الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تُعْنَى التربية الحديثة الآن بتنمية المتعلم في جميع مراحل تعلمه ، و خاصة المرحلة الابتدائية التي تُعَدُّ مرحلة الأساس في تعليمه ، و بناء شخصيته ، بحيث توفر له أكبر قدر ممكن من التعليم بما يتناسب مع خصائصه ، و احتياجاته ، إلى جانب استعداداته و قدراته التي تكونت لديه في مراحل نموه المختلفة . إن تلميذ المرحلة الابتدائية له خصائص و احتياجات تختلف إلى حد كبير عن أية مرحلة أخرى ، حيث تُعَدُّ هذه المرحلة مرحلة النشاط الواضح فيميل التلميذ إلى كل ما هو عملي ، فيبدو و كأنه عَالِم صغير ممتلئ نشاطاً و حيويةً و مثابرةً و يميل إلى العمل و يريد أن يصنع شيئاً لنفسه ، و تُعَدُّ حواسه بمثابة المراصد الخارجية لجهازه العصبي ، و كلما تعددت و تركزت حول مثير واحد كان إدراكه أكثر وضوحاً , و تتضح تدريجيا قدرته على الابتكار إلى جانب ميله للعمل الجماعي الذي يشوبه الولاء و التنافس و يستغرق ذلك معظم وقت التلميذ . و هناك العديد من التطبيقات التربوية التي يجب مراعاتها في تلك المرحلة فعلى المعلم أن يقدم تعليما يَسهُل تصوره فيستعين بوسائل سمعية ، و بصرية إلى جانب المجسمات التي تتيح للتلميذ فرصة الإدراك البصري و اللمسي ، و رعاية النمو الحسي و العناية بمهاراته اليدوية و محاولة تنمية الابتكار لديه و العمل على توسيع الاهتمامات العقلية و تنمية حب الاستطلاع لديه و ذلك باستغلال استعداد الطفل لاكتشاف بيئته المحلية . وحتى لا يواجه المتعلم كثيراً من الصعوبات في دراسته أو تنفيذ نشاطه العلمي فإنه يحتاج إلى اكتساب مهارات عقلية خاصة تسمى عمليات العلم ، و هي مجموعة من القدرات و العمليات الخاصة اللازمة لتطبيق طرق العلم و التفكير بشكل صحيح ، و تتميز تلك العمليات بأنها تتضمن مهارات عقلية محددة يستخدمها التلاميذ لفهم الظواهر الكونية و الوجود , و هي سلوك محدد للعلماء و يمكن تعلمها و التدريب عليها كما يمكن تعميمها و نقلها إلى الحياة . حيث أن طبيعة مادة العلوم تسهم في تحقيق الأغراض العامة للمتعلم لمساعدته على كسب معلومات مناسبة بصورة وظيفية تساعد على فهم نفسه و العمل على إشباع حاجاته النفسية و الجسمية و الاجتماعية كما تساهم في فهم الظواهر الطبيعية التي تحيط به و ترقي من علاقته بالبيئة و تزيد من سيطرته عليها و حسن التكيف معها ، إلى جانب كسب التلميذ الاهتمامات العلمية بطريقة وظيفية ، و كسب صفة تذوق العلوم ، و تدريب التلميذ على الأسلوب العلمي في التفكير ، و اكتساب مهارات معرفية و مهارات تشغيل الأجهزة و كيفية التقدير ( وصف الاستخدامات – الفوائد – العيوب ) . و بذلك نجد أن طبيعة مادة العلوم و أهدافها مجال خصب لتنمية عمليات العلم ، حيث أنه لتنمية عمليات العلم نتائج عديدة منها : تساعد التلميذ للوصول إلى المعلومات بنفسه الأمر الذي يجعله المحور الأساسي لعملية التعلم ، تنمي مهارة البحث و الاستقصاء ، تنمي قدرة التعلم الذاتي ، و التفكير الناقد و الخلاق ، و تنمي حب الاستطلاع و البحث عن مسببات الظواهر . إذ إن العديد من مشكلات الحياة اليومية يمكن تحليلها و اقتراح حلول مناسبة لها عند تطبيق مهارات عمليات العلم ، و يحتاج التلميذ في مراحل نموه الأولى أن يتعلم كيف يلاحظ و يصنف و يستنتج ، و يكتشف ، و يتنبأ ، و يجرب ، كما أنه يحتاج إلى إدراك علاقات المكان و القدرة على استخدام الأعداد . و قد عُنِىَ كثير من الدراسات العربية و الأجنبية بتنمية عمليات العلم ، فهناك بعض الدراسات التي عنيت بتنمية عمليات العلم و دراسة أثر ذلك على التحصيل الدراسي كدراسة ( أماني الموجي : 1988 ) التي قامت بتنمية عمليات العلم لدى تلاميذ الصف الثامن من التعليم الأساسي ، من خلال إعداد دليل للمعلم يوضح السير في تدريس الوحدة ، و دراسة ( حياة رمضان : 1990 ) لتنمية عمليات العلم التكاملية لدى تلاميذ الصف الأول الثانوي من خلال مادة الفيزياء ، و تأثير ذلك على مستوى التحصيل للطالبات و دراسة 2002) : ( Lightburn ,Millard E.Fraser .Barry j التي اعتمدت على بعض عمليات العلم لتنمية بيئة الصف و تنمية تحصيل الطلاب في المرحلة الثانوية . |