الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد الفكر السياسي واحدًا من أهم الموضوعات التي تشغل جانباً كبيرا من اهتمام الكثير من المفكرين والعلماء، وتدور طبيعة الفكر الفلسفي حول العمليات المعرفية التي يقوم بها المفكرمن أجل بيان وتوضيح الأفكار والآراء الموجودة داخل مجتمع ما، والمتعلقة بإدارة الدولة ومؤسساتها، كما يشكل أحد المقومات الأساسية التي تسعى إلى تنظيم الحياة الإنسانية بواسطة رسم الحدود والقوانين التي تمنع تعدي طرف على الآخر، كما أنه يُعد أحد أهم اتجاهات العلوم السياسية في عصرنا الحالي. فهو يسعى إلى إيجاد أحكام واضحة تجمع بين المناهج التجريبيةوما هو موجود على أرض الواقع.وتمثل إشكالية الدولة الإسلامية المعاصرة التي دعى لها بعض المفكرين سواء الإسلاميون أو الليبراليون أو العلمانيون من أبرز ما يواجهه المفكرون في العصر الحديث، إذ كثرت الجدالات والحوارات في هذا الأمر فدخل في دائرة الرفض والقبول في كتابات المثقفين الذين تصادمت آراؤهم بين القبول والرفض لفكرة الدولة الإسلامية العصرية، إذ من الصعب أن تجد خطابا حديثا في الفكر العربي المعاصر يخلو من جدل فكري حول ما يمكن أن يمثله الإسلام في بناء الدولة ومؤسساتها، فإذا كان الحديث عن شكل النظام السياسي ومضمون القانون، فإننا لابد أن نجد حضورًا للإسلام في محاور النقاش ولابد أن يكون لهذا النقاش موقف من الإسلام سواء أكان هذا الموقف يتسم بالرفض أو القبول، ولا يمكن قبول موضوعية بحث أو حوار معين ما لم يحدد موقفه إزاء الإسلام ونظرياته في الحكم والإدارة على اعتبار أن المجتمع العربي يضم بين دفتيه أغلبية شعبية لا تزال تنظر إلى الإسلام كمشروع خلاص ونظام متكامل وبأنه وحده الكفيل بإخراج المجتمع من أزمته الراهنة، على الرغم من وجود الرأي المضاد لذلك.هكذا يرتبط مفهوم الدولة الإسلامية العصرية في فكر برهان غليون ارتباطا وثيقا، الأمر الذي جعل الكثير من محاور الخلاف بين المفاهيم الإسلامية، ومفاهيم الخطاب العربي المعاصر المخالف لها لم تزل موضوع نقاش وجدال، ولا يمكن لأحد ممن شغل فكره في تتبع إشكاليات العلمانية أن ينكر الصلة الوثيقة بين التيارات القومية والعلمانية، إذ أن اغلب النظم السياسية والثقافية والاجتماعية التي طبقتها الدولة الحديثة هي وليدة المشروع القومي الذي لم يخش تبنيه للعلمانية، ويظل في تاريخ الإسلام فلاسفة ومفكرون رفعوا من شأن الدين واستوعبوا قيمته كثورة في الفكر الإنساني فبرهان غليون يؤكد أن الإسلام لا يعرف الحكم باسم الله أو الحكم الثيوقراطي. |