![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص نستنتج مما سبق أن نشأة عياد الثقافية لها دور كبير في تحديد مساره النقدى فهو ناقد حر يأخذ ما يشاء ويرد ما يشاء 0 أن الاحساس المرهف بالحرية عنده حال دائما دون التزامه بموقف أيديولوجي محدد وظهر لنا وكأنه يبحث عن نفسه بين الاتجاهات المتعددة والمتناقضة بحرية تامة وقد كان يلتزم بالمواقف أكثر من التزامه بالمناهج تأسيا بفعل بعض الوجوديين من أجل ضمان الحرية التامة0 فتجمعت الاتجاهات النقدية في ذهنه من خلال سلسلة من التقابلات ينفي كلا منهما الآخر ويتكامل معها كما أن الوقت نفسه فالكلاسيكية تنفي الرومانسية وتتكامل معها والواقعية تنفي الحداثة وتتكامل معها كما أن الانطباعية تنفي العلمية وتتكامل معها كذلك وكان لابد من اقتراح حل لهذه التقابلات يقوم على التوسط بينها جميعا وقد عثر عليه عياد في مفهومه الخاص به (للذوق)0 إن مفهوم التوسط من المفاهيم المحورية في فكر عياد ما نجده يعرض للقضية المراد بحثها على أنها يتجاذبان طرفان أو على أنها تقع بين طرفي ثنائية ضدية أو مجموعة من الثنائيات وتكون مهمته الأولى ةوالاساسية في أن يحل التعارض القائم بين هذه الثنائيات من زاوية القضية المعروضة0 وأوضحت الدراسة أنه يمكن متابعة تطوره النقدى في مسارين ”مسار الناقد الأكاديمي” الذى يسعى الى وضع نظرية عربية في النقد من خلال مشروعه الأسلوبى0 فالدراسة العلمية للأدب هي التي يطمح اليها عياد وبالفعل يطبقها في الكثير والغالب من أعماله أن مفهوم العلمية عند عياد واسع وشامل ومتغير فهو ممتد من علمية النقد الكلاسيكي الى علمية النقد العلمي0 وتمثل بداية مشروعه الأسلوبى هي المرحلة العلمية المباشرة لديه0 وعياد لا ينكر اشكالات العلمية ولكنه يريد لهذه العلمية أن تكون من نوع معين يقول ( إننا لا نريد للنقد الأدبى ولا لعلم الأسلوب أن يعتصما بأبراج الأكاديمية على الرغم من انهما لن يغدوا علمين الا بهذه الطريقة فهذان العلمان وهما عندنا أيضا علمان وان اختلفت ىمناهجهما عن مناهج العلوم الطبيعية - هذان العلمان هما اجدر العلوم المعاصرة أن يكونا عنصرين رئيسيين في ثقافة الانسان المثقف |