الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن المجتمعات الحديثة تخشى اللغة وعلي حق إنها أخطر سلاح تملكه اليوم البشرية وليس عبثاً ذلك النداء الذى ألقاه الفيلسوف الفرنسى جان وألح فيه علي ضروة تجريد الثقافة من السلاح لقد هاله ما يتعرض له اإنسان من تضليل وببلبة ثم خطر الحرب التي تهدد البشرية إن نجح العابثون في اليسطرة علي أفكار وقلوب الجماهير إن تجريد الثقافة من السلاح معناه أن توجه الثقافة وعربتها اسمها اللغة إلي التقريب ما بين بنى الإنسان وإلي الفرار من التضليل والخداع وكفي ما عرفنله من ألم نتيجة لسؤء استخدام تلك الحربة الجبارة. ولكن لماذا الخطابة في الجاهلية ؟ أولهما أن الخطابة فن أدبي عريق في تاريخ الأمم يتوسل بالكلمة ذلك السلاح عظيم الخطر وتلك العربة منيعة الوزر لأنها دائما وأبدا تهدف إلي التأثير والإقناع معبرة عن عقيدة الخطيب ورأيه في إشكاليات الوجود تشتد باشتداد الازمات التي ترتبط ارتباطا جذريا بمصير الجماعة وتقرير مستقبلها وترجحها بين النزاعات والتيارات التي تحدق بها فهي ربيبة السلاح تواكبه وتعوض عنها وأحيانا كثير تشحذه وتحفزه وتقتحم ملامح الدمار وما الي ذلك مما ألف الناس دعوته بطولة ومجدا. |