![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مصطلح (رؤية الواقع) يعنى النظر إلى الواقع من وجهة نظر خاصة بالناظر أو المنظور إليه، ومن ثم فإن رؤية شخص ما لواقع معين تختلف عن رؤية شخص أخر للواقع نفسه. وظهر المصطلح (واقعية Realism) فى منتصف القرن التاسع عشر فى أوروبا وسار فى خط مواز لتيار الرومانسية حيث يشتركان فى هدف واحد هو مواجهة التيار الكلاسيكي وظهرت أنواع عديدة للواقعية منها الواقعية الاشتراكية، والواقعية النقدية وواقعية المحاكاه والواقعية السحرية والواقعية الجديدة. ونجد نضج الواقعية الاشتراكية فى رواية (الأرض)، وكذلك الواقعية النقدية فى رواية (قنديل أم هاشم)، كما نجد المزج القوي بين الواقعية والرومانسية فى (عودة الروح)، وتمثلت الرؤية الواقعية الاجتماعية فى رواية (الحرام). وصف جمال الغيطانى بأنه (تولستوى) لإبراز مكانته الأدبية الرفيعة بين أرجاء العالم خاصة بعد ترجمة روايته (الزينى بركات) إلى أربعة عشر لغة وصدورها عن دار (لوسوى) العالمية، وأصدر أول أعماله الأدبية (أوراق شاب عاش منذ ألف عام) سنة 1963م هى مجموعة قصصية، ضمت قصة (أيام الرعب) التى يتضح من خلالها رؤيته للواقع الاجتماعى فى صعيد مصر متمثلًا مأساة (الثأر). رواية (رسالة فى الصبابة والوجد) حيث تمزج بين الواقعية والرمزية ومحاكاة النصوص الصوفية. وقد أتيح للغيطانى فرصة المشاهدة الحقيقية لهزيمة 1967م، ونصر أكتوبر 1973م أثناء عمله مراسل حربى فانعكس ذلك فى أعماله، فظهرت الرؤية القصصية عنده فى ظل هزيمة يونيو من خلال قصة (أرض .. أرض) و (حكايات الغريب) ، كما اتضحت ملامح البنية الواقعية فى حرب أكتوبر 1973م فى رواية (الرفاعى). ولأن الغيطانى متيم بتراث مصر فى عصر العثمانيين والمماليك. فقد تعددت صور استلهام التاريخ والمحاكاه عنده، فرواية (الزينى بركات) خير مثال على ذلك. فقد أفاد الغيطانى من الوقائع المرجعية التى أوردها ابن إياس فى كتابه (بدائع الزهور فى وقائع الدهور) فى فترة دخول العثمانيين مصر، فقد نجح الغيطانى فى الكشف عن تطور رؤيته للواقع من خلال أعماله الأدبية ومصاحبته للأحداث التاريخية فى مصر، وأبرز مدى يقظته فى رصد متغيرات هذا الواقع سواء كان اجتماعيًا أو تاريخًيا أو سياسًيا. |