Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الإسهام النسبي لليقظة العقلية والتعبير عن الامتنان
في التنبؤ بالرفاهية النفسية لدى المراهقين /
المؤلف
أبو المجد، مروة السيد السيد.
هيئة الاعداد
باحث / مروة السيد السيد أبو المجد
مشرف / تحية محمد عبدالعال
مشرف / آمال إبراهيم الفقي
مشرف / إيمان رجب قنديل
الموضوع
المراهقون. المراهقون ترفية. المراهقون علم نفس. الصحة النفسية.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
ص. 183. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية عام - الصحة النفسية والتربية الخاصة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 183

from 183

المستخلص

تُعد مرحلة المراهقة من أهم الفترات التي يمر بها الإنسان في حياته، بل يمكن اعتبارها فترة ميلاد جديد، بالإضافة إلى كونها مرحلة انتقالية بين مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة الرشد، والتي تبدأ من بداية البلوغ إلى بداية النضج، تلك المرحلة التي تعتريها مجموعة من التغيرات المتداخلة، نفسيًا وانفعاليًا واجتماعيًا وجسميًا وعقليًا، وبالتالي فهي مرحلة الاهتمام بالذات والجسد على حد سواء، ومرحلة اكتشاف الذات والغير والعالم، كما أنها تُعد أيضًا فترة انتقال من مرحلة التبعية للوالدين إلى مرحلة الاستقلالية.
لذا كان من الضروري أن يتلقى المراهقون الدعم خلال هذه الفترة الانتقالية؛ نتيجة لما نعيشه في هذا العصر من تغيرات سريعة ومتلاحقة في التقدم العلمي والتكنولوجي، والبناء الاجتماعي، والتركيبة الأسرية، والقيم، والاتجاهات، وأسلوب الحياة، وما لها من آثار سلبية على الفرد، وفي ظل هذه الظروف تزداد حاجة المراهق إلى القدرة على مواجهة التحديات والتخطيط لمستقبل أفضل؛ لتحقيق رفاهيته النفسية (أسماء السهيمي، 2023، 700).
وتشير الرفاهية النفسية إلى ميل الفرد إلى الثبات والحفاظ على هدوئه واتزانه الذاتي، عند التعرض لضغوط أو مواقف عصيبة، فضلًا عن قدرته على التوافق الفعال والمواجهة الإيجابية لهذه الضغوط والمواقف الصادمة، فالرفاهية النفسية تساعد الفرد على التكيف مع متغيرات الحياة، وتمكّنه من التصدي للضغوطات والإحباطات التي تواجهه (محمد أبو حلاوة، 2013، 7).
وإذا كانت الرفاهية النفسية على هذا القدر من الأهمية، فإن الوصول إليها يُعد مطلبًا مهمًّا في حياة المراهقين، وينبغي السعي للوصول إليها بكل الوسائل الممكنة، على الرغم من صعوبة المرحلة وما تعتريها من تحديات وضغوط وإحباطات وتقلبات؛ ومن هُنا تبرز الحاجة للاهتمام بها لدى المراهقين، والتعرُّف على المتغيرات المنبئة بها، ومن أهم المتغيرات التي قد يكون لها علاقة بالرفاهية النفسية: اليقظة العقلية، فقد أشار العديد من الدراسات، مثل:
(Brown & Ryan, 2003; Harshavardhan, 2019; Malhotra & Kuar, 2018; Moussa et al., 2022; Singh, 2009; Voci et al., 2019; Zubair, 2018) إلى أن اليقظة العقلية من أكثر المتغيرات المرتبطة بالرفاهية النفسية.
وتُعد اليقظة العقلية حالة من الانتباه والوعي بما يحدث في الوقت الحاضر، والتي تدعم الانتباه للخبرات التي يمر بها الفرد في اللحظة الحالية، مما يعزز ضبط الانتباه، ومن ثم تزيد الانفعالات الإيجابية (Zeng & Gu, 2017, 156). واتفق كلٌّ من آمال الفقي (2018، 5)، وSampath et al. (2019, 52) على أن اليقظة العقلية طريقة ذات كفاءة فريدة للانتباه المقصود في اللحظة الحاضرة، دون إصدار أي أحكام مسبقة، ويمكن تنميتها بالملاحظة والتأمل والانفتاح على الآخرين وتجاربهم.
وإذا كانت اليقظة العقلية قد ارتبطت بالرفاهية النفسية، فإن التعبير عن الامتنان قد يكون له علاقة أيضًا بالرفاهية النفسية، ويُعد التعبير عن الامتنان من المتغيرات الإيجابية التي تسهم في زيادة قدرة الفرد على مواجهة التحديات والضغوط والتغيرات التي يتعرض لها في حياته؛ نتيجة ما يمنحه من تحقيق غاية الفرد، كالشعور بالسعادة والرضا، وزيادة جودة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد (هاني محمد،2014، 145).
كذلك يُعد التعبير عن الامتنان سمة إيجابية، تجعل الفرد يدرك قيمة المنفعة التي حصل عليها، فيعترف بذلك في قرارة نفسه، ويظهر هذا الإدراك من خلال سلوكه وتعامله مع الآخرين، كما يعزز جوانب شخصيته الإيجابية، سواء أدرك الفرد مصدر المنفعة أو لم يدركه (حنان دسوقي، 2020، 1749).
ومن هُنا اتفق بعض الدراسات السابقة (Afrashteh & Hasani, 2022; Bali
et al., 2022; Hemarajarajeswarim & Gupta, 2021; Rahe et al., 2022;
Tran et al., 2022 ; Watkins et al., 2022) على وجود علاقة ارتباطية بين الرفاهية النفسية، وكل من اليقظة العقلية، والتعبير عن الامتنان.
وعلى ضوء ما سبق، لم تجد الباحثة - في حدود علمها - دراسات عربية تناولت إمكانية التنبؤ بالرفاهية النفسية من خلال اليقظة العقلية والتعبير عن الامتنان لدى المراهقين، مما آثار شغفها للبحث حول هذا الموضوع؛ بغية الوقوف على الإسهام النسبي لليقظة العقلية والتعبير عن الامتنان في التنبؤ بالرفاهية النفسية لدى المراهقين من طلاب الجامعة.
مُشكلــــة الــــدراســــة:
تتلخص مشكلة الدراسة في الأسئلة الآتية:
1- ما العلاقة بين اليقظة العقلية والرفاهية النفسية لدى المراهقين؟
2- ما العلاقة بين التعبير عن الامتنان والرفاهية النفسية لدى المراهقين؟
3- ما الإسهام النسبي لليقظة العقلية والتعبير عن الامتنان في التنبؤ بالرفاهية النفسية لدى المراهقين؟
أهــــداف الــــدراســــــــة:
تهدف الدراسةُ الحالية إلى:
1- التعرُّف على العلاقة بين اليقظة العقلية والرفاهية النفسية لدى المراهقين.
2- التعرُّف على العلاقة بين التعبير عن الامتنان والرفاهية النفسية لدى المراهقين.
3- التعرُّف على الإسهام النسبي لليقظة العقلية والتعبير عن الامتنان في التنبؤ بالرفاهية النفسية لدى المراهقين.
أهميـــــة الـــــدراســــــــــة:
تتمثل أهمية الدراسة الحالية في جانبين هما:
1- الأهميــــة النظريــــة:
تتمثل الأهمية النظرية للدراسة الحالية في:
 أنها تتناول مرحلة عمرية مهمة وهي مرحلة المراهقة المتأخرة، مما يمثل أهميتها
في المجتمع.
 أنها تُثري المكتبة العربية بإطار نظري عن اليقظة العقلية والتعبير عن الامتنان والرفاهية النفسية لدى المراهقين؛ بوصفهما من المتغيرات حديثة العهد بعلم النفس، وخصوصًا علم النفس الإيجابي.
 أنه ـــ في حدود علم الباحثة- هُناك ندرة في الإسهامات العربية والسيكولوجية التي تناولت اليقظة العقلية والتعبير عن الامتنان كمنبئات بالرفاهية النفسية لدى المراهقين؛ مما يعمق أهمية الدراسة من الناحية النظرية.
2- الأهميــــة التطبيقيــــة:
تتمثل الأهمية التطبيقية للدراسة الحالية في النقاط التالية:
 فتح المجال لدراسات تتناول الرفاهية النفسية مع متغيرات أخرى، والاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في إعداد برامج إرشادية وعلاجية لتعزيز الرفاهية النفسية، من خلال التعبير عن الامتنان، واليقظة العقلية لدى المراهقين.
 الإفادة من نتائج الدراسة الحالية في توجيه نظر الأسرة والمجتمع، إلى أهمية التعبير عن الامتنان واليقظة العقلية؛ مما ينعكس على المراهقين بالرفاهية النفسية.
 تقدم الدراسة أدوات قياس جديدة، مع التحقق من خصائصها السيكومترية على عينة الدراسة، مما يفتح للباحثين أفاقًا بحثية جديدة، ترتبط بمتغيرات الدراسة.
المفاهيــــم الإجرائيــــة للدراســــة:
1- الرفاهيـــة النفسيـــة Psychological Well-being:
عرفتها الباحثة بأنها: شعور الفرد الإيجابي بطيب العيش، فضلًا عن تقبله لذاته ـــ بما تتضمنه من إيجابيات وسلبيات، واستقلاليته في الحياة، واعتماده على نفسه، وقدرته على اتخاذ قراراته بنفسه، وتنظيمه شئون حياته المختلفة، وأن يكون له هدف يسعى لتحقيقه، ورؤية توجه أفعاله وتصرفاته نحو تحقيق هذا الهدف، مع الإصرار والمثابرة، وقدرته على بناء علاقات اجتماعية إيجابية مع الآخرين، تسودها الثقة المتبادلة، بالإضافة إلى انخراطه في المهام. وتتضمن الرفاهية النفسية خمسة أبعاد، هي: تقبل الذات، والحياة الهادفة، والاستقلالية، والإسهام في رفاهية الآخرين، والاندماج في المهام.
وتقاس إجرائيًا بالدرجة التي يحصل عليها المراهق على مقياس الرفاهية النفسية
(إعداد الباحثة).
2- اليقظــــة العقليــــة Mindfulness:
عرفها محمود يوسف (2022، 434) على أنها حالة من الوعي الشعوري، والنشاط العقلي المرن الذي يجعل الفرد حساسًا للسياق، منتبهًا للخبرات الداخلية التي تحدث في اللحظة الراهنة، وملاحظتها ووصفها، والتركيز عليها أكثر من الانشغال بالخبرات الماضية أو الأحداث المستقبلية، والانفتاح والمراقبة المستمرة للأفكار والمشاعر من خلال تلك الخبرات، وتقبلها والتسامح معها، ومواجهة الأحداث كما هي في الواقع، دون التسرع في إصدار أحكام تقييمية عليها، مع المحافظة على الهدوء في جميع المواقف والأوقات. وتتضمن اليقظة العقلية خمسة أبعاد، هي: الملاحظة المتأهبة، والوصف، والتصرف بوعي، وتجنب الحكم على الخبرة الداخلية، وعدم إصدار رد فعل على الخبرة الداخلية.
وتقاس إجرائيًا بالدرجة التي يحصل عليها المراهق على مقياس اليقظة العقلية
(إعداد: محمود يوسف، 2022، 434).