الفهرس 
مدخل إلي البحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 223 |  |  |
| | | from | 223 | | |
المستخلص
يعتمد رقي وازدهار المجتمع بشكل أساسي على قدرات أفراده، وخاصة في هذا العصر الذي يشهد تقدماً علمياً هائلاً في شتي المجالات، الأمر الذي يتطلب من مؤسسات المجتمع العمل على تنمية القدرات المختلفة لهؤلاء الأفراد. ويمثل طلاب الجامعة شريحة كبيرة ومؤثرة في هذا المجتمع، ومن ثم فلابد من الاهتمام بهذه الشريحة وإعداد برامج إرشادية ونفسية التي من شانها مساعدتهم على تنمية مكامن القوة والجوانب الايجابية لديهم، وجعلهم أكثر مرونة في مواجهة ضغوط المواقف الحياتية للوصول إلى مستويات مرتفعة من التوافق النفسي والسعادة والهناء، ويوسع قدرتهم على المشاركة اجتماعياً، واقتصادياً وسياسيا.
هذا وقد حظيت الجوانب الإيجابية في الشخصية اهتمام علم النفس الإيجابي الذي ظهر في أواخر التسعينات كأحدث المداخل العلمية في علم النفس وشهد اهتماما واسعا من قبل عديد من الاختصاصيين النفسيين. فعلم النفس الإيجابي يتوجه نحو الكشف عن السجايا والفضائل الإنسانية الإيجابية ومكامن القوة وجوانب التميز في الطبيعة البشرية، وتعزيز كل ما يثري وينمي ويؤسس لحياة إنسانية مفعمة بالمعنى، والقيمة والإثمار، والسعادة.
الحيوية الذاتية أحد الجوانب الإيجابية التي يهدف البحث الحالي إلى تنميتها لدي طلاب قسم التربية الفنية الفرقة الأولي الذي هو أحد شرائح الطلاب الجامعيين نظرا لما يمر به الطلاب في هذه المرحلة، حيث إن الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى، كما يعد دخول الطلبة للمرحلة الجامعية انتقاله كبيرة في حياتهم نظراً لما تحمل هذه المرحلة من أهمية في بناء شخصية المتعلم والتطور في مستوى التفكير والثقافة، إلا أنهم يواجهون فيها الكثير من الصعوبات، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والشخصية، إضافة إلى ذلك فان بيئة الجامعة تعطي الطلبة مجالا أكبر للحرية والمسئولية، وهذا يؤدي في معظم الأحيان إلى الشعور بالقلق والتوتر والضغط النفسي، ولهذا دور الجامعة كبير جداً في مراعاة طلابها وتقديم كل ما يحتاجون إليه من خدمات وبرامج توعوية وإرشادية من شأنها مساعدتهم علي مواجهة التحديات، والصعوبات، والضغوط الحياتية وتهيئة المناخ المناسب لكي يتعلموا بكل ثقة واتزان وتكون حياتهم الجامعية مستقرة وميسرة، ويكونوا أكثر حيوية ونشاط واستقرار نفسي، وتعرف الحيوية الذاتية بأنها ”حالة من الشعور الايجابي بالتنبه واليقظة والفاعلية والامتلاء بالطاقة والنشاط والتحمس”، كما تقدم مؤشرا مقبولا للتنبؤ بالوضع الصحي العام للفرد من وجهة النظر الطبية والوضع العام للفرد من وجهة نظر المتخصصين في الصحة النفسية وعلم النفس الإيجابي.
مشكلة البحث:
تتمثل مشكلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي: ما فعالية البرنامج الإرشادي القائم علي فنيات علم النفس الإيجابي في تنمية الحيوية لدي الذاتية طلاب قسم التربية الفنية؟. ويتفرع منه الأسئلة التالية:
1- ما الفرق بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج ومتوسط درجات أفراد المجموعة نفسها بعد تطبيق البرنامج في الدرجة الكلية لمقياس الحيوية الذاتية؟
2- ما الفرق بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ومتوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة في الدرجة الكلية لمقياس الحيوية الذاتية؟
3- ما الفرق بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ومتوسط درجات أفراد المجموعة نفسها بعد فترة المتابعة في الدرجة الكلية لمقياس الحيوية الذاتية؟
أهداف البحث:
تسعي الباحثة إلى:
1- إعداد برنامج إرشادي قائم على بعض فنيات علم النفس الإيجابي وقياس مدي فعالية هذا البرنامج.
2- الكشف عن تأثير البرنامج في تنمية الحيوية الذاتية.
3- التعرف على مدي استمرار أثر البرنامج بعد انتهاء التطبيق.
أهمية البحث:
أولا: الأهمية النظرية
1- أهمية المرحلة العمرية التى يتعرض لها البحث وهى المرحلة الأولي في الجامعة نظرا لما يواجه الشباب فيها من تحديات وضغوط تم الإشارة إليها سابقا، كما أنها من المراحل المهمة التي تؤثر على تفاعل الفرد وأداؤه الاجتماعي والمشاركة في بناء المجتمع.
2- يعتمد البحث على علم النفس الإيجابي الذي يهتم بدراسة مكامن القوة في الشخصية وزيادة الكفاءة الذاتية والثقة بالنفس ومن ثم الإحساس بالسعادة والتوافق النفسي.
3- تناول البحث لمفهوم هام في مجال علم النفس الإيجابي وهو الحيوية الذاتية.
ثانيا: الأهمية التطبيقية
1- يسهم البحث في تنمية الحيوية الذاتية لدي طلاب قسم التربية الفنية وهذا من شأنه ان يساعدهم أن يكونوا أكثر حيوية وإيجابية وأكثر سعادة وصلابة في مواجهة المواقف الضاغطة وغير المرغوبة.
2- إعداد برنامج إرشادي لتنمية الحيوية الذاتية قائم علي فنيات علم النفس الإيجابي (المعني -لانفعالات الإيجابية -التدفق).
3- فتح المجال أمام الباحثين لعمل دراسات حول الحيوية الذاتية لكافة الفئات العمرية وذوي الاحتياجات الخاصة.
4- الاستفادة من نتائج البحث في وضع بعض المقترحات التي تتضمن الإرشادات والتوصيات الخاصة بتنمية الحيوية الذاتية وغيرها من المتغيرات الإيجابية لدي الشباب الجامعي.
مصطلحات البحث:
البرنامج الإرشادي Counseling Program:
يعرف البرنامج الإرشادي ”بأنه خطة محددة ودقيقة، تشمل مجموعة من الأنشطة والمواقف والخبرات المرابطة والمتكاملة، بهدف تنمية الأفراد الذين أعد البرنامج من أجلهم، وإكسابهم مهارات معينة تتناسب مع طبيعة نموهم الجسمي، والعقلي، والانفعالي، والاجتماعي والنفسي وتشمل هذه الخطة أسلوب التنفيذ وأدوات التقييم والمدة الزمنية اللازمة للتطبيق ”(عبد الله الرشود وآخرون ،٢٠١٨ :١١)
تعرف الباحثة البرنامج الإرشادي إجرائيًا بأنه ”مجموعة من الخطوات المنظمة والمحددة تشمل مجموعة من الجلسات الإرشادية والمعارف والأنشطة القائمة علي بعض فنيات علم النفي الإيجابي (المعني-الانفعالات الإيجابية _التدفق) لتقديم خدمات إرشادية بناءة، ترمي إلى تنمية الحيوية الذاتية كمتغير إيجابي وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لدي طلاب التعليم النوعي”.
فنيات علم النفس الإيجابيPositive psychology Techniques :
فنيات علم النفس الإيجابي هي ”مجموعة من الاستراتيجيات التي يتضمنها علم النفس الإيجابي وتهدف الي بناء القوي والفضائل الإنسانية وتعزيز الانفعالات الإيجابية التي تجعل الفرد قادرا علي مواجهة الضغوط والتعامل معها بنجاح وفاعلية.”
الحيوية الذاتيةٍSubjective Vitality :
عرف (,1979Ryan&Frederic) الحيوية الذاتية بأنها ”حالة من الشعور الإيجابي بالتنبه واليقظة والفاعلية، والامتلاء بالطاقة ،والتحمس والنشاط”، وعرفها(عبد العزيز سليم, 2016 :182 ) بأنها ”حالة من الشعور الإيجابي بالحياة والطاقة التي تعرب عن نفسها في صيغة التحمس والامتلاء بالحياة والإحساس بالقوة والشعور بالاقتدار، ويعتقد بأنها تجسيد لمشاعر الكفاءة والانتعاش وكون المرء فعالا ومنتجاً ونشيطا ”.
وتعرف الباحثة الحيوية الذاتية إجرائيًا بأنها ” حالة من الشعور الإيجابي بالطاقة والنشاط والتطلع إلى الجديد والقدرة علي توظيف الإمكانيات والمصادر المتاحة والتحلي بروح المبادرة والانطلاق الإيجابي في الحياة ”
محددات البحث:
1- المحددات المنهجية:
أ) منهج البحث: استخدمت الباحثة المنهج شبه التجريبي تصميم المجموعتين: المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لتحقيق هدف البحث الحالى.
ب) عينة البحث: تم إجراء البحث الحالي علي عينة قوامها (60) طالبة من طلاب كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق بالمستوي الأول قسم التربية الفنية، تتراوح أعمارهم بين (17-20) عاما، قسمت إلى مجموعتين: مجموعة ضابطة عددها (30) طالبة تم تطبيق البرنامج عليهم، ومجموعة تجريبية عددها (30) طالبة لم تتلقي أي معالجة تجريبية.
ج) أدوات البحث: تم تطبيق الأدوات الآتية:
- مقياس الحيوية الذاتية إعداد (Ryan& Fredric,1997) ترجمة وتعريب (عبد العزيز سليم ، 2016).
- البرنامج الإرشادي القائم علي فنيات علم النفس الإيجابي (إعداد الباحثة).
2- المحددات الزمنية: تم تطبيق البرنامج خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023/2024م.
3- المحددات المكانية: كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق- محافظة الشرقية.
4- الأساليب الإحصائية المستخدمة:
تم استخدام عدد من الأساليب الإحصائية المناسبة في ضوء أهداف وفروض البحث الحالي لمعالجة البيانات، واختبار صحة الفروض باستخدام برنامج باستخدام برنامج ”Spss” وتمثلت في نوعين من الأساليب:
أساليب لحساب الخصائص السيكومترية لأدوات البحث
- معامل ألفا لـ (كرونباخ)
- معامل ارتباط (كارل بيرسون)
أساليب للتحقق من صحة الفروض
الأساليب الإحصائية للبحث:
- اختبار (ت) t-test للعينات المرتبطة والمستقلة لقياس الفروق بين المجموعة التجريبية في القياس القبلي والبعدي، والفروق بين المجموعة التجريبية والضابطة في القياس البعدي.
- استخدام معادلة بلاك Black لحساب نسبة الكسب المصححة لتحديد فاعلية البرنامج الإرشادي القائم على فنيات علم النفس الإيجابي.
- استخدام معادلة كوهين (Cohen, 1988) لقياس حجم تأثير البرنامج الإرشادي القائم على فنيات علم النفس الإيجابي.