Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم فى تربية الاطفال ومتطلبات تطبيقها لمواجهة تحديات العصر /
المؤلف
الألفى، على محمد على.
هيئة الاعداد
باحث / على محمد على الألفى
مشرف / عبدالرحمن عبد الرحمن النقيب
مشرف / محمد عطوة مجاهد
باحث / على محمد على الألفى
الموضوع
الأطفال.
تاريخ النشر
2010.
عدد الصفحات
246 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/1/2010
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية التربية - قسم أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 246

from 246

المستخلص

لا يخفى على كل ذى بصر وبصيرة, ما يعيشه العالم اليوم من تغيرات سريعة, وتطورات متتابعة, فالعصر الحاضر يتصف بالثورة العلمية والمعرفية, وتنطلق فيه عجلة التقدم, فتزود العالم كل يوم, بل كل ساعة, بسيل من المعارف والحقائق العلمية, فقد أصبح العالم اليوم قرية صغيرة, مما يُلزم الجميع أن يعيشوا ما يعيشه الآخرون, إذ أنهم يتأثرون بكل ما يحدث حولهم, وليس بمقدورهم أن يكونوا فى معزل عن عالمهم, ويتجاهلون كل هذه التطورات السريعة, والأحداث المتلاحقة, وقد فُرضت تحديات معاصرة على الإنسان عامة, وعلى المسلم خاصة, ولا يجد مفرا من مواجهتها, وتتمثل هذه التحديات فى التقدم العلمى, والإنفجار المعرفى, والتقدم التكنولوجى, وثورة الإتصالات, وثورة التكتلات الإقتصادية, والإتجاه نحو سياسة الإقتصاد الحر. كما أن التحديات المعاصرة تشمل الهيمنة الثقافية الغربية, ومحاولة تهميش الثقافة الإسلامية, والتحديات التى تواجه اللغة العربية فى عصر العولمة, وتشجيع العولمة لثقافة الأقليات فى المجتمعات الإسلامية, ودفع العولمة بالثقافة الإسلامية الإستهلاكية إلى الأمام, وتأثير العولمة على القيم الخلقية. والتعليم فى مصر ليس بمعزل عن كل هذه التحديات, فهو يدور فى فلكها, ويتأثر بها, فلقد لمسنا التدخلات الكثيرة فى مناهجه وطرق التدريس به, بل فى شكل المبنى المدرسى ومكوناته, وقد ظهرت بعض الآثار السلبية لهذه التحديات فى التعليم المصري, فقد أصبح دور المدرسة مهمشا, وإستشرت ظاهرة الدروس الخصوصية, وأيضا ساءت العلاقة بين المعلم وتلميذه, كذلك العلاقة بين الوالدين وأولادهما, وظهرت سلوكيات شاذة لم تكن موجودة فى مجتمعنا المسلم, كالإدمان والألفاظ النابية والسلوك العدوانى والعنف, و ظاهرة أطفال الشوارع, ولا نغفل تدنى مستوى المنتج التعليمى, وعدم ملاءمته لسوق العمل, الأمر الذى تسبب فى مشكلات خطيرة كالبطالة وقلة الإنتاجية, ومشكلات أسرية ومجتمعية كثيرة, وغيرها من الآثار السلبية. وتأسيسا على ما سبق, فإن الخروج من هذه الأزمة, والتغلب على هذه التحديات, قد يكون فى تطبيق أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم فى تربية الأطفال, فكل فعل من أفعال النبوة, أو قول من أقوالها مهما بدا يسيرا, فإنه إشارة إلى سر من الأسرار عال, أو حكمة من الحكم الرفيعة, أو هدي من الهدى سام, أو بصيرة من البصائر تنفذ إلى قلب الحقيقة, فتبلغ منه غاية مداه, كل فعل من أفعال النبوة, أو قول من أقوالها هو قانون أخلاقى للإنسان, قانون لا يكون إلا للتأسى به واتباعه, قبل الاجتهاد فى فهم معانيه, وسبر خوافيه, وقبل تذوق جماله, والاطمئنان بصدقه, والحبور بما نناله منه من علم ومعرفة. فقد ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه, أطفالا, شبابا, رجالاوشيوخا, بأساليبه التربوية الفريدة, وصنع منهم خير أمة أخرجت للناس, وجعل العربى الفظ الغليظ, يعلم الدنيا مكارم الأخلاق وأصول الحياة المدنية العريقة, ويعتز بإسلامه وينتمى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم, ولا يتأثر بتيارات خارجية تغير من سلوكه القويم أو تضعف إعتقاده المكين, أو تحول وجهته إلى غير رب العالمين, فقد واجه المسلمون الأوائل مثل هذه التحديات, ولكنهم لم يضعفوا ولم يستكينوا, بل كانوا فى ثَباتهم كالجبال, وفى رسوخ عقيدتهم كالأعلام, وقاوموا الحجة بالحجة, والدليل بالدليل, حتى غيروا الكثيرين من أصحاب الأفكار الهدامة والدعاوى المناهضة, وضربوا أروع الأمثلة البشرية فى الثبات على الحق وحب الخير للآخرين, متأسين بزعيمهم وأسوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.