![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فى الكون الناظم وفى العقل الناظم والمعرفة هى مطابقة هذين النظامين والنظامان من معدن واحد والمطابقة بينهما ممكنة لما فيهما من تشابه ولو لم يكونا متشابهين لاستحالت المعرفة ولو لم تكن المطابقة بينهما ممكنة ماعلم احد شيئا وتشابه النظامين الكونى والعقلى ليس فرضا يحتاج الى برهان بل هو جوهر امكان المعرفة ومن انكرة فقد انكر المعرفة كلها وهذا النكار خطأ يدل علية ما حقق العقل من قدرة على التحكم فى كثير من المور الطبيعية ولم نكن لنستطيع التفكير وفهمنا للكون فإن الحقيقة التى تثبت ثبوتا قطعيا هو هذا التوفق بين النظام الكون ونظام العقل . فالرقى فى النظم الكونية هو الذى ادى الى وجود العقل. وهب الله سبحانه وتعالى الانسان نعمة العقل واستخلفة فى الارض, وبفضل هذه النعمة نشأ التعقل والتفكير وتمييز الانسان عن سائر المخلوقات بهذه الميزة ومن هذا النحو الفياض اكتسب الانسان المعرفة وتتعددت نشاطاته وقواه العقلانية بين فكر دينى وفكر فلسفى وفكر علمى . فكان التصديق بالوحى معرفة بالحق وكان التاملل معرفى بالحقيقة وكان التعليل معرفة وتحقيقا وتولد عن ذلك اعتقاد وعبادة وتفسير للمعرفة. |