Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الثُّلاثيَّاتُ النَّسَقيَّة لهُويَّة النَّاقد فى خطاب شُكري مُحَمَّد عَيَّاد :
المؤلف
السِّرجاني، ريم عادل سعد عبد الفتَّاح.
هيئة الاعداد
باحث / ريم عادل سعد عبد الفتَّاح السِّرجاني
مشرف / سيد محمد السيد قطب
مشرف / عبدالمعطي صالح عبد المعطي
مناقش / محمود الضبع
مناقش / منى سعيد أبو الوفا
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
439ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 439

from 439

المستخلص

مُلخَّصُ الرّسالة
اختصَّت الرسالة بالبحث في هُويّة النقد والنقاد من خلال المنهجية الابستمولوجية المتوجهة إلى ذاتها بالمراجعة لملائمة روح الفن وجدليته مع العلم في نطاق الظواهر الإنسانية التي تحاورها، والمتوجهة إلى نموذج الناقد شكري محمد عياد وفلسفته النقدية وهُويّته الثقافية بالقراءة والجدل. وذلك إيمانًا بدور الجامعة الريادي المُحرِّك لآسِن الإجابات الثقافية المكرورة عَبر إعادة المساءلة الفلسفية لواقعنا الحاضر وقضايانا السياقية المحلية والعالمية وإعادة بلورة وتحديث رؤانا لدورنا الكوني والعربي غير المنبتّ عن واقعنا التاريخي ومؤمَّلِنا المُسْتَشرَف. وقد اختارت الدراسة الدكتور شكري محمد عياد نموذجًا ثقافيًا للبحث الجدلي حول فلسفة النقد ومحاولة تأصيل منهجية حديثة تصلُ حاضرنا بماضينا ومُتَشَوَّفِنا، من مُنطلَق كونه مثالًا استثنائيًا يمتازُ بريادة حقيقية لمفاهيمية التجديد الذي يُعنى بمراحل الخَلق والتطور غير المُبتَسَر أو المُتَعَجَّل مُستَبَق الحصائل مُجتَزَأ السعي البحثي والتأصيلي مُقتَطَع الصلات عن سؤال الفلسفة الوجودي وما ورائيته الروحية الفائقة للمنطق الصوري المُستَهَلَك. بحيث اكتسب مفهوم التحديث لديه ارتباطًا بمفهوم الأصالة الني عَنَت في مُدركه إحياءً جدليًا للازمنية الماضي بصور عصرية ظرفية لا حدّ لها. جاء التمهيدُ البحثي معنيًا بالتأصيل المفاهيمي مجادلًا للمنظومة الاصطلاحية التي تشكَّلتْ في سائد تصورات العقل العلمي الجمعي (للقرن التاسع عشر الغربي/العشرين العربي)، وما خالفَها من توجهات فردية عصامية تستقرئ فلسفتها الحاضرة وتجاوزُ جمودها وتحاورُ مفاهيمها وتنحو بها عدولًا إلى زوايا تجديدية مغايرة تُعنى بإنسانية الإنسان التي كادتْ تمّحي في جُرف الشكلانية الخالصة. فناقشَ التمهيد العلاقات البينية للفلسفة بالفن ومفاهيم ابستمولوجيا العلوم الإنسانية وجدليتها مع نظيرتها العلمية الطبيعية خالصًا إلى مركزية الفن التي منها تنبثقُ الهُويّات المعرفية للعلوم بانتحائها جهة التأصيل الجدلي المطّرد بين الفن والعلم.
وقد انحرفت مفاهيمية التمهيد عن اتجاهية فلسفة عصر العلم التحليلية المنتحية إلى الكهنوتية العلمية المقوِّضَة لذاتها الفلسفية وللفن والإبداع بعامة. وقد عني التمهيدُ بالتمييز بين المعرفة والعلم والدراسات الإدراكية بوصفها حقولًا بينية ذات وشائج لا تنفي خصوصيتها التي يبتدئُ الاعترافُ بها من الفَصل الاصطلاحي المائز لكلمة معرفة عن كلمة علم عن كلمة إدراك على ما بينها جميعًا من تداخلات حوارية بدائرة الإبداع الكوني. بحيث استنبطت الدراسة فرضية أن المعرفة بوصفها حقلًا ابستمولوجيًا بحثيًا هي سعيٌ تساؤلي طويل، أما المعرفة التي تُمثّل المعلوماتية فإنما هي الحصائل أو النتائج التي تستخلصُها المنهجيات العلمية المختلفة. فالمعرفة بوجهيها أعم من العلم حاويةٌ له وأخصُّ منه مُحَصَّلةٌ به. فالعلمُ واسطة عِقدٍ بين معرفتين في مدار حواري جدلي حر الحركة لأن العقل السجين المُستَعبَد لا يملكُ أوجه الاحتمالات والتصور. واستخلص التمهيد كون الإدراكيات هي إحدى الاتجاهات أو النظريات المعرفية التي تتناولها الابستمولوجيا بالدرس إلا أنها تتقاطع مع الابستمولوجيا وتندرج فيها من خلال طابعها التساؤلي حول المعرفة. وذلك باستكشاف الإدراكيات للمنظومة المفاهيمية للدماغ المنتجة للمعرفة ولمنتوجها الابتكاري ذاته.
عرّجت الدراسة على أصولية التقسيم النقدي إلى تنظير وتطبيق من خلال نموذجيّ طاليس التجريبي المادي في تفسيره العِلّي لنشأة الكون وفيثاغورس في منحاه التجريدي الرياضي والموسيقي الفني في تناوله التأويلي لما وراء الوجود. كما ساءل التمهيد عن فلسفة النظرية ومفهومها والتي تتدرج بين سيولة وتحديد لتجنح الرؤية الجدلية للبحث إلى كون النظرية حثٌّ على التفكر والتدبر والنزوع إلى التحرر من أطر التقليد والمسايرة. وكأنها كالحياة الدنيا مسوَّدة لنص الوجود الغيبي وحقيقته المطلقة الناسخة لهذا الوجود وموجوداته بما يفوق التخييل والتصديق. فالنظرية- في منظور البحث- محاولة جدلية لشق المفاهيم حول ظاهرة ما في نسق تصوري ذي صلة واستقلالية بسابق هذا الحقل المعرفي.
وقد حاور التمهيد مفهوم الجامعة باختزال بين الفكر التنظيري التأصيلي والتطبيقي الجدلي داعيًا لاستعادة دورها الريادي بوصفها منظومة حضارية صانعة للغد ومستشرفة له من واقعه السياقي بحيث ترتقي عن كونها مؤسسة لتخريج المهنيين التطبيقيين إلى كونها مركزًا للتنوير وتحرير الوعي وقيم الإنسانية المتمثلة في حب المعرفة والحقيقة غائيًا بغض الطرف عن النفعية وإن لم تنفها أو تتعالى عليها لطالما لم تتوجه للقيم بالعبث والإفساد.
وقد عالج التمهيدُ مفاهيمية المصطلح النسقي ومغايرته مع الفكر المذهبي في محاولة تأصيلية لتحرير الفكر النسقي من الانغلاقية الشكلانية المُلصَقَة به من جرّاء علائق الفكر الوضعي. في حين أن مفهوم النسق من حيث هو طرائق في التفكير لا يمكن أن ينعزلَ فيها المؤوِّلُ عن سياقه المرئي المُلتَقَط الذي انتقل رمزيًا وتخييليًا من ماصدقه الخارجي إلى معمل الذهنية التي اعتورتها مراكز العاطفة ذات الصلات الروحية والحدسية العلوية غيبية القوانين. وإن تضيّق النسقُ فإنما ذلك بفعل صاحبه لا بطبعه الذاتي المَرن القابل للحوارية. ومن ثمّ، فالنسقُ منفتحُ السياقية في إطار قصدية وإجراء اتجاهي ما يخضعُ لجدلية الرائي والمرئي وظرفهما الحضاري الجامع المؤلِّف. على عكس المذهبية التي تقترنُ أكثر بالوثوقية والحصائل الثابتة المنمذَجَة بلا تطور.
واختصّ التمهيدُ كذلك بمعالجة أهم الاتجاهات الفلسفية التي تأصّلتْ منها مفاهيمية المصطلح النقدي آنذاك في جدليته مع صور المُنشِئ و(الناقد/القارئ بدرجاته) وسياقات الإدراك الثقافي المختلفة. فعالجَ التمهيدُ مفاهيم الهرمنيوطيقا والتلقي والقارئ الضمني والفعلي انتهاءً بفلسفة التطور التي تُمتاحُ من سُنن الكونية لتكتسبَ اتجاهيات ثقافية ومعرفية مختلفة حسب منظور مؤوِّليها. كما حاورَ مفاهيم البينية والدراسات الثقافية والنقد الثقافي بوصف الثقافة أسلوبًا معيشًا متجذِّرًا في أي إجابة محتملة على سؤال الوجود الذي يتساءل عن كيف يحيا الإنسانُ الحياة ويراها ويُرى منها وبها؟ وبوصف الثقافة أيضًا- باعتلائها لدرجات التطور- رؤى تنويرية ترقى بالإنسان وتجادلُ رحلته الكونية ومقاصدها المعرفية المختلفة وما وراءها الروحي الأصل. وانتهى التمهيد إلى التكوين المعرفي (للناقد النموذج الذي اختصت به الدراسة/شكري محمد عياد) في مجادلة لإضاءات من سيرته الذاتية واتجاهيته الانتقائية لموضوعاته النقدية والثقافية المختلفة- من التراث والمعاصرة- التي عالجها بالجدل وإعادة التأصيل والخلق. إلا أن الترجمة لم ترتفد الأسلوب التقليدي من سرد التاريخ المعلوماتي المعروف عن الناقد، بل توجهت إلى مساءلة مفاهيميته لفن السيرة ودرجات ألوان الخباء والتبدي الطيفية التي يتستَّرُ عنها النقد بالمجاز الأدبي أو يَشُفُّ عنها الأدب بالوَضَح النقدي.
وقد عني الفصل الأول باستقراء فلسفة الجدل بين نسقية الناقد وسياقاته؛ أي تبيُّن موقفية الناقد الحواري مع منغلَقَات عصره ومنفتحَاتها وبينياتها الجدلية؛ كيف ارتسمت خُطاه النقدية ثبوتيًا واضطرابًا وإقدامًا وإحجامًا ودورانًا وتطويرًا في سياقه العصري وقضاياه الراهنة. وما موقفه من الدراسات الشكلانية وفلسفة النقد بين العلمية والفنية وما بصمته فيها؟ وذلك عبر مجموعة من مقالاته ودراساته المتوجهة إلى تأصيلية النقد فنًا وثقافةً وفلسفةً وعلمًا. ثم كان التوجه في الفصل الثاني بما يمكنُ أن نحسبَه امتدادًا لهذه الدائرة الفلسفية بمركزيتها الفنية الروحية وخطوطها المعرفية والعلمية بما ينقلُ أضواءَها الجدلية تركيزًا وتبئيرًا على مفاهيمية النقد تنظيرًا وتطبيقًا ليُعالجَ الفصلُ أهم التوجهات التأصيلية لناقدنا كالأسلوبية التي منحها أهمية خاصة بوصفها المفتاح الفني المفقود في بحر العلمية العصرية لسياقه الحضاري العالمي، وانتهى الفصل باستقراء صورة ناقدنا في مرايا معاصريه. وعني الفصلُ الثالث والأخير بمحاولة التأصيل لعلم جمال من المنظومة الإبداعية الكلية للناقد وجدلها الفلسفي الفني النقدي. وذلك عبر مجادلة الأسلوب والتعبير بين الاختيار والانحراف في تجربة ناقدنا بين الخطاب الأدبي والنقدي والترجمي منتقين لنماذج تمثيلية محاولين الوقوف على روابطها وخصوصياتها لدى (الكاتب المثقف/المبدع شكري عياد) وما تمثّلُه دائرة الإبداع الإنساني من فلسفة جمالية في مُخيّلته وتوجهاته التعبيرية للمتلقي التوقعي بدرجاته البينية التي لا يُهدرُ منها ناقدُنا حقًا في الوجود والجدل والتحقق التعبيري. وانتهت الدراسة بأهم النتائج التي توصلت إليها، مُذيّلةً ببليوجرافيا المصادر والمراجع.