Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ادب الرعب عند جوزيف شريدان لوفانو و نظام الاستعمار الاستيطاني في ايرلندا في القرن التاسع عشر
الناشر
جامعة عين شمس. الاداب. اللغة الانجليزية و ادابها
المؤلف
سلام،مها محمد احمد
عدد الصفحات
325ص
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 290

from 290

المستخلص

تهدف الرسالة إلى دراسة عدد من الأعمال الروائية للكاتب الأنجلو ايرلندي جوز يف شريدان لوفانو (1814-1873), و تندرج تلك الأعمال محل الدراسة تحت الصنف الأدبي الروائي المعروف بأدب الرعب Gothic Fiction , و هي تشمل الأعمال التالية:
1-رواية ”العم سيلاس ” Uncle Silas
2-رواية ”كار ميلا ” Carmilla
3-رواية ”المنزل بجوار فناء الكنيسة ” The House by the Churchyard
4-قصة قصيرة بعنوان ”وصية السيد توبي ” Squire Toby s Will
5- قصة قصيرة بعنوان ”الرسام شوكن ” Schalken The Painter
و تعتمد المرجعية البحثية في الرسالة على محورين أساسيين و هما:
أولا: دراسة العلاقة بين الواقع التاريخي و الثقافي لمشروع الاستعمار الاستيطاني في ايرلندا في القرن التاسع عشر و بين نصوص أدب الرعب عند كاتب مثل لوفانو ينتمي الى طبقة المستوطنين الأنجلو ا أيرلنديين .
ثانيا: دراسة العلاقة بين خطاب أدب الرعب عند لوفانو و الأنواع الأخرى من الخطاب الأدبي منها و غير الأدبي, مثل العلمي و الفلسفي و السياسي و التاريخي و الديني و غيرها من أنواع الخطاب التي شهدت تطورا ملحوظا في القرن التاسع عشر أو ما يعرف بالعصر الفيكتوري .
-و تنقسم الرسالة إلى افتتاحية و أربع فصول و خاتمة وبببليوجرافيا خاصة بمراجع البحث .
و الفصل الأول من الرسالة يشتمل على مقدمة تتناول بالتفصيل الخلفية التاريخية و الثقافية للنصوص محل الدراسة, بالإضافة للتركيز على خصائص المجتمعات الاستعمارية الاستيطانية في أيرلندا في القرن التاسع عشر بصفة خاصة. كما يتناول الفصل تقاليد أدب الرعب و أهم السمات التي تميز بها هذا الصنف الأدبي منذ نشأته في منتصف القرن الثامن عشر و حتى يومنا هذا, مع مراعاة أن أدب الرعب كما تظهر الدراسة هو نوع مميز من الأدب يستخدم إستراتيجيات نصية مختارة تعرف باسم الأعراف أو التقاليد الخاصة بأدب الرعب Gothic conventions, ليتم بواسطتها التفاعل الإيجابي بين النص الأدبي و الواقع التاريخي و الاجتماعي خارج النص .
-و الفصل الثاني من الرسالة يتناول ظاهرة ”الوحش غير الآدمي ” Monstrosity كما وردت في كافة الأعمال محل الدراسة حيث يعتبر هذا الرمز أحد الرموز الشائعة الاستخدام في أدب لوفانو, لما له من قدرة على التعبير بمرونة و كفاءة عن الأنماط غير المحددة من المخاوف التي تهدد سلطة الطبقة الحاكمة في أيرلندا في القرن التاسع عشر, و هي تلك الطبقة التي ينتمي إليها الكاتب, و التي كانت آخذة في الانهيار الاقتصادي, و بالتبعية الانهيار السياسي و الاجتماعي, طيلة سنوات هذا القرن.
-أما الفصل الثالث فهو بعنوان ”بيوت مسكونة ” و المقصود بها هو ذلك ”البيت الكبير ” الذي يسكنه المستوطن الأنجلو أيرلندي مع عائلته, و الذي يشكل هو و الأراضي التابعة له وحدة اقتصادية و سياسية متكاملة يتم من خلالها توطيد نفوذ المستوطنين و نفوذ الوطن الأم إنجلترا في المستوطنة الأيرلندية, ومن الطبيعي أن يصبح هذا البيت الكبير في نظر الشعب الأيرلندي رمزا للطغيان و الإمبريالية, و أن يصبح سكانه هدفا لكل الحركات الثورية التي كثيرا ما اجتاحت الريف الأيرلندي خاصة في القرن الثامن عشر و لتاسع عشر, و لكن الملفت للنظر أن لوفانو من خلال أعماله الأدبية يرى أن هذا البيت مهدد أولا بالأفعال الإجرامية التي ارتكبها الآباء المؤسسون للنظام الاستعماري و التي يتوارثها أبناؤهم جيل بعد جيل, حتى كأن أشباح الماضي هي التي تحاصر الأجيال الحالية من المستوطنين, و تحيل حياتهم الى جحيم ليس له مخرج سوى الانتحار أو الاستسلام لنمط من الحياة أشبه بالغيبوبة و فقدان الوعي.
-و يتناول الفصل الرابع من الرسالة ظاهرة التضحية بالأبناء, و توضح الرسالة أن هذه الظاهرة هي ظاهرة أصيلة في التراث الأدبي الأنجلو أيرلندي, منذ كتابات جوناثان سويفت و إدموند بيرك في القرن الثامن عشر حتى كتابات و.ب. ييتس و أليزبيث بوين و جينيفر جونستون في القرن العشرين, و تتمثل ظاهرة التضحية بالأبناء كرمز نصي يشير الى الرواية المتناقضة التي تنتقل عبر الأجيال المختلفة من العائلات المستوطنة, و التي تقوم بطمس حقيقة الغزو الاستعماري و إنكار استحقاق السكان الأصليين في تلك الأرض المستعمرة.
و تظهر الرسالة أن تلك الرواية المتناقضة تتسبب في أزمة هوية حادة عند الأجيال الشابة من المستوطنين و تجعلهم أكثر عرضة للاضطرابات النفسية المختلفة.
و كما توضح الرسالة أن الأسرة المستوطنة تقوم بتكليف أبنائها بأعباء تفوق طاقتهم و تجعل الأولوية للحفاظ على كيان الأسرة و الطبقة الحاكمة و ليس لمصالح الأبناء الفردية و بهذا يكون المجتمع الاستيطاني مجتمع ذاتي التدمير حيث أن الأجيال السابقة تضحي بالأجيال المستقبلية في سبيل وهم تحقيق استمرارية الوجود.
و الخلاصة أن الدراسة الحالية قد أثبتت أن رؤية لوفانو لمصدر الخطر و طبيعة التهديد الموجه لكيان الطبقة المستوطنة هي رؤية تعتمد على الحتمية التاريخية التي تؤكد أن الفناء و الزوال هو المصير الطبيعي للطبقات المستوطنة المستغلة التي قامت في الأساس على فكرة العدوان الاستعماري العنيف, وما يصاحبه من عنف و سفك دماء السكان الأصليين و انتزاع ملكية أراضي الغير و إنكار استحقاقهم لها و تحويلهم من مالكي أرض الى مستأجرين مهددين بالتشريد في أي لحظة, مثل هذه المجتمعات مهما وصلت من قوة ظاهرة الا أن بذور عدم الاستقرار تكون كامنة داخل نسيجها تنتظر اللحظة المواتية للانقضاض على المغتصبين واسترداد الحقوق.
-كما تثبت الرسالة أن هناك علاقة جدلية بين أنواع الخطاب المختلفة الموجودة في القرن التاسع عشر و بين الخطاب الأدبي محور الدراسة و المتمثل في نصوص من أدب الرعب عند لوفانو, فعلى سبيل المثال يظهر في النصوص محل الدراسة التأثر الواضح بأسلوب التفكير العلمي المميز للعصر الفكتوري, و بأنواع الخطاب السياسي المرتبط بتحديد هوية الفرد / المواطن داخل المجتمعات المدنية الحديثة, و المرتبطة أيضا بتحديد أنماط العقاب في هذه المجتمعات. و من الجدير بالذكر أن بعض تقاليد أدب الرعب تعود جذورها إلى تلك المخاوف التي أثارتها النظريات العلمية الحديثة مثل نظرية النشوء و الارتقاء لداروين و الاكتشافات الخاصة بعلم الفلك و الجيولوجيا, و تلك التطورات التي كان من شأنها فقدان إنسان القرن التاسع عشر الشعور الثقة و الأمان و الوضع المستقر بالنسبة لسائر الكائنات, بل و الكون بأسره.
و هكذا نجد أن أدب الرعب عند لوفانو أبعد ما يكون عن الأدب الهروبي escapist fiction بل على العكس هو نتاج مخاوف الطبقة المستوطنة الأنجلو أيرلندية في القرن التاسع عشر, و هو أيضا نتاج الكشوف العلمية و التطورات السياسية و الاجتماعية في المجتمع الاستعماري الاستيطاني.