ناحية أخرى .
هـ - ويقوم أهل العروسين يوم الزفاف بذبح الذبائح وتقديمها للمدعوين حيث تُعد ذبح الذبائح رمزاً دينياً للأضحية .
و – يقوم المدعوين بتقديم النقوط لوالد العريس ، حيث يعتبر النقوط منحة رمزية من الأهل لأهل العريس أو العروس من ناحية ، ومن ناحية أخرى ترمز إلى استمرار العلاقات وتقويتها بين أعضاء الجماعة .
ز- ومن الطقوس التي تُمارس عند إحضار العروس تقديم ” الرَضَاوة ” للأم وهو مبلغ من المال يقدمه أحد أقارب العريس الذكور نيابة عن العريس لأم العروس . وتعد الرضاوة رمزاً على موافقة الأم على زواج ابنتها والسماح لها بالانتقال إلى منزل زوجها .
ح - ومن الطقوس التي تمارس بعد الزواج قيام أهل العروس بإحضار ” العشا ” يوم السبوع الذي يحتوى على اللحوم والخضروات والفاكهة . ويعتبر العشا منحة رمزية من أهل العروس للعروسين . تظل العروس مختفية عن الأنظار حتى هلال شهر عربي جديد وذلك خوفاً من حدوث المشاهرة . حيث يحظر عليها الخروج من منزلها طوال هذه الفترة ، أما العريس فله حرية التصرف في الخروج في أي وقت يريد .
ط - يصاحب خروج العروسين سوياً في أول مرة احتفال أخر وتكون الزيارة الأولي إلى منزل والد العريس الذي يقوم بذبح ذبيحة لهما تسمي ” ذبيحة المباركة ” في هذا اليوم احتفالاً بهما . ولابد أن يحنى العريس يده من دم هذه الذبيحة ابتهاجاً بالزواج ومباركة أهله له .
4- تتميز الثقافة الريفية بطقوس مميزة لها في الاحتفالات بالزواج . ولا توجد تلك الطقوس في الثقافة البدوية ومن أهم طقوس الجماعة الريفية ما يلي :
أ - يتراوح سن الزواج بالنسبة للإناث ما بين 15 :20 عاما ، أما بالنسبة للفتي فهو يتراوح ما بين 18 : 22 سنة تقريباً .
ب – يتم عقد الاتفاق بين أهل العروسين يوم قراءة الفاتحة ، وهو نفس اليوم الذي يتم فيه دفع المهر .
ج - تعد هدايا الخطيب لخطيبته رمزاً دالاً على كرمه ومحبته ولهفته للعروس .
د - ومن الممارسات التي يقوم بها العريس قبل إعداد ملابس العروس أن يذهب هو شخصياً لإحضار ” الخيّاطة ” ويكون عليه أن يحمل ماكينة الخياطة من منزل
” الخياطة ” إلي منزل العروس ويرمز ذلك علي حبه للعروس وموافقته علي الزواج
منها .
هـ - ومن الممارسات التي تتم قبل الفرح بثلاثة أيام قيام النساء بإعداد كميات كبيرة من الخبز ويتم توزيعها علي جميع منازل القرية ، وترمز تلك العملية إلي عموم الفرحة جميع أنحاء القرية ابتهاجاً بهذه المناسبة .
و - وتُعد الحناء أحد الطقوس التي تمارس في مجتمع القرية ، حيث يقام احتفال كبير بهذه المناسبة يتميز بوجود وليمة يشارك في إعدادها الأهل والجيران ويصاحب هذا الإعداد الغناء والزغاريد . وترمز تلك الوليمة إلي الاحتفال بزواج العريس .
و تُعد ” قَعدة الحنة ” من الطقوس الهامة التي تقام ليلة الحنة ـ وهى طقوس خاصة بالعريس فقط ـ حيث يتجمع معظم شباب القرية لمشاركة العريس فرحته من
ناحية ، ومساعدته مادياً بشكل مهذب من ناحية أخرى .
ز - وتقوم العروس ببعض الممارسات في صباح يوم الزفاف وأهم هذه الممارسات الاستحمام . وتقوم الأسرة هنا ببعض الطقوس التي تهدف إلى جلب السعادة للعروسين ، حيث تقوم إحدى نساء العائلة بجمع الأطفال الذكور لاستحمامهم بعد حمام العروس مباشرة وذلك أملاً في أن تنجب العروس كل أبنائها من الذكور .
ح - ومن الطقوس التي تمارس أثناء زفة العروسين إلي منزل الزوجية قيام احدي النساء بحمل صينية عليها مجموعة من ” القلل ” المليئة بالمياه التي ترمز إلي النقاء الذي يتمني الجميع أن يظلل علاقة الزوجين طوال حياتهما .
ط – ومن الممارسات التي يقوم بها أهل العروس بعد الزواج إرسال الأطعمة إلي العروسين مثل الفطير الذي يقدم في اليوم الثالث من الزواج والعشا الذي يقدم في اليوم السابع .
ي - يمثل انتهاء الأسبوع الأول من الزواج انتهاء فترة تميز العروس حيث يمكنها بعد هذا الأسبوع أداء جميع واجباتها كربة بيت عادية ، كما يكون هذا اليوم إيذانا بانتهاء فترة تعرضها لمخاطر المشاهرة .
5- تمارس الجماعة البدوية طقوساً خاصة بها في حالات الوفاة مثل :
أ - اعتقاد أعضاء الجماعة البدوية في الغيبيات التي تعد مؤشرات لحدوث الموت مثل طلب الشخص لنوع معين من الطعام أو الفاكهة في غير أوانها ، أو تناوله للطعام بشهية مفتوحة أكثر من المعدل الطبيعي له .
ب - وتوجد بعض المظاهر العامة التي يتشاءم منها أعضاء الجماعة ، ويتوقعون بعدها حدوث مكروه لهم مثل حدوث حالة موت مفاجئ أو ارتداء النساء للون الأسود عند زيارة أي شخص مريض حيث يعد اللون الأسود بمثابة نذير الشؤم علي المريض .
ج - وتظهر بعض ممارسات وطقوس الموت أثناء خروج الروح مثل القيام بعملية ” المسامحة ” والتي يتم فيها إعلان أقارب الميت عن مسامحتهم له في جميع ما صدر منه حتى وإن كان أساء إلي أحد منهم . وتتم المسامحة بدخول كل شخص بمفرده . ويقصد منها المساعدة علي خروج الروح دون عناء وصعوبة .
د - يعد الصراخ بمثابة وسيلة الإعلان الوحيدة لخبر الوفاة .
هـ - يقوم أقارب المتوفى بذبح ذبيحة تسمي ” الهبوطة ” بعد عملية الدفن مباشرة وهي تهدف إلي هبوط روح الميت التي تظل معلقة حتى يتم ذبح تلك الذبيحة بشرط أن يتم توزيعها علي الفقراء وذلك حتى يأخذ الميت صدقة تنفعه عند الحساب .
و - وتضع الجماعة البدوية بعض القيود للحداد والتي تكون علي أسرة المتوفى وتتمثل في قيود علي الملبس والزينة وقيود علي الاحتفالات .
ز - يقوم أعضاء الجماعة البدوية بمواصلة زياراتهم لفقيدهم فيما بعد في أيام الأعياد والمناسبات الدينية .
6- وتختص الجماعة الريفية بممارسة بعض الطقوس في حالات الوفاة تختلف عن تلك التي تمارسها الجماعة البدوية مثل :
أ - يضع مجتمع القرية بعض العلامات التي تنبئ بحدوث الموت . وتنقسم هذه العلامات إلي علامات روحية وأخري طبيعية .
ب - يتضمن تجهيز الميت للدفن العديد من الطقوس مثل الغسل والتكفين والنعش والصلاة علي الميت . ومن المعتاد أن يتم تجهيز الميت من ماله الخاص حتى يرتاح في قبره من ناحية ، وألا يتعرض أهله للمعايرة فيما بعد من الناحية الاخري .
ج - يتميز النعش بوجود رأس خشبية له من الأمام يتم لفها بقطعة من القماش يختلف لونها حسب نوع المتوفى . حيث تكون بيضاء في حالة الذكور وخضراء في حالة الإناث . ويعد لون تلك القطعة رمزاً علي نوع المتوفى لمن لا يعرف . كما يتم وضع مجموعة من الورود حول هذه القطعة في حالة إذا كان الميت من الشباب . وتعد الورود كذلك رمزا لسن الميت .
د - يقوم أهل المتوفى بعد الانتهاء من دفنه بذبح ذبيحة تسمي ” الونيسة ” ويكون الهدف منها تأنيس الميت في قبره لذلك لابد أن توزع لحوم الذبيحة علي فقراء القرية لإطعامهم والدعاء للمتوفى .
هـ - وهناك بعض القيود التي تفرض علي أهل المتوفى ومنها قيود تتعلق بالطعام والملبس والمظهر وقيود علي الاحتفالات .
و - تعد زيارة القبور من الضرورات التي تقوم بها أسرة المتوفى فهي ترمز إلي عدم نسيانهم لفقيدهم وحبهم له . وتكون الزيارة الأولي في الخميس الأول بعد الوفاة . حيث يعد يوم الخميس هو اليوم المفضل لزيارة القبور ، ويرجع ذلك إلي أن يوم الخميس هو يوم إقامة السوق في القرية مما تكون الفرصة مهيأة لشراء الفاكهة التي توزع علي المقابر . وتتوالي الزيارات كل يوم خميس .
7- يتميز مجتمعي البحث بوجود حصيلة كبيرة من الأغاني الشعبية التي يتغنى بها في كل مجالات الحياة وخاصة في مناسبات الزواج والختان وبعض أوقات الفراغ . وهناك نوعان أساسيان من الأغاني هما أغاني الاحتفالات وأغاني الأطفال .
8- تختلف أغاني كل جماعة عن الاخري وذلك لاختلاف ثقافة وبيئة كل جماعة .
9- تتعدد الأغاني البدوية ما بين أغاني الكف والرفيح والدحية والشمالي والسامر .
10- يمكن تصنيف الأغاني البدوية إلي نوعين حسب النوع إلي أغاني خاصة بالرجال وأخري خاصة بالنساء .
11- ترمز الأغاني البدوية بوجه عام إلي طبيعة الحياة البدوية من مأكل وملبس ونشاط اقتصادي ، حيث تعتمد غالبية الأغاني علي استخدام مصطلحات ومفردات مستوحاة من الرعي حيث يتم تشبيه الحبيب بالناقة أو الغزال . كما تستخدم في بعض الأحيان أسماء الأغنام والقطيع في بعض الأغاني ، بالإضافة إلي استخدام مفردات أخري من البيئة مثل الآبار ، النخيل ، وما إلي ذلك من مفردات اللهجة البدوية .
12- تتنوع أغاني الاحتفالات الريفية ما بين أغاني خاصة بالرجال تتمثل في المواويل التي يتم غناءها في أوقات الفراغ وفي الاحتفالات ، ودائما ما يرمز الموال إلي عظة أو حكمة معينة . وأغاني خاصة بالنساء تردد في حفلات الزواج .
13- ترمز الأغاني الريفية إلي البيئة الريفية بالقرية التي تعتمد علي الزراعة وتتميز بطقوس خاصة بالزواج ، ويتضح ذلك من خلال مفردات الأغاني .
14- تتميز الجماعة البدوية والريفية بوجود أغاني خاصة بالأطفال وهي تتميز بالبساطة .ويقوم الأطفال بترديد هذه الأغاني أثناء اللعب ، وهي أغاني جماعية حيث يتغنى بها الأطفال في صوت واحد .
15- تهدف الأغاني الخاصة بالأطفال إلي تأكيد بعض القيم في نفوس الأطفال مثل التعاون والصداقة وتنمية الوعي الديني لدي الأطفال .
16- تعتمد كل من الجماعة البدوية والريفية علي بعض الآلات الموسيقية البسيطة التي تصاحب الغناء مثل : الطبلة ، الدف ، المزمار ، السمسمية .
17- يوجد نوعان أساسيان من الرقص في مجتمعي البحث هما : رقص المناسبات وهو يؤدي في المجتمع البدوي ، ورقص المعتقدات ويمثله رقصات الزار في المجتمع الريفي . ولا تمارس الجماعة البدوية رقص المعتقدات حيث لا يوجد لديهم أي معرفة بالزار وطقوسه .
18- تتعدد الرقصات لدي الجماعة البدوية مثل رقصة الكف والرفيح والدحية والشمالي والسامر . ويكون لكل رقصة شروط معينة لتأديتها ترتبط بنوع وسن وعدد الراقصين .
19- يؤدي أعضاء الجماعة جميع الرقصات حيث لا يوجد راقصين محترفين فالجميع يعرف شروط كل رقصة وطريقة تأديتها .
20- ترتبط بعض الرقصات بالنشاط الاقتصادي في الوادي حيث تستخدم معظم الراقصات العصا في الرقص كما تستخدمها في قيادة القطيع أثناء الرعي .
21- تتضمن جميع الرقصات علي مجموعة من الرموز تتمثل في الحركات والألفاظ .
22- يتميز الرقص البدوي بعدد من الخصائص منها : انه نشاط يمارسه كل أفراد القبيلة ، كما انه يشير إلي القيم الجمالية ، ويعد الرقص البدوي متوارثا ، كما يوجد ارتباط بين حركات الرقص ومواقف الحياة اليومية .
23- يؤدي الرقص البدوي مجموعة من الوظائف مثل : الوظيفة الاتصالية والجنسية والنفسية .
24- تعد طقوس الزار من الطقوس ذات القدسية الهامة في مجتمع قرية تلت وذلك لما ترتبط به من أرواح وجن وعفاريت .
25- يوجد بالقرية عدد من المتخصصين بحفلات الزار وذلك مقابل أجر مادي يدفعه المريض وأهله لفرقة الزار التي تقوم بتنفيذ حفل الزار الذي يبدأ أولا بتشخيص المرض لمعرفة نوع الزار الذي يتطلبه المريض وتحديد ميعاد الحفل .
26- يقام حفل الزار في بيت المريض ويبدأ أولا بفتح الليلة والتي يقوم فيها المريض بدفع مبلغ من المال يسمي ” البياض ” أو المنحة الرمزية التي تعمل علي تعجيل العلاج وتحريكه .
27- يعتبر الزار ممارسة طقوسية لها نظامها وترتيبها وشعائرها وأدواتها ورموزها الطقوسية . ويتمثل البعد الطقوسى الرمزي للزار في : طابعه الخيالي وأغانيه التي تحقق نوعا من الإثارة النفسية وترضي الأسياد وكذلك استخدام الشموع والمباخر .
28- يعتمد الزار علي عدد من الأغاني التي تصف الجن تعبر عن طلباته وتتمثل تلك الأغاني في الرقي والفواتح والمديح .
29- تختلف أنواع الأغاني الخاصة بالزار حسب نوع كل جن فهناك العوامة والبنت البيضة المعنوية ومارية والعربي العبيد وأخيرا الجن الأزرق .
30- يرمز كل اسم من أسماء الجن إلي أنواع الجن التي يمكن أن تلبس
الإنسان . حيث ترمز العوامة إلي الجن الذي يسكن المياه كالترع والمصارف ، وترمز البنت البيضة المعنوية إلي إناث الجن الجميلات ، وتعد مارية رمزا للجن المسيحي ، أما العربي فهو يرمز للجن العربي بوجه عام .
31- تقام حفلات الزار بهدف الشفاء من الأرواح التي لبست الإنسان يتم ذلك بعقد الصلح بين المريض والأسياد من خلال عمل ما يسمي بالعقاد غناء أغاني الصلح .
32- يؤدي الزار وظائف متعددة منها الوظيفة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعلاجية والجمالية .
33- تتميز كلٌ من الجماعة البدوية والريفية بوجود الكثير من الحكايات الشعبية .
34- تتكون الحكاية الشعبية من ثلاثة عناصر أساسية هي الراوي والنص والمتلقي .
35- يعتمد الراوي في سرد الحكاية علي مجموعة من الوسائل الخاصة به كالإشارة والإيماءة والتلوين الصوتي والتعبير الحركي واستخدام النظرات المعبرة .
36- يعتبر الراوي همزة الوصل بين نص الحكاية والمتلقي . لأنه هو الذي يترجم أحداث الحكاية إلي كلمات ورموز يفهمها المتلقي .
37- تتحدد درجة كفاءة الراوي من خلال الأداء المتميز والذي يلقي إعجاب المتلقين .
38- يعتمد الراوي علي مجموعة من الرموز التي تتمثل في الإشارات والإيماءات وبعض المفردات وحركات الجسم وغيرها من الرموز التي يفهم معانيها جمهور المتلقين ، كما يستخدم بعض الأغاني أو الحكم التي تساعد الأطفال علي حفظ الحكاية .
39- يعد الراوي احد وسائل التربية في الجماعة البدوية لقيامه بالمساعدة في عملية الغرس الثقافي التي تتم بطرق عديدة منها الحكايات الشعبية . بينما تقل أهمية الراوي في مجتمع القرية بالنسبة لمجتمع الوادي لاعتبار أن مجتمع الوادي مجتمع مغلق علي ذاته يتميز بثقافة خاصة به تختلف عن الثقافات الموجودة حوله في المجتمعات الريفية المحيطة به .
40- تتنوع نصوص الحكايات الشعبية في مجتمعي البحث وقد أمكن تصنيفها إلي أربعة أنواع أساسية هي : حكايات خرافية ، وحكايات متعلقة بالحيوان ، وأخري خاصة بالتسلية ، وأخيرا حكايات متعلقة ببعض القيم .
41- ترمز معظم الحكايات الخرافية إلي الصراع بين الخير والشر مثل :حكاية الفتاة والكلبة ، نورجة ، أدب ، نص نصيص ........ الخ .
42- تقدم الحكايات المتعلقة بالحيوان دروسا مفيدة للأطفال مثل حكاية المعزة وأولادها والتي تهدف إلي ضرورة الاستماع إلي نصائح الكبار .
43- ترمز الحكايات البدوية في مجملها إلي البيئة الطبيعية والنشاط الاقتصادي، وكذلك الاعتماد علي بعض المفردات المستخدمة في اللهجة البدوية . وكذلك الحال بالنسبة للحكايات الريفية التي ترمز إلي البيئة الريفية .
44- تتميز الحكاية الشعبية بعدد من الخصائص منها : البساطة الشكلية للحكاية ، قلة عدد الشخصيات ، قلة الرصيد اللغوي ، صغر سن البطل .
45- تؤدي الحكايات الشعبية البدوية والريفية وظائف محددة مثل التسلية والترفيه والتثقيف والتعليم .
46- تغطي الأمثال الشعبية مختلف جوانب الحياة الاجتماعية في مجتمعي البحث ، فهي تعكس المواقف التي يمر بها الإنسان في حياته وفي تجاربه مع الآخرين .
47- تعتمد الجماعة البدوية علي استخدام المثل الشعبي في كل المواقف التي يمر بها البدو في حياتهم اليومية ، وفي علاقتهم بغيرهم . وقد ساعدت البيئة البدوية علي ظهور الكثير من الأمثال الشعبية التي تعد نتاجاً لتلك البيئة . كما تزخر الجماعة الريفية بوجود الكثير من الأمثال الشعبية التي تستخدمها في شتي جوانب الحياة .
48- يؤدي المثل الشعبي في كل من الجماعة البدوية وكذلك الريفية الكثير من الوظائف مثل الوظيفة التعليمية ، الترفيهية ، الاجتماعية ، الدفاعية .
49- تزخر كل من الجماعتين البدوية والريفية بوجود الكثير من الألعاب الشعبية التي يمارسها الكبار والصغار لشغل أوقات الفراغ .
50- تنقسم الألعاب الشعبية إلي نوعين هما : ألعاب فردية وأخري جماعية .
51- تختص الجماعة البدوية بمجموعة من الألعاب الفردية وكذلك الريفية ،كما يشتركان في بعض الألعاب من ناحية المضمون ويختلفان من ناحية اسم اللعبة .
52- تهدف بعض الألعاب إلي تدريب الأطفال علي مواجهة الأخطار مثل ” الاستغماية ، أمنا الغولة ” . وهناك ألعاب أخري تهدف إلي التحلي ببعض القيم مثل لعبة
” الحبوب أو القيلان ” التي ترمز إلي التحلي بالصبر ، ولعبة ” ع الظبايط ” التي ترمز إلي ضرورة الرضا بما قدره الله . كما تهدف بعض الألعاب إلي شد الانتباه لدي الأطفال مثل لعبة ” طلعنا جماعة ، وبتاوة وبصلة ”.
53- تعكس بعض الألعاب مدي تأثير البيئة عليها سواء كانت بدوية أو ريفية ويظهر ذلك بوضوح في استخدام مصطلحات من البيئة ، أو في الإشارة إلي بعض جوانب الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية .
وبعد عرض أهم النتائج التي توصل إليها البحث يمكن القول بأن الجماعة البدوية والريفية تتميزان بوجود نسق رمزي خاص بهما ، يختلف في كل ثقافة عن الأخرى . وقد أمكن التوصل إلي ذلك من خلال تناول بعض عناصر الثقافة البدوية والريفية مثل طقوس دورة الحياة ، وممارسات الرقص والحكايات الشعبية والأغاني الشعبية ، والأمثال الشعبية وكذلك الألعاب الشعبية في كلتا الثقافتين .
ولقد تضمنت تلك الموضوعات التي تم تناولها بالبحث والدراسة علي العديد من التعبيرات الرمزية التي كانت تتمثل في تعبيرات ظاهرة وتعبيرات كامنة ، سواء كان ذلك في الثقافة البدوية أو الريفية . حيث أن هاتين الثقافتين تعدان حقلاً خصباً للسلوك الرمزي والتعبيرات الرمزية . لما تتميزان به من وجود علاقات التماسك والتضامن الاجتماعي وعلاقات الوجه بالوجه أي العلاقات المباشرة . وترجع تلك الاختلافات إلي الظروف الأيكولوجية والثقافية .