Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سمات اليوتوبيا في رواية ” تخاريف سبتمبر” للأديب جانغ وي :
المؤلف
شهات، راعوث وجدى لوقا.
هيئة الاعداد
باحث / راعوث وجدى لوقا شهات
مشرف / جان إبراهيم بدوي
مشرف / مجدي مصطفى أمين
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
129 ص. ;
اللغة
الصينية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التمريض - اللغة الصينية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 129

from 129

Abstract

تعد الدراسات الوصفية منهجًا لدراسة مشكلات أو ظواهر علمية واجتماعية وتحليلها وتفسيرها عن طريق جمع المعلومات، مما يساعد على حل هذه المشكلات. وتعد الدراسات الوصفية هي أكثر أنواع الدراسات شيوعًا، لقدرتها على وصف المشكلة بالكامل. فالدراسات الوصفية توفر معلومات عن واقع المشكلة التي يتم دراستها وتحليلها.
لقد اعتمدت في بحثي على الدراسة الوصفية القائمة على جمع معلومات عن المشكلة، وتحليلها، ثم إيجاد حل لهذه المشكلة.
وفي عنوان هذا البحث ”سمات اليوتوبيا في رواية ” تخاريف سبتمبر” للأديب جانغ وي- دراسة وصفية” نجد ذِكر اليوتوبيا أي المدينة الفاضلة ورواية تخاريف سبتمبر وكاتبها الأديب جانج وي.
إن مصطلح اليوتوبيا من أكثر المصطلحات جدلية لأنه متعدد التفسيرات، حيث أنه يحمل في طياته الكثير من المعاني، فهو في الأصل مصطلح قديم، وقد تزايد الاهتمام به خاصة في العصر الحديث.
لذا وجب التعرف أولًا على معنى اليوتوبيا وأدبها من وجهة نظر الأدباء والفلاسفة.
• مفهوم أدب اليوتوبيا:
أدب اليوتوبيا أو أدب المدينة الفاضلة أو أدب المدينة المثالية. اليوتوبيا هي مكان خيالي وقام بتأليفها العديد من الأدباء والفلاسفة، وفيها يتخيل الكاتب الحياة في مجتمع مثالي لا وجود له. مجتمع مزخر بأسباب الراحة والسعادة والعدل لكل سكانها، وإلغاء الملكية الخاصة والطبقية.
• مفهوم اليوتوبيا اصطلاحًا:
اليوتوبيا كلمة إغريقية (Eutopia) وتتكون من مقطعين، (Eu) والتي تعني (جيد)، والمقطع الثاني (Topos) والتي تعني (مكان). وبذلك يكون معناها المكان الجيد أي المدينة الفاضلة أو المدينة المثالية.
ويرجع استخدام المصطلح الذي اشتقه توماس مور (1478- 1535م) في كتابه (يوتوبيا)، وألف الكتاب من كلمتين يونانيتين (OU) وتعنى (لا)، و(Topos) وتعنى (مكان)، والترجمة الحرفية للكلمة هي (لا مكان) وقد أسقط الحرف (O) وكتبها بالحرف اللاتيني (Utopia)، وكان يقصد أنه لا يوجد مكان مثالي، أي أن اليوتوبيا مكان خيالي يستحيل وجوده. وبعد ترجمة الكتاب إلى جميع اللغات الأوروبية دون تغيير عنوانه، صارت اليوتوبيا مصطلحًا يدل على المشاريع والخطط والأراضي المفترضة لحياة مثالية خيالية في المستقبل.
لقد اعتمد مصطلح اليوتوبيا من قبل الفلاسفة والمفكرين والأدباء وفي كل مرة أخذ هذا المصطلح يصطبغ بفكر كل واحد منهم، في الصين وخارجها، ونذكر بعضًا منهم:
• خارج الصين:
1- يوتوبيا أفلاطون(427 ق.م- 347 ق.م):
ذلك الفيلسوف الإغريقي الذي عاش قبل الميلاد بحوالي أربعمئة سنة، وعرفت هذه اليوتوبيا ب(جمهورية أفلاطون)، وقسم الجمهورية إلى ثلاث فئات: الفلاسفة الحكام، والجنود، وعامة الشعب.وفيها يعيش المواطن وينشأ في معاهد خاصة للتربية، لا يعرف والديه، والوالدان أيضًا يجهلون من هو ابنهم أو بنتهم من شباب وفتيات هذه المدينة. والمقصود من وراء ذلك في الجمهورية الأفلاطونية أن يكون الولاء المطلق للدولة بعد إلغاء الأسرة. وكان هدفه هو احترام الجميع للجميع، ويشعر أن عائلته هي الجمهورية وليست عائلته.
2- يوتوبيا الفارابي (874- 950):
كتب الفارابي تعليقات على أعمال أرسطو تلميذ أفلاطون، وناقش في كتاب (آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها)، تصورًا عن كتاب (جمهورية أفلاطون). اشتق من أفلاطون وجهة نظر موازية ومتوافقة مع السياق الإسلامي.
3- يوتوبيا توماس مور (1478- 1535):
يعد كتاب (يوتوبيا) أكثر أعمال توماس مور شهرة وشيوعًا، حتى يكاد الأول من سلسلة الأعمال الأدبية الفكرية الذي يقدم صورة متكاملة لعالم مثالي، تختفي منه شرور عالم الواقع، وتتحقق فيه الأحلام الإنسانية بسعادة وعدل. تدور أحداث الكتاب حول جزيرة معزولة وغير معروفة في العالم، وسكانها لهم لغة خاصة بهم، لا يوجد طبقية ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، مع إلغاء الملكية الخاصة.
4- يوتوبيا رابليه (1490- 1553):
هو كاتب فرنسي عاش في عصر النهضة، وعندما بدأ نشاطه في الإبداع الأدبي، برع في العديد من المواضيع وبالأخص دراسة الأفكار الإنسانية، وطرح من خلال كتاباته آرائه الشخصية حول المدينة الفاضلة.
5- جوزيف فورييه (1768- 1830):
نشأ في مجتمع رأسمالي، فانتقد بعض الظواهر القبيحة، وأعرب عن أمله في إنشاء مجتمع إشتراكي تتفق فيه المصالح الشخصية مع المصالح العامة. واقترح مدينته الفاضلة والتي تتكون من عدد محدد من البشر، ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وتكون مكتفية بذاتها وبسكانها. ورأى أن المساواة لا غنى عنها لاستمرار الحياة في مجتمعه المثالي.
6- هربرت جورج ولز (1866- 1946):
يعتبر من مؤسسي أدب الخيال العلمي، وقد أسهم بدور أكبر وأهم في الأدب اليوتوبي بكتابيه (يوتوبيا حديثة)1905م، و(بشر كالآلهة). وأعلن ولز في (يوتوبيا حديثة) أنه لن يكون هناك مكان للكمال، إذ تحتوي اليوتوبيا أيضًا على الخلافات والصراعات وهدر الطاقات، وإن كان الهدر فيها أقل بكثير مما يحدث في عالمنا. يرى ولز أن يوتوبياه حالة ممكنة ولكنها مستحيلة إذا قارنا بين اليوم والغد.
• في الصين:
1- يوتوبيا كونفوشيوس (551- 479ق.م):
عاش كونفوشيوس في عصر ساده الاستبداد والتمزق في الصين، كان وزيرًا، وبسبب ما لاقاه وعاشه من فساد، اعتزل السياسة وبدأ في إصلاح هذه الأحوال. وتميزت يوتوبيا كونفوشيوس بأن التغيير يبدأ من الفرد أولًا، وبأن التعليم يجب أن يكون شائعًا للجميع، حيث ينتشر العدل والمساواة بين كل أفراد المجتمع. وبذلك ستتحقق اليوتوبيا.
2- يوتوبيا تاو يوان مينغ (427- 365):
عاش تاو يوان مينغ في عهد أسرة جين الشرقية الملكية، وهو رائد مدرسة الشعر الوصفية للطبيعة. كان عهد أسرة جين فترة فوضى وسياسة فاسدة، ولم يستطع تحمل الفساد والظلم في الساحة السياسية فعاد إلى بيته وعاش حياة العزلة. وكتب في تلك الفترة (مذكرات تاو يوان مينغ) وأبدع في هذا العمل النثري وألف مجتمعًا يوتوبيًا وجسد فيه معيشة لفيف الناس في بيئة معزولة عن العالم الخارجي، يعملون فيها بجد واجتهاد بلا قلق ولا ظلم.
3- تان سي تونغ (1865- 1898):
أولى تان سي تونغ اهتمامًا كبيرًا بالخير، فكان يتطلع إلى مستقبل مثالي، ورأى أن التاريخ مرحلتين فقط: تاريخ مظلم قبل الآن، ومستقبل مشرق من الآن فصاعدًا. قد تأثر تان سي تونغ بتعاليم وأفكار كونفوشيوس، ورأى أنها الركائز لحماية المجتمع من الاستبداد والظلم، ومن خلالها يدعو الناس إلى الأخلاق والتخلص من كل الشرور الكامنة في النفس البشرية. وطرح أيضًا مقترحات سياسية واقتصادية وإصلاحية لتطوير الرأسمالية.
4- جانغ وي (1956--):
جانغ وي أديب صيني معاصر، وهو أحد الكتاب الذين كتبوا عن الطبيعة، وأعماله دائمًا مليئة بالمثالية الأخلاقية، يمتدح الطبيعة الجميلة من أعماق قلبه، ويدعو بصوت عالٍ إلى التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة في أعماله. انتقد سلسلة من العادات السيئة والخلل الأخلاقي وانعدام العدالة. وهذا ما جعل أعماله الأدبية تتألق، ومن بينها رواية (تخاريف سبتمبر) التي طبقت عليها الدراسة الوصفية في هذا البحث.
5- يان ليان كه (1958--):
ابتكر الأديب يان ليان كه الصيني المعاصر يوتوبيا مختلفة، وتشير كتاباته إلى الصراع بين النفس البشرية وروح الواقع، وقد كتب كثيرًا عن الديستوبيا (عكس اليوتوبيا)، مما يعكس أهمية اليوتوبيا، فعندما يظهر العالم فاسدًا وظالمًا ومعبئًا بالمشاكل والصراعات، ينفر منه القارئ ويتمنى لو كان العالم أكثر عدلًا ومساواة وخيرًا. وهذا هو هدف الأديب.
ويوجد العديد من الكتاب والأدباء الآخرين غير الصينين والصينين الذين تحدثوا وناقشوا اليوتوبيا وتأثيرها على المجتمع لو تم تطبيقها. وفي ضوء هذه الآراء لهؤلاء الكتاب والأدباء يتضح أن موضوع اليوتوبيا قديم جدًا، حيث بدأ في الأصل فلسفيًا، ثم تناوله علماء الاجتماع والأدباء المفكرين.
ولقد تحدثت في هذا البحث عن اليوتوبيا، وأدب اليوتوبيا. وفي البداية تحدثت عن المبادئ الأخلاقية والتي تختلف من مجتمع إلى مجتمع، ومن زمن إلى آخر. ولكن تتفق الإنسانية على العديد من المبادئ الأخلاقية مثل العدل، والحب، والود بين أفراد المجتمع، واحترام الناس للقوانين من المسؤول حتى عامة الشعب، وتحقيق العدالة لكل أفراد المجتمع، والمعاملة الإنسانية القائمة على الاحترام والتقدير.
وقمت بدراسة رواية (تخاريف سبتمبر) للأديب جانغ وي الصيني المعاصر، الذي وُلِد في مقاطعة شاندونغ الصينية عام 1956م، وهو من الكتاب الذين يحتلون منزلة متميزة بين الروائيين المعاصرين المبدعين، وهو من أكثر الأدباء المعاصرين المهتمين بالفكر اليوتوبي. وسيناقش البحث رواية ”تخاريف سبتمبر” والتي نُشرت عام 1992م، وهي من إحدى إبداعات الأديب جانغ وي الأكثر شهرة، وفور صدور هذا العمل الأدبي حقق نجاحًا باهرًا ومتميزًا، وأصبح مرجعًا لجيل كامل من الشباب الذين يميلون للحياة المثالية. وتحتوي الرواية على أفكار حول الحضارة الصينية الحديثة والحنين إلى المجتمع الزراعي التقليدي. وصنفت ”شنجهاي وين وي بو” الرواية واحدة من أكثر عشرة أعمال مؤثرة في التسعينيات.
في ”تخاريف سبتمبر” يعرض جانغ وي التراكم العميق لخوف القرويين من الجوع وهو أكثر النتائج المباشرة لندرة الموارد، ويعرض أيضًا مجموعة من وسائل الترفيه الخاصة بأهل القرية للتنفيس عن غضبهم مثل: القتال، المصارعة، سرقة الدجاج، ضرب الزوجات وإساءة معاملتهن. حيث خيم على هذه القرية أسلوب حياة وحشي. وناقش أيضًا جانغ وي من خلال ”تخاريف سبتمبر” بشكل رئيس كيفية معالجة الأمراض الاجتماعية الحديثة عن طريق أدب اليوتوبيا، حيث إنه في المجتمع الصيني المعاصر انتشرت الأمراض الاجتماعية الحديثة، والتي نتجت من الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، مما تسبب في إصابة أغلب الجنس البشري بالأمراض النفسية والعقلية، والتسويف، والوسواس القهري، وهذا جعل الإنسان يميل للعنف والتوتر، مما أثر على انتشار الإجرام والانحطاط الأخلاقي، حيث أصبحت هذه الأمراض هي علامة الجيل. وهذا ما يحاول البحث إلقاء الضوء عليه.

يتكون البحث من: مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وقائمة المراجع.
في المقدمة: أوضحت موضوع هذا البحث والغرض منه وأهميته.
وفى التمهيد عرضت بإيجاز ثلاث نقاط:
1- أدب اليوتوبيا
تحدث عن أن الأدب اليوتوبي من أثمن الكنوز في تاريخ الأدب، فهو سلسلة من الأفكار الجميلة للمستقبل، التي يطورها الإنسان بعد التأمل في المجتمع الحقيقي الذي يعيش فيه، ولا يجسد العمل روح الإصلاح والانتقاد لدى الناس في محاولة تغيير الواقع فحسب، بل يعبر أيضًا عن رغبة الناس في الهروب من الواقع . وتركز مثل هذه الأعمال اليوتوبية على تصوير المجتمع المثالي، حيث لا يوجد ظلام وقبح المجتمع الحقيقي، ويعيش الناس في عالم متناغم وسعيد.
2- التعريف بالأديب جانغ وي
الأديب جانغ وي، من مواليد 7 نوفمبر 1956 بمقاطعة شاندونغ، أصله من مدينة تشيشيا بمقاطعة شاندونغ، كاتب صيني معاصر، الرئيس الفخري لأكاديمية وان سونغ بو، نائب الرئيس الحالي لجمعية الكتاب الصينيين، عضو اللجنة الوطنية، رابطة الكتاب الصينيين، وفي مقاطعة شاندونغ السابقة الرئيس الخامس والسادس لجمعية الكتاب، ونائب رئيس اتحاد شباب شان دونغ.
يعد جانغ وي من الكتاب الذين يحتلون منزلة متميزة بين الروائيين المعاصرين المبدعين. وهو من أكثر الأدباء المعاصرين المهتمين بالفكر اليوتوبي.
3- رواية (تخاريف سبتمبر)
”تخاريف سبتمبر” هي رواية كتبها الكاتب الصيني المعاصر جانغ وي، ونشرت لأول مرة في العدد الثالث من مجلة ”شو خو” عام 1992. وهي من أحد إبداعات الأديب جانغ وي الأكثر شهرة، وفور صدور هذا العمل الأدبي حقق نجاحًا باهرًا ومتميزًا، وأصبح مرجعًا لجيل كامل من الشباب الذين يميلون للحياة المثالية.وتحتوي الرواية على أفكار حول الحضارة الصينية الحديثة والحنين إلى المجتمع الزراعي التقليدي. وصنفت شنجهاي وين وي بو الرواية كواحدة من (أكثر عشرة أعمال مؤثرة في التسعينيات).
تصف ”تخاريف سبتمبر” مجموعة من القصص التي تدور أحداثها في قرية، ومليئة بالألوان الشعبية القوية. تصف الرواية تاريخ قرية صغيرة من الخمسينيات إلى السبعينيات.
تُظهر الرواية إصرار جانغ وي على المُثُل الروحية والموقف الشعبي للمثقفين، وهو يفكر أكثر في مصير الثقافة الصينية وطريق الخروج منها، بما في ذلك التحول الحديث للثقافة التقليدية، واقتراح المساعدة الذاتية الروحية للمثقفين.
في 23 سبتمبر 2019، تم اختيار ”تخاريف سبتمبر” ضمن (مجموعة 70 رواية في 70 عامًا من الصين الجديدة).
ينقسم البحث إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول تحدثت فيه عن التحولات الأخلاقية في الرواية الصينية، ويتكون الفصل من مبحثين؛ تحدثت في المبحث الأول عن المبادئ الأخلاقية وصفاتها، أما المبحث الثاني فعرضت فيه التغييرات الأخلاقية في الرواية الصينية الحديثة والمعاصرة.
الفصل الثاني تناولت فيه الحديث عن اليوتوبيا من خلال دراسة رواية (تخاريف سبتمبر)، ويتكون الفصل من ثلاثة مباحث؛ المبحث الأول تحدثت عن الأمراض الاجتماعية الحديثة وطرق علاجها في أدب اليوتوبيا في ضوء رواية (تخاريف سبتمبر)، والمبحث الثاني تطرقت إلى الصراع بين الخير والشر وكيف يرى الفلاسفة والأدباء هذا الصراع، أما المبحث الثالث تحدثت عن التأمل الداخلي والتوق إلى المثالية في أدب اليوتوبيا في ضوء رواية (تخاريف سبتمبر).
الفصل الثالث والأخير أوضحت فيه التقنيات السردية في رواية (تخاريف سبتمبر)، ويتكون الفصل من مبحثين؛ المبحث الأول تحدثت فيه عن تقنيات السرد المستخدمة في العمل الأدبي، أما المبحث الثاني فتحدثت فيه عن الدراسة الفنية لأسلوب الكاتب جانغ وي.
الفصل الأول: التحولات الأخلاقية في الرواية الصينية المعاصرة.
المبحث الأول: المبادئ الأخلاقية وصفاتها
لقد ناقشت في هذا المبحث مفهوم المباديء الأخلاقية، وصفاتها. ثم تطرقت إلى صفات المبادئ الأخلاقية الصينية بالتحديد، والبناء الأخلاقي في الصين الحديثة والمعاصرة. ثم ناقشت قيمة الانضباط الذاتي الأخلاقي في بناء مجتمع يوتوبي، حيث أن المجتمع اليوتوبي يبدأ من الفرد نفسه، ومحاولة الفرد في تغيير نفسه وتغيير طباعه غير الجيدة. وبالطبع هذا سيؤثر إيجابيًا على غيره ومن ثم على المجتمع بأكمله.
وناقشت أيضًا هل ما نراه في عصرنا الحالي من تغيير وانحطاط أخلاقي، هو أزمة أخلاقية أم تحول أخلاقي؟ بمعنى هل ما مجتمعنا عليه اليوم هو مجرد أزمة وستزول، أم أن المفاهيم الأخلاقية نفسها تحولت وتغيرت؟ هل هذه فترة وستمر، أم أصبحت القوة، والسيطرة على الضعيف، وعدم تحقيق المساواة والعدل، والمعاملة الوحشية، والعنف هو شيمة هذا العصر؟
المبحث الثاني: عرض التغييرات الأخلاقية في الرواية الصينية المعاصرة
يهدف هذا المبحث إلى دراسة التطور الأخلاقى فى روايات الفترة الجديدة بالصين (الفترة الجديدة تبدأ من بعد الثورة الثقافية أى تبدء من سنة 1978).
فتحدثت في هذا المبحث عن التطور الأخلاقي وأثره في الأدب المعاصر، وعن التطور في الأدب الصيني عمومًا، وفي الأدب الصيني الحديث والمعاصر. والذي منه يؤثر بالتبعية على الأدب المعاصر عمومًا. حيث أن الأدب يتأثر بأخلاق المجتمع وليس العكس.
وتحدثت أيضًا عن مسار الروايات الصينية المعاصرة، وكيف تطورت الرواية الصينية ما بين القديم والحديث والمعاصر. وإلقاء الضوء على تأثير التغييرات الأخلاقية على الروايات الصينية وكيفية كتابتها وتغيير موضوعاتها لتواكب العصر.
وقمت بسرد بعضًا من الروايات اليوتوبية غير الصينية المعاصرة، وأيضًا أشهر الروايات الصينية المعاصرة.
الفصل الثاني: اليوتوبيا في رواية (تخاريف سبتمبر):
تتحدث الرواية عن ”فاي” و”تينغ فانغ” الذين غادروا القرية التي نشأوا فيها، ”القرية الصغيرة”، وعندما عادوا مرة أخرى، وجدوا أن كل شيء قد اختفى ولم يكن موجودًا إلا في ذاكرتهم، أو بمعنى آخر، لم يكن موجودًا أبدًا.
منذ وصول الناس من منطقة العمل، انخفض عدد الدجاج في القرية الصغيرة تدريجياً، واعتقد المزارعون أن الناس سرقوها من منطقة العمل. كان نجل المهندس تينغ فانغ مهووسًا بـ ”فاي” وتعرض للضرب على يد القرويين. وقعت ”جان يينغ” الجميلة في حب المهندس، الذي لم يكن على دراية ب ”فاي” ، وفي وقت لاحق، أقام صداقة مع هونغ شياو بينغ، الذي بذل قصارى جهده لمنع أفكار ابنته. وكانت علاقة ”سان لانزي” جيدة مع ”اللغوي”، لكنها لم تكن تعلم أن لديه عائلة، وبعد الحمل تم التخلي عنها واضطرت إلى إجراء عملية إجهاض، وتزوجت لاحقًا من ”جينغ نيان” ابن ”فاي”. وانتحرت مسمومة تحت ضغط وقسوة حماتها ”فاي”.
المبحث الأول: الأمراض الاجتماعية الحديثة في المجتمع الصيني المعاصر وطرق علاجها في أدب اليوتوبيا
ناقشت مفهوم الأمراض الاجتماعية الحديثة، وسردت أمثلة لهذه الأمراض، مثل العنف، والهوس بالسلطة واستغلالها، والتسلط على الآخرين، وعدم احترام الغير، والمعاملة غير الآدمية، والضرب ،والقتل وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي انتشرت في عصرنا ، وناقشت مدى انتشارها في الصين المعاصرة، وكيف أن أدب اليوتوبيا يساعد في حل وعلاج مشكلة الأمراض الاجتماعية الحديثة الموجودة.
ثم استشهدت برأي الأديب جانغ وي والأدباء النقاد في مشكلة الأمراض الاجتماعية الحديثة. وما نستنتجه من نشأة الأديب والبيئة التي عاش فيها، هو أن جانغ وي تحدث بوفرة في إبداعاته عن اليوتوبيا والمجتمع المثالي الخالي من هذه الأمراض الاجتماعية الحديثة، لرغبته الشديدة في العيش في مثل هذا المجتمع، وهربًا من الواقع القاسي الأليم المليء بالأمراض الاجتماعية.
وسردت أجزاء من الرواية تبرز هذه الأمراض الاجتماعية الحديثة، والتي تتمثل في شخصيات الرواية. فمنهم من عانى من الظلم والعنف والقسوة والضرب وغيرها من الأمراض الاجتماعية. والتي تصل بشخصية من الرواية بأن تموت منتحرة لشدة القسوة والعنف الذي لاقته.
فمن الشخصيات الرئيسة للرواية ”فاي”، التي تبدو هادئة ومنعزلة عن العالم، ولكنها في الحقيقة متمردة في تصرفاتها وسلوكيتها، وهذا ظهر في تعاملها مع كنتها ”سان لانزي”، فكانت تعاملها بقسوة وعنف، حتى وصلت بها القسوة إلى ضرب ”سان لانزي”. مما جعل ”سان لانزي” تنتحر مسمومة، من شدة الضغط والكبت النفسي، والعنف الذي لاقته من حماتها.
فلهذا تعتبر ”فاي” مثالًا للمجتمع القاسي الشرير، الذي يعاني من الأمراض الاجتماعية الحديثة، وتعتبر ”سان لانزي” مثالًا للمجتمع الذي يعاني من القسوة، والتي عانى منها الأدباء والفلاسفة بشكلٍ أو بآخر. الفرق هو أن شخصية ”سان لانزي” لم تقدر أن تحتمل، ولكن الأدباء لجئوا إلى التنفيس عما بداخلهم عن طريق الأدب والكتابة والتعبير، ويتخيلون المدينة الفاضلة هربًا من الواقع الأليم.
المبحث الثاني: الصراع بين الخير والشر.
موضحة في هذا المبحث آراء الفلاسفة غير الصينيين والصينيين في الصراع بين الخير والشر، حيث يرى جزءًا من الفلاسفة أن الإنسان يولد بطبعه خيرًا، وما يراه في بيئته وينشأ عليه يشكل في شخصيته، وهو المسؤول عن كونه إنسانًا خيرًا أو شريرًا.
وضحت أيضًا رأي الكاتب في الصراع بين الخير والشر الكامن في النفس الإنسانية التي تتوق إلى انتصار الخير، والعيش في مجتمع يوتوبي خالي من الشر والعنف.
وسردت أيضًا أجزاء من الرواية تبرز الصراع بين الخير والشر الذي يعيش فيه بعض شخصيات الرواية، إن الصراع الداخلي بين الخير والشر للنفس الإنسانية، يدور فقط في الذين يريدون التغيير، وتحقيق الخير والعدالة. لأنهم يعانون من سطوة المجتمع الظالم، والمعاملة الوحشية، ولكنهم بانتصار الخير داخلهم ينتصرون على الشر، ويسعون للتغيير حقًا والعيش في عالم يوتوبي خالي من الشر والفساد.
المبحث الثالث: التأمل الداخلي والتوق إلى المثالية في أدب اليوتوبيا.
موضحة في هذا المبحث تجلي مفهوم اليوتوبيا في الإبداع الأدبي عمومًا، وخاصًة في تلك الرواية. كانت اليوتوبيا هي حلم بعض من شخصيات الرواية الذين عانوا من الغربة والعزلة والألم والتيه والظلم داخل مجتمعهم وفي مدنهم، فكانوا يتوقون إلى المثالية، وعالم يسوده الحب والخير والفضيلة والعدل والرحمة، هربًا من واقعهم القاسي الأليم.
الفصل الثالث: التقنيات السردية في رواية (تخاريف سبتمبر)
المبحث الأول: تقنيات السرد المستخدمة في العمل الأدبي
تحدثت في هذا المبحث عن مفهوم السرد وأنواعه وخصائصه، والسرد خاصًة في رواية (تخاريف سبتمبر). وتحدثت عن حبكة الرواية والرموز التي تحويها، ولغة جانغ وي التي استخدمها في هذا العمل الأدبي, وحددت جزء لأتحدث عن الشخصيات البارزة في الرواية.
المبحث الثاني: الدراسة الفنية لأسلوب الكاتب
سردت في هذا المبحث الأسلوب الفني للأديب جانغ وي في إبداعاته الأدبية، ولغته التي يكتب بها أعماله الأدبية. فعند قراءة أعماله الإبداعية، يمكننا أن نشعر بالعاطفة والقلق المختبئ فيها. وبشغفه الأدبي العالي ومشاعره الإنسانية الرحيمة، فإنه يهتم بجميع الكائنات الحية في الحياة الواقعية ويهتم بتطور المجتمع وتغيراته، وهو كاتب يتمتع بحس أخلاقي وحياة قوي. إن تفكيره المركز والعميق يضفي على أعماله جمالاً وجاذبية فريدة من نوعها، وفي الوقت نفسه فهو كاتب واقعي، فكل عمل من أعماله يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحياة الواقعية، كما أن تصويره وتأمله في الطبيعة الإنسانية للناس العيش في المعاناة والشدائد يظهر واقعيته.
يعتبر جانغ وي من الناقدين لهذا العصر، وهذا بسبب توقه إلى الخير والجمال في الطبيعة البشرية، فهو ينتقد بلا رحمة السلوكيات التي تدمر الحياة الطبيعية. كما قال هو بنفسه: ”أعتقد أن الكاتب يجب أن تكون له فلسفته الخاصة”. لذلك هو من أهم المتألمين والمفكرين في الأوساط الأدبية الصينية المعاصرة، ويتمتع بإحساس قوي بالمسؤولية والقلق.
إن الرعاية الإنسانية وروح الرحمة الإنسانية جعلت جانغ وي يركز أكثر على المعاناة الإنسانية، وخاصة الظروف المعيشية المأساوية والبيئة المعيشية للنساء، كما يتضح من شخصيات رواية (تخاريف سبتمبر) وغيرها من أعماله الأدبية.

ثم انتهت الرسالة بخاتمة سردت فيها نتائج البحث التى توصلت إليها وهى:
1- إن كانت اليوتوبيا هي فكر أدبي خيالي فلسفي وسياسي وإجتماعي، يهدف إليها الكتاب والفلاسفة والمفكرين على مر التاريخ، ويسعون دائما إلى تحقيقها فى أعمالهم ، فهناك الكثير والكثير من الأعمال الأدبية تبحث عن الطرق المُثلى لحياة أفضل من التى نحياها .
2- في اعتقادي أن المبادئ الأخلاقية والرؤى اليوتوبية ومشروعات المدن الفاضلة يحدث فيها تحول وتغيير عبر مراحل التاريخ المختلفة ، ومهما كان العالم وحشي وقاسي وعنيف، لكن دائما ستظل اليوتوبيا حلم قديم لكل الأدباء والمفكرين والفلاسفة، الذين يتطلعون إلى بناء عالم أفضل.
3- تهدف اليوتوبيا إلى تحطيم اليأس ونشر الأمل والرغبة في التغيير.
4- التعرف على شخصية جانغ وي الكاتب الصيني المعاصر، ومعرفة خصائص كتباته الفنية، وإبداعاته الأدبية. حيث أن لإبداعاته الأدبية جوهر روحي ثابت، فهو يتمتع بمشاعر إبداعية فنية، ويستخدم في أغلب أعماله الأدبية أنقى المشاعر ليصور عالم جميل مثالي، حيث نجده ينأى بنفسه عن الواقع ويبحث عن عالم خيالي.
وعرض قائمة بالمصادر والمراجع.