الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص النتائج الأخرى الهامة التى توصلت إليها الرسالة أن مفهوم ” اليهود فى مصر ” لا يعنى يهود مصر ؛ بل يعنى اليهود الموجودين فى مصر أو الذين لهم تأثير على الأحداث فى مصر . وهو يخلص من ذلك إلى أن اليهود على العموم لم يكن لهم دور سياسى مباشر ؛ بالمعنى المتعارف عليه ، بل دورهم السياسى كان عن طريق غير مباشر ؛ بمعنى أنهم لم يكونوا أصحاب قرار ؛ بل منفذى مخطط ، وإن كان هذا المخطط منصباً على فلسطين ؛ إلا أن ارتباط مصر بفلسطين سواء تاريخياً وجغرافياً ؛ أو منذ أيام محمد على ؛ هو الذى وضعها فى بؤرة السياسة الغربية ؛ بتسخير اليهود وبنوكهم لإغراق الحكام بالقروض والديون ؛ لإفلاس مصر ؛ لإيجاد ذريعة لاحتلال مصر والتحكم فيها . وزرعهم فى فلسطين كعميل مخلص وطابور خامس للسياسة الغربية . وترويج الفكر العلمانى فى مصر والشام وباقى المنطقة . ولذا فإن اليهود فى مصر سواء من أصول مصرية أو غير مصرية لم يكونوا ذات قوة فعلية أو نفوذ. بل دورهم ثانوى تابع فى مخطط ، لا يقوى على الاستقلال والانفراد دون دعم الإمبريالية له وإلا فقد أهميته وأصبح لا ضرورة له من الأساس وبالتالى فإن الأحداث السياسية التى مرت بها مصر فى تلك الفترة ؛ عبارة عن انعكاس نتائج السياسة الخارجية لدول أوروبا ؛ على مصر . وأن معظم تركيز السياسة الخارجية لدول أوروبا وخاصة إنجلترا وفرنسا وروسيا كانت منصبة على الإمبراطورية العثمانية ؛ وبالذات مصر ؛ لما لها من تأثير وأهمية فى الخلافة . وبسبب رغبة إسماعيل فى الانفتاح على الغرب ؛ وجعل مصر قطعة من أوروبا ، ترك مصر مفتوحة مباحة لمن يريدها . واختلطت الأمور وفلت الأمر من يده . |