الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يهدف كل نوع من أنواع الكائنات الحية إلى الحفاظ على ذاته وإستمراره وإنتشاره ولذا تتابع حلقات النمو فى كل الكائنات والأنواع مستهدفة إستكمال مراحل التكاثر الذى يعد من الناحية الحيوية هدفا من أهداف الحياة. ومع تعدد أشكال التكاثر وصوره تتعدد أشكال الحياة بدءا من إنقسام الخلية الوحيدة فى الجراثيم إلى إنتقال بذور اللقاح والنبات والرياح والأمطار وإنتهاء بالتكاثر فى الإنسان بتعقيداته الحيوية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية فالتكاثر – مثل النمو – يرتكز على شفرة جينية تخدمها آليات متعددة مثل ( العمر – السن عند الزواج ... إلخ ). لهذا ويعد النمو والتكاثر والتواصل والتطور من أهم وظائف الحياة الأساسية بل هو السبيل الأوحد للحفاظ على بقاء الإنسان من خلال الأسرة Family التى تمثل الخلية الأولى فى المجتمع كما تمثل أهمية كبيرة فيه تنبع من كونها الإطار العام الذى يحدد تصرفات الأفراد وخصائصهم الإجتماعية والثقافية. ويكشف تاريخ الأسرة عن مراحل تطور إجتماعى مرت بها إقتضت – فى النهاية – حدوث عدة تغيرات فى بنائها وصاحب ذلك ظهور العديد من المؤسسات والأنظمة الإجتماعية التى أبدعت فى أداء أدوارها لدرجة جعلتها تنتزع من الأسرة بعض أدوارها التربوية ( كالمؤسسات التعليمية والصحية والدينية والإعلامية ) وغيرها من المؤسسات التى برهنت مع التزايد السكانى أنها بديل عصرى للقيام ببعض أدوار الأسرة. وعلى الرغم من هذا فقد ظلت الأسرة هى الوسط المشروع لتحقيق غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعية والإجتماعية كبقاء النوع والغريزة الجنسية وعواطف الأمومة والأبوة. وقد حظيت الأسرة فى الإسلام بمكانة عالية فهى إمتداد للحياة والفضيلة معا وإمتداد للعمران والتكاثر وليست الغاية مجرد إيجاد أجيال تحسن الأكل والشرب والمتاع وإنما الغاية إيجاد أجيال تحقق رسالة الوجود ويتعاون الأبوان فيها على تربية ذرية سليمة الفكر والقلب شريفة السلوك والغاية لهذا عد الإسلام الزواج عبادة وحث على حسن إختيار الزوجة الصالحة. |